إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يسابقون الزمن ويحشدون الصفوف لمنع زيارة ناتنياهو إلى واشنطن ومقاطعة خطابه في الكونغرس .. "شباب" أمريكا ينتصر للقضية الفلسطينية

 

واشنطن- الصباح - اسيا العتروس

خارج مقر انعقاد قمة الحلف الأطلسي بالعاصمة السياسية واشنطن الأسبوع الماضي، وفي الوقت الذي كان قادة دول الناتو يعلنون استمرار كافة أنواع الدعم العسكري الذي سيرتفع العام القادم إلى 40 مليار أورو إلى أوكرانيا ويفرشون السجاد الأحمر للرئيس زيلنسكي الذي يفرض نفسه وللمرة الثالثة على التوالي على قمة الحلف الأطلسي، كان أنصار غزة ومناهضو الحرب يتجمعون حول مكان انعقاد القمة رافعين راية فلسطين وقد توشحوا بالكوفية التي باتت جزءا من ميولاتهم الجديدة.. شباب من مختلف الجذور من دول عربية وأوروبية ومن أمريكا تجاوزوا كل الحواجز الأمنية التي تطوق العاصمة واشنطن التي تحولت إلى ثكنة أمنية وزحفوا إلى مختلف البوابات المفتوحة المؤدية إلى الشارع الموازي لقصر المؤتمرات بواشنطن ( WASHINGTON CONVENTION CENTRE ) حيث يجمع قادة الحلف الأطلسي ضيوف الرئيس بايدن في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحلف في أعقاب الحرب العالمية الثانية ومواجهة التمدد السوفياتي ..

لم يكن الحضور كثيفا ولم تقتصر المشاركة على الشباب بل جمعت متظاهرين من مختلف الأجيال أصروا على أن تكون ألوان العلم الفلسطيني واضحة للعيان في العاصمة الأمريكية حيث تصدر القرارات تباعا بدعم كيان الاحتلال ومواصلة تمويله بالسلاح والعتاد وكل أنواع الذخيرة المحرمة دوليا.. كانت أصواتهم قوية وواضحة وهم يصرخون أوقفوا الإبادة في غزة(STOP THE GENOCIDE ) أوقفوا تسليح الاحتلال (STOP ARMS RO ISRAEL) ناتنياهو مجرم حرب (NETNYAHOU A WAR CRIMINAL) قبل أن يرددوا معا (FREE .. FREE PALESTINE) قلة قليلة من مئات الصحفيين الدوليين الذين كانوا يواكبون قمة "الناتو" اتجهوا صوبهم وهم يغادرون مقر انعقاد القمة.. كان إلى جانبي موسى موباسي صحفي موريتاني ونائلة بن رحال من الجزائر وقد توقفنا مطولا للحديث مع عدد من هؤلاء المحتجين في عقر دار أمريكا الحليف الأول لإسرائيل. من أين جاؤوا ولماذا وكيف يمكنهم التأثير لتغيير المشهد الدموي في غزة؟..

تبحث عن جواب فيأتيك صوت شاب من أصول إيرانية وآخر أمريكي وثالث خليلي وأخرى من نابلس تقول أنا من أصول فلسطينية جئت لاحتج على لامبالاة إدارة بايدن ومعه قادة العالم إزاء ما يحدث في غزة من قتل وتدمير وإبادة ..

تحت أنظار رجال الأمن المتأهبين والمدججين بالسلاح ورغم أشعة الشمس الحارقة افترش بعضهم الأرض والبعض الآخر وقف خلف الحاجز الأمني أو الجدار المشبك يرددون معا "بايدن أوقف الحرب".. لم يتدخل الأمن ولم يمنعهم من الوقوف على أبواب مقر انعقاد قمة "الناتو" التي تمحورت حول أوكرانيا وسبل دعمها اللامحدود ..

حملة مستمرة ضد زيارة ناتنياهو

أحمد أبو زنيد المدير التنفيذي للحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين وهو محام ومخرج فيلم وثائقي "شكرا عشرة أيام في فلسطين "USCPRوهو يدير شبكة اتصالات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة بهدف دعم حقوق الفلسطينيين وشارك قبل ذلك في تأسيس منظمة "مدافعون عن الحلم"DREAM DEFENDERS . رغم الانتقادات التي تلاحقه بمعاداة السامية والعنصرية يواصل احمد وفريقه تنظيم الحملة الدعائية والخطوة القادمة تهدف إلى استنفار اكبر عدد ممكن من المتظاهرين لتطويق مقر الكونغرس في 24 جويلية القادم حيث يفترض أن يلقي ناتنياهو خطابا أمام الكونغرس. يقول احمد أبو زنيد لان الكيل طفح وهذه الجرائم يجب أن تتوقف". وفي مارس الماضي حاول المحتجون الضغط على بايدن خلال إلقائه خطاب حالة الاتحاد في الكونغرس .

يجمع أعضاء شبكة الحملة الأمريكية لدعم حقوق الفلسطينيين على أن هدفهم تحقيق السلام وإنهاء الصراع سلميا وهم يدفعون إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي والتخلي عن سياسة المكيالين كما يدعون إلى ضرورة الضغط للتوقف عن تزويد إسرائيل بالسلاح. ويقول ابو زنيد انه في الفترة بين 2017 و2019 تمكنت منظمات داعمة للاستيطان في إسرائيل إلى جمع 144 مليون دولار في نيويورك فقط. وهو يصر على ضرورة استهداف أعضاء الكونغرس لمواصلة هذا الضغط ويقول انه تم إجراء 324 ألف اتصال هاتفي مع نواب من الجمهوريين والديموقراطيين إلى جانب إرسال أكثر من 1.6 مليون رسالة احتجاجية عبر الايميل ..

يعتبر أعضاء الحملة أن صيف أمريكا 2024 سيكون ساخنا على كل الجبهات الانتخابية والأرجح أن تحتدم المعركة بعد محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس السابق ترامب ومنافس بايدن في السباق إلى البيت الأبيض .

-الكوفية في الموعد

الواضح أن الكوفية الفلسطينية التي تحولت إلى رمز للقضية الفلسطينية واجتاحت في الأشهر الماضية الجامعات الأمريكية وباتت حاضرة في مختلف احتفالات نهاية السنة الجامعية في مختلف الجامعات الأمريكية واعرق الجامعات البريطانية والفرنسية تحولت إلى جسر لدى مختلف الشباب الذي يسجل صحوة غير مسبوقة في اهتمامه للقضية الفلسطينية وانتصاره للعدالة الدولية ولحق الشعوب في الحرية.. مبيعات الكوفية الفلسطينية في الولايات المتحدة، سجلت ارتفاعا قياسيا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ويرتديها الأميركيون المناهضون للحرب بوصفها شعارا وعنوانا ورمزا، للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا العدوان في غزة ..

الكوفية حاضرة في مختلف الفعاليات السياسية والثقافية الداعمة للقضية الفلسطينية وأصبح هذا الوشاح رمزا للصمود في غزة، وشعارا ضد ظلم وانتهاكات الاحتلال. وقد انخرط نجوم من مجالات الفن والرياضة والسياسة وقطاع واسع من طلاب الجامعات في التوشح بالكوفية. وهي أيضا عنوان للوحدة الفلسطينية ونموذج للتضامن الذي يجمع حوله المتعاطفون مع القضية الفلسطينية. وغالبا ما تكون الكوفية إلى جانب العلم الفلسطيني والأغاني الثورية الفلسطينية حاضرة في مختلف التجمعات المؤيدة للفلسطينيين.. لم تمنع الحملة الأمريكية الشرسة الجامعيين والطلبة والنخب من التظاهر والاحتجاج للمطالبة بإيقاف المجازر في غزة وتطبيق القانون الدولي ومنع استمرار تسليح إسرائيل.. وخلال الأشهر الماضية شهدت الجامعات الأمريكية صحوة طلابية غير مسبوقة شبيهة بما حدث في ستينات القرن الماضي ضد حرب فيتنام وذلك رغم محاولات الترهيب وهرسلة النشطاء ومحاولات تجريم أي تعبير عن الهوية الفلسطينية. كل ذلك إلى جانب قمع الاحتجاجات واعتقال الكثير من المحتجين بما في ذلك أساتذة جامعيين تحت غطاء معاداة السامية وبات التوشح بالكوفية الفلسطينية تهمة تلاحق أنصار القضية الفلسطينية ...

وهذه التعبئة الواسعة في الولايات المتحدة ضد العنصرية والقمع المناهض للفلسطينيين تُعد الآن واحدة من المحركات الرئيسية للحركة العالمية للتضامن مع فلسطين. ولا يخفي أنصار القضية الفلسطينية في أمريكا توجههم لتوسيع حلقة التضامن بما في ذلك مع اليهود الذين يعارضون جرائم ناتنياهو، ويتحركون من أجل حرية الشعب الفلسطيني .

 -ما بعد 24 جويلية

تصر منظمة الحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين على أن موعد 24 جويلية سيكون حاسما وسيوجه رسالة قوية لناتنياهو باعتباره مجرم حرب ملاحق من الجنائية الدولية، كما يعتبرون أنها رسالة أيضا للرئيس بايدن ولمنافسه ترامب بان الرأي العام الأمريكي يتغير ولا يمكن أن يقبل بالانحياز اللامحدود لإسرائيل ويواصل تسليح ناتنياهو لقتل الأبرياء.. ويطالب النشطاء أعضاء الكونغرس الذين يمثلون مناطق سكنهم، بإلغاء زيارة ناتنياهو ومقاطعة خطابه أمام الكونغرس إذا ما بقيت الدعوة، وضرورة وقف الدعم المالي والعسكري المفتوح وغير المشروط لهذه الحكومة الإجرامية.

ولكن يبدو أن ناتنياهو حريص على هذه الزيارة خاصة بعد أن أعلن نواب عن الحزب الديمقراطي مقاطعتهم للخطاب. ومن المنتظر أن يتواجد أنصار ونشطاء ومؤسسات داعمة للقضية الفلسطينية ومجموعات شبابية في محيط مبنى الكونغرس الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن، أثناء الزيارة المقررة لرئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس في الـ 24 من الشهر الجاري.

وتوجه نشطاء في منشورات لهم بالطلب من الكونغرس الأميركي بإصدار بلاغ لاعتقال نتنياهو حال وصوله الولايات المتحدة، وتوجيه لائحة اتهام ضده على الجرائم الشنيعة التي ارتكبت بحق الأبرياء في غزة على مدار الشهور التسعة الماضية. ومن المقرر أن يرفع النشطاء شارة حمراء على طول محيط مبنى الكابيتول لإعلان التضامن والتأييد للقضية الفلسطينية ورفض الدعم الأميركي اللامحدود لدولة الاحتلال. وفي هذا الاتجاه يقول ادموند غريب أستاذ العلاقات الدولية الأمريكي اللبناني في جامعة جورج تاون في واشنطن إن هناك تغييرات في الرأي العام الأمريكي من استمرار الحرب في غزة وان هناك تقارير تشير إلى أنه لا يمكن الثقة في ناتنياهو.. وأوضح أن الإدارة الأمريكية تعلم أن ما يجري في قطاع غزة هو عمل مروع بدأ يترك تداعيات خطيرة على صورة ومصداقية الولايات المتحدة الأمريكية.. هل نحن إزاء لوبي عربي موسع قادر على منافسة اللوبي اليهودي؟ يقول ادموند غريب انه من السابق لأوانه الحديث عن لوبي عربي منظم ومؤثر رغم هذا التحول في الرأي العام الأمريكي وفي عرب أمريكا الذين قد يصل عددهم إلى ثلاثة ملايين.. ولكن الأكيد أن صوت هؤلاء سيكون مهما في السباق القادم إلى البيت الأبيض وأن صوت الحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين بدأ يرتفع ولن يتراجع أو يخفت بعد الآن ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يسابقون الزمن ويحشدون الصفوف لمنع زيارة ناتنياهو إلى واشنطن ومقاطعة خطابه في الكونغرس ..   "شباب" أمريكا ينتصر للقضية الفلسطينية

 

واشنطن- الصباح - اسيا العتروس

خارج مقر انعقاد قمة الحلف الأطلسي بالعاصمة السياسية واشنطن الأسبوع الماضي، وفي الوقت الذي كان قادة دول الناتو يعلنون استمرار كافة أنواع الدعم العسكري الذي سيرتفع العام القادم إلى 40 مليار أورو إلى أوكرانيا ويفرشون السجاد الأحمر للرئيس زيلنسكي الذي يفرض نفسه وللمرة الثالثة على التوالي على قمة الحلف الأطلسي، كان أنصار غزة ومناهضو الحرب يتجمعون حول مكان انعقاد القمة رافعين راية فلسطين وقد توشحوا بالكوفية التي باتت جزءا من ميولاتهم الجديدة.. شباب من مختلف الجذور من دول عربية وأوروبية ومن أمريكا تجاوزوا كل الحواجز الأمنية التي تطوق العاصمة واشنطن التي تحولت إلى ثكنة أمنية وزحفوا إلى مختلف البوابات المفتوحة المؤدية إلى الشارع الموازي لقصر المؤتمرات بواشنطن ( WASHINGTON CONVENTION CENTRE ) حيث يجمع قادة الحلف الأطلسي ضيوف الرئيس بايدن في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحلف في أعقاب الحرب العالمية الثانية ومواجهة التمدد السوفياتي ..

لم يكن الحضور كثيفا ولم تقتصر المشاركة على الشباب بل جمعت متظاهرين من مختلف الأجيال أصروا على أن تكون ألوان العلم الفلسطيني واضحة للعيان في العاصمة الأمريكية حيث تصدر القرارات تباعا بدعم كيان الاحتلال ومواصلة تمويله بالسلاح والعتاد وكل أنواع الذخيرة المحرمة دوليا.. كانت أصواتهم قوية وواضحة وهم يصرخون أوقفوا الإبادة في غزة(STOP THE GENOCIDE ) أوقفوا تسليح الاحتلال (STOP ARMS RO ISRAEL) ناتنياهو مجرم حرب (NETNYAHOU A WAR CRIMINAL) قبل أن يرددوا معا (FREE .. FREE PALESTINE) قلة قليلة من مئات الصحفيين الدوليين الذين كانوا يواكبون قمة "الناتو" اتجهوا صوبهم وهم يغادرون مقر انعقاد القمة.. كان إلى جانبي موسى موباسي صحفي موريتاني ونائلة بن رحال من الجزائر وقد توقفنا مطولا للحديث مع عدد من هؤلاء المحتجين في عقر دار أمريكا الحليف الأول لإسرائيل. من أين جاؤوا ولماذا وكيف يمكنهم التأثير لتغيير المشهد الدموي في غزة؟..

تبحث عن جواب فيأتيك صوت شاب من أصول إيرانية وآخر أمريكي وثالث خليلي وأخرى من نابلس تقول أنا من أصول فلسطينية جئت لاحتج على لامبالاة إدارة بايدن ومعه قادة العالم إزاء ما يحدث في غزة من قتل وتدمير وإبادة ..

تحت أنظار رجال الأمن المتأهبين والمدججين بالسلاح ورغم أشعة الشمس الحارقة افترش بعضهم الأرض والبعض الآخر وقف خلف الحاجز الأمني أو الجدار المشبك يرددون معا "بايدن أوقف الحرب".. لم يتدخل الأمن ولم يمنعهم من الوقوف على أبواب مقر انعقاد قمة "الناتو" التي تمحورت حول أوكرانيا وسبل دعمها اللامحدود ..

حملة مستمرة ضد زيارة ناتنياهو

أحمد أبو زنيد المدير التنفيذي للحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين وهو محام ومخرج فيلم وثائقي "شكرا عشرة أيام في فلسطين "USCPRوهو يدير شبكة اتصالات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة بهدف دعم حقوق الفلسطينيين وشارك قبل ذلك في تأسيس منظمة "مدافعون عن الحلم"DREAM DEFENDERS . رغم الانتقادات التي تلاحقه بمعاداة السامية والعنصرية يواصل احمد وفريقه تنظيم الحملة الدعائية والخطوة القادمة تهدف إلى استنفار اكبر عدد ممكن من المتظاهرين لتطويق مقر الكونغرس في 24 جويلية القادم حيث يفترض أن يلقي ناتنياهو خطابا أمام الكونغرس. يقول احمد أبو زنيد لان الكيل طفح وهذه الجرائم يجب أن تتوقف". وفي مارس الماضي حاول المحتجون الضغط على بايدن خلال إلقائه خطاب حالة الاتحاد في الكونغرس .

يجمع أعضاء شبكة الحملة الأمريكية لدعم حقوق الفلسطينيين على أن هدفهم تحقيق السلام وإنهاء الصراع سلميا وهم يدفعون إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي والتخلي عن سياسة المكيالين كما يدعون إلى ضرورة الضغط للتوقف عن تزويد إسرائيل بالسلاح. ويقول ابو زنيد انه في الفترة بين 2017 و2019 تمكنت منظمات داعمة للاستيطان في إسرائيل إلى جمع 144 مليون دولار في نيويورك فقط. وهو يصر على ضرورة استهداف أعضاء الكونغرس لمواصلة هذا الضغط ويقول انه تم إجراء 324 ألف اتصال هاتفي مع نواب من الجمهوريين والديموقراطيين إلى جانب إرسال أكثر من 1.6 مليون رسالة احتجاجية عبر الايميل ..

يعتبر أعضاء الحملة أن صيف أمريكا 2024 سيكون ساخنا على كل الجبهات الانتخابية والأرجح أن تحتدم المعركة بعد محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس السابق ترامب ومنافس بايدن في السباق إلى البيت الأبيض .

-الكوفية في الموعد

الواضح أن الكوفية الفلسطينية التي تحولت إلى رمز للقضية الفلسطينية واجتاحت في الأشهر الماضية الجامعات الأمريكية وباتت حاضرة في مختلف احتفالات نهاية السنة الجامعية في مختلف الجامعات الأمريكية واعرق الجامعات البريطانية والفرنسية تحولت إلى جسر لدى مختلف الشباب الذي يسجل صحوة غير مسبوقة في اهتمامه للقضية الفلسطينية وانتصاره للعدالة الدولية ولحق الشعوب في الحرية.. مبيعات الكوفية الفلسطينية في الولايات المتحدة، سجلت ارتفاعا قياسيا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ويرتديها الأميركيون المناهضون للحرب بوصفها شعارا وعنوانا ورمزا، للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا العدوان في غزة ..

الكوفية حاضرة في مختلف الفعاليات السياسية والثقافية الداعمة للقضية الفلسطينية وأصبح هذا الوشاح رمزا للصمود في غزة، وشعارا ضد ظلم وانتهاكات الاحتلال. وقد انخرط نجوم من مجالات الفن والرياضة والسياسة وقطاع واسع من طلاب الجامعات في التوشح بالكوفية. وهي أيضا عنوان للوحدة الفلسطينية ونموذج للتضامن الذي يجمع حوله المتعاطفون مع القضية الفلسطينية. وغالبا ما تكون الكوفية إلى جانب العلم الفلسطيني والأغاني الثورية الفلسطينية حاضرة في مختلف التجمعات المؤيدة للفلسطينيين.. لم تمنع الحملة الأمريكية الشرسة الجامعيين والطلبة والنخب من التظاهر والاحتجاج للمطالبة بإيقاف المجازر في غزة وتطبيق القانون الدولي ومنع استمرار تسليح إسرائيل.. وخلال الأشهر الماضية شهدت الجامعات الأمريكية صحوة طلابية غير مسبوقة شبيهة بما حدث في ستينات القرن الماضي ضد حرب فيتنام وذلك رغم محاولات الترهيب وهرسلة النشطاء ومحاولات تجريم أي تعبير عن الهوية الفلسطينية. كل ذلك إلى جانب قمع الاحتجاجات واعتقال الكثير من المحتجين بما في ذلك أساتذة جامعيين تحت غطاء معاداة السامية وبات التوشح بالكوفية الفلسطينية تهمة تلاحق أنصار القضية الفلسطينية ...

وهذه التعبئة الواسعة في الولايات المتحدة ضد العنصرية والقمع المناهض للفلسطينيين تُعد الآن واحدة من المحركات الرئيسية للحركة العالمية للتضامن مع فلسطين. ولا يخفي أنصار القضية الفلسطينية في أمريكا توجههم لتوسيع حلقة التضامن بما في ذلك مع اليهود الذين يعارضون جرائم ناتنياهو، ويتحركون من أجل حرية الشعب الفلسطيني .

 -ما بعد 24 جويلية

تصر منظمة الحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين على أن موعد 24 جويلية سيكون حاسما وسيوجه رسالة قوية لناتنياهو باعتباره مجرم حرب ملاحق من الجنائية الدولية، كما يعتبرون أنها رسالة أيضا للرئيس بايدن ولمنافسه ترامب بان الرأي العام الأمريكي يتغير ولا يمكن أن يقبل بالانحياز اللامحدود لإسرائيل ويواصل تسليح ناتنياهو لقتل الأبرياء.. ويطالب النشطاء أعضاء الكونغرس الذين يمثلون مناطق سكنهم، بإلغاء زيارة ناتنياهو ومقاطعة خطابه أمام الكونغرس إذا ما بقيت الدعوة، وضرورة وقف الدعم المالي والعسكري المفتوح وغير المشروط لهذه الحكومة الإجرامية.

ولكن يبدو أن ناتنياهو حريص على هذه الزيارة خاصة بعد أن أعلن نواب عن الحزب الديمقراطي مقاطعتهم للخطاب. ومن المنتظر أن يتواجد أنصار ونشطاء ومؤسسات داعمة للقضية الفلسطينية ومجموعات شبابية في محيط مبنى الكونغرس الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن، أثناء الزيارة المقررة لرئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس في الـ 24 من الشهر الجاري.

وتوجه نشطاء في منشورات لهم بالطلب من الكونغرس الأميركي بإصدار بلاغ لاعتقال نتنياهو حال وصوله الولايات المتحدة، وتوجيه لائحة اتهام ضده على الجرائم الشنيعة التي ارتكبت بحق الأبرياء في غزة على مدار الشهور التسعة الماضية. ومن المقرر أن يرفع النشطاء شارة حمراء على طول محيط مبنى الكابيتول لإعلان التضامن والتأييد للقضية الفلسطينية ورفض الدعم الأميركي اللامحدود لدولة الاحتلال. وفي هذا الاتجاه يقول ادموند غريب أستاذ العلاقات الدولية الأمريكي اللبناني في جامعة جورج تاون في واشنطن إن هناك تغييرات في الرأي العام الأمريكي من استمرار الحرب في غزة وان هناك تقارير تشير إلى أنه لا يمكن الثقة في ناتنياهو.. وأوضح أن الإدارة الأمريكية تعلم أن ما يجري في قطاع غزة هو عمل مروع بدأ يترك تداعيات خطيرة على صورة ومصداقية الولايات المتحدة الأمريكية.. هل نحن إزاء لوبي عربي موسع قادر على منافسة اللوبي اليهودي؟ يقول ادموند غريب انه من السابق لأوانه الحديث عن لوبي عربي منظم ومؤثر رغم هذا التحول في الرأي العام الأمريكي وفي عرب أمريكا الذين قد يصل عددهم إلى ثلاثة ملايين.. ولكن الأكيد أن صوت هؤلاء سيكون مهما في السباق القادم إلى البيت الأبيض وأن صوت الحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين بدأ يرتفع ولن يتراجع أو يخفت بعد الآن ..