إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. عندما يهذي مجرم حرب في رحاب الكونغرس الأمريكي..

 

يعرف نتنياهو جيدا أنه يكذب، ولكنه يواصل الكذب أمام كل العالم، ويعرف أعضاء الكونغرس الأمريكي من جمهوريين وديموقراطيين وإدارة البيت الأبيض الذين يحتفون به أيضا، أنه كاذب وأنه مجرم حرب وقاتل يستحق الملاحقة والمحاكمة والسجن تماما كما يعرف الإعلام الأمريكي ومعه الإعلام الإسرائيلي هوية نتنياهو مصاص الدماء الذي لا يرتوي ..

والأكيد أنه أكثر من يدرك، أن في أي تقدم يمكن أن يحدث نحو إنهاء الحرب، نهاية له ولمسيرته الدامية وسقوطا لكل الحصون التي يتستر خلفها، بل الأكيد أن نهاية الحرب في غزة ستكون خطوة نحو المحاكمة في الداخل والخارج..

بدا نتنياهو كمن أصيب بحالة هذيان ولم يكن بإمكانه التحكم في حالة الإسهال التي أصابته وجعلته يتخيل أن الحضور ينصت له ويصدق كلامه.. ولكن الواقع أن الكل كان يضع حساباته ومخططاته بما سيكسبه من وراء هذا الحضور وهذا الدعم الكاذب..

نواب ومسؤولون أمريكيون وإعلاميون يجلسون أمام نتنياهو وكأنهم تلامذة أغبياء لا يفقهون ما يقال لهم ويقاطعونه مرة بعد مرة بالطأطأة والتصفيق وهم يستمعون لعبارات تقطر دما، تشهد على ما يتحمله أهل غزة منذ عشرة أشهر من توحش على يد أحد أعتى جيوش العالم الذي يتكرم عليه الحليف الأمريكي وبقية قوى الغرب بأعتى أنواع السلاح بما في ذلك السلاح المحرم دوليا وحتى غير ذلك من الأسلحة المستحدثة التي يتم اختبارها على أهل القطاع الى درجة أن الأطباء احتاروا في توصيف تداعيات ما يتعرض له المصابون من إصابات وأمراض لم يسبق لهم تشخيصها ..

وهذا طبعا ليس إلا غيض من فيض.. وما سبق لا يليق بنتنياهو فرانكشتاين العصر ورصيده الثقيل بجرائم الحرب وجرائم الإبادة التي تقترفها قواته ..

وقوف نتنياهو تحت قبة الكونغرس الأمريكي وصمة عار لمن منحه هذه الفرصة وهي مكافأة له على جرائم الإبادة التي يواصل اقترافها في حق غزة وأطفالها ونسائها..

جولات نتنياهو الاستعراضية لا تتوقف عند فضاء الكونغرس، وهو الذي سيحل اليوم ضيفا على الرئيس الأمريكي المتخلي بايدن، ويحل لاحقا ضيفا على الرئيس السابق ترامب ومنافسته هاريس في السباق الى البيت الأبيض ..

مشهد مشين، لا يستحق الاهتمام ولا يستحق التعليق، لما يتضمنه من استفزاز وأنانية مفرطة، من جانب أعضاء الكونغرس الأمريكي بمجلسيه.. صحيح أن نصف الديموقراطيين نحو96 نائبا ديموقراطيا قاطعوا الخطاب ونددوا بزيارة مجرم حرب ملاحق من الجنائية الدولية والعدل الدولية ومنظمات حقوقية تطالب بإيقافه وتسليمه للقضاء الدولي.. وصحيح أن عدد النواب الديموقراطيين الذين تجاهلوا نتنياهو تضاعف عما كانوا عليه خلال زيارته الأخيرة الى واشنطن.. ومع ذلك فإن مجرد دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس للمرة الرابعة على التوالي هو إقرار علني لا بتواطؤ الحليف الأمريكي في هذه الحرب، بل بمسؤوليته أيضا في ما يتعرض له قطاع غزة من إبادة جماعية تستهدف المكون المجتمعي للقطاع بالقصف والتهجير والتجويع ..

لقد وجب الإشارة أنها المرة الأولى التي يخرج فيها آلاف الأمريكيين لتطويق مقر الكونغرس والفندق الذي يقيم فيه نتنياهو للتنديد بجرائمه، في امتداد لما شهده الشارع الأمريكي والجامعات والنخب الأمريكية بعد انتفاضة الطلاب دعما للقضية الفلسطينية ورفضا لمواصلة تسليح هذا الكيان واستغلال أموال دافعي الضرائب لقتل الأطفال في غزة ..

مشهد غير مسبوق قد لا يكون له تأثير على صناع القرار السياسي الأمريكي وقد لا يحرك ساكنا لدى نتنياهو، ولكنه موقف تاريخي يسجل سقوط قناع الرواية الإسرائيلية المزورة التي فضحتها ممارسات هذا الكيان الاحتلالي الإجرامي وسيكون له حتما تداعياته مستقبلا.. قد لا تكون وشيكة ولكنها قادمة وعندما تعلو إرادة الشعوب في كسر السائد والمألوف وتقطع مع حالة التطبيع مع شلال الدم وتنتصر للضحية وتتصدى للجلاد.. قد تتعثر مرة ومرات وقد تحاصر وتمنع وتلاحق ولكنها ستتعلم من غزة كيف تصمد وتثبت على مواقفها..

آسيا العتروس

ممنوع من الحياد..      عندما يهذي مجرم حرب في رحاب الكونغرس الأمريكي..

 

يعرف نتنياهو جيدا أنه يكذب، ولكنه يواصل الكذب أمام كل العالم، ويعرف أعضاء الكونغرس الأمريكي من جمهوريين وديموقراطيين وإدارة البيت الأبيض الذين يحتفون به أيضا، أنه كاذب وأنه مجرم حرب وقاتل يستحق الملاحقة والمحاكمة والسجن تماما كما يعرف الإعلام الأمريكي ومعه الإعلام الإسرائيلي هوية نتنياهو مصاص الدماء الذي لا يرتوي ..

والأكيد أنه أكثر من يدرك، أن في أي تقدم يمكن أن يحدث نحو إنهاء الحرب، نهاية له ولمسيرته الدامية وسقوطا لكل الحصون التي يتستر خلفها، بل الأكيد أن نهاية الحرب في غزة ستكون خطوة نحو المحاكمة في الداخل والخارج..

بدا نتنياهو كمن أصيب بحالة هذيان ولم يكن بإمكانه التحكم في حالة الإسهال التي أصابته وجعلته يتخيل أن الحضور ينصت له ويصدق كلامه.. ولكن الواقع أن الكل كان يضع حساباته ومخططاته بما سيكسبه من وراء هذا الحضور وهذا الدعم الكاذب..

نواب ومسؤولون أمريكيون وإعلاميون يجلسون أمام نتنياهو وكأنهم تلامذة أغبياء لا يفقهون ما يقال لهم ويقاطعونه مرة بعد مرة بالطأطأة والتصفيق وهم يستمعون لعبارات تقطر دما، تشهد على ما يتحمله أهل غزة منذ عشرة أشهر من توحش على يد أحد أعتى جيوش العالم الذي يتكرم عليه الحليف الأمريكي وبقية قوى الغرب بأعتى أنواع السلاح بما في ذلك السلاح المحرم دوليا وحتى غير ذلك من الأسلحة المستحدثة التي يتم اختبارها على أهل القطاع الى درجة أن الأطباء احتاروا في توصيف تداعيات ما يتعرض له المصابون من إصابات وأمراض لم يسبق لهم تشخيصها ..

وهذا طبعا ليس إلا غيض من فيض.. وما سبق لا يليق بنتنياهو فرانكشتاين العصر ورصيده الثقيل بجرائم الحرب وجرائم الإبادة التي تقترفها قواته ..

وقوف نتنياهو تحت قبة الكونغرس الأمريكي وصمة عار لمن منحه هذه الفرصة وهي مكافأة له على جرائم الإبادة التي يواصل اقترافها في حق غزة وأطفالها ونسائها..

جولات نتنياهو الاستعراضية لا تتوقف عند فضاء الكونغرس، وهو الذي سيحل اليوم ضيفا على الرئيس الأمريكي المتخلي بايدن، ويحل لاحقا ضيفا على الرئيس السابق ترامب ومنافسته هاريس في السباق الى البيت الأبيض ..

مشهد مشين، لا يستحق الاهتمام ولا يستحق التعليق، لما يتضمنه من استفزاز وأنانية مفرطة، من جانب أعضاء الكونغرس الأمريكي بمجلسيه.. صحيح أن نصف الديموقراطيين نحو96 نائبا ديموقراطيا قاطعوا الخطاب ونددوا بزيارة مجرم حرب ملاحق من الجنائية الدولية والعدل الدولية ومنظمات حقوقية تطالب بإيقافه وتسليمه للقضاء الدولي.. وصحيح أن عدد النواب الديموقراطيين الذين تجاهلوا نتنياهو تضاعف عما كانوا عليه خلال زيارته الأخيرة الى واشنطن.. ومع ذلك فإن مجرد دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس للمرة الرابعة على التوالي هو إقرار علني لا بتواطؤ الحليف الأمريكي في هذه الحرب، بل بمسؤوليته أيضا في ما يتعرض له قطاع غزة من إبادة جماعية تستهدف المكون المجتمعي للقطاع بالقصف والتهجير والتجويع ..

لقد وجب الإشارة أنها المرة الأولى التي يخرج فيها آلاف الأمريكيين لتطويق مقر الكونغرس والفندق الذي يقيم فيه نتنياهو للتنديد بجرائمه، في امتداد لما شهده الشارع الأمريكي والجامعات والنخب الأمريكية بعد انتفاضة الطلاب دعما للقضية الفلسطينية ورفضا لمواصلة تسليح هذا الكيان واستغلال أموال دافعي الضرائب لقتل الأطفال في غزة ..

مشهد غير مسبوق قد لا يكون له تأثير على صناع القرار السياسي الأمريكي وقد لا يحرك ساكنا لدى نتنياهو، ولكنه موقف تاريخي يسجل سقوط قناع الرواية الإسرائيلية المزورة التي فضحتها ممارسات هذا الكيان الاحتلالي الإجرامي وسيكون له حتما تداعياته مستقبلا.. قد لا تكون وشيكة ولكنها قادمة وعندما تعلو إرادة الشعوب في كسر السائد والمألوف وتقطع مع حالة التطبيع مع شلال الدم وتنتصر للضحية وتتصدى للجلاد.. قد تتعثر مرة ومرات وقد تحاصر وتمنع وتلاحق ولكنها ستتعلم من غزة كيف تصمد وتثبت على مواقفها..

آسيا العتروس