إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد بلوغ مخصصات صناعة الأوراق والقطع النقدية 3.9 مليون دينار.. هل يضع البنك المركزي إستراتيجية لمواجهة نقص السيولة؟

 

تونس- الصباح

خصص البنك المركزي في الأشهر الأخيرة مبلغ 3.9 ملايين دينار لصناعة الأوراق المعدنية والقطع النقدية. هذا القرار أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب والدوافع التي قادت البنك المركزي لاتخاذ هذه الخطوة، خاصة في ظل تواصل امتصاص السوق الموازية غير المنظمة للأوراق المالية، تزامنا مع توسع النشاط الاقتصادي للبلاد، وما ينجر عنه من طلب مكثف على الأوراق المالية والقطع النقدية.

ومن الضروري الإشارة هنا الى أن العملة النقدية تعتبر الوسيلة الأساسية للتبادل التجاري اليومي بين الأفراد والشركات. ومع زيادة تعداد السكان وارتفاع النشاط التجاري، ينمو الطلب على الأوراق النقدية والقطع المعدنية. ويسعى البنك المركزي من خلال هذا التخصيص إلى تلبية هذا الطلب المتزايد وضمان توفر الكميات الكافية من العملة النقدية في السوق.

الحفاظ على جودة العملة النقدية

ويرى بعض خبراء المالية، أن استخدام الأوراق النقدية والقطع المعدنية بشكل يومي يؤدي إلى تآكلها وتلفها. وللحفاظ على جودة العملة وضمان استمرارها في التداول بحالة جيدة، يحتاج البنك المركزي إلى تجديد الأوراق النقدية والقطع المعدنية بشكل دوري، حيث أن التخصيص المالي يساهم في إنتاج كميات جديدة لتحل محل تلك التالفة، كما أن الثقة في العملة الوطنية أمر حيوي لاستقرار الاقتصاد، حيث أنه عندما تكون الأوراق النقدية والقطع المعدنية متوفرة بجودة عالية وكميات كافية، يعزز ذلك الثقة بين المواطنين في النظام النقدي، ويلعب البنك المركزي دورًا محوريًا في ضمان هذه الثقة من خلال الإدارة الجيدة لمخزون العملة.

وتواجه تونس مثل العديد من الدول الأخرى تحديات اقتصادية متعددة، منها التضخم وانخفاض قيمة العملة، ومن خلال تخصيص هذه الأموال لصناعة الأوراق النقدية والقطع المعدنية، يسعى البنك المركزي إلى الحفاظ على استقرار العملة ومواجهة تلك التحديات بفعالية.

تحديث التصميمات الأمنية

كذلك مع تطور تقنيات التزوير، يصبح من الضروري تحديث تصميمات الأوراق النقدية، والقطع المعدنية بشكل دوري لتعزيز ميزات الأمان، حيث أن التخصيص المالي يتيح للبنك المركزي إمكانية إدخال تحسينات تكنولوجية في تصميم العملة، مما يجعلها أكثر أمانًا وأقل عرضة للتزوير.

ويؤكد بعض الخبراء في تصريحات لـ"الصباح"، أن تخصيص البنك المركزي التونسي لـ3.9 ملايين دينار لصناعة الأوراق المعدنية والقطع النقدية يأتي كخطوة إستراتيجية تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على العملة، والحفاظ على جودتها، وتعزيز الثقة في النظام النقدي، ومواجهة التحديات الاقتصادية، وتحديث التصميمات الأمنية. هذه الخطوة تعكس التزام البنك المركزي بضمان استقرار الاقتصاد الوطني وتوفير عملة نقدية تلبي احتياجات المواطنين والشركات على حد سواء.

والجدير بالذكر أن البنك المركزي التونسي، كان قد أعلن مؤخرا، عن ارتفاع إيراداته من عمليات التدخل في السوق النقدية خلال عام 2023 بنسبة 54.4% لتصل إلى 1247.6 مليون دينار تونسي، وذلك وفقًا للقوائم المالية وتقرير مراقب الحسابات للسنة المالية 2023، وتُشير هذه النتائج إلى تحسن أداء البنك المركزي التونسي في مجال إدارة السيولة في السوق النقدية.

ومن المتوقع أن يؤدي تخصيص البنك المركزي التونسي لـ3.9 ملايين دينار لصناعة الأوراق النقدية والقطع المعدنية إلى تحسين جودة العملة المتداولة في السوق التونسية، حيث أنه بمرور الوقت، تتعرض الأوراق النقدية والقطع المعدنية للتلف بسبب الاستخدام المستمر. وتخصيص هذا المبلغ الكبير سيسمح للبنك المركزي بإنتاج كميات جديدة من العملة لتحل محل تلك التالفة، مما يحافظ على جودة العملة المتداولة. بالإضافة الى ذلك فإن جزءا من التخصيص قد يُستخدم في تحديث تصميمات الأوراق النقدية والقطع المعدنية لتعزيز ميزات الأمان. هذا يشمل إدخال تقنيات جديدة تجعل العملة أقل عرضة للتزوير، مما يعزز الثقة في العملة الوطنية.

مواكبة الطلب المتزايد

كذلك، فإن زيادة الكمية المتوفرة من العملة سيساعد على تلبية الطلب المتزايد في السوق، مما يعني أن المواطنين والشركات سيكونون أقل عرضة لنقص السيولة. هذا بدوره سيعزز الثقة في النظام النقدي ويُحسن التجربة اليومية للمستخدمين، علما أن البنك المركزي قد يستغل جزءًا من التخصيص في تحسين المواد المستخدمة في صناعة الأوراق النقدية والقطع المعدنية، واستخدام مواد ذات جودة أعلى سيؤدي إلى زيادة عمر العملة وتحسين مظهرها، مما يعكس صورة إيجابية عن النظام النقدي التونسي.

ومن خلال ضمان توفر العملة بجودة وكميات كافية، يسهم البنك المركزي في استقرار الاقتصاد. هذا الاستقرار يُعد أساسًا لجذب الاستثمارات وتعزيز النمو الاقتصادي.

وبشكل عام، فإن تخصيص البنك المركزي التونسي لـ3.9 ملايين دينار لصناعة الأوراق النقدية، والقطع المعدنية هو خطوة إستراتيجية تهدف إلى تحسين جودة العملة المتداولة، وليس لمواجهة خطر السوق الموازية مثلما يعتقد البعض، حيث من المتوقع أن يسهم هذا التخصيص في تجديد العملة التالفة، وتحسين ميزات الأمان، وتلبية الطلب المتزايد، ورفع مستوى الجودة، ودعم استقرار الاقتصاد. كل هذه العوامل مجتمعة تسهم في تحسين التجربة النقدية للمواطنين وتعزيز الثقة في العملة الوطنية.

* سفيان المهداوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بعد بلوغ مخصصات صناعة الأوراق والقطع النقدية 3.9 مليون دينار..   هل يضع البنك المركزي إستراتيجية لمواجهة نقص السيولة؟

 

تونس- الصباح

خصص البنك المركزي في الأشهر الأخيرة مبلغ 3.9 ملايين دينار لصناعة الأوراق المعدنية والقطع النقدية. هذا القرار أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب والدوافع التي قادت البنك المركزي لاتخاذ هذه الخطوة، خاصة في ظل تواصل امتصاص السوق الموازية غير المنظمة للأوراق المالية، تزامنا مع توسع النشاط الاقتصادي للبلاد، وما ينجر عنه من طلب مكثف على الأوراق المالية والقطع النقدية.

ومن الضروري الإشارة هنا الى أن العملة النقدية تعتبر الوسيلة الأساسية للتبادل التجاري اليومي بين الأفراد والشركات. ومع زيادة تعداد السكان وارتفاع النشاط التجاري، ينمو الطلب على الأوراق النقدية والقطع المعدنية. ويسعى البنك المركزي من خلال هذا التخصيص إلى تلبية هذا الطلب المتزايد وضمان توفر الكميات الكافية من العملة النقدية في السوق.

الحفاظ على جودة العملة النقدية

ويرى بعض خبراء المالية، أن استخدام الأوراق النقدية والقطع المعدنية بشكل يومي يؤدي إلى تآكلها وتلفها. وللحفاظ على جودة العملة وضمان استمرارها في التداول بحالة جيدة، يحتاج البنك المركزي إلى تجديد الأوراق النقدية والقطع المعدنية بشكل دوري، حيث أن التخصيص المالي يساهم في إنتاج كميات جديدة لتحل محل تلك التالفة، كما أن الثقة في العملة الوطنية أمر حيوي لاستقرار الاقتصاد، حيث أنه عندما تكون الأوراق النقدية والقطع المعدنية متوفرة بجودة عالية وكميات كافية، يعزز ذلك الثقة بين المواطنين في النظام النقدي، ويلعب البنك المركزي دورًا محوريًا في ضمان هذه الثقة من خلال الإدارة الجيدة لمخزون العملة.

وتواجه تونس مثل العديد من الدول الأخرى تحديات اقتصادية متعددة، منها التضخم وانخفاض قيمة العملة، ومن خلال تخصيص هذه الأموال لصناعة الأوراق النقدية والقطع المعدنية، يسعى البنك المركزي إلى الحفاظ على استقرار العملة ومواجهة تلك التحديات بفعالية.

تحديث التصميمات الأمنية

كذلك مع تطور تقنيات التزوير، يصبح من الضروري تحديث تصميمات الأوراق النقدية، والقطع المعدنية بشكل دوري لتعزيز ميزات الأمان، حيث أن التخصيص المالي يتيح للبنك المركزي إمكانية إدخال تحسينات تكنولوجية في تصميم العملة، مما يجعلها أكثر أمانًا وأقل عرضة للتزوير.

ويؤكد بعض الخبراء في تصريحات لـ"الصباح"، أن تخصيص البنك المركزي التونسي لـ3.9 ملايين دينار لصناعة الأوراق المعدنية والقطع النقدية يأتي كخطوة إستراتيجية تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على العملة، والحفاظ على جودتها، وتعزيز الثقة في النظام النقدي، ومواجهة التحديات الاقتصادية، وتحديث التصميمات الأمنية. هذه الخطوة تعكس التزام البنك المركزي بضمان استقرار الاقتصاد الوطني وتوفير عملة نقدية تلبي احتياجات المواطنين والشركات على حد سواء.

والجدير بالذكر أن البنك المركزي التونسي، كان قد أعلن مؤخرا، عن ارتفاع إيراداته من عمليات التدخل في السوق النقدية خلال عام 2023 بنسبة 54.4% لتصل إلى 1247.6 مليون دينار تونسي، وذلك وفقًا للقوائم المالية وتقرير مراقب الحسابات للسنة المالية 2023، وتُشير هذه النتائج إلى تحسن أداء البنك المركزي التونسي في مجال إدارة السيولة في السوق النقدية.

ومن المتوقع أن يؤدي تخصيص البنك المركزي التونسي لـ3.9 ملايين دينار لصناعة الأوراق النقدية والقطع المعدنية إلى تحسين جودة العملة المتداولة في السوق التونسية، حيث أنه بمرور الوقت، تتعرض الأوراق النقدية والقطع المعدنية للتلف بسبب الاستخدام المستمر. وتخصيص هذا المبلغ الكبير سيسمح للبنك المركزي بإنتاج كميات جديدة من العملة لتحل محل تلك التالفة، مما يحافظ على جودة العملة المتداولة. بالإضافة الى ذلك فإن جزءا من التخصيص قد يُستخدم في تحديث تصميمات الأوراق النقدية والقطع المعدنية لتعزيز ميزات الأمان. هذا يشمل إدخال تقنيات جديدة تجعل العملة أقل عرضة للتزوير، مما يعزز الثقة في العملة الوطنية.

مواكبة الطلب المتزايد

كذلك، فإن زيادة الكمية المتوفرة من العملة سيساعد على تلبية الطلب المتزايد في السوق، مما يعني أن المواطنين والشركات سيكونون أقل عرضة لنقص السيولة. هذا بدوره سيعزز الثقة في النظام النقدي ويُحسن التجربة اليومية للمستخدمين، علما أن البنك المركزي قد يستغل جزءًا من التخصيص في تحسين المواد المستخدمة في صناعة الأوراق النقدية والقطع المعدنية، واستخدام مواد ذات جودة أعلى سيؤدي إلى زيادة عمر العملة وتحسين مظهرها، مما يعكس صورة إيجابية عن النظام النقدي التونسي.

ومن خلال ضمان توفر العملة بجودة وكميات كافية، يسهم البنك المركزي في استقرار الاقتصاد. هذا الاستقرار يُعد أساسًا لجذب الاستثمارات وتعزيز النمو الاقتصادي.

وبشكل عام، فإن تخصيص البنك المركزي التونسي لـ3.9 ملايين دينار لصناعة الأوراق النقدية، والقطع المعدنية هو خطوة إستراتيجية تهدف إلى تحسين جودة العملة المتداولة، وليس لمواجهة خطر السوق الموازية مثلما يعتقد البعض، حيث من المتوقع أن يسهم هذا التخصيص في تجديد العملة التالفة، وتحسين ميزات الأمان، وتلبية الطلب المتزايد، ورفع مستوى الجودة، ودعم استقرار الاقتصاد. كل هذه العوامل مجتمعة تسهم في تحسين التجربة النقدية للمواطنين وتعزيز الثقة في العملة الوطنية.

* سفيان المهداوي