مجددا تجد فرانشيكا البانيز، المسؤولة الأممية، نفسها في مواجهة حملة التحريض والشيطنة والاتهامات الإسرائيلية بمعاداة السامية، وهي التي تصر على خلاف كثير من المسؤولين، على كسر الصمت منذ بداية العدوان على غزة، وأن تسمي الأشياء بمسمياتها في التعاطي مع حرب الإبادة المستمرة منذ عشرة أشهر.. المسؤولة الأممية إيطالية الأصل التي تقيم في تونس، تصر على مواصلة عملها التطوعي لأجل القضية الفلسطينية، في مرمى سلطات الاحتلال، التي سبق لها أن منعتها من دخول غزة.. السبب هذه المرة يعود الى أن ألبانيز أيدت منشورا يقارن رئيس كيان الاحتلال نتنياهو بأدولف هتلر.. المنشور لكريج مخيبر وهو مسؤول أممي حقوقي سابق خير الاستقالة، وهو يتعلق بمقارنة على موقع "اكس" بين هتلر وهو محاط بحشود من أنصاره يرفعون شعار النازية وبين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي مع ملاحظة "أن التاريخ يراقب دوما ما يحدث"..
طبعا بقية الحكاية معلومة وسيكون بالإمكان تخيل مختلف الردود الإسرائيلية والأمريكية على هذه المقارنة والدعوات لإقالة ألبانيز.. وهذا ليس بالأمر الجديد كلما تعلق الأمر بفضح ممارسات الاحتلال ..
ألبانيز اعتبرت أن المحرقة لم يقع المساس بها ولكنها شددت أيضا على أن "الغضب الأخلاقي الانتقائي لن يوقف عجلة العدالة التي بدأت تتحرك أخيرا".
وهنا بيت القصيد ولب القضية، التي يتعين عدم تحويل الأنظار عنها، ومواصلة الجهود والتحشيد حتى تحقيقها وهي الضغط من أجل أن تعجل الجنائية الدولية بإصدار قرار ملاحقة مجرم الحرب نتنياهو وعصاباته وفي مقدمهم وزير أمنه المتطرف غالانت، الذي لم يخجل من وصف الفلسطينيين بـ"حيوانات بشرية" ولا من الدعوة الى إعدام الأسرى لتخفيف الأوضاع في السجن والمعتقلات الإسرائيلية ..
لقد قررت المحكمة الجنائية الدولية هذا الأسبوع تأجيل إصدار مذكرتي الاعتقال لنتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، لمنح فرصة لمزيد من الآراء القانونية.. وقناعتنا أن الأدلة والقرائن الموثقة في حق المسؤولين الإسرائيليين تكاد تنطق مطالبة بإيقاف ومحاكمة قتلة الأطفال.. ولا شك أنه في كل بيت وفي كل حي وفي كل مدرسة أو مستشفى أو مقر من المقرات الأممية وغيرها من الشهادات التي تقطر دما عما يقترفه جيش الاحتلال في حق أهالي غزة من مذابح يومية يهتز لها الحجر قبل البشر.. بل لا شك أن في تقارير المنظمات الأممية والحقوقية والإنسانية كما في مناشدات وصرخات وتحذير كبار المسؤولين في هذه المنظمات وغيرها بضرورة إيقاف المذابح ما يشكل وثائق إدانة لا تقبل التشكيك وسيتعين على الجنائية الدولية التي تواجه اختبارا مصيريا بعد إعلانها اعتزامها إصدار بطاقات إيداع في حق كبار المسؤولين الإسرائيليين ألا تسقط في فخ الابتزازات والمقايضات والتنديدات لإثنائها عن مواصلة هذه الخطوة التاريخية، وهي الجهاز القضائي الذي لم يتردد في إصدار بطاقة إيداع في حق الرئيس الروسي بوتين بسبب الحرب في أوكرانيا رغم أن حجم الكوارث الإنسانية التي يقترفها الجيش الإسرائيلي في حق الفلسطينيين، ليس منذ السابع من أكتوبر فقط بل ومنذ عقود طويلة، لا تكاد تحصى..
بررت الجنائية الدولية قرارها بتأجيل إصدار بطاقات الإيداع بسبب طلب أكثر من 60 دولة ومنظمة تأجيل صدور القرار لعرض اعتراضاتها بشأن طلب الاعتقال.. ويبدو أن المحكمة منحت الدول المعنية مهلة إلى غاية السادس من أوت القادم، وهي مدة كافية تمنح الاحتلال مزيد الوقت لتنفيذ مزيد الجرائم المروعة، كما حدث أمس في مدرستين للأونروا في غزة ..
يدرك المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان الذي خلف بن سوتا القاضية التي تحلت بالجرأة والشجاعة بإقرارها أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من صلاحيات المحكمة، الأمر الذي لم يرق كثيرا لتل أبيب وواشنطن.. لقد تردد كريم خان كثيرا في زيارة غزة وفضح ما يجري هناك وعندما بادر بزيارة مناطق الـ48 فقد التقى عائلات الأسرى الإسرائيليين بالدرجة الأولى واستمع لهم ولم يكلف نفسه الاستماع للفلسطينيين المنكوبين.. يمكن القول إن الفظاعات غير المسبقة التي يرتكبها الاحتلال وما يشهده الرأي العام الدولي من تحولات إزاء ما يجري في غزة بعد أن سقطت كل الأقنعة عن الجيش الإسرائيلي الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء في درجات التوحش وجرائم الإبادة والقفز على كل القوانين الإنسانية باستعمال كل الأسلحة بما في ذلك الأسلحة المحرمة دوليا، دفعت الجنائية الدولية إلى هذا الموقف إزاء ما يجري لأهالي غزة.. وسيتعين على هذه المحكمة أن تكسب الاختبار وأن تمضي في إصدار بطاقات الاعتقال وألا تتراجع أمام أي نوع من الضغط كان.. وفي كل الحالات سيبقى نتنياهو مجرم حرب وهو يحمل جينات زعيم النازيين هتلر ولكن جريمة نتنياهو مضاعفة لأنه لم يقرأ التاريخ ولأنه لا يزال يعتمد المحرقة ورقة لمواصلة دور الضحية وإدانة النازية ولكنه لا يقر ولا يعترف بأن ما يرتكبه يضاهي أو يفوق ما ارتكبه النازيون مع اختلاف مهم وأن العالم بأسره اليوم شاهد على المجازر التي تحمل توقيع نتنياهو وجيشه وحلفائه وداعميه بالمال والسلاح ..
آسيا العتروس
مجددا تجد فرانشيكا البانيز، المسؤولة الأممية، نفسها في مواجهة حملة التحريض والشيطنة والاتهامات الإسرائيلية بمعاداة السامية، وهي التي تصر على خلاف كثير من المسؤولين، على كسر الصمت منذ بداية العدوان على غزة، وأن تسمي الأشياء بمسمياتها في التعاطي مع حرب الإبادة المستمرة منذ عشرة أشهر.. المسؤولة الأممية إيطالية الأصل التي تقيم في تونس، تصر على مواصلة عملها التطوعي لأجل القضية الفلسطينية، في مرمى سلطات الاحتلال، التي سبق لها أن منعتها من دخول غزة.. السبب هذه المرة يعود الى أن ألبانيز أيدت منشورا يقارن رئيس كيان الاحتلال نتنياهو بأدولف هتلر.. المنشور لكريج مخيبر وهو مسؤول أممي حقوقي سابق خير الاستقالة، وهو يتعلق بمقارنة على موقع "اكس" بين هتلر وهو محاط بحشود من أنصاره يرفعون شعار النازية وبين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي مع ملاحظة "أن التاريخ يراقب دوما ما يحدث"..
طبعا بقية الحكاية معلومة وسيكون بالإمكان تخيل مختلف الردود الإسرائيلية والأمريكية على هذه المقارنة والدعوات لإقالة ألبانيز.. وهذا ليس بالأمر الجديد كلما تعلق الأمر بفضح ممارسات الاحتلال ..
ألبانيز اعتبرت أن المحرقة لم يقع المساس بها ولكنها شددت أيضا على أن "الغضب الأخلاقي الانتقائي لن يوقف عجلة العدالة التي بدأت تتحرك أخيرا".
وهنا بيت القصيد ولب القضية، التي يتعين عدم تحويل الأنظار عنها، ومواصلة الجهود والتحشيد حتى تحقيقها وهي الضغط من أجل أن تعجل الجنائية الدولية بإصدار قرار ملاحقة مجرم الحرب نتنياهو وعصاباته وفي مقدمهم وزير أمنه المتطرف غالانت، الذي لم يخجل من وصف الفلسطينيين بـ"حيوانات بشرية" ولا من الدعوة الى إعدام الأسرى لتخفيف الأوضاع في السجن والمعتقلات الإسرائيلية ..
لقد قررت المحكمة الجنائية الدولية هذا الأسبوع تأجيل إصدار مذكرتي الاعتقال لنتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، لمنح فرصة لمزيد من الآراء القانونية.. وقناعتنا أن الأدلة والقرائن الموثقة في حق المسؤولين الإسرائيليين تكاد تنطق مطالبة بإيقاف ومحاكمة قتلة الأطفال.. ولا شك أنه في كل بيت وفي كل حي وفي كل مدرسة أو مستشفى أو مقر من المقرات الأممية وغيرها من الشهادات التي تقطر دما عما يقترفه جيش الاحتلال في حق أهالي غزة من مذابح يومية يهتز لها الحجر قبل البشر.. بل لا شك أن في تقارير المنظمات الأممية والحقوقية والإنسانية كما في مناشدات وصرخات وتحذير كبار المسؤولين في هذه المنظمات وغيرها بضرورة إيقاف المذابح ما يشكل وثائق إدانة لا تقبل التشكيك وسيتعين على الجنائية الدولية التي تواجه اختبارا مصيريا بعد إعلانها اعتزامها إصدار بطاقات إيداع في حق كبار المسؤولين الإسرائيليين ألا تسقط في فخ الابتزازات والمقايضات والتنديدات لإثنائها عن مواصلة هذه الخطوة التاريخية، وهي الجهاز القضائي الذي لم يتردد في إصدار بطاقة إيداع في حق الرئيس الروسي بوتين بسبب الحرب في أوكرانيا رغم أن حجم الكوارث الإنسانية التي يقترفها الجيش الإسرائيلي في حق الفلسطينيين، ليس منذ السابع من أكتوبر فقط بل ومنذ عقود طويلة، لا تكاد تحصى..
بررت الجنائية الدولية قرارها بتأجيل إصدار بطاقات الإيداع بسبب طلب أكثر من 60 دولة ومنظمة تأجيل صدور القرار لعرض اعتراضاتها بشأن طلب الاعتقال.. ويبدو أن المحكمة منحت الدول المعنية مهلة إلى غاية السادس من أوت القادم، وهي مدة كافية تمنح الاحتلال مزيد الوقت لتنفيذ مزيد الجرائم المروعة، كما حدث أمس في مدرستين للأونروا في غزة ..
يدرك المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان الذي خلف بن سوتا القاضية التي تحلت بالجرأة والشجاعة بإقرارها أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من صلاحيات المحكمة، الأمر الذي لم يرق كثيرا لتل أبيب وواشنطن.. لقد تردد كريم خان كثيرا في زيارة غزة وفضح ما يجري هناك وعندما بادر بزيارة مناطق الـ48 فقد التقى عائلات الأسرى الإسرائيليين بالدرجة الأولى واستمع لهم ولم يكلف نفسه الاستماع للفلسطينيين المنكوبين.. يمكن القول إن الفظاعات غير المسبقة التي يرتكبها الاحتلال وما يشهده الرأي العام الدولي من تحولات إزاء ما يجري في غزة بعد أن سقطت كل الأقنعة عن الجيش الإسرائيلي الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء في درجات التوحش وجرائم الإبادة والقفز على كل القوانين الإنسانية باستعمال كل الأسلحة بما في ذلك الأسلحة المحرمة دوليا، دفعت الجنائية الدولية إلى هذا الموقف إزاء ما يجري لأهالي غزة.. وسيتعين على هذه المحكمة أن تكسب الاختبار وأن تمضي في إصدار بطاقات الاعتقال وألا تتراجع أمام أي نوع من الضغط كان.. وفي كل الحالات سيبقى نتنياهو مجرم حرب وهو يحمل جينات زعيم النازيين هتلر ولكن جريمة نتنياهو مضاعفة لأنه لم يقرأ التاريخ ولأنه لا يزال يعتمد المحرقة ورقة لمواصلة دور الضحية وإدانة النازية ولكنه لا يقر ولا يعترف بأن ما يرتكبه يضاهي أو يفوق ما ارتكبه النازيون مع اختلاف مهم وأن العالم بأسره اليوم شاهد على المجازر التي تحمل توقيع نتنياهو وجيشه وحلفائه وداعميه بالمال والسلاح ..