لئن أكد كمال الفرجاني مدير الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي مساء أول أمس أثناء الندوة الصحفية بحي المنازل الرومانية بقرطاج، على تبني فلسفة مغايرة عن سبقاتها ترمي الى التركيز على معايير القيمة الفنية وجانب الارتقاء بالذائقة مقابل القطع مع المعايير الكمية، فإنّ مثل هذا التوجة –بإيعاز من سلطة الإشراف (وزارة الثقافة)- يبدو منذ الوهلة الأولى، منطقيا بريئا من الشوائب.. لكنّ المتأمل في برمجة الدورة58 واقترانها بما يجري في فلسطين، يستشعر خللا ما أو فقدان أمر يتعلق بأهم مهرجانات العالم العربي الذي اعتلى على ركحه مئات النجوم من أغلب أقطار العالم..
وليد عبداللاوي
لعلها "هوية" المهرجان التي نفتقدها خلال السنوات الأخيرة، ذلك أن الاحتفالات الموسيقية لم ترتق بعد لمستوى المهرجانات لا من حيث التنظيم ولا البرمجة ولا المردود المالي..
سياسة المهرجان –للأسف- لم تتغير وغاب العمل على التغيير وتقديم تصور مالي واقتصادي جديد وعصري يقلل من تعويل المهرجانات على الدعم العمومي ليحولها الى تظاهرات منتجة ولا يكون ذلك إلا بوضع إدرات تسييرية قارة للمهرجانات وأن لا يترك مصيرها للصدفة ولتعيينات سياسية أكثر منها فنية مختصة..
غياب "هوية" مهرجان قرطاج الدولي يتأكد أكثر حين تغيب العروض القيمة المناصرة حقا للقضية الفلسطينة لأن المساندة من العيب أن تقتصر على بث أشرطة فيديو مناصرة للمقاومة في غزة طيلة العروض فحسب..
ورغم أن مدير مهرجان قرطاج كمال الفرجاني كان قد أكد خلال الندوة الصحفية أنه تم الاتصال بالفنان مارسيل خليفة وهو مستمر ومن الأرجح أن يكون ضيفا في هذه الدورة، فإن الساحة الفنية العربية تزخر بالعديد من القامات الأخرى التي من شأنها أن تحيي حفلا ضخما تضامنا مع إخواننا الفلسطينيين..
في ذات السياق وفي إطار تسليط الضوء على "هوية" المهرجان، لماذا تمت برمجة عروض نجوم استهلكت أعمالهم واكتسحت جل المسارح والمهرجانات؟ !.. ألم تؤكد الهيئة المديرة للمهرجان على الارتقاء بالذائقة الفنية؟ كيف سنضمن ذلك في ظل غياب الاعمال المسرحية والعديد من الانماط الفنية الاخرى ..
ألم يحن الوقت بعد بأن تكون القرارات أكثر جرأة والخروج من الاعتباطية والارتجالية التي تكبل مهرجان قرطاج الدولي منذ سنوات؟ !
طبعا هذا لا ينفي أننا نتمنى نجاح الدورة 58 للمهرجان وخاصة تلك العروض المشاركة لأول مرة.. في انتظار تبني فلسفة عمل تليق بمهرجاننا العريق..
تجدر الاشارة الى أنه إحياء للذكرى 60 على تأسيس مهرجان قرطاج الدولي (1964 - 2024) تنظم الهيئة المديرة للمهرجان معرضا وثائقيا في الممرّ المخصّص للجمهور يتضمّن صورا ووثائق نادرة وأشرطة فيديو عن أهم الحفلات والفنانين الذين اعتلوا ركح هذا المسرح العريق.
كما سيتمّ إصدار كتاب مرجعيّ يوثّق ذاكرة هذه التظاهرة ويخلّد تاريخها. وتعتزم إدارة المهرجان دعوة ما يقارب عن 5 آلاف متفرج من الأحياء الشعبية التابعة لإقليم تونس الكبرى (تونس، بن عروس، أريانة، منوبة) وذلك بالتعاون بين المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات وعديد المؤسسات والمنظمات وممثلي المجتمع المدني.
تفاصيل البرمجة :
18 جويلية 2024 - عرض "عايش لغناياتي" للطفي بوشناق
-'رحلة فنية عبر محطات مختلفة لمسيرة توصلت أكثر من 5 عقود '
19 جويلية 2024 - وائل كفوري (لبنان)
21 جويلية 2024 - أوبرا "كارمن" (تونس)
23 جويلية 2024 - سهرة الفلامينكو مع الراقصة Sara Baras (إسبانيا)
25 جويلية 2024 - زياد غرسة (تونس)
27 جويلية 2024 - حمزة نمرة (مصر)
28 جويلية 2024 - مجموعة "The wailers" ( جامايكا )
31 جويلية 2024 - مسرحية " Big Bossa " لوجيهة الجندوبي
1 أوت 2024 - أمين Boudchart ( المغرب )
3 أوت 2024 - كاظم الساهر (العراق)
6 و 7 أوت 2024 - عرض Cirque sur glace
10 أوت 2024 - آمال ماهر (مصر)
12 أوت 2024 - العرض الموسيقي "نوبة غرام" لمحمد علي كمون
13 أوت 2024 - نجاة عطية (تونس)
14 أوت 2024 - أنغام في الذاكرة 3 (تونس) - 15 أوت 2024 - YOUSSOU N'dour (السينغال)
17 أوت 2024 - أصالة نصري (سوريا)
الدورة في أرقام :
7 سهرات تونسية
6 سهرات عربية
5 سهرات من سائر دول العالم
6 عروض ركحية وفرجوية
وأشار المدير الفني للدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي، كمال الفرجاني، إلى أن نصيب الأسد من العروض الدورة الفارطة كانت تونسية بنسبة 52% فيما بلغ عدد الجماهير الحاضرة 117059 ألف.
كما بلغت عائدات التذاكر أكثر من 3 ملايين و266 ألف دينار، ما اعتبره رقما قياسيا.
تونس-الصباح
لئن أكد كمال الفرجاني مدير الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي مساء أول أمس أثناء الندوة الصحفية بحي المنازل الرومانية بقرطاج، على تبني فلسفة مغايرة عن سبقاتها ترمي الى التركيز على معايير القيمة الفنية وجانب الارتقاء بالذائقة مقابل القطع مع المعايير الكمية، فإنّ مثل هذا التوجة –بإيعاز من سلطة الإشراف (وزارة الثقافة)- يبدو منذ الوهلة الأولى، منطقيا بريئا من الشوائب.. لكنّ المتأمل في برمجة الدورة58 واقترانها بما يجري في فلسطين، يستشعر خللا ما أو فقدان أمر يتعلق بأهم مهرجانات العالم العربي الذي اعتلى على ركحه مئات النجوم من أغلب أقطار العالم..
وليد عبداللاوي
لعلها "هوية" المهرجان التي نفتقدها خلال السنوات الأخيرة، ذلك أن الاحتفالات الموسيقية لم ترتق بعد لمستوى المهرجانات لا من حيث التنظيم ولا البرمجة ولا المردود المالي..
سياسة المهرجان –للأسف- لم تتغير وغاب العمل على التغيير وتقديم تصور مالي واقتصادي جديد وعصري يقلل من تعويل المهرجانات على الدعم العمومي ليحولها الى تظاهرات منتجة ولا يكون ذلك إلا بوضع إدرات تسييرية قارة للمهرجانات وأن لا يترك مصيرها للصدفة ولتعيينات سياسية أكثر منها فنية مختصة..
غياب "هوية" مهرجان قرطاج الدولي يتأكد أكثر حين تغيب العروض القيمة المناصرة حقا للقضية الفلسطينة لأن المساندة من العيب أن تقتصر على بث أشرطة فيديو مناصرة للمقاومة في غزة طيلة العروض فحسب..
ورغم أن مدير مهرجان قرطاج كمال الفرجاني كان قد أكد خلال الندوة الصحفية أنه تم الاتصال بالفنان مارسيل خليفة وهو مستمر ومن الأرجح أن يكون ضيفا في هذه الدورة، فإن الساحة الفنية العربية تزخر بالعديد من القامات الأخرى التي من شأنها أن تحيي حفلا ضخما تضامنا مع إخواننا الفلسطينيين..
في ذات السياق وفي إطار تسليط الضوء على "هوية" المهرجان، لماذا تمت برمجة عروض نجوم استهلكت أعمالهم واكتسحت جل المسارح والمهرجانات؟ !.. ألم تؤكد الهيئة المديرة للمهرجان على الارتقاء بالذائقة الفنية؟ كيف سنضمن ذلك في ظل غياب الاعمال المسرحية والعديد من الانماط الفنية الاخرى ..
ألم يحن الوقت بعد بأن تكون القرارات أكثر جرأة والخروج من الاعتباطية والارتجالية التي تكبل مهرجان قرطاج الدولي منذ سنوات؟ !
طبعا هذا لا ينفي أننا نتمنى نجاح الدورة 58 للمهرجان وخاصة تلك العروض المشاركة لأول مرة.. في انتظار تبني فلسفة عمل تليق بمهرجاننا العريق..
تجدر الاشارة الى أنه إحياء للذكرى 60 على تأسيس مهرجان قرطاج الدولي (1964 - 2024) تنظم الهيئة المديرة للمهرجان معرضا وثائقيا في الممرّ المخصّص للجمهور يتضمّن صورا ووثائق نادرة وأشرطة فيديو عن أهم الحفلات والفنانين الذين اعتلوا ركح هذا المسرح العريق.
كما سيتمّ إصدار كتاب مرجعيّ يوثّق ذاكرة هذه التظاهرة ويخلّد تاريخها. وتعتزم إدارة المهرجان دعوة ما يقارب عن 5 آلاف متفرج من الأحياء الشعبية التابعة لإقليم تونس الكبرى (تونس، بن عروس، أريانة، منوبة) وذلك بالتعاون بين المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات وعديد المؤسسات والمنظمات وممثلي المجتمع المدني.
تفاصيل البرمجة :
18 جويلية 2024 - عرض "عايش لغناياتي" للطفي بوشناق
-'رحلة فنية عبر محطات مختلفة لمسيرة توصلت أكثر من 5 عقود '
19 جويلية 2024 - وائل كفوري (لبنان)
21 جويلية 2024 - أوبرا "كارمن" (تونس)
23 جويلية 2024 - سهرة الفلامينكو مع الراقصة Sara Baras (إسبانيا)
25 جويلية 2024 - زياد غرسة (تونس)
27 جويلية 2024 - حمزة نمرة (مصر)
28 جويلية 2024 - مجموعة "The wailers" ( جامايكا )
31 جويلية 2024 - مسرحية " Big Bossa " لوجيهة الجندوبي
1 أوت 2024 - أمين Boudchart ( المغرب )
3 أوت 2024 - كاظم الساهر (العراق)
6 و 7 أوت 2024 - عرض Cirque sur glace
10 أوت 2024 - آمال ماهر (مصر)
12 أوت 2024 - العرض الموسيقي "نوبة غرام" لمحمد علي كمون
13 أوت 2024 - نجاة عطية (تونس)
14 أوت 2024 - أنغام في الذاكرة 3 (تونس) - 15 أوت 2024 - YOUSSOU N'dour (السينغال)
17 أوت 2024 - أصالة نصري (سوريا)
الدورة في أرقام :
7 سهرات تونسية
6 سهرات عربية
5 سهرات من سائر دول العالم
6 عروض ركحية وفرجوية
وأشار المدير الفني للدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي، كمال الفرجاني، إلى أن نصيب الأسد من العروض الدورة الفارطة كانت تونسية بنسبة 52% فيما بلغ عدد الجماهير الحاضرة 117059 ألف.
كما بلغت عائدات التذاكر أكثر من 3 ملايين و266 ألف دينار، ما اعتبره رقما قياسيا.