بعد أن عبثت الحشرة القرمزية بآلاف الهكتارات من التين الشوكي "الهندي" في كل مناطق البلاد ما كبد الفلاحين وكل الناشطين في القطاع خسائر فادحة، نعيش خلال هذه الفترة على نداءات أصحاب أصول الزيتون بولاية المهدية الذين أطلقوا نداءات للسلط المركزية والمحلية للتدخل العاجل لمكافحة ذبابة الزيتون التي طالت الآلاف من الأصول في كل من الغضابنة والسعفات والشابة الشمالية والبرادعة والحسينات، والأكيد أن نداءات الفلاحين مشروعة وفي محلها خاصة وأن الكارثة التي حلت بزراعات التين الشوكي مازالت تشكل صدمة لدى الأوساط الفلاحية خاصة وأن تأخر التدخل للقضاء على الحشرة القرمزية تسببت في خسائر فاقت كل التوقعات.
ذبابة الزيتون هي آفة تصيب ثمار الزيتون وتسمى بالإنقليزية: (Olive Fruit Fly) ، والاسم العلمي (Bactrocera oleae) وهي آفة واسعة الانتشار تتغذى حصرًا على ثمار الزيتون وتتكاثر هذه الآفة بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة فيما تعتبر درجات الحرارة المرتفعة جدا "الشهيلي" عدوها الرئيسي حيث تقوم بحرق البيضات.
وتؤثر ذبابة ثمار الزيتون على إنتاج الزيتون بعدة طرق، إذ تشكل ذبابة ثمار الزيتون تهديدًا اقتصاديًا خطيرًا للمزارعين نظرًا لتأثيرها على جودة وكمية المحصول.
وتتغذى اليرقات على ثمار الزيتون من الداخل، مما يجعلها تتلف وتسمح بدخول البكتيريا والفطريات إليها، مما يؤدي إلى تعفن الثمار وتدهور جودة الزيت.
وكانت تلك الذبابة في بعض مناطق العالم مسؤولة بنسبة 100% عن خسارة المحصول، وتدهور 80% من جودة الزيت، إذ تعد من أكثر الآفات تدميرًا في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وتترك الذبابة عند وضعها لبيضها في الثمار علامات ثم تتعفن الثمار وتسقط قبل أوان قطفها، مما يقلل من إجمالي المحصول الكلي من الزيتون، أما ثمار الزيتون التي لا تسقط فتتفتت عند معالجتها واستخراج الزيت منها، كل هذه المخاطر جعلت الفلاحين يطلقون ناقوس الخطر ويطالبون بالتدخل العاجل للقضاء عليها قبل فوات الأوان.
تضرر العديد من المناطق
وحول الموضوع أفاد مصدر رسمي لـ"الصباح" أن الديوان الوطني للزيت أطلق مع بداية شهر جويلية الجاري 2024 الحملة الوطنية لمكافحة ذبابة الزيتون بعد أن أثبتت العينات، التي رفعتها الإدارة العامة للصحة النباتية التابعة لوزارة الفلاحة تواجدها بالمناطق التي تشهد فيها نسبة الرطوبة ارتفاعا إذ تجاوزت نسبة الذباب العالق بالمصائد 5% في كل من جربة وجرحيس اللّذين انطلقت فيهما عملية المداواة .حملة انطلقت أيضا بالمنستير في 2 جويلية الجاري 2024 فالمهدية في 4 جويلية .
وأبرز أن محطات الكشف عن هذه الآفة في كل من الغضابنة والسعفات بولاية المهدية أثبتت وجود هذه الآفة حيث انطلقت عملية المداواة بالسعفات والغضابنة بالطائرة لـ80 ألف أصل زيتون، في حين تمت مداواة 20 ألف أصل زيتون بالمعدات الأرضية العادية، وأعلن ذات المصدر عن الاستعداد لمداواة 40 ألف أصل زيتون في البرادعة و25 ألفا بالحسينات.
وتأكيدا لما أفاد به مصدرنا فقد أعلنت الصفحة الرسمية لمعتمدية الشابة على "الفيسبوك" عن انطلاق حملة مكافحة ذبابة الزيتون يوم الجمعة 5جويلية 2024 التي حضرها رياض بزيوش معتمد الشابة وكان ذلك بمنطقة الخمارة أين عاين انطلاق الحملة الوطنية للمداواة الأرضية والجوية للزياتين ضد "ذبابة الزياتين" بكل من عمادات السعفات، الغضابنة والشابة الشمالية رئيس الديوان الوطني للزيت، والمكلف بتسيير المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالمهدية، ورئيس خلية الإرشاد الفلاحي بالشابة ورئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بالشابة .
وحسب مصدرنا فإن تسجيل نسبة عدد الذبابات بالمصائد 5% وتسجيل نسبة إصابة تفوق 10% فرض انطلاق حملة المداواة توقيا من تواصل انتشار هذه الآفة التي تمثل تهديدا للصابة ولثروتنا الوطنية من الزيتون.
غياب الوقاية.. وتأخر المداواة !!؟
وفي تصريح لـ"الصباح" اعتبر فوزي الزياني الخبير في السياسات الزراعية أن ذبابة الزياتين من اخطر الآفات التي تصيب أصول الزيتون والتي قد تتسبب في خسائر فادحة.
وابرز أن هذه الآفة تصيب "زيتون الطاولة" لان الثمار كبيرة ما جعلها تمثل ثمرة مناسبة لتكاثر الحشرة، وشرح أن إقدام عدد من الفلاحين على زراعة بعض أشجار زيتون الطاولة في حقول أصول زيتون الزيت أدى إلى تفشي هذه الآفة في ثمار هذه الأشجار.
وانتقد الزياني تأخر وزارة الفلاحة في عمليات المداواة لمكافحة آفة ذبابة الزيتون التي أخذت في الاستفحال في عدة مناطق وخاصة منها المهدية، كما انتقد غياب الإرشاد الفلاحي الذي يكمن دوره في التحسيس وتوعية الفلاح بخطورة هذه الآفة وبضرورة التعجيل بالإبلاغ عن أي ظواهر غير طبيعية قد تمس أي زراعة.
وأبرز الخبير في السياسات الزراعية أن الأهم من المداواة الوقاية من مخاطر مثل هذه الآفات التي تبدأ في البروز منذ شهر جوان لكن عملية وضع البيض تنطلق منذ شهر أفريل وماي، وبين أن هناك طرقا للوقاية التقليدية الناجعة وإذا لم تتم الوقاية التقليدية فالأفضل أن يتم التدخل كمياويا باعتماد الأدوية للقضاء على الآفة قبل استفحالها خاصة وأنها سريعة التكاثر وتتسبب في تضرر الثمار وتساقطها.
وأشار الزياني إلى أنه حتى وفي صورة تماسك الثمرة إلى حين جمعها فإن الذبابة تؤثر على جودة الزيت وهذا طبعا سيؤثر على صادرات تونس من زيت الزيتون خاصة وأن تونس من أهم الدولة المصدرة بفضل الجودة الممتازة لزيت الزيتون.
حنان قيراط
تونس-الصباح
بعد أن عبثت الحشرة القرمزية بآلاف الهكتارات من التين الشوكي "الهندي" في كل مناطق البلاد ما كبد الفلاحين وكل الناشطين في القطاع خسائر فادحة، نعيش خلال هذه الفترة على نداءات أصحاب أصول الزيتون بولاية المهدية الذين أطلقوا نداءات للسلط المركزية والمحلية للتدخل العاجل لمكافحة ذبابة الزيتون التي طالت الآلاف من الأصول في كل من الغضابنة والسعفات والشابة الشمالية والبرادعة والحسينات، والأكيد أن نداءات الفلاحين مشروعة وفي محلها خاصة وأن الكارثة التي حلت بزراعات التين الشوكي مازالت تشكل صدمة لدى الأوساط الفلاحية خاصة وأن تأخر التدخل للقضاء على الحشرة القرمزية تسببت في خسائر فاقت كل التوقعات.
ذبابة الزيتون هي آفة تصيب ثمار الزيتون وتسمى بالإنقليزية: (Olive Fruit Fly) ، والاسم العلمي (Bactrocera oleae) وهي آفة واسعة الانتشار تتغذى حصرًا على ثمار الزيتون وتتكاثر هذه الآفة بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة فيما تعتبر درجات الحرارة المرتفعة جدا "الشهيلي" عدوها الرئيسي حيث تقوم بحرق البيضات.
وتؤثر ذبابة ثمار الزيتون على إنتاج الزيتون بعدة طرق، إذ تشكل ذبابة ثمار الزيتون تهديدًا اقتصاديًا خطيرًا للمزارعين نظرًا لتأثيرها على جودة وكمية المحصول.
وتتغذى اليرقات على ثمار الزيتون من الداخل، مما يجعلها تتلف وتسمح بدخول البكتيريا والفطريات إليها، مما يؤدي إلى تعفن الثمار وتدهور جودة الزيت.
وكانت تلك الذبابة في بعض مناطق العالم مسؤولة بنسبة 100% عن خسارة المحصول، وتدهور 80% من جودة الزيت، إذ تعد من أكثر الآفات تدميرًا في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وتترك الذبابة عند وضعها لبيضها في الثمار علامات ثم تتعفن الثمار وتسقط قبل أوان قطفها، مما يقلل من إجمالي المحصول الكلي من الزيتون، أما ثمار الزيتون التي لا تسقط فتتفتت عند معالجتها واستخراج الزيت منها، كل هذه المخاطر جعلت الفلاحين يطلقون ناقوس الخطر ويطالبون بالتدخل العاجل للقضاء عليها قبل فوات الأوان.
تضرر العديد من المناطق
وحول الموضوع أفاد مصدر رسمي لـ"الصباح" أن الديوان الوطني للزيت أطلق مع بداية شهر جويلية الجاري 2024 الحملة الوطنية لمكافحة ذبابة الزيتون بعد أن أثبتت العينات، التي رفعتها الإدارة العامة للصحة النباتية التابعة لوزارة الفلاحة تواجدها بالمناطق التي تشهد فيها نسبة الرطوبة ارتفاعا إذ تجاوزت نسبة الذباب العالق بالمصائد 5% في كل من جربة وجرحيس اللّذين انطلقت فيهما عملية المداواة .حملة انطلقت أيضا بالمنستير في 2 جويلية الجاري 2024 فالمهدية في 4 جويلية .
وأبرز أن محطات الكشف عن هذه الآفة في كل من الغضابنة والسعفات بولاية المهدية أثبتت وجود هذه الآفة حيث انطلقت عملية المداواة بالسعفات والغضابنة بالطائرة لـ80 ألف أصل زيتون، في حين تمت مداواة 20 ألف أصل زيتون بالمعدات الأرضية العادية، وأعلن ذات المصدر عن الاستعداد لمداواة 40 ألف أصل زيتون في البرادعة و25 ألفا بالحسينات.
وتأكيدا لما أفاد به مصدرنا فقد أعلنت الصفحة الرسمية لمعتمدية الشابة على "الفيسبوك" عن انطلاق حملة مكافحة ذبابة الزيتون يوم الجمعة 5جويلية 2024 التي حضرها رياض بزيوش معتمد الشابة وكان ذلك بمنطقة الخمارة أين عاين انطلاق الحملة الوطنية للمداواة الأرضية والجوية للزياتين ضد "ذبابة الزياتين" بكل من عمادات السعفات، الغضابنة والشابة الشمالية رئيس الديوان الوطني للزيت، والمكلف بتسيير المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالمهدية، ورئيس خلية الإرشاد الفلاحي بالشابة ورئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بالشابة .
وحسب مصدرنا فإن تسجيل نسبة عدد الذبابات بالمصائد 5% وتسجيل نسبة إصابة تفوق 10% فرض انطلاق حملة المداواة توقيا من تواصل انتشار هذه الآفة التي تمثل تهديدا للصابة ولثروتنا الوطنية من الزيتون.
غياب الوقاية.. وتأخر المداواة !!؟
وفي تصريح لـ"الصباح" اعتبر فوزي الزياني الخبير في السياسات الزراعية أن ذبابة الزياتين من اخطر الآفات التي تصيب أصول الزيتون والتي قد تتسبب في خسائر فادحة.
وابرز أن هذه الآفة تصيب "زيتون الطاولة" لان الثمار كبيرة ما جعلها تمثل ثمرة مناسبة لتكاثر الحشرة، وشرح أن إقدام عدد من الفلاحين على زراعة بعض أشجار زيتون الطاولة في حقول أصول زيتون الزيت أدى إلى تفشي هذه الآفة في ثمار هذه الأشجار.
وانتقد الزياني تأخر وزارة الفلاحة في عمليات المداواة لمكافحة آفة ذبابة الزيتون التي أخذت في الاستفحال في عدة مناطق وخاصة منها المهدية، كما انتقد غياب الإرشاد الفلاحي الذي يكمن دوره في التحسيس وتوعية الفلاح بخطورة هذه الآفة وبضرورة التعجيل بالإبلاغ عن أي ظواهر غير طبيعية قد تمس أي زراعة.
وأبرز الخبير في السياسات الزراعية أن الأهم من المداواة الوقاية من مخاطر مثل هذه الآفات التي تبدأ في البروز منذ شهر جوان لكن عملية وضع البيض تنطلق منذ شهر أفريل وماي، وبين أن هناك طرقا للوقاية التقليدية الناجعة وإذا لم تتم الوقاية التقليدية فالأفضل أن يتم التدخل كمياويا باعتماد الأدوية للقضاء على الآفة قبل استفحالها خاصة وأنها سريعة التكاثر وتتسبب في تضرر الثمار وتساقطها.
وأشار الزياني إلى أنه حتى وفي صورة تماسك الثمرة إلى حين جمعها فإن الذبابة تؤثر على جودة الزيت وهذا طبعا سيؤثر على صادرات تونس من زيت الزيتون خاصة وأن تونس من أهم الدولة المصدرة بفضل الجودة الممتازة لزيت الزيتون.