إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أكدتها نتائج مناظرة الـ"سيزيام".. التميز فردي والفشل جماعي

 

تونس-الصباح

مثل حصول التلميذة لينا حقي من ولاية القصرين على المرتبة الأولى وطنيا في مناظرة الدخول للمدارس الإعدادية النموذجية، بمعدل 19.65 من 20، حقيقة معلومة للجميع منذ سنوات وهي فشل منظومتنا التربوية في توفير مبدأ تكافؤ الفرص وحقيقة أخرى وهي أن تذيل ولايات "الحيف التنموي" لترتيب نتائج المناظرات الوطنية على مستوى نسب النجاح ليس قدرا محتوما وإنما هو عنوان فشل خيارات وسياسات على امتداد عقود.

 وتميز التلميذة لينا ابنة طبيب مختص وطبيبة في القطاع العام، التي تزاول تعليمها بإحدى المدارس الخاصة جاء ليؤكد مرة أخرى أن التميز الفردي والذكاء هو صنيعة توفر ظروف ملائمة للدراسة والتحصيل العلمي وأن التقصير في توفير أبسط مقومات مزاولة تلاميذ المناطق الداخلية والمحرومة لتعليمهم يحملها بالدرجة الأولى المسؤولية على نسب النجاح الضعيفة .

ولايات تتذيل الترتيب

كشفت نسب النجاح في الدورة الرئيسية لباكالوريا 2024 في المؤسسات التربوية العمومية في مختلف المندوبيات، كالعادة عن تذيل جهات بعينها الترتيب فقد حلت ولاية توزر بالمرتبة 20 وطنيًا بنسبة نجاح لم تتجاوز 37.65 بالمائة، تليها ولاية قبلي بنسبة نجاح تراوح 36.81 بالمائة، ثم ولاية القيروان بنسبة 36.43 بالمائة، وجاءت ولاية سيدي بوزيد في المرتبة 23 على المستوى الوطني بنسبة نجاح لم تتعد 35.97 بالمائة.

وتذيلت ولاية قفصة الترتيب بنسبة 28.82 بالمائة فقط من الناجحين، وجاءت ولاية القصرين في المرتبة قبل الأخيرة بـ 29.87 بالمائة من الناجحين، وسبقتها ولاية جندوبة بـ 32.41 بالمائة.

بعد الكشف عن نتائج الباكالوريا للسنة الفارطة أصدر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بيانا قال فيه إن "النتائج عكست الهشاشة والفوارق بين الولايات وتطابقت كما كل سنة مع خارطة الفقر ومؤشر التنمية الجهوية حيث سجلت الولايات الداخلية نسبا أقل من المعدل الوطني".

ودعا الى "التسريع في نسق الإصلاح التربوي وفق رؤية تنموية شاملة تمكّن المنظومة العمومية من مكانة متميزة وتجعل منها أداة للارتقاء الاجتماعي".

وبين المنتدى، في بيانه أن نتائج الباكالوريا تؤكد "عمق أزمة المنظومة التربوية في أبعادها الكمية والكيفية من خلال تدني نتائج النجاح في الدورة الرئيسية وتكريسها للتفاوت بين الجهات والفئات الاجتماعية".

واعتبر المنتدى أن "التمسك بنفس السياسات والخيارات التعليمية التي جعلت من المدرسة العمومية أداة لإعادة إنتاج نفس العلاقات الاجتماعية هو استمرار لضرب الحق في التعليم ولمبدإ تكافؤ الفرص بين كل المتعلمين من أبناء الوطن الواحد. وأن التمسك بخيارات خوصصة خدمات التعليم بشكليها المقنّن (التعليم الخاص) والعشوائي (الدروس الخصوصية) من خلال تراجع نفقات الدولة في مجال الخدمات الاجتماعية عموما والتعليم تحديدا أدى إلى تدهور البنية التحتية وحدّ من الانتدابات الضرورية للإطار التربوي اللازم لدعم التلاميذ المستحقين وحرم التلاميذ أبناء الفئات الفقيرة والهشة من مبدأ تكافؤ الفرص".

م.ي

 

 

 

أكدتها نتائج مناظرة الـ"سيزيام"..   التميز فردي والفشل جماعي

 

تونس-الصباح

مثل حصول التلميذة لينا حقي من ولاية القصرين على المرتبة الأولى وطنيا في مناظرة الدخول للمدارس الإعدادية النموذجية، بمعدل 19.65 من 20، حقيقة معلومة للجميع منذ سنوات وهي فشل منظومتنا التربوية في توفير مبدأ تكافؤ الفرص وحقيقة أخرى وهي أن تذيل ولايات "الحيف التنموي" لترتيب نتائج المناظرات الوطنية على مستوى نسب النجاح ليس قدرا محتوما وإنما هو عنوان فشل خيارات وسياسات على امتداد عقود.

 وتميز التلميذة لينا ابنة طبيب مختص وطبيبة في القطاع العام، التي تزاول تعليمها بإحدى المدارس الخاصة جاء ليؤكد مرة أخرى أن التميز الفردي والذكاء هو صنيعة توفر ظروف ملائمة للدراسة والتحصيل العلمي وأن التقصير في توفير أبسط مقومات مزاولة تلاميذ المناطق الداخلية والمحرومة لتعليمهم يحملها بالدرجة الأولى المسؤولية على نسب النجاح الضعيفة .

ولايات تتذيل الترتيب

كشفت نسب النجاح في الدورة الرئيسية لباكالوريا 2024 في المؤسسات التربوية العمومية في مختلف المندوبيات، كالعادة عن تذيل جهات بعينها الترتيب فقد حلت ولاية توزر بالمرتبة 20 وطنيًا بنسبة نجاح لم تتجاوز 37.65 بالمائة، تليها ولاية قبلي بنسبة نجاح تراوح 36.81 بالمائة، ثم ولاية القيروان بنسبة 36.43 بالمائة، وجاءت ولاية سيدي بوزيد في المرتبة 23 على المستوى الوطني بنسبة نجاح لم تتعد 35.97 بالمائة.

وتذيلت ولاية قفصة الترتيب بنسبة 28.82 بالمائة فقط من الناجحين، وجاءت ولاية القصرين في المرتبة قبل الأخيرة بـ 29.87 بالمائة من الناجحين، وسبقتها ولاية جندوبة بـ 32.41 بالمائة.

بعد الكشف عن نتائج الباكالوريا للسنة الفارطة أصدر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بيانا قال فيه إن "النتائج عكست الهشاشة والفوارق بين الولايات وتطابقت كما كل سنة مع خارطة الفقر ومؤشر التنمية الجهوية حيث سجلت الولايات الداخلية نسبا أقل من المعدل الوطني".

ودعا الى "التسريع في نسق الإصلاح التربوي وفق رؤية تنموية شاملة تمكّن المنظومة العمومية من مكانة متميزة وتجعل منها أداة للارتقاء الاجتماعي".

وبين المنتدى، في بيانه أن نتائج الباكالوريا تؤكد "عمق أزمة المنظومة التربوية في أبعادها الكمية والكيفية من خلال تدني نتائج النجاح في الدورة الرئيسية وتكريسها للتفاوت بين الجهات والفئات الاجتماعية".

واعتبر المنتدى أن "التمسك بنفس السياسات والخيارات التعليمية التي جعلت من المدرسة العمومية أداة لإعادة إنتاج نفس العلاقات الاجتماعية هو استمرار لضرب الحق في التعليم ولمبدإ تكافؤ الفرص بين كل المتعلمين من أبناء الوطن الواحد. وأن التمسك بخيارات خوصصة خدمات التعليم بشكليها المقنّن (التعليم الخاص) والعشوائي (الدروس الخصوصية) من خلال تراجع نفقات الدولة في مجال الخدمات الاجتماعية عموما والتعليم تحديدا أدى إلى تدهور البنية التحتية وحدّ من الانتدابات الضرورية للإطار التربوي اللازم لدعم التلاميذ المستحقين وحرم التلاميذ أبناء الفئات الفقيرة والهشة من مبدأ تكافؤ الفرص".

م.ي