مع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية التونسية، ويوم حسم السباق نحو قصر قرطاج، بدأت أنظار كل المتابعين داخليا وخارجيا، تتجه نحو المسار الانتخابي، ومحطاته الهامة، وبعد انطلاق الفترة الانتخابية الرئاسية يوم 14 جويلية الجاري، وما تقتضيه من إجراءات استثنائية، من البديهي أن يتركز الاهتمام على تقديم الترشحات لهذا الاستحقاق، في الفترة المتراوحة بين 29 جويلية و6 أوت، بما يمكن من التعرف على الأسماء التي ستخوض هذا السباق، لاسيما أنه مع كل يوم جديد سيزداد عدد المترشحين المحتملين، والحالمين بالوصول الى كرسي الرئاسة، بعد أن تجاوز عدد الذين تحصلوا على استمارات التزكيات 80 مترشحا محتملا، قبل عملية الغربلة، والإعلان عن قائمة المترشحين المقبولين مبدئيا يوم 11 أوت المقبل، في موعد هام سيحدد مصير الكثيرين.
وبعيدا عن أسماء المترشحين، الذين سيفرزهم غربال التزكيات، وبرامجهم الانتخابية، وتلويناتهم السياسية، ومرجعياتهم الفكرية، فإن تونس في وضع دقيق وحساس، يحتاج الى نوايا صادقة، وإرادة حقيقية، بعيدا عن الحسابات والمزايدات والأجندات، ولا شك أن إصلاح "خراب" سنوات و"سواد" تداعيات المحاصصات و"الغنائم"، لن يكون بالوعود الوهمية، والثرثرة الكلامية، ولا بالشعارات الجوفاء، والعزف على أوتار الفقراء والبسطاء، لأن معالجة الملفات العالقة، والحسم في الإصلاحات الضرورية، وإنقاذ الاقتصاد الوطني، يحتاج الى جهود مضنية في كل الاتجاهات، وخوض معركة تحرير وطنية، مثلما قال ذلك رئيس الجمهورية قيس سعيد، أول أمس، من ربوع برج الخضراء، خلال إعلانه عن ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية، باعتبار أن تونس في حاجة فعلا، الى معركة تحرير وطنية واسعة النطاق، وعلى جميع الواجهات، ضد الفساد، والمحسوبية، والانتهازية، والبيروقراطية، وكل الآفات و"الأمراض" والإشكاليات، دون أن ننسى التمسك بالقرار الوطني، والسيادة الوطنية، وما يتطلبه ذلك من شعور بالمسؤولية وروح وطنية، لاسيما في ظل الضغوطات الخارجية.
رئيس الجمهورية قالها، أول أمس، بوضوح "من برج الخضراء، أعلن رسميا ترشحي للرئاسية، يوم 6 أكتوبر لمواصلة مسيرة النضال في معركة التحرير الوطنية"، وسبق أن كرر عبارة "معركة تحرير وطني"، في عديد المناسبات، وتونس اليوم في حاجة ماسة فعلا، الى معركة تحرير وطني "طاحنة"، لمواجهة المشاكل المتفرعة، وإيجاد حلول لتراكمات سنوات، وتنفيذ الإصلاحات في مختلف القطاعات، باعتبار أن المنظومات المترهلة، تحتاج الى معالجات دقيقة، وعاجلة، للمنظومة المالية بإشكالياتها والمنظومة الإدارية بتعقيداتها والمنظومة الصحية بأمراضها المزمنة والمنظومة التربوية بإخلالاتها والمنظومة الفلاحية بمشاكلها المركبة، وغيرها من المنظومات، من أجل تحسين الوضع الاجتماعي للتونسيين، وهي ملفات ثقيلة، لن تحل بترشحات استعراضية، ولا ببرامج انتخابية وهمية.
وفي ظل أهمية هذا الاستحقاق، يبدو أن مختلف الأطراف المتداخلة، وفي مقدمتها هيئة الانتخابات، مطالبة بإنجاح المسار الانتخابي، عبر التزامها بالنزاهة والحيادية، وتطبيق القانون الانتخابي على الجميع دون تمييز، وتوفير مختلف متطلبات العملية الانتخابية في الداخل والخارج.
كما أن المترشحين المحتملين مطالبون بالتحلي بالمسؤولية، من خلال الارتقاء بالخطاب بعيدا عن المهاترات والمزايدات وتبادل الاتهامات، والدخول في دائرة التجريح والقدح، لأن المهم إقناع الناخبين بواقعية برامجهم الانتخابية، لا بقدراتهم الكلامية، وشعاراتهم الوهمية .
وسائل الإعلام بمختلف أنواعها ومحاملها، مطالبة هي الأخرى، بالتعاطي مع هذا الاستحقاق، بحيادية ووفق المعايير المهنية، دون تمييز بين المترشحين، وبعيدا عن كل المحاذير، التي حددتها هيئة الانتخابات .
ويبقى دور الناخبين كبيرا، في نزاهة وشفافية و"نظافة" العملية الانتخابية، أولا برفض كل أشكال الإغراءات، سواء من خلال قطع الطريق أمام شراء التزكيات، أو الأصوات، وثانيا عبر تجاهل البرامج الانتخابية الوهمية، التي لن تتحقق حتى في عصر "المعجزات"، والحذر من أصحاب الأجندات.
الطريق إلى قصر قرطاج، لابد أن يكون مبنيا على نوايا صادقة، وبرامج صادقة، وإرادة أصدق.
محمد صالح الربعاوي
مع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية التونسية، ويوم حسم السباق نحو قصر قرطاج، بدأت أنظار كل المتابعين داخليا وخارجيا، تتجه نحو المسار الانتخابي، ومحطاته الهامة، وبعد انطلاق الفترة الانتخابية الرئاسية يوم 14 جويلية الجاري، وما تقتضيه من إجراءات استثنائية، من البديهي أن يتركز الاهتمام على تقديم الترشحات لهذا الاستحقاق، في الفترة المتراوحة بين 29 جويلية و6 أوت، بما يمكن من التعرف على الأسماء التي ستخوض هذا السباق، لاسيما أنه مع كل يوم جديد سيزداد عدد المترشحين المحتملين، والحالمين بالوصول الى كرسي الرئاسة، بعد أن تجاوز عدد الذين تحصلوا على استمارات التزكيات 80 مترشحا محتملا، قبل عملية الغربلة، والإعلان عن قائمة المترشحين المقبولين مبدئيا يوم 11 أوت المقبل، في موعد هام سيحدد مصير الكثيرين.
وبعيدا عن أسماء المترشحين، الذين سيفرزهم غربال التزكيات، وبرامجهم الانتخابية، وتلويناتهم السياسية، ومرجعياتهم الفكرية، فإن تونس في وضع دقيق وحساس، يحتاج الى نوايا صادقة، وإرادة حقيقية، بعيدا عن الحسابات والمزايدات والأجندات، ولا شك أن إصلاح "خراب" سنوات و"سواد" تداعيات المحاصصات و"الغنائم"، لن يكون بالوعود الوهمية، والثرثرة الكلامية، ولا بالشعارات الجوفاء، والعزف على أوتار الفقراء والبسطاء، لأن معالجة الملفات العالقة، والحسم في الإصلاحات الضرورية، وإنقاذ الاقتصاد الوطني، يحتاج الى جهود مضنية في كل الاتجاهات، وخوض معركة تحرير وطنية، مثلما قال ذلك رئيس الجمهورية قيس سعيد، أول أمس، من ربوع برج الخضراء، خلال إعلانه عن ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية، باعتبار أن تونس في حاجة فعلا، الى معركة تحرير وطنية واسعة النطاق، وعلى جميع الواجهات، ضد الفساد، والمحسوبية، والانتهازية، والبيروقراطية، وكل الآفات و"الأمراض" والإشكاليات، دون أن ننسى التمسك بالقرار الوطني، والسيادة الوطنية، وما يتطلبه ذلك من شعور بالمسؤولية وروح وطنية، لاسيما في ظل الضغوطات الخارجية.
رئيس الجمهورية قالها، أول أمس، بوضوح "من برج الخضراء، أعلن رسميا ترشحي للرئاسية، يوم 6 أكتوبر لمواصلة مسيرة النضال في معركة التحرير الوطنية"، وسبق أن كرر عبارة "معركة تحرير وطني"، في عديد المناسبات، وتونس اليوم في حاجة ماسة فعلا، الى معركة تحرير وطني "طاحنة"، لمواجهة المشاكل المتفرعة، وإيجاد حلول لتراكمات سنوات، وتنفيذ الإصلاحات في مختلف القطاعات، باعتبار أن المنظومات المترهلة، تحتاج الى معالجات دقيقة، وعاجلة، للمنظومة المالية بإشكالياتها والمنظومة الإدارية بتعقيداتها والمنظومة الصحية بأمراضها المزمنة والمنظومة التربوية بإخلالاتها والمنظومة الفلاحية بمشاكلها المركبة، وغيرها من المنظومات، من أجل تحسين الوضع الاجتماعي للتونسيين، وهي ملفات ثقيلة، لن تحل بترشحات استعراضية، ولا ببرامج انتخابية وهمية.
وفي ظل أهمية هذا الاستحقاق، يبدو أن مختلف الأطراف المتداخلة، وفي مقدمتها هيئة الانتخابات، مطالبة بإنجاح المسار الانتخابي، عبر التزامها بالنزاهة والحيادية، وتطبيق القانون الانتخابي على الجميع دون تمييز، وتوفير مختلف متطلبات العملية الانتخابية في الداخل والخارج.
كما أن المترشحين المحتملين مطالبون بالتحلي بالمسؤولية، من خلال الارتقاء بالخطاب بعيدا عن المهاترات والمزايدات وتبادل الاتهامات، والدخول في دائرة التجريح والقدح، لأن المهم إقناع الناخبين بواقعية برامجهم الانتخابية، لا بقدراتهم الكلامية، وشعاراتهم الوهمية .
وسائل الإعلام بمختلف أنواعها ومحاملها، مطالبة هي الأخرى، بالتعاطي مع هذا الاستحقاق، بحيادية ووفق المعايير المهنية، دون تمييز بين المترشحين، وبعيدا عن كل المحاذير، التي حددتها هيئة الانتخابات .
ويبقى دور الناخبين كبيرا، في نزاهة وشفافية و"نظافة" العملية الانتخابية، أولا برفض كل أشكال الإغراءات، سواء من خلال قطع الطريق أمام شراء التزكيات، أو الأصوات، وثانيا عبر تجاهل البرامج الانتخابية الوهمية، التي لن تتحقق حتى في عصر "المعجزات"، والحذر من أصحاب الأجندات.
الطريق إلى قصر قرطاج، لابد أن يكون مبنيا على نوايا صادقة، وبرامج صادقة، وإرادة أصدق.