نعتقد أن المؤسسة الصهيونية بكافة عناوينها الأمنية العسكرية والسياسية، وبكافة امتداداتها الداخلية والخارجية، وصولا إلى لوبياتها المتنفذة في الولايات المتحدة وأوروبا، لن تتوقف في يوم من الأيام أبدا، عن مهماتها الإستراتيجية الرامية إلى تنظيف المنطقة العربية مما يسمونها هم: عناصر القوة العربية المتنوعة -مثل الوحدة العربية والعلم والتعليم والتكنولوجيا والقوة العسكرية وغيرها، مضافا إليها عشرات العناصر الأخرى المتفرعة عنها، في كافة الحقول التعليمية-العلمية-التكنولوجية-الاقتصادية والإعلامية، وذلك في إطار صراع يعتبرونه وجوديا وجذريا-إما نحن وإما هم-، وحتى لو تم التوصل الى تسوية سياسية شاملة من المعتقد أنها لن تكون متناددة (وأنا شخصيا استبعدها)، فالأوضاع والأحوال العربية الراهنة لا تعطي العرب موقفا نديا مع ذلك الكيان، يتيح لهم بناء عناصر القوة المتكاملة، في العلم والتعليم والتكنولوجيا والاقتصاد، وبالتالي على المستوى العسكري الاستراتيجي، وهذا ما يعيدنا ربما على نحو عاجل، الى المربع الأول للصراع مع المشروع الصهيوني، بوصفه صراع وجود وبقاء، ما يستدعي أن تستيقظ الأمة على نحو متجدد وحقيقي، للخروج من أحوالها وحروبها-داحس والغبراء- الراهنة، نحو آفاق جديدة، وأن تعمل على إعادة ترتيب أوراقها وقدراتها وأجنداتها السياسية والإستراتيجية، تعيد الى قمتها فلسطين البوصلة، والصراع مع المشروع الصهيوني كأولوية عاجلة عاجلة…؟!
فأين العرب يا ترى من كل ذلك…؟. ومتى نرى فجرا عربيا آخر مختلفا عن الراهن العربي القطري الطائفي الإثني المفكك والمهزوم…؟!. الى كل ذلك: بينما يغرق العرب الأعراب وينخرطون بالوكالة في الحروب الأمريكية-الصهيونية ضد الأمة العربية ومشروعها الحضاري التحرري، وفي ظل المشهد العربي الخراب الذي توج بـ”اتفاقات ابراهام” التطبيعية بين دول عربية والعدو الصهيوني، فإن الكيان الصهيوني لا يتوقف عن العمل من أجل نحت الرواية الصهيونية المزعومة في كافة الأماكن العربية الفلسطينية، ولعل اخطر ما يجري في هذا السياق، هي المخططات والنوايا الصهيونية مع سبق التصميم الإجرامي وبغطاء ودعم أمريكي على تهويد كامل الأرض المحتلة وضمها للسيادة الصهيونية، وكذلك تلك الاقتحامات اليومية التي يقوم بها الإرهابيون المستعمرون اليهود يوميا في مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية، وفي مدينتي القدس والخليل على نحو خاص وللمقدسات فيهما –الحرم الشريف والتي يتصدى لها ويحبطها المقدسيون، والحرم الإبراهيمي الذي صادر الاحتلال مؤخرا الساحات المحيطة به لإحكام السيطرة الكاملة عليه، وهذه الاقتحامات تأتي على شكل موجات متلاحقة مبيتة مع سبق التخطيط طبعا، وهي ليست مجرد اقتحامات واعتداءات إرهابية على المقدسات، ففي المشهد الفلسطيني حروب صهيونية مفتوحة للإجهاز على الأرض والتاريخ والحضارة والتراث وكل المعالم التراثية التي تحكي حكايات الوجود والحضور العربي في هذه البلاد-فلسطين-، حروب صهيونية مفتوحة لاختراع رواية وهوية وحضارة صهيونية مزيفة على أنقاض روايتنا وهويتنا وحضارتنا العربية الإسلامية. وكل ذلك أصبح يجري حتى بدعم بعض العرب الاعراب بشكل مباشر أو غير مباشر، فمجرد الفرجة العربية الصامتة إنما هي مشاركة في الجريمة الصهيونية، لنجد أنفسنا في مواجهة هجوم صهيوني واسع النطاق لا يرحم، يهدف الى اختطاف فلسطين قضية وتاريخا وحقوقا ورواية الى الأبد، ما يستدعي أن ينتفض الفلسطينيون والعرب على الواقع الصعب، ليعيدوا حساباتهم وترتيب أولوياتهم في مواجهة ذلك الهجوم الصهيوني الصريح، فالغائب المغيب الاكبر في هذا المشهد هو الدور والفعل والإرادة العربية…؟!
تحتاج فلسطين والأمة أولا الى استعادة القضية ومكانتها في الوجدان العربي، كما تحتاج الى استنهاض عاجل للمشروع العربي النهضوي الحضاري الوحدوي التحرري الذي كان حمله ووطنه في الوعي القومي العربي الراحل الخالد جمال عبد الناصر، وهذا لن يكون إلا باستنفار كافة القوى العروبية الحية الحقيقية في العالم العربي، فقد أصبح واضحا تماما أن الحروب الأمريكية الصهيونية على الأمة العربية كانت وما تزال تستهدف كسر وتحطيم المشروع والفكر القومي العربي بصيغته الناصرية وتحويله الى مشاريع طائفية ومذهبية متحاربة لا تقوم لها قائمة في مواجهتهم…!
كاتب فلسطيني
بقلم: نواف الزرو
نعتقد أن المؤسسة الصهيونية بكافة عناوينها الأمنية العسكرية والسياسية، وبكافة امتداداتها الداخلية والخارجية، وصولا إلى لوبياتها المتنفذة في الولايات المتحدة وأوروبا، لن تتوقف في يوم من الأيام أبدا، عن مهماتها الإستراتيجية الرامية إلى تنظيف المنطقة العربية مما يسمونها هم: عناصر القوة العربية المتنوعة -مثل الوحدة العربية والعلم والتعليم والتكنولوجيا والقوة العسكرية وغيرها، مضافا إليها عشرات العناصر الأخرى المتفرعة عنها، في كافة الحقول التعليمية-العلمية-التكنولوجية-الاقتصادية والإعلامية، وذلك في إطار صراع يعتبرونه وجوديا وجذريا-إما نحن وإما هم-، وحتى لو تم التوصل الى تسوية سياسية شاملة من المعتقد أنها لن تكون متناددة (وأنا شخصيا استبعدها)، فالأوضاع والأحوال العربية الراهنة لا تعطي العرب موقفا نديا مع ذلك الكيان، يتيح لهم بناء عناصر القوة المتكاملة، في العلم والتعليم والتكنولوجيا والاقتصاد، وبالتالي على المستوى العسكري الاستراتيجي، وهذا ما يعيدنا ربما على نحو عاجل، الى المربع الأول للصراع مع المشروع الصهيوني، بوصفه صراع وجود وبقاء، ما يستدعي أن تستيقظ الأمة على نحو متجدد وحقيقي، للخروج من أحوالها وحروبها-داحس والغبراء- الراهنة، نحو آفاق جديدة، وأن تعمل على إعادة ترتيب أوراقها وقدراتها وأجنداتها السياسية والإستراتيجية، تعيد الى قمتها فلسطين البوصلة، والصراع مع المشروع الصهيوني كأولوية عاجلة عاجلة…؟!
فأين العرب يا ترى من كل ذلك…؟. ومتى نرى فجرا عربيا آخر مختلفا عن الراهن العربي القطري الطائفي الإثني المفكك والمهزوم…؟!. الى كل ذلك: بينما يغرق العرب الأعراب وينخرطون بالوكالة في الحروب الأمريكية-الصهيونية ضد الأمة العربية ومشروعها الحضاري التحرري، وفي ظل المشهد العربي الخراب الذي توج بـ”اتفاقات ابراهام” التطبيعية بين دول عربية والعدو الصهيوني، فإن الكيان الصهيوني لا يتوقف عن العمل من أجل نحت الرواية الصهيونية المزعومة في كافة الأماكن العربية الفلسطينية، ولعل اخطر ما يجري في هذا السياق، هي المخططات والنوايا الصهيونية مع سبق التصميم الإجرامي وبغطاء ودعم أمريكي على تهويد كامل الأرض المحتلة وضمها للسيادة الصهيونية، وكذلك تلك الاقتحامات اليومية التي يقوم بها الإرهابيون المستعمرون اليهود يوميا في مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية، وفي مدينتي القدس والخليل على نحو خاص وللمقدسات فيهما –الحرم الشريف والتي يتصدى لها ويحبطها المقدسيون، والحرم الإبراهيمي الذي صادر الاحتلال مؤخرا الساحات المحيطة به لإحكام السيطرة الكاملة عليه، وهذه الاقتحامات تأتي على شكل موجات متلاحقة مبيتة مع سبق التخطيط طبعا، وهي ليست مجرد اقتحامات واعتداءات إرهابية على المقدسات، ففي المشهد الفلسطيني حروب صهيونية مفتوحة للإجهاز على الأرض والتاريخ والحضارة والتراث وكل المعالم التراثية التي تحكي حكايات الوجود والحضور العربي في هذه البلاد-فلسطين-، حروب صهيونية مفتوحة لاختراع رواية وهوية وحضارة صهيونية مزيفة على أنقاض روايتنا وهويتنا وحضارتنا العربية الإسلامية. وكل ذلك أصبح يجري حتى بدعم بعض العرب الاعراب بشكل مباشر أو غير مباشر، فمجرد الفرجة العربية الصامتة إنما هي مشاركة في الجريمة الصهيونية، لنجد أنفسنا في مواجهة هجوم صهيوني واسع النطاق لا يرحم، يهدف الى اختطاف فلسطين قضية وتاريخا وحقوقا ورواية الى الأبد، ما يستدعي أن ينتفض الفلسطينيون والعرب على الواقع الصعب، ليعيدوا حساباتهم وترتيب أولوياتهم في مواجهة ذلك الهجوم الصهيوني الصريح، فالغائب المغيب الاكبر في هذا المشهد هو الدور والفعل والإرادة العربية…؟!
تحتاج فلسطين والأمة أولا الى استعادة القضية ومكانتها في الوجدان العربي، كما تحتاج الى استنهاض عاجل للمشروع العربي النهضوي الحضاري الوحدوي التحرري الذي كان حمله ووطنه في الوعي القومي العربي الراحل الخالد جمال عبد الناصر، وهذا لن يكون إلا باستنفار كافة القوى العروبية الحية الحقيقية في العالم العربي، فقد أصبح واضحا تماما أن الحروب الأمريكية الصهيونية على الأمة العربية كانت وما تزال تستهدف كسر وتحطيم المشروع والفكر القومي العربي بصيغته الناصرية وتحويله الى مشاريع طائفية ومذهبية متحاربة لا تقوم لها قائمة في مواجهتهم…!