سلام مستحيل وحرب غير مؤكدة وجبهات صراع مفتوحة على كل الاحتمالات وتحرّكات ديبلوماسية باتت عاجزة عن استيعاب التطورات والمتغيرات التي تعصف بالعالم عصفا وتحبس أنفاس الجميع في انتظار مآلات أحداث لا أحد يعلم على وجه التحديد إلى أين ستنتهي في رسم الجغرافيا السياسية الجديدة..
السبب المباشر لكل هذه الارتدادات هو "طوفان الأقصى" الذي فرض معادلات جديدة على منطقة الصراع العربي- الصهيوني، الذي يحتّد أكثر مع جبهة القتال المفتوحة على كل الاحتمالات اليوم مع "حزب الله" وسلوكيات الكيان الإجرامية من خلال استهداف قيادات بارزة في الحزب، والإمعان في الاستفزاز بهدف جرّ لبنان إلى حرب يُدرك قادة الكيان أنها ستكون مجازفة كبرى غير مضمونة النتائج، مع هزيمة جيش الاحتلال في غزة بعد تسعة أشهر من الحرب المدمرّة التي لم تنجح إلا في إبادة الحياة في قطاع غزة، ولكنها فشلت في تحقيق أي انتصار عسكري أو في إرباك المقاومة المستمرّة بضراوة وصمود خرافي!
ومع استمرار صمود المقاومة تستمر سياسة الوتر المشدود بين "حزب الله" والكيان الصهيوني، ويخيّم شبح الحرب ويحبس العالم أنفاسه استعدادا إلى خطوة متهوّرة من هذا الطرف أو ذاك..
بطريقة واضحة لا ينفكّ "حزب الله" عن توجيه رسائل صريحة للعدو الصهيوني مفادها أن الجبهة الشمالية لن تكون الحرب فيها فسحة، وأن أي اعتداء عسكري على لبنان سيواجه بقوة، في المقابل لا يجد الكيان الصهيوني ولا حكومة نتنياهو المهزومة على كل الواجهات مناصا من المكابرة ووضع الحرب كخيار قوّي، رغم الوضع السياسي المنهار داخل دولة الكيان، فالحرب متواصلة دون نتائج على قطاع غزة، والمحاصرة الدولية لكل الجرائم الصهيونية والنبذ المتزايد للكيان..
استفزازات الكيان الصهيوني بتنفيذه لعمليات استهداف مباشرة لقيادات مهمة في "حزب الله"، ردّ عليها الحزب بطريقة أكثر استفزازا بعد نشره لمقاطع "فيديو" تمسح مناطق إسرائيلية شديدة الحساسية وعالية الخطورة، بما يعني أن كل هدف صهيوني هو في متناول ضربة غير متوقعة، وفيديو»الهدهد« الأخير تضمن استطلاعا جويا لقواعد استخباراتية ومقرات قيادية إسرائيلية ومعسكرات في منطقة الجولان المحتلة، أظهر مشاهد واضحة لقواعد الإنذار المبكر الإسرائيلية ونقاطا مستحدثة للقوات الإسرائيلية خلال معركة "طوفان الأقصى" ومنصات القبة الحديدية الإسرائيلية وغيرها من المناطق العسكرية والأمنية عالية الخطورة، والتي يفترض أنها شديدة التأمين ..
هذه الصور والفيديوهات التي بدأ "حزب الله" في نشرها منذ مدة، أربكت كثيرا الرأي العام الإسرائيلي، وأثارت مخاوف كثيرة بشأن التورّط المتواصل لجيش الاحتلال في معارك لن تكون سهلة ولا في المتناول، كما حصل على مدى التاريخ الدموي لهذا الكيان وعملياته المتواصلة في العمق العربي، حيث يبدو واضحا أن كل ضربة ستوجهها إسرائيل في المستقبل لأي بؤرة صراع سواء داخل أو خارج الأراضي المحتلة سيكون عليها ردّ والردّ سيكون قويا ومزلزلا للاستقرار الواهن للكيان الذي هزّته بعنف حرب غزة..
وبين مفاوضات متعثّرة لا تقبل فيها المقاومة بالتنازل ويضغط فيها بشدّة الشارع الإسرائيلي على حكومة نتنياهو لإتمام صفقة التبادل، وبين جبهة الجنوب المستنفرة للردّ على أي هجوم يمكن أن يمسّ من سلامة لبنان واستقراره، تضيق الحلقة على الكيان المحتل ويشتدّ الوتر من حوله ويجد نفسه في دائرة التصويب عليه من مختلف الجهات وفي مواجهة هزيمة لن تكون قابلة للتدارك!
منية العرفاوي
سلام مستحيل وحرب غير مؤكدة وجبهات صراع مفتوحة على كل الاحتمالات وتحرّكات ديبلوماسية باتت عاجزة عن استيعاب التطورات والمتغيرات التي تعصف بالعالم عصفا وتحبس أنفاس الجميع في انتظار مآلات أحداث لا أحد يعلم على وجه التحديد إلى أين ستنتهي في رسم الجغرافيا السياسية الجديدة..
السبب المباشر لكل هذه الارتدادات هو "طوفان الأقصى" الذي فرض معادلات جديدة على منطقة الصراع العربي- الصهيوني، الذي يحتّد أكثر مع جبهة القتال المفتوحة على كل الاحتمالات اليوم مع "حزب الله" وسلوكيات الكيان الإجرامية من خلال استهداف قيادات بارزة في الحزب، والإمعان في الاستفزاز بهدف جرّ لبنان إلى حرب يُدرك قادة الكيان أنها ستكون مجازفة كبرى غير مضمونة النتائج، مع هزيمة جيش الاحتلال في غزة بعد تسعة أشهر من الحرب المدمرّة التي لم تنجح إلا في إبادة الحياة في قطاع غزة، ولكنها فشلت في تحقيق أي انتصار عسكري أو في إرباك المقاومة المستمرّة بضراوة وصمود خرافي!
ومع استمرار صمود المقاومة تستمر سياسة الوتر المشدود بين "حزب الله" والكيان الصهيوني، ويخيّم شبح الحرب ويحبس العالم أنفاسه استعدادا إلى خطوة متهوّرة من هذا الطرف أو ذاك..
بطريقة واضحة لا ينفكّ "حزب الله" عن توجيه رسائل صريحة للعدو الصهيوني مفادها أن الجبهة الشمالية لن تكون الحرب فيها فسحة، وأن أي اعتداء عسكري على لبنان سيواجه بقوة، في المقابل لا يجد الكيان الصهيوني ولا حكومة نتنياهو المهزومة على كل الواجهات مناصا من المكابرة ووضع الحرب كخيار قوّي، رغم الوضع السياسي المنهار داخل دولة الكيان، فالحرب متواصلة دون نتائج على قطاع غزة، والمحاصرة الدولية لكل الجرائم الصهيونية والنبذ المتزايد للكيان..
استفزازات الكيان الصهيوني بتنفيذه لعمليات استهداف مباشرة لقيادات مهمة في "حزب الله"، ردّ عليها الحزب بطريقة أكثر استفزازا بعد نشره لمقاطع "فيديو" تمسح مناطق إسرائيلية شديدة الحساسية وعالية الخطورة، بما يعني أن كل هدف صهيوني هو في متناول ضربة غير متوقعة، وفيديو»الهدهد« الأخير تضمن استطلاعا جويا لقواعد استخباراتية ومقرات قيادية إسرائيلية ومعسكرات في منطقة الجولان المحتلة، أظهر مشاهد واضحة لقواعد الإنذار المبكر الإسرائيلية ونقاطا مستحدثة للقوات الإسرائيلية خلال معركة "طوفان الأقصى" ومنصات القبة الحديدية الإسرائيلية وغيرها من المناطق العسكرية والأمنية عالية الخطورة، والتي يفترض أنها شديدة التأمين ..
هذه الصور والفيديوهات التي بدأ "حزب الله" في نشرها منذ مدة، أربكت كثيرا الرأي العام الإسرائيلي، وأثارت مخاوف كثيرة بشأن التورّط المتواصل لجيش الاحتلال في معارك لن تكون سهلة ولا في المتناول، كما حصل على مدى التاريخ الدموي لهذا الكيان وعملياته المتواصلة في العمق العربي، حيث يبدو واضحا أن كل ضربة ستوجهها إسرائيل في المستقبل لأي بؤرة صراع سواء داخل أو خارج الأراضي المحتلة سيكون عليها ردّ والردّ سيكون قويا ومزلزلا للاستقرار الواهن للكيان الذي هزّته بعنف حرب غزة..
وبين مفاوضات متعثّرة لا تقبل فيها المقاومة بالتنازل ويضغط فيها بشدّة الشارع الإسرائيلي على حكومة نتنياهو لإتمام صفقة التبادل، وبين جبهة الجنوب المستنفرة للردّ على أي هجوم يمكن أن يمسّ من سلامة لبنان واستقراره، تضيق الحلقة على الكيان المحتل ويشتدّ الوتر من حوله ويجد نفسه في دائرة التصويب عليه من مختلف الجهات وفي مواجهة هزيمة لن تكون قابلة للتدارك!