إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

جملة اعتراضية.. هل نحن في الزمن الصحيح؟

 

نلتمس اللطف من الجماهير الغفيرة التي هبت لعرضي كل من راغب علامة ووائل كفوري، الأول منذ أيام في افتتاح المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس، والثاني في ثاني سهرات الدورة الجديدة (58) لمهرجان قرطاج الدولي، لنسأل هل نحن في الزمن الصحيح؟

نحن طبعا لا نغبط جماهير النجمين اللبنانيين المذكورين الذين يعتبران من الأسماء الفنية العربية النادرة التي تزداد جماهيريتهم كلما تقدموا في السن، في فرحتهم، ولكن وما دمنا في مجال يتعلق بالموسيقى، الا يبدو ان هناك نشاز في اللحن والآداء؟ وبلغة أخرى، الا نكون قد أخطأنا العنوان؟ فالعالم العربي في فترة مظلمة، بل لعلها أحلك فترة في تاريخه. وغزة بفلسطين تنزف منذ أشهر والشعب الفلسطيني ينكل به ويتعرض الى ألوان من العذاب حتى ان الكيان الصهيوني يحرم سكان قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، تاريخ انطلاق العدوان الصارخ على القطاع، من الماء والدواء والغذاء ويقطع عنهم الاتصالات ويمارس طغيانه بشكل استفزازي مقرف متسببا في تفشي شعور بالغبن لدى الشعوب العربية وحتى لدى الشعوب الأجنبية.

انظروا كيف تعبر الشعوب في مختلف انحاء العالم عن غضبها وعن قرفها من ممارسات الكيان الصهيوني في غزة، وانظروا كيف يتجند الشباب في الغرب من اجل صد الدعاية الصهيونية ومن اجل كشف حقيقته الدموية، وكيف يشحذ هذا الشباب الهمم حتى انه يستعين بالأغاني الفلسطينية الشعبية في تظاهراته ومسيراته الغاضبة التي تجوب العواصم الغربية وكبرى المدن بهذه البلدان دون انقطاع، منذ أشهر. فليعذرنا جمهور راغب علامة الغفير وجمهور وائل كفوري الذي اكدت عديد المصادر الإعلامية ان تذاكر حفله في مهرجان قرطاج الدولي قد تم بيعها في السوق السوداء بضعف سعرها عدة مرات، عندما نتساءل هل ان الزمن اليوم هو زمن الفنانين المذكورين؟

ولنا ان نعترف باننا لم نكن لنصدق لو قيل لنا ان حفلا لراغب علامة في هذا الظرف الذي تمر به المنطقة العربية، وفي هذا التوقيت البائس الذي ينكل فيه بشعب من المفروض هو شقيق لامة تدعي الانتماء للعروبة، يمكن ان يستقطب كل تلك الجماهير خاصة من الشباب الذين هم من المفروض في صدارة الواعين بضرورة الدفاع عن القضايا العادلة. ما كنا لنصدق أيضا ان يكون حفل لوائل كفوري قبلة كل ذلك العدد من الجماهير. فالزمن وفق ما كنا نعتقد هو زمن الاغنية الملتزمة والفن القادرعلى شحذ الهمم، واذكاء شعلة الحماسة. واللحظة تقتضي ذلك أو من المفروض أن يكون الأمر كذلك. لكن على ما يبدو هناك خلل قد طرأ على ماكينة الزمن عندنا- كي لا نظلم العالم من حولنا.

ندرك ان كلامنا قد لا يصادق عليه كثيرون ويمكن لاي كان ان يخرج علينا بألف تفسير وتبرير ويقول لنا بأسلوب قوي اننا في حاجة الى الفرح والفرفشة وان الحياة تستمر. الحياة تستمر بالنسبة لهم بشكل عادي ويمكنهم ان يستطيبوا سهرات مجنونة وصاخبة، حتى لو استمر العدوان الصهيوني على غزة كل هذا الوقت وحتى ولو حدثت كل يوم مجزرة في غزة ولو احرق العدو الصهيوني خيام اللاجئين على رؤوس أصحابها. سيقولون لك انهم تأثروا وربما بكوا من اجل شهداء غزة وانهم لا يرضون الجوع لأطفال غزة وانهم يرثون لحال مئات الآلاف الذين هجروا من ديارهم بحثا عن بقعة آمنة ومع ذلك تلاحقهم آلة الحرب وتقصفهم وهم في طريق البحث عن المكان الآمن ويسقط منهم العشرات في كل مرة، ولكن الحياة بالنسبة لهم تستمر.

وطبيعي ان تستمر الحياة فتلك سنة الحياة أصلا. لكن أليس لكل زمن منطقه ولكل لحظة ناموسها، أم اننا فعلا أخطأنا الزمن؟

 حياة السايب

 

جملة اعتراضية..   هل نحن في الزمن الصحيح؟

 

نلتمس اللطف من الجماهير الغفيرة التي هبت لعرضي كل من راغب علامة ووائل كفوري، الأول منذ أيام في افتتاح المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس، والثاني في ثاني سهرات الدورة الجديدة (58) لمهرجان قرطاج الدولي، لنسأل هل نحن في الزمن الصحيح؟

نحن طبعا لا نغبط جماهير النجمين اللبنانيين المذكورين الذين يعتبران من الأسماء الفنية العربية النادرة التي تزداد جماهيريتهم كلما تقدموا في السن، في فرحتهم، ولكن وما دمنا في مجال يتعلق بالموسيقى، الا يبدو ان هناك نشاز في اللحن والآداء؟ وبلغة أخرى، الا نكون قد أخطأنا العنوان؟ فالعالم العربي في فترة مظلمة، بل لعلها أحلك فترة في تاريخه. وغزة بفلسطين تنزف منذ أشهر والشعب الفلسطيني ينكل به ويتعرض الى ألوان من العذاب حتى ان الكيان الصهيوني يحرم سكان قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، تاريخ انطلاق العدوان الصارخ على القطاع، من الماء والدواء والغذاء ويقطع عنهم الاتصالات ويمارس طغيانه بشكل استفزازي مقرف متسببا في تفشي شعور بالغبن لدى الشعوب العربية وحتى لدى الشعوب الأجنبية.

انظروا كيف تعبر الشعوب في مختلف انحاء العالم عن غضبها وعن قرفها من ممارسات الكيان الصهيوني في غزة، وانظروا كيف يتجند الشباب في الغرب من اجل صد الدعاية الصهيونية ومن اجل كشف حقيقته الدموية، وكيف يشحذ هذا الشباب الهمم حتى انه يستعين بالأغاني الفلسطينية الشعبية في تظاهراته ومسيراته الغاضبة التي تجوب العواصم الغربية وكبرى المدن بهذه البلدان دون انقطاع، منذ أشهر. فليعذرنا جمهور راغب علامة الغفير وجمهور وائل كفوري الذي اكدت عديد المصادر الإعلامية ان تذاكر حفله في مهرجان قرطاج الدولي قد تم بيعها في السوق السوداء بضعف سعرها عدة مرات، عندما نتساءل هل ان الزمن اليوم هو زمن الفنانين المذكورين؟

ولنا ان نعترف باننا لم نكن لنصدق لو قيل لنا ان حفلا لراغب علامة في هذا الظرف الذي تمر به المنطقة العربية، وفي هذا التوقيت البائس الذي ينكل فيه بشعب من المفروض هو شقيق لامة تدعي الانتماء للعروبة، يمكن ان يستقطب كل تلك الجماهير خاصة من الشباب الذين هم من المفروض في صدارة الواعين بضرورة الدفاع عن القضايا العادلة. ما كنا لنصدق أيضا ان يكون حفل لوائل كفوري قبلة كل ذلك العدد من الجماهير. فالزمن وفق ما كنا نعتقد هو زمن الاغنية الملتزمة والفن القادرعلى شحذ الهمم، واذكاء شعلة الحماسة. واللحظة تقتضي ذلك أو من المفروض أن يكون الأمر كذلك. لكن على ما يبدو هناك خلل قد طرأ على ماكينة الزمن عندنا- كي لا نظلم العالم من حولنا.

ندرك ان كلامنا قد لا يصادق عليه كثيرون ويمكن لاي كان ان يخرج علينا بألف تفسير وتبرير ويقول لنا بأسلوب قوي اننا في حاجة الى الفرح والفرفشة وان الحياة تستمر. الحياة تستمر بالنسبة لهم بشكل عادي ويمكنهم ان يستطيبوا سهرات مجنونة وصاخبة، حتى لو استمر العدوان الصهيوني على غزة كل هذا الوقت وحتى ولو حدثت كل يوم مجزرة في غزة ولو احرق العدو الصهيوني خيام اللاجئين على رؤوس أصحابها. سيقولون لك انهم تأثروا وربما بكوا من اجل شهداء غزة وانهم لا يرضون الجوع لأطفال غزة وانهم يرثون لحال مئات الآلاف الذين هجروا من ديارهم بحثا عن بقعة آمنة ومع ذلك تلاحقهم آلة الحرب وتقصفهم وهم في طريق البحث عن المكان الآمن ويسقط منهم العشرات في كل مرة، ولكن الحياة بالنسبة لهم تستمر.

وطبيعي ان تستمر الحياة فتلك سنة الحياة أصلا. لكن أليس لكل زمن منطقه ولكل لحظة ناموسها، أم اننا فعلا أخطأنا الزمن؟

 حياة السايب