تعددت أصوات الشعراء هذه الأيام بشكل كبير مطالبة بحقها في الحضور والمشاركة في تأثيث سهرات شعرية ضمن برامج المهرجانات ويرى هؤلاء الشعراء إن مثل هذه الأمسيات الشعرية لا تعد سابقة في مسيرة وبرامج مهرجاناتنا الصيفية التي أهملت الجانب الفكري والثقافي واتجهت إلى الترفيه وعكست بذلك هنات أساءت للذائقة الإبداعية بصفة عامة على حد تعبيرهم
على امتداد مسيرته برز مهرجان قرطاج بتنظيمه أمسيات شعرية وأدبية استثنائية تعد اليوم من مفاخر هذا المهرجان العريق قبل استباحة ركحه في السنوات الأخيرة من كل "من هب ودب" باسم التجديد والتطوير والابتكار
**قرطاج "1980" .. الشعر الشعبي لأول مرة
سعت الدورة 17 لمهرجان قرطاج الدولي في صيف 1980 بإدارة رجل الثقافة والمسرح محمد رجاء فرحات إلى أن تحمل في برنامجها أكثر من مفاجأة فنية وإبداعية من خلال إعداد سهرات لها طابعها الخاص من خلال المراهنة على أسماء فنية عربية واعدة في تلك الفترة حيث كان جمهور المهرجان منذ 44 سنة خلت على موعد مع الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي في أول زيارة فنية لها إلى تونس.
وفي سهرة استثنائية كان الموعد – ولأول مرة في مسيرة هذا المهرجان العريق – مع الشعر الشعبي الملحون ... سهرة جمعت أساطين هذا الفن الإبداعي التونسي الأصيل حيث حضرت الإيقاعات الشعبية والأشعار التي تتغنى بالأرض والوطن والمرأة والحب والشموخ ... وبرز بشكل لافت في هذه السهرة الخالدة الشاعر الشعبي الخالد الشاهد الأبيض من خلال قصيده الملحون "مر فراقك ما تقتاش" وقد تجاوب معه الجمهور الغفير بشكل كبير . هذا القصيد تم في مرحلة لاحقة تسجيله وتقديمه بصوت الفنانة أسماء بن احمد.
ويعد الراحل الشاهد الأبيض من رواد الشعر الملحون ابتدأت مسيرته الفنية بحفظ الأغاني البدوية والأشعار التي تتغنى بصور البيئة التي عاش فيها وقد تأثر بالعديد من الشعراء بمنطقة المزونة وخاصة عبد السلام المصاورة وأحمد الوافي
والشاهد الأبيض معروف أيضا بأشعاره الوطنية ومثلت مشاركته في الدورة 17 لمهرجان قرطاج الدولي "صيف 1980" المفاجأة الفنية الخالدة إلى اليوم في مسيرة هذا المهرجان العريق.
ثاني هذه الأسماء التي شدت بحضورها الاستثنائي جمهور المهرجان منذ 44 سنة الشاعر علي الأسود المرزوقي أصيل مدينة دوز الذي انطلقت رحلته مع الشعر منذ حداثة سنه وقد كان للغربة اثر كبير في نحت شخصية شعرية استثنائية من خلال التحول النوعي في قصائده التي كانت بدايتها عاطفية ليتغير التوجه بعد تنامي الحس الوطني العربي في وجدانه فكان أن تحولت أشعاره إلى لوحات إبداعية تجسد تعلقه بالوطن العربي ككل فصورت قصائده كل أحزان الأمة وآلامها ليصبح شاعر الإنسانية الذي ينتصر للفقراء والمساكين والمضطهدين في كل مكان وهو الذي ناصر بشعره كل غاضب للحق ومطالب به ومن اشهر قصائده الثائرة على الواقع المؤلم الذي يعيش فيه الوطن العربي " لا تفكر في ربيع عربنا".
ومن الأسماء الأخرى التي نستحضرها في هذه السهرة الشعرية والغنائية الشعبية الاستثنائية الراحل نجيب الذيبي والراحل محمد الصغير ساسي واحمد البناني ...
**قرطاج "2005" و"2006" حضور عالمي متوهج
يحفظ التاريخ لرجل المسرح والسينما والتلفزيون المبدع الكبير رؤوف بن عمر انتصاره للشعر والشعراء وأهل الأدب والفكر في دورتي مهرجان قرطاج الدولي " الدورة 41 صيف 2005 " و" الدورة 42 صيف 2006 بصفته المدير الفني والتنفيذي لهما. ففي الدورة 41 للمهرجان " صيف 2005" استضاف المهرجان الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش والتي قال في شانها منذ 19 سنة "سعينا أن نعيد للشعر سلطته ومشكاته وصولجانه… وتطلعا للكلام الأصيل دعونا الشاعر محمود درويش ... يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل”. وقامت إدارة المهرجان في تلك الدورة " 2005" توزيع بالمناسبة كتاب أصدرته خصيصا تكريما لدرويش بعنوان "محمود درويش في تونس"
واختارت الدورة 42 لمهرجان قرطاج الدولي بإدارة رجل المسرح والسينما والتلفزيون رؤوف بن عمر المواصلة على ذات النهج الذي سارت عليه في دورة "صيف 2005" من خلال استضافة الشاعر الفلسطيني سميح القاسم والاحتفاء بتجربتين فريدتين في الشعر والأدب الروائي في إفريقيا وأمريكا اللاتينية ليوبولد سيدار سنغور والكاتب الخالد وغابريال غارسيا ماركيز
تتوفر في شعر سميح القاسم نزعة إنسانية، فهو يحب الإنسان ويكره الظلم، ويأمل أن تشرق شمس الإنسان رافعة ألوية النصر. وهو رقيق الشعور والأحاسيس الإنسانية ذات البعد الأخلاقي ومن أشهر أقواله "عربيٌّ بسيط أنا، وأحب السلام، رغم ظلم العداة وعسف الطغاة وفوضى الظلام (من قصيدة الوضوح).
يتفق النقاد أن شعر سميح القاسم سهل للفهم ولا يكتنفه الغموض، واضح المعاني وعادة لا يوجد فيه تعقيد وهو موسيقي يسهل حفظه، ويتداوله الفلسطينيون بكل مكان ويتغنون به وتكفي الإشارة في هذا المجال انه صاحب القصيد الشهير "منتصب القامة امشي" الذي لحنه وأداه الفنان اللبناني مارسيل خليفة.
ثاني الأسماء الإبداعية الخالدة التي تم الاحتفاء بتجربتها الشعرية في دورة 2006 لمهرجان قرطاج الدولي الكبير ليوبولد سيدار سنغور الملقب بــ "حكيم إفريقيا" الذي يعد رائدًا في الشعر السنغالي الحديث وسياسيًا مثقفًا، ورئيسًا حكيمًا،. جمع بين السياسة والأدب، تنازل عن طواعية عن السلطة وتركها ليتفرغ للأدب بعد عقدين قضاهما على كرسي الحكم. ويعتبر أحد أبرز رواد حركة "الزنوجة" التي ساهمت في دفع النهضة الأدبية الأفريقية إلى الأمام.
أما ثالث الأسماء المحتفى بها في الدورة 42 لمهرجان قرطاج الدولي "صيف 2006" هو الروائي الكولمبي الشهير غابريال غارسيا ماركيز، وهو واحد من أشهر كتاب الواقعية العجائبية، ويُعد عمله “مائة عام من العزلة” الأكثر تمثيلا لهذا النوع الأدبي. وتميّز الراحل بعبقرية أسلوبه ككاتب وموهبته في تناول الأفكار السياسية، مشكّلا جزءًا من ألبوم الأمريكي اللاتيني.
** قرطاج "2012" تكريم روح محمود درويش
خصص رجل السينما والثقافة فتحي الخراط سهرة للشعر العربي في إطار برنامج الدورة 48 لمهرجان قرطاج الدولي "صيف 2012" جاءت هذه السهرة الشعرية الاستثنائية لإحياء ذكرى رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الذي التحق بالرفيق الأعلى يوم 9 اوت 2008
شهدت هذه السهرة مشاركة عربية كبيرة من تونس، اليمن، مصر، ليبيا وفلسطين ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر المنصف الوهايبي، آدم فتحي من تونس، ومن فلسطين تميم البرغوثي،والإخوة جبران الذين تغنوا بأشعار المحتفى به محمود درويش في تلك السهرة.
يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. ففي قصائده يمتزج الحب بالوطن وبالحبيبة الأنثى.
على المستوى السياسي يحفظ التاريخ لمحمود درويش أنه كتب وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها سنة 1988 في دورة المجلس الوطني الفلسطيني المنعقدة بالجزائر
محسن بن احمد
تعددت أصوات الشعراء هذه الأيام بشكل كبير مطالبة بحقها في الحضور والمشاركة في تأثيث سهرات شعرية ضمن برامج المهرجانات ويرى هؤلاء الشعراء إن مثل هذه الأمسيات الشعرية لا تعد سابقة في مسيرة وبرامج مهرجاناتنا الصيفية التي أهملت الجانب الفكري والثقافي واتجهت إلى الترفيه وعكست بذلك هنات أساءت للذائقة الإبداعية بصفة عامة على حد تعبيرهم
على امتداد مسيرته برز مهرجان قرطاج بتنظيمه أمسيات شعرية وأدبية استثنائية تعد اليوم من مفاخر هذا المهرجان العريق قبل استباحة ركحه في السنوات الأخيرة من كل "من هب ودب" باسم التجديد والتطوير والابتكار
**قرطاج "1980" .. الشعر الشعبي لأول مرة
سعت الدورة 17 لمهرجان قرطاج الدولي في صيف 1980 بإدارة رجل الثقافة والمسرح محمد رجاء فرحات إلى أن تحمل في برنامجها أكثر من مفاجأة فنية وإبداعية من خلال إعداد سهرات لها طابعها الخاص من خلال المراهنة على أسماء فنية عربية واعدة في تلك الفترة حيث كان جمهور المهرجان منذ 44 سنة خلت على موعد مع الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي في أول زيارة فنية لها إلى تونس.
وفي سهرة استثنائية كان الموعد – ولأول مرة في مسيرة هذا المهرجان العريق – مع الشعر الشعبي الملحون ... سهرة جمعت أساطين هذا الفن الإبداعي التونسي الأصيل حيث حضرت الإيقاعات الشعبية والأشعار التي تتغنى بالأرض والوطن والمرأة والحب والشموخ ... وبرز بشكل لافت في هذه السهرة الخالدة الشاعر الشعبي الخالد الشاهد الأبيض من خلال قصيده الملحون "مر فراقك ما تقتاش" وقد تجاوب معه الجمهور الغفير بشكل كبير . هذا القصيد تم في مرحلة لاحقة تسجيله وتقديمه بصوت الفنانة أسماء بن احمد.
ويعد الراحل الشاهد الأبيض من رواد الشعر الملحون ابتدأت مسيرته الفنية بحفظ الأغاني البدوية والأشعار التي تتغنى بصور البيئة التي عاش فيها وقد تأثر بالعديد من الشعراء بمنطقة المزونة وخاصة عبد السلام المصاورة وأحمد الوافي
والشاهد الأبيض معروف أيضا بأشعاره الوطنية ومثلت مشاركته في الدورة 17 لمهرجان قرطاج الدولي "صيف 1980" المفاجأة الفنية الخالدة إلى اليوم في مسيرة هذا المهرجان العريق.
ثاني هذه الأسماء التي شدت بحضورها الاستثنائي جمهور المهرجان منذ 44 سنة الشاعر علي الأسود المرزوقي أصيل مدينة دوز الذي انطلقت رحلته مع الشعر منذ حداثة سنه وقد كان للغربة اثر كبير في نحت شخصية شعرية استثنائية من خلال التحول النوعي في قصائده التي كانت بدايتها عاطفية ليتغير التوجه بعد تنامي الحس الوطني العربي في وجدانه فكان أن تحولت أشعاره إلى لوحات إبداعية تجسد تعلقه بالوطن العربي ككل فصورت قصائده كل أحزان الأمة وآلامها ليصبح شاعر الإنسانية الذي ينتصر للفقراء والمساكين والمضطهدين في كل مكان وهو الذي ناصر بشعره كل غاضب للحق ومطالب به ومن اشهر قصائده الثائرة على الواقع المؤلم الذي يعيش فيه الوطن العربي " لا تفكر في ربيع عربنا".
ومن الأسماء الأخرى التي نستحضرها في هذه السهرة الشعرية والغنائية الشعبية الاستثنائية الراحل نجيب الذيبي والراحل محمد الصغير ساسي واحمد البناني ...
**قرطاج "2005" و"2006" حضور عالمي متوهج
يحفظ التاريخ لرجل المسرح والسينما والتلفزيون المبدع الكبير رؤوف بن عمر انتصاره للشعر والشعراء وأهل الأدب والفكر في دورتي مهرجان قرطاج الدولي " الدورة 41 صيف 2005 " و" الدورة 42 صيف 2006 بصفته المدير الفني والتنفيذي لهما. ففي الدورة 41 للمهرجان " صيف 2005" استضاف المهرجان الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش والتي قال في شانها منذ 19 سنة "سعينا أن نعيد للشعر سلطته ومشكاته وصولجانه… وتطلعا للكلام الأصيل دعونا الشاعر محمود درويش ... يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل”. وقامت إدارة المهرجان في تلك الدورة " 2005" توزيع بالمناسبة كتاب أصدرته خصيصا تكريما لدرويش بعنوان "محمود درويش في تونس"
واختارت الدورة 42 لمهرجان قرطاج الدولي بإدارة رجل المسرح والسينما والتلفزيون رؤوف بن عمر المواصلة على ذات النهج الذي سارت عليه في دورة "صيف 2005" من خلال استضافة الشاعر الفلسطيني سميح القاسم والاحتفاء بتجربتين فريدتين في الشعر والأدب الروائي في إفريقيا وأمريكا اللاتينية ليوبولد سيدار سنغور والكاتب الخالد وغابريال غارسيا ماركيز
تتوفر في شعر سميح القاسم نزعة إنسانية، فهو يحب الإنسان ويكره الظلم، ويأمل أن تشرق شمس الإنسان رافعة ألوية النصر. وهو رقيق الشعور والأحاسيس الإنسانية ذات البعد الأخلاقي ومن أشهر أقواله "عربيٌّ بسيط أنا، وأحب السلام، رغم ظلم العداة وعسف الطغاة وفوضى الظلام (من قصيدة الوضوح).
يتفق النقاد أن شعر سميح القاسم سهل للفهم ولا يكتنفه الغموض، واضح المعاني وعادة لا يوجد فيه تعقيد وهو موسيقي يسهل حفظه، ويتداوله الفلسطينيون بكل مكان ويتغنون به وتكفي الإشارة في هذا المجال انه صاحب القصيد الشهير "منتصب القامة امشي" الذي لحنه وأداه الفنان اللبناني مارسيل خليفة.
ثاني الأسماء الإبداعية الخالدة التي تم الاحتفاء بتجربتها الشعرية في دورة 2006 لمهرجان قرطاج الدولي الكبير ليوبولد سيدار سنغور الملقب بــ "حكيم إفريقيا" الذي يعد رائدًا في الشعر السنغالي الحديث وسياسيًا مثقفًا، ورئيسًا حكيمًا،. جمع بين السياسة والأدب، تنازل عن طواعية عن السلطة وتركها ليتفرغ للأدب بعد عقدين قضاهما على كرسي الحكم. ويعتبر أحد أبرز رواد حركة "الزنوجة" التي ساهمت في دفع النهضة الأدبية الأفريقية إلى الأمام.
أما ثالث الأسماء المحتفى بها في الدورة 42 لمهرجان قرطاج الدولي "صيف 2006" هو الروائي الكولمبي الشهير غابريال غارسيا ماركيز، وهو واحد من أشهر كتاب الواقعية العجائبية، ويُعد عمله “مائة عام من العزلة” الأكثر تمثيلا لهذا النوع الأدبي. وتميّز الراحل بعبقرية أسلوبه ككاتب وموهبته في تناول الأفكار السياسية، مشكّلا جزءًا من ألبوم الأمريكي اللاتيني.
** قرطاج "2012" تكريم روح محمود درويش
خصص رجل السينما والثقافة فتحي الخراط سهرة للشعر العربي في إطار برنامج الدورة 48 لمهرجان قرطاج الدولي "صيف 2012" جاءت هذه السهرة الشعرية الاستثنائية لإحياء ذكرى رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الذي التحق بالرفيق الأعلى يوم 9 اوت 2008
شهدت هذه السهرة مشاركة عربية كبيرة من تونس، اليمن، مصر، ليبيا وفلسطين ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر المنصف الوهايبي، آدم فتحي من تونس، ومن فلسطين تميم البرغوثي،والإخوة جبران الذين تغنوا بأشعار المحتفى به محمود درويش في تلك السهرة.
يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. ففي قصائده يمتزج الحب بالوطن وبالحبيبة الأنثى.
على المستوى السياسي يحفظ التاريخ لمحمود درويش أنه كتب وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها سنة 1988 في دورة المجلس الوطني الفلسطيني المنعقدة بالجزائر