في إحدى المرات، جلس الكاتب برنارد شو مع صديقته، وتناولا الحديث عن كيفية يمكن أن تكون للبشر جوانب خفية لا تُكتشف من النظرة الأولى. حينها، قال شو بعبارته الشهيرة: "البشر مثل الكتب.. هناك من يخدعنا بالغلاف، وهناك من يدهشنا بالمحتوى."
هذه العبارة البسيطة تحمل في طياتها حكمة عميقة حول طبيعة الإنسان. مثلما يكون للكتب غلاف قد يجذبنا أو ينفرنا، كذلك البشر. بعض الأشخاص يظهرون بصورة جذابة، ولكن عند التعمق في معرفتهم، نجد أن المحتوى لا يتطابق مع الغلاف اللامع الأخاذ. وربما نجد في بعض الأحيان أن المحتوى أفضل بكثير من الغلاف.
فبرنارد شو روى في قصته عن شخصين التقى بهما. الأول كان رجلاً ذا مظهر أنيق وأسلوب كلام سلس، ولكنه كان يخفي شخصية سطحية ومصالح ذاتية. في البداية، انخدع شو بمظهره الخارجي وظن أنه وجد صديقاً حقيقياً. ولكن مع مرور الوقت، بدأت تظهر حقيقة شخصيته، وكانت تلك الحقيقة مخيبة للآمال.
على النقيض، التقى شو بامرأة كانت تبدو بسيطة ولا تحمل ملامح جذب واضحة. إلا أنه بعد قضاء بعض الوقت معها، اكتشف أنها تحمل في داخلها عالماً من الأفكار العميقة والتجارب الغنية. كانت شخصية تحمل قيمًا نبيلة وأفقاً واسعاً، ما جعلها تبرز كنجمة ساطعة في سماء حياة الكاتب الشهير.
قصة برنارد شو، تظهر لنا أن التسرع في الحكم على الآخرين بناءً على مظهرهم الخارجي قد يؤدي إلى فهم غير كامل لشخصيتهم الحقيقية. في كثير من الأحيان، نجد الأشخاص الأكثر إثارة ودهشة وعمقا وعلما وتربية وأخلاقا واتزانا، هم أولئك الذين قد لا يلفتون النظر في البداية والعكس بالعكس.
فعبارة "البشر مثل الكتب"، تدعونا إلى التأمل في كيفية تعاملنا مع الآخرين. فمثلما نتعمق في قراءة الكتاب لاكتشاف مضمونه ومحتواه وأبعاده ورسائله، يجب أن نتعمق في معرفة الأشخاص لاكتشاف ما يحملونه في قلوبهم وعقولهم.. فالعلاقات الحقيقية الرصينة والدائمة لا تُبنى بالتأكيد على الغلاف وعلى الصورة الخارجية، بل على الفهم العميق للمحتوى والمضمون الداخلي المتأصلّ.
وبالتالي وجب علينا أن نكون مثل القراء الفضوليين الذين لا يتوقفون عند الغلاف، بل يغوصون في صفحات الكتاب لاكتشاف كنوزه المخفية وحقائقه الدفينة التي قد تكون عكس ما يظهر لنا من الخارج. وبهذه الطريقة، نكون قادرين على اكتشاف الجوانب المخفية في الآخرين وتقدير قيمتهم الحقيقية.. فأكثر من هم حولنا غلاف..
بقلم: سفيان رجب
في إحدى المرات، جلس الكاتب برنارد شو مع صديقته، وتناولا الحديث عن كيفية يمكن أن تكون للبشر جوانب خفية لا تُكتشف من النظرة الأولى. حينها، قال شو بعبارته الشهيرة: "البشر مثل الكتب.. هناك من يخدعنا بالغلاف، وهناك من يدهشنا بالمحتوى."
هذه العبارة البسيطة تحمل في طياتها حكمة عميقة حول طبيعة الإنسان. مثلما يكون للكتب غلاف قد يجذبنا أو ينفرنا، كذلك البشر. بعض الأشخاص يظهرون بصورة جذابة، ولكن عند التعمق في معرفتهم، نجد أن المحتوى لا يتطابق مع الغلاف اللامع الأخاذ. وربما نجد في بعض الأحيان أن المحتوى أفضل بكثير من الغلاف.
فبرنارد شو روى في قصته عن شخصين التقى بهما. الأول كان رجلاً ذا مظهر أنيق وأسلوب كلام سلس، ولكنه كان يخفي شخصية سطحية ومصالح ذاتية. في البداية، انخدع شو بمظهره الخارجي وظن أنه وجد صديقاً حقيقياً. ولكن مع مرور الوقت، بدأت تظهر حقيقة شخصيته، وكانت تلك الحقيقة مخيبة للآمال.
على النقيض، التقى شو بامرأة كانت تبدو بسيطة ولا تحمل ملامح جذب واضحة. إلا أنه بعد قضاء بعض الوقت معها، اكتشف أنها تحمل في داخلها عالماً من الأفكار العميقة والتجارب الغنية. كانت شخصية تحمل قيمًا نبيلة وأفقاً واسعاً، ما جعلها تبرز كنجمة ساطعة في سماء حياة الكاتب الشهير.
قصة برنارد شو، تظهر لنا أن التسرع في الحكم على الآخرين بناءً على مظهرهم الخارجي قد يؤدي إلى فهم غير كامل لشخصيتهم الحقيقية. في كثير من الأحيان، نجد الأشخاص الأكثر إثارة ودهشة وعمقا وعلما وتربية وأخلاقا واتزانا، هم أولئك الذين قد لا يلفتون النظر في البداية والعكس بالعكس.
فعبارة "البشر مثل الكتب"، تدعونا إلى التأمل في كيفية تعاملنا مع الآخرين. فمثلما نتعمق في قراءة الكتاب لاكتشاف مضمونه ومحتواه وأبعاده ورسائله، يجب أن نتعمق في معرفة الأشخاص لاكتشاف ما يحملونه في قلوبهم وعقولهم.. فالعلاقات الحقيقية الرصينة والدائمة لا تُبنى بالتأكيد على الغلاف وعلى الصورة الخارجية، بل على الفهم العميق للمحتوى والمضمون الداخلي المتأصلّ.
وبالتالي وجب علينا أن نكون مثل القراء الفضوليين الذين لا يتوقفون عند الغلاف، بل يغوصون في صفحات الكتاب لاكتشاف كنوزه المخفية وحقائقه الدفينة التي قد تكون عكس ما يظهر لنا من الخارج. وبهذه الطريقة، نكون قادرين على اكتشاف الجوانب المخفية في الآخرين وتقدير قيمتهم الحقيقية.. فأكثر من هم حولنا غلاف..