إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. ناتنياهو يبصق على العالم ..

 

 كان ناتنياهو يبصق على العالم وهو يخاطب الأسبوع الماضي أعضاء الكونغرس الأمريكي وينفي أن يكون جيشه قتل مدنيا واحدا في غزة خلال عشرة أشهر من الإبادة المستمرة.. وقد تعمد أن يلعب دور الضحية الذي يواجه وحشا اسمه غزة.. كان يفعل ذلك أمام اكبر القيادات الأمريكية التي تسن قوانين السلم والحرب وتمول وتقود أكبر جيوش العالم.. ولو بحث هؤلاء عن غزة في الخارطة لوجدوا أنها اصغر من أي حي من أحياء واشنطن وهي محاصرة منذ سبعة عشرة عاما وأهلها يعيشون على الكفاف في سجن مفتوح لا يغادرونه.. وعندما جاءت عملية "طوفان الأقصى" وقع أهل غزة تحت مقصلة أفظع جيوش الاحتلال..

غزة المدمرة التي تعاني التجويع والتهجير واجهت طوال الأشهر الماضية أعتى جيوش العالم وصمدت.. غزة لم تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي وحده ولكنها تواجه كل الجيوش والقوى التي هبت واستنفرت وقادت السفن الحربية لضمان انتصار هذا الكيان..

وبعد المشهد الاستعراضي والاحتفالي الذي حظي به مجرم الحرب ناتنياهو في الكونغرس الأمريكي وتهليل النواب الأمريكيين وتصفيقهم لخطابه الذي يقطر دما وعنصرية وجب التساؤل إن كان ما حصل يمكن أن يكون مقدمة لترشيح ناتنياهو قاتل الأطفال والنساء المدعوم من القوى الكبرى في العالم للفوز بجائزة نوبل للسلام في موسمها القادم ..

فكل المؤشرات باتت تدفع إلى قناعة عدد كبير من نواب الكونغرس الأمريكي من جمهوريين وديموقراطيين أنهم أمام حمل وديع يستحق أن يرشح لجائزة نوبل للسلام.. نقول هذا الكلام ونحن نستعرض ما يجري في غزة منذ وصول ناتنياهو إلى العاصمة السياسية واشنطن فيما كانت الدبابات والمجنزرات والطائرات تدك غزة بالقنابل وتستهدف مدارس "الأونروا" وما بقي من مستشفيات أو ملاذات لأهالي القطاع المنكوبين ..

 السيناتور الأمريكي كريس فان هولن وفي أعقاب هذه الزيارة لناتنياهو على جماجم أطفال غزة عاد وأقر بأنه ما كان للديموقراطيين دعم هذا الزيارة.. موقف لا يغير من واقع غزة شيئا، ولكنه ربما يدفع إلى سطح الأحداث بتلك المظاهرات الاحتجاجية غير المسبوقة التي رافقت زيارة ناتنياهو إلى واشنطن هذه المرة في مختلف محطاتها وحركت شريحة واسعة من الرأي العام الأمريكي الذي انتفض ضد هذه الزيارة بما جعل ناتنياهو يتهم المتظاهرين والمحتجين بالموالاة لإيران..

ما حدث ويحدث من واشنطن إلى غزة يدفعنا للتساؤل عما حدث في مجدل شمس هذه المنطقة المحتلة في الجولان السوري بعد الصاروخ الذي استهدف عددا من الأطفال الذين كانوا يلعبون.. ليسارع ناتنياهو بمجرد عودته إلى تل أبيب بتحميل "حزب الله" مسؤولية ما حدث وتسارع واشنطن معه بتأكيد الاتهام رغم نفي المقاومة اللبنانية لهذه الاتهامات.. ولعلنا لا نجانب الصواب إذا اعتبرنا أنها اتهامات لا تستند إلى دليل وهدفها منح ناتنياهو فرصة مهاجمة لبنان وتوسيع رقعة الحرب وتحويل الأنظار عن كل الجرائم البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال في حق غزة ..

ناتنياهو يريد متنفسا من الاتهامات التي تلاحقه من كل جانب بعد تقارير محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية وكل التقارير الأممية التي لم يعد بإمكانها الصمت عن كل تلك الجرائم الموثقة والتي بات تفضح هذا الاحتلال وفي ذات الوقت تحرج حلفاءه في الغرب ...

الجولان أرض سورية محتلة منذ أكثر من أربعة عقود ومجدل شمس جزء لا يتجزأ منها ولا يمكن لكل قرارات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أن تلغي ذلك أو تنكر الأمر تماما، كما أن ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يوم أعلن أنه قرر منح ناتنياهو هضبة الجولان، عدوان سافر على الشرعية الدولية وانتصار للجلاد على حساب الضحية.. والعودة اليوم إلى استهداف مجدل شمس جريمة أخرى للاحتلال سيتعين الكشف عن ملابساتها وفي ظل التكنولوجيا الحديثة والأقمار الصناعة يمكن إثبات ذلك.. منذ بداية الحرب على غزة أنكر جيش الاحتلال ارتكاب الكثير من الجرائم المرتبطة بقتل واستهداف المدنيين وقصف مدارس "الأونروا" والمستشفيات وتفجير الخزانات المائية وتعذيب الأسرى وغيرها من الجرائم ولكنه كان يعود في كل مرة ليصمت ويقر بما ارتكبه مع ظهور تسجيلات لجنود الاحتلال تفضح ممارساته المتوحشة ..

اسيا العتروس

 

 

 ممنوع من الحياد..   ناتنياهو يبصق على العالم ..

 

 كان ناتنياهو يبصق على العالم وهو يخاطب الأسبوع الماضي أعضاء الكونغرس الأمريكي وينفي أن يكون جيشه قتل مدنيا واحدا في غزة خلال عشرة أشهر من الإبادة المستمرة.. وقد تعمد أن يلعب دور الضحية الذي يواجه وحشا اسمه غزة.. كان يفعل ذلك أمام اكبر القيادات الأمريكية التي تسن قوانين السلم والحرب وتمول وتقود أكبر جيوش العالم.. ولو بحث هؤلاء عن غزة في الخارطة لوجدوا أنها اصغر من أي حي من أحياء واشنطن وهي محاصرة منذ سبعة عشرة عاما وأهلها يعيشون على الكفاف في سجن مفتوح لا يغادرونه.. وعندما جاءت عملية "طوفان الأقصى" وقع أهل غزة تحت مقصلة أفظع جيوش الاحتلال..

غزة المدمرة التي تعاني التجويع والتهجير واجهت طوال الأشهر الماضية أعتى جيوش العالم وصمدت.. غزة لم تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي وحده ولكنها تواجه كل الجيوش والقوى التي هبت واستنفرت وقادت السفن الحربية لضمان انتصار هذا الكيان..

وبعد المشهد الاستعراضي والاحتفالي الذي حظي به مجرم الحرب ناتنياهو في الكونغرس الأمريكي وتهليل النواب الأمريكيين وتصفيقهم لخطابه الذي يقطر دما وعنصرية وجب التساؤل إن كان ما حصل يمكن أن يكون مقدمة لترشيح ناتنياهو قاتل الأطفال والنساء المدعوم من القوى الكبرى في العالم للفوز بجائزة نوبل للسلام في موسمها القادم ..

فكل المؤشرات باتت تدفع إلى قناعة عدد كبير من نواب الكونغرس الأمريكي من جمهوريين وديموقراطيين أنهم أمام حمل وديع يستحق أن يرشح لجائزة نوبل للسلام.. نقول هذا الكلام ونحن نستعرض ما يجري في غزة منذ وصول ناتنياهو إلى العاصمة السياسية واشنطن فيما كانت الدبابات والمجنزرات والطائرات تدك غزة بالقنابل وتستهدف مدارس "الأونروا" وما بقي من مستشفيات أو ملاذات لأهالي القطاع المنكوبين ..

 السيناتور الأمريكي كريس فان هولن وفي أعقاب هذه الزيارة لناتنياهو على جماجم أطفال غزة عاد وأقر بأنه ما كان للديموقراطيين دعم هذا الزيارة.. موقف لا يغير من واقع غزة شيئا، ولكنه ربما يدفع إلى سطح الأحداث بتلك المظاهرات الاحتجاجية غير المسبوقة التي رافقت زيارة ناتنياهو إلى واشنطن هذه المرة في مختلف محطاتها وحركت شريحة واسعة من الرأي العام الأمريكي الذي انتفض ضد هذه الزيارة بما جعل ناتنياهو يتهم المتظاهرين والمحتجين بالموالاة لإيران..

ما حدث ويحدث من واشنطن إلى غزة يدفعنا للتساؤل عما حدث في مجدل شمس هذه المنطقة المحتلة في الجولان السوري بعد الصاروخ الذي استهدف عددا من الأطفال الذين كانوا يلعبون.. ليسارع ناتنياهو بمجرد عودته إلى تل أبيب بتحميل "حزب الله" مسؤولية ما حدث وتسارع واشنطن معه بتأكيد الاتهام رغم نفي المقاومة اللبنانية لهذه الاتهامات.. ولعلنا لا نجانب الصواب إذا اعتبرنا أنها اتهامات لا تستند إلى دليل وهدفها منح ناتنياهو فرصة مهاجمة لبنان وتوسيع رقعة الحرب وتحويل الأنظار عن كل الجرائم البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال في حق غزة ..

ناتنياهو يريد متنفسا من الاتهامات التي تلاحقه من كل جانب بعد تقارير محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية وكل التقارير الأممية التي لم يعد بإمكانها الصمت عن كل تلك الجرائم الموثقة والتي بات تفضح هذا الاحتلال وفي ذات الوقت تحرج حلفاءه في الغرب ...

الجولان أرض سورية محتلة منذ أكثر من أربعة عقود ومجدل شمس جزء لا يتجزأ منها ولا يمكن لكل قرارات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أن تلغي ذلك أو تنكر الأمر تماما، كما أن ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يوم أعلن أنه قرر منح ناتنياهو هضبة الجولان، عدوان سافر على الشرعية الدولية وانتصار للجلاد على حساب الضحية.. والعودة اليوم إلى استهداف مجدل شمس جريمة أخرى للاحتلال سيتعين الكشف عن ملابساتها وفي ظل التكنولوجيا الحديثة والأقمار الصناعة يمكن إثبات ذلك.. منذ بداية الحرب على غزة أنكر جيش الاحتلال ارتكاب الكثير من الجرائم المرتبطة بقتل واستهداف المدنيين وقصف مدارس "الأونروا" والمستشفيات وتفجير الخزانات المائية وتعذيب الأسرى وغيرها من الجرائم ولكنه كان يعود في كل مرة ليصمت ويقر بما ارتكبه مع ظهور تسجيلات لجنود الاحتلال تفضح ممارساته المتوحشة ..

اسيا العتروس