إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تشكل كبير للتيارات الساحبة في البحر.. أية علاقة للتغيرات المناخية بارتفاع عدد حالات الغرق بين المصطافين ؟

 

 

تونس-الصباح

  تم تسجيل العديد من حالات الغرق منذ بداية الصائفة الحالية في مختلف شواطئنا، فعلى سبيل المثال شهدت ولاية نابل نهاية الأسبوع الماضي العديد من حالات الغرق إذ تم تسجيل 15حالة غرق يومي السبت 6 جويلية والأحد 7جويلية 2024 .

وتمكن أعوان الحماية المدنية بنابل نهاية الأسبوع المنقضي من إنقاذ 10 أشخاص غرقوا أثناء السباحة وتم نقلهم إلى المستشفيات المحلية بالجهة لتلقي الإسعافات اللازمة، فيما تم إسعاف5 أشخاص على عين المكان. كما شهد شاطئ المرازقة من ولاية نابل أيضا يوم السبت الفارط 6 جويلية 4 حالات غرق حيث تمكنت الحماية المدنية من التدخل وإنقاذ 3 أشخاص، فتاتان وكهل فيما فارق الحياة أب لـطفلين في العقد الرابع من عمره توفي غرقا عند تدّخله لإنقاذ شخص آخر حيث نجح في إخراجه بينما جرفت التيارات البحرية المنقذ ليفارق الحياة غرقا.

حالات الغرق عاشت على وقعها العديد من الدول حيث غرق 49 شخصاً بينهم سبعة أطفال في أنحاء روسيا يوم السبت 6 جويلية في وقت تسود فيه درجات الحرارة المرتفعة مساحات شاسعة من البلاد. وأعلنت السلطات في روسيا عن تسجيل 65 حالة غرق في مسطحات مائية في البلاد خلال 24 ساعة، توفي بينهم 49 شخصاً. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن هذا الرقم يزيد بنحو عشر حالات مقارنة بمن قضوا غرقاً في ذات اليوم من العام الماضي.

خلال الأسبوع الماضي، شهد سكان روسيا موجة حر لم يعرفوها منذ أكثر من قرن، وحطمت موسكو الرقم القياسي المسجل عام 1917 وشهدت مدن في جميع أنحاء البلاد درجات حرارة أعلى بكثير من 35 درجة مائوية. كل هذا يجعلنا نطرح التساؤل، هل للتغييرات المناخية التي تعيش على وقعها الأرض لها علاقة بتنامي حالات الغرق؟..! سؤال طرحته "الصباح" على الخبير عامر بحبة أستاذ مبرز في الجغرافيا وباحث في المخاطر الطبيعية، وأيضا على الخبير والباحث في المناخ حمدي حشاد. وللوقوف على عدد حالات الغرق خلال العام الماضي والعام الحالي اتصلنا بمعز تريعة الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية الذي أفاد "الصباح" أن حالات الغرق شهدت ارتفاعا منذ بداية الموسم الصيفي. وعرفت زيادة بـ11 وفاة حيث بين أن تدخلات أعوان الحماية المدنية على الشواطئ بلغت منذ بداية شهر ماي الماضي والى غاية يوم 8 جويلية الحالي 142 حالة غرق تم على إثرها إنقاذ وإسعاف 166 شخصا فيما بلغ عدد الوفيات 34 أي بزياة بـ11 وفاة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي 2023 إذ بلغ عدد الوفيات 23 بينما بلغ عدد التدخلات خلال نفس الفترة من العام الماضي 77 تم على إثرها إنقاذ 95 شخصا. وبين تريعة أن ولاية نابل شهدت أكبر عدد من الوفيات بالشاطئ بـ8 وفيات ثم مدنين بـ6 وفيات ثم بنزرت بـ5 وفيات تليها سوسة بـ3 وفيات ثم كل من قابس وتونس وجندوبة والمهدية والمنستير كل منها بحالتي وفاة ثم صفاقس واريانة بوفاة وحيدة في حين لم تشهد ولايتي بن عروس وباجة أية وفاة.

وعن توقيت حصول حوادث الوفاة غرقا بين الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية معز تريعة أن 22 منها حصل بين الساعة 12:00 و18:00، فيما حصلت 10 وفيات بين الساعة 6:00 و12:00، أما بين الساعة 18:00 ومنتصف الليل فسجلت حالتي وفاة.. وعن الشريحة العمرية التي عرفت أكثر وفيات فكشف مصدرنا أنها الأقل من 18 سنة بـ14 وفاة تليها الشريحة بين 19 و40 سنة بـ13 وفاة ثم أكثر من 60 سنة بـ5 وفيات ثم ما بين 41 سنة و60 سنة بحالتي وفاة .

التيارات الساحبة هي السبب

وعن ارتباط حالات الغرق بالتغيرات المناخية وتأثيرها على البحر شرح الخبير عامر بحبة أستاذ مبرز في الجغرافيا وباحث في المخاطر الطبيعية لـ"الصباح" أن حالات الغرق ناتجة بالأساس عن التيارات البحرية الساحبة التي تسحب المصطافين إلى أعماق البحر بسرعة وبقوة حيث يعجز الشخص خلال عملية سحبه من قبل التيار التخلص منه إذ يشعر المصطاف في ذلك الوقت بالتعب. وبين الباحث في المخاطر الطبيعية أن هذه التيارات القوية يمكن أن تفقد السباح التوازن وتجره في اتجاه الأعماق حتى ولو كان ماهرا في السباحة.

 وتكمن خطورة هذه الظاهرة في كونها غير مرئية بالعين حيث تصطدم الموجة بالشاطئ وعند عودتها إلى البحر تتكون التيارات البحرية الساحبة. وأردف أن التيار السَاحِب هو تيار مائي قوي يحدث على سطح البحر يبدأ بالقرب من الشاطئ ويتدفق في اتجاه البحر فيسحب معه كل ما يوجد في مجراه، خاصة إذا كان السباح في منطقة بعيدة عن الشاطئ. وبين بحبة أن هذه التيارات لا تتشكل بفعل ثورات البراكين ولا الزلازل إلا إذا كان تسونامي ناتج عن زلازل تفوق قوته 7 درجات في البحر، مشيرا إلى أن الرجات التي عاش المتوسط على وقعها في الفترة الأخيرة ضعيفة ولا يمكن أن تتسبب في تسونامي.

وأردف محدثنا موضحا أن التيارات الساحبة تتكون بفعل الرياح القوية فتعلوا الأمواج خاصة إذا كان السباح لا يحسن التعامل مع هذه الوضعية وأيضا لا يعرف الشاطئ جيدا لا سيما إذا كانت هناك مواقع عميقة نوعا ما، ما يعني أن العملية مرتبطة فقط بالرياح والأمواج والتيارات البحرية، وكل من غرق خلال الأيام الماضية هو بسبب هذه التيارات الساحبة القوية. وعن ارتباط تكون التيارات البحرية بالتغيرات المناخية، استبعد عامر بحبة الأستاذ المبرز في الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية، ارتباط ما يعيشه العالم من تغييرات مناخية من جفاف وارتفاع درجات الحرارة أو أمطار طوفانية تتسبب في فيضانات بهذه التيارات، مشيرا إلى أن حالات الغرق ليست جديدة وتحدث على مر السنين، ما يعني أن التيارات البحرية لا علاقة لها بالتغيرات المناخية.

إمكانية الارتباط واردة جدا

 ومن جانبه رجح الخبير والباحث في المناخ حمدي حشاد لـ"الصباح" أن تكون التغيرات المناخية أحد الأسباب وليست سببا رئيسيا في ارتفاع حالات الغرق في تونس والعالم. وشرح في ذات السياق أن التيارات البحرية محكومة في جانب منها بارتفاع درجات الحرارة وعندما تمتص البحار كميات كبيرة من الحرارة فهذا قد يتسبب في تشكل التيارات البحرية وهذا يحيلنا إلى إمكانية ارتفاع حالات الغرق، ما يعني أن من بين أسباب تكون هذه التيارات ارتفاع درجات الحرارة. وأبرز حشاد أنه بصدد دراسة هذه الفرضية والتعمق فيها للوقوف على مدى ارتباط تشكل التيارات البحرية الساحبة بالتغيرات المناخية.

حنان قيراط

 

 

 

 

 

 

 

 

تشكل كبير للتيارات الساحبة في البحر.. أية علاقة للتغيرات المناخية بارتفاع عدد حالات الغرق بين المصطافين ؟

 

 

تونس-الصباح

  تم تسجيل العديد من حالات الغرق منذ بداية الصائفة الحالية في مختلف شواطئنا، فعلى سبيل المثال شهدت ولاية نابل نهاية الأسبوع الماضي العديد من حالات الغرق إذ تم تسجيل 15حالة غرق يومي السبت 6 جويلية والأحد 7جويلية 2024 .

وتمكن أعوان الحماية المدنية بنابل نهاية الأسبوع المنقضي من إنقاذ 10 أشخاص غرقوا أثناء السباحة وتم نقلهم إلى المستشفيات المحلية بالجهة لتلقي الإسعافات اللازمة، فيما تم إسعاف5 أشخاص على عين المكان. كما شهد شاطئ المرازقة من ولاية نابل أيضا يوم السبت الفارط 6 جويلية 4 حالات غرق حيث تمكنت الحماية المدنية من التدخل وإنقاذ 3 أشخاص، فتاتان وكهل فيما فارق الحياة أب لـطفلين في العقد الرابع من عمره توفي غرقا عند تدّخله لإنقاذ شخص آخر حيث نجح في إخراجه بينما جرفت التيارات البحرية المنقذ ليفارق الحياة غرقا.

حالات الغرق عاشت على وقعها العديد من الدول حيث غرق 49 شخصاً بينهم سبعة أطفال في أنحاء روسيا يوم السبت 6 جويلية في وقت تسود فيه درجات الحرارة المرتفعة مساحات شاسعة من البلاد. وأعلنت السلطات في روسيا عن تسجيل 65 حالة غرق في مسطحات مائية في البلاد خلال 24 ساعة، توفي بينهم 49 شخصاً. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن هذا الرقم يزيد بنحو عشر حالات مقارنة بمن قضوا غرقاً في ذات اليوم من العام الماضي.

خلال الأسبوع الماضي، شهد سكان روسيا موجة حر لم يعرفوها منذ أكثر من قرن، وحطمت موسكو الرقم القياسي المسجل عام 1917 وشهدت مدن في جميع أنحاء البلاد درجات حرارة أعلى بكثير من 35 درجة مائوية. كل هذا يجعلنا نطرح التساؤل، هل للتغييرات المناخية التي تعيش على وقعها الأرض لها علاقة بتنامي حالات الغرق؟..! سؤال طرحته "الصباح" على الخبير عامر بحبة أستاذ مبرز في الجغرافيا وباحث في المخاطر الطبيعية، وأيضا على الخبير والباحث في المناخ حمدي حشاد. وللوقوف على عدد حالات الغرق خلال العام الماضي والعام الحالي اتصلنا بمعز تريعة الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية الذي أفاد "الصباح" أن حالات الغرق شهدت ارتفاعا منذ بداية الموسم الصيفي. وعرفت زيادة بـ11 وفاة حيث بين أن تدخلات أعوان الحماية المدنية على الشواطئ بلغت منذ بداية شهر ماي الماضي والى غاية يوم 8 جويلية الحالي 142 حالة غرق تم على إثرها إنقاذ وإسعاف 166 شخصا فيما بلغ عدد الوفيات 34 أي بزياة بـ11 وفاة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي 2023 إذ بلغ عدد الوفيات 23 بينما بلغ عدد التدخلات خلال نفس الفترة من العام الماضي 77 تم على إثرها إنقاذ 95 شخصا. وبين تريعة أن ولاية نابل شهدت أكبر عدد من الوفيات بالشاطئ بـ8 وفيات ثم مدنين بـ6 وفيات ثم بنزرت بـ5 وفيات تليها سوسة بـ3 وفيات ثم كل من قابس وتونس وجندوبة والمهدية والمنستير كل منها بحالتي وفاة ثم صفاقس واريانة بوفاة وحيدة في حين لم تشهد ولايتي بن عروس وباجة أية وفاة.

وعن توقيت حصول حوادث الوفاة غرقا بين الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية معز تريعة أن 22 منها حصل بين الساعة 12:00 و18:00، فيما حصلت 10 وفيات بين الساعة 6:00 و12:00، أما بين الساعة 18:00 ومنتصف الليل فسجلت حالتي وفاة.. وعن الشريحة العمرية التي عرفت أكثر وفيات فكشف مصدرنا أنها الأقل من 18 سنة بـ14 وفاة تليها الشريحة بين 19 و40 سنة بـ13 وفاة ثم أكثر من 60 سنة بـ5 وفيات ثم ما بين 41 سنة و60 سنة بحالتي وفاة .

التيارات الساحبة هي السبب

وعن ارتباط حالات الغرق بالتغيرات المناخية وتأثيرها على البحر شرح الخبير عامر بحبة أستاذ مبرز في الجغرافيا وباحث في المخاطر الطبيعية لـ"الصباح" أن حالات الغرق ناتجة بالأساس عن التيارات البحرية الساحبة التي تسحب المصطافين إلى أعماق البحر بسرعة وبقوة حيث يعجز الشخص خلال عملية سحبه من قبل التيار التخلص منه إذ يشعر المصطاف في ذلك الوقت بالتعب. وبين الباحث في المخاطر الطبيعية أن هذه التيارات القوية يمكن أن تفقد السباح التوازن وتجره في اتجاه الأعماق حتى ولو كان ماهرا في السباحة.

 وتكمن خطورة هذه الظاهرة في كونها غير مرئية بالعين حيث تصطدم الموجة بالشاطئ وعند عودتها إلى البحر تتكون التيارات البحرية الساحبة. وأردف أن التيار السَاحِب هو تيار مائي قوي يحدث على سطح البحر يبدأ بالقرب من الشاطئ ويتدفق في اتجاه البحر فيسحب معه كل ما يوجد في مجراه، خاصة إذا كان السباح في منطقة بعيدة عن الشاطئ. وبين بحبة أن هذه التيارات لا تتشكل بفعل ثورات البراكين ولا الزلازل إلا إذا كان تسونامي ناتج عن زلازل تفوق قوته 7 درجات في البحر، مشيرا إلى أن الرجات التي عاش المتوسط على وقعها في الفترة الأخيرة ضعيفة ولا يمكن أن تتسبب في تسونامي.

وأردف محدثنا موضحا أن التيارات الساحبة تتكون بفعل الرياح القوية فتعلوا الأمواج خاصة إذا كان السباح لا يحسن التعامل مع هذه الوضعية وأيضا لا يعرف الشاطئ جيدا لا سيما إذا كانت هناك مواقع عميقة نوعا ما، ما يعني أن العملية مرتبطة فقط بالرياح والأمواج والتيارات البحرية، وكل من غرق خلال الأيام الماضية هو بسبب هذه التيارات الساحبة القوية. وعن ارتباط تكون التيارات البحرية بالتغيرات المناخية، استبعد عامر بحبة الأستاذ المبرز في الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية، ارتباط ما يعيشه العالم من تغييرات مناخية من جفاف وارتفاع درجات الحرارة أو أمطار طوفانية تتسبب في فيضانات بهذه التيارات، مشيرا إلى أن حالات الغرق ليست جديدة وتحدث على مر السنين، ما يعني أن التيارات البحرية لا علاقة لها بالتغيرات المناخية.

إمكانية الارتباط واردة جدا

 ومن جانبه رجح الخبير والباحث في المناخ حمدي حشاد لـ"الصباح" أن تكون التغيرات المناخية أحد الأسباب وليست سببا رئيسيا في ارتفاع حالات الغرق في تونس والعالم. وشرح في ذات السياق أن التيارات البحرية محكومة في جانب منها بارتفاع درجات الحرارة وعندما تمتص البحار كميات كبيرة من الحرارة فهذا قد يتسبب في تشكل التيارات البحرية وهذا يحيلنا إلى إمكانية ارتفاع حالات الغرق، ما يعني أن من بين أسباب تكون هذه التيارات ارتفاع درجات الحرارة. وأبرز حشاد أنه بصدد دراسة هذه الفرضية والتعمق فيها للوقوف على مدى ارتباط تشكل التيارات البحرية الساحبة بالتغيرات المناخية.

حنان قيراط