أهل كرم وجود وعطاء بلا حدود هم أهل غزة وأطفالها ونساؤها وكل ما فيها ولو كتب لحاتم الطائي أن يعود للحياة لشعر بالخجل وبأنه صغير جدا أمامهم.. غزة هذه الرقعة الصغيرة من الأرض المحاصرة التي تعاني القصف والجوع والعطش والتشرد تواجه جحودا ونكرانا ولامبالاة غير مسبوقة من كل العالم بشرقه وغربه ..
أهل كرم وجود وعطاء أهل غزة وهم الذين لم يتوقفوا يوما عن تعليمنا نحن الجالسون على الروابي وما أكثرها لمتابعة محرقة القرن أهم وأبلغ دروس الإنسانية المفقودة في عالمنا، وتقديم أنبل ما يمكن للمرء تقديمه للآخر في محنتهم التي طال أمدها..
نساء غزة الحصن الذي تحطمت عليه آليات الاحتلال لا يتوقفن عن كتابة الملاحم التي تجعلهم اليوم جديرون بكل الأوسمة والنياشين التي تجعلهم أكثر شعوب العالم صبرا وصمودا وشجاعة وقدرة على مواجهة أبشع أنواع الاحتلال المتبقي اليوم ..
فعلا نقف عاجزين عن فهم وإدراك صبر نساء فلسطين وفتياتها وأمهاتها وخنساواتها وجلدهن وهن من يحملن على أكتافهن الشهداء ويسعفن الجرحى ويبحثن بين صخور الأرض عن نبات أو منبع للماء يساعد الأطفال والمرضى على تأجيل الموت ولو ساعة.. نساء فلسطين وهن اللائي يحملن أكفانهن على ظهورهن حتى إذا ما فاجأ الموت إحداهن وهي في الخيمة أو في المستشفى أو في الطريق ماتت مستورة ..
نساء فلسطين وهن من يجمعن الأيتام ولا يتخلين عن مريض أو مسن أو شيخ أو طفل أو طفلة فقدت الأب أو ألام أو كلاهما في قصف إسرائيلي مجنون ..
نساء فلسطين ممن طوعن الطبيعة وجعلن من النباتات وأوراق الشجر وكل ما تفرزه الأرض طعاما يسعد الأطفال به حتى إن كان بلا رائحة أو طعم ...
نساء فلسطين ونساء غزة يصنعن تاريخا لا يدركه قادة العالم العاجزين الغارقين في نفاقهم وريائهم في الأروقة الأممية التي تشهد دموع التماسيح التي يذرفونها كما تشهد على تواطؤ القادة العرب المتدثرون في قصورهم المحروسة.. نساء فلسطين يرسمن اليوم قصائد لم يكتبها أعتى شعراء الجاهلية أو شعراء العصر الحديث.. ويكتبن قصصا وأساطير لم تجد بها أقلام أشهر وأكبر الفلاسفة.. على وجوههن نقرأ خارطة فلسطين المستباحة بتفاصيلها وقد دونت اسم كل طفل شهيد في عدوان اهتزت له الجبال.. على وجوههن التي لم تعد تعرف الابتسامة أسماء كل مخيم دمر وكل بيت أحرق وكل عائلة أبيدت في السجلات المدنية ..
لا أحد يعرف متى تتوقف حرب الإبادة المستمرة في غزة ولا أحد يعرف أيضا ما ستؤول إليه في النهاية من خسائر بشرية ومادية ومن دمار وتهجير بعد أن تجاوزت جرائم الاحتلال كل التوقعات بعد أن اثبت مدى تعطشه للدم وإصراره على إراقة المزيد حتى باتت غزة مقبرة مفتوحة اختلطت فيها أشلاء الآدميين بمن بقوا على قيد الحياة..
حتى هذه المرحلة مضت عشرة أشهر ولا يبدو لحرب الإبادة المفتوحة في غزة من نهاية بل على العكس فكل المؤشرات تؤكد أن الجريمة باقية وتتسع وأن حالة التطبيع واللامبالاة أيضا تغزو المشهد رغم كل التقارير الدولية ورغم المواقف والبيانات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة المكبلة أمام جرائم الاحتلال ورغم التحركات غير المسبوقة في محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية.. وكلما لاح في الأفق بصيص أمل ولو خافت لإنهاء المحرقة إلا ونشطت الصفقات العسكرية القادمة من العواصم الحليفة لتعزز إمكانيات وقدرات الاحتلال وتوفر له مزيد أدوات القتل والتنكيل للمضي قدما فيما يقترفه من قصف وتدمير وتجويع وحصار وحرمان للفلسطينيين من أبسط الاحتياجات من ماء أو غذاء ...
غزة تختزل في كلمات دونها درويش جين قال:"إن سألوكَ عن غزة قل لهم بها شهيد، يسعفه شهيد، ويصوره شهيد، ويودعه شهيد، ويصلي عليه شهيد.."
غزة العزة كشفت أسوأ ما في هذا النظام العالمي الجائر ولكنها فضحت أيضا إنسانيتنا الزائفة وأسقطت كل معاني القيم الإنسانية وما بقي من أقنعة الضمير الإنساني.. كيف ستكون غزة بعد انتهاء الحرب وأي مصير ينتظر تلك الأجيال من الأيتام والمشردين وكل الذين فقدوا عضوا من أعضائهم أو أكثر؟...
اسيا العتروس
أهل كرم وجود وعطاء بلا حدود هم أهل غزة وأطفالها ونساؤها وكل ما فيها ولو كتب لحاتم الطائي أن يعود للحياة لشعر بالخجل وبأنه صغير جدا أمامهم.. غزة هذه الرقعة الصغيرة من الأرض المحاصرة التي تعاني القصف والجوع والعطش والتشرد تواجه جحودا ونكرانا ولامبالاة غير مسبوقة من كل العالم بشرقه وغربه ..
أهل كرم وجود وعطاء أهل غزة وهم الذين لم يتوقفوا يوما عن تعليمنا نحن الجالسون على الروابي وما أكثرها لمتابعة محرقة القرن أهم وأبلغ دروس الإنسانية المفقودة في عالمنا، وتقديم أنبل ما يمكن للمرء تقديمه للآخر في محنتهم التي طال أمدها..
نساء غزة الحصن الذي تحطمت عليه آليات الاحتلال لا يتوقفن عن كتابة الملاحم التي تجعلهم اليوم جديرون بكل الأوسمة والنياشين التي تجعلهم أكثر شعوب العالم صبرا وصمودا وشجاعة وقدرة على مواجهة أبشع أنواع الاحتلال المتبقي اليوم ..
فعلا نقف عاجزين عن فهم وإدراك صبر نساء فلسطين وفتياتها وأمهاتها وخنساواتها وجلدهن وهن من يحملن على أكتافهن الشهداء ويسعفن الجرحى ويبحثن بين صخور الأرض عن نبات أو منبع للماء يساعد الأطفال والمرضى على تأجيل الموت ولو ساعة.. نساء فلسطين وهن اللائي يحملن أكفانهن على ظهورهن حتى إذا ما فاجأ الموت إحداهن وهي في الخيمة أو في المستشفى أو في الطريق ماتت مستورة ..
نساء فلسطين وهن من يجمعن الأيتام ولا يتخلين عن مريض أو مسن أو شيخ أو طفل أو طفلة فقدت الأب أو ألام أو كلاهما في قصف إسرائيلي مجنون ..
نساء فلسطين ممن طوعن الطبيعة وجعلن من النباتات وأوراق الشجر وكل ما تفرزه الأرض طعاما يسعد الأطفال به حتى إن كان بلا رائحة أو طعم ...
نساء فلسطين ونساء غزة يصنعن تاريخا لا يدركه قادة العالم العاجزين الغارقين في نفاقهم وريائهم في الأروقة الأممية التي تشهد دموع التماسيح التي يذرفونها كما تشهد على تواطؤ القادة العرب المتدثرون في قصورهم المحروسة.. نساء فلسطين يرسمن اليوم قصائد لم يكتبها أعتى شعراء الجاهلية أو شعراء العصر الحديث.. ويكتبن قصصا وأساطير لم تجد بها أقلام أشهر وأكبر الفلاسفة.. على وجوههن نقرأ خارطة فلسطين المستباحة بتفاصيلها وقد دونت اسم كل طفل شهيد في عدوان اهتزت له الجبال.. على وجوههن التي لم تعد تعرف الابتسامة أسماء كل مخيم دمر وكل بيت أحرق وكل عائلة أبيدت في السجلات المدنية ..
لا أحد يعرف متى تتوقف حرب الإبادة المستمرة في غزة ولا أحد يعرف أيضا ما ستؤول إليه في النهاية من خسائر بشرية ومادية ومن دمار وتهجير بعد أن تجاوزت جرائم الاحتلال كل التوقعات بعد أن اثبت مدى تعطشه للدم وإصراره على إراقة المزيد حتى باتت غزة مقبرة مفتوحة اختلطت فيها أشلاء الآدميين بمن بقوا على قيد الحياة..
حتى هذه المرحلة مضت عشرة أشهر ولا يبدو لحرب الإبادة المفتوحة في غزة من نهاية بل على العكس فكل المؤشرات تؤكد أن الجريمة باقية وتتسع وأن حالة التطبيع واللامبالاة أيضا تغزو المشهد رغم كل التقارير الدولية ورغم المواقف والبيانات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة المكبلة أمام جرائم الاحتلال ورغم التحركات غير المسبوقة في محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية.. وكلما لاح في الأفق بصيص أمل ولو خافت لإنهاء المحرقة إلا ونشطت الصفقات العسكرية القادمة من العواصم الحليفة لتعزز إمكانيات وقدرات الاحتلال وتوفر له مزيد أدوات القتل والتنكيل للمضي قدما فيما يقترفه من قصف وتدمير وتجويع وحصار وحرمان للفلسطينيين من أبسط الاحتياجات من ماء أو غذاء ...
غزة تختزل في كلمات دونها درويش جين قال:"إن سألوكَ عن غزة قل لهم بها شهيد، يسعفه شهيد، ويصوره شهيد، ويودعه شهيد، ويصلي عليه شهيد.."
غزة العزة كشفت أسوأ ما في هذا النظام العالمي الجائر ولكنها فضحت أيضا إنسانيتنا الزائفة وأسقطت كل معاني القيم الإنسانية وما بقي من أقنعة الضمير الإنساني.. كيف ستكون غزة بعد انتهاء الحرب وأي مصير ينتظر تلك الأجيال من الأيتام والمشردين وكل الذين فقدوا عضوا من أعضائهم أو أكثر؟...