تراجع تنظيم المنتديات والندوات السياسية وحلقات النقاش في كل ما يخصّ الشأنين العام والسياسي منذ مدة طويلة تقارب السنتين على أرض الواقع وتعمّق هذا الغياب في الأشهر الأخيرة، في المقابل تحوّلت أنشطة السياسيين وعدد من ناشطي المجتمع المدني بشكل يكاد يكون كليا إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وبصفة ملحوظة وواضحة على منصة "التيك توك" وذلك منذ الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية من ناحية ومنذ بدء الكشف عن نوايا الترشح والإعلان الرسمي لعدد من الشخصيات عن ترشحاتهم.
إيمان عبد اللطيف
تحول موقع التواصل الاجتماعي التيك توك في تونس، وحتى في أغلب دول العالم، إلى فضاء نقاشات فيها الرصين والهادف وفيها ما تحوّل إلى حلبة صراع سياسي آتية على الأخضر واليابس وحملات تجييش وتطهير وسب وشتم عبر العشرات من الصفحات تحت عناوين مختلفة ومتعددة.
كل أنواع المواضيع والظواهر والفيديوهات والصور والوجوه تعترضك وأنت تتصفح هذا الموقع الاجتماعي وما إن تبحث عن موضوع أو مسألة ما وما أن تشاهد أو تضغط على زرّ المتابعة حتى يتولى "التيك التوك" مهمة عرضها ونشرها على واجهة صفحتك دون طلب منك ودون أي اختيار منك وحتى إن لم تُنشئ صفحة خاصة بك.
فتجد فيه كل ما يتخيله عقله أو تُريد أن تعرفه، إن كانت مسائل علمية، أخبار المشاهير، معطيات عن بلد ما، تجد فيه متاجر لمختلف السلع التي تُعرض للبيع عبر فتح تقنية اللايف وغيرها من آلاف الحكايات والمواضيع. حتى أنّ هذه المنصة كمكان افتراضي عوّض الصالونات والندوات السياسية.
فعوضا أن تحضرها في القاعات والنزل أو المنابر الإعلامية فإنك بإمكانك من خلال تقنية البث المباشر أن تتابع احد هذه النقاشات التي عادة تُفتح للعلن ليلا فعدد منها لها جمهور يُعد بعشرات المتابعين والبعض الآخر بصدد التأسيس لقاعدة جماهيرية.
وهذه الندوات الافتراضية يفتح لك "التيك التوك" أبوابها دون طلب أو إذن منك حتى أنه في الكثير من الأحيان يظهر لك على شاشتك أكثر المواضيع الدارجة أو المنتشرة في بلدك.
وما هو دارج ومنتشر وتحول إلى موضوع لعشرات حلقات النقاش في الآونة الأخيرة في تونس ما قالته العرافة اللبنانية ليلى عبد اللطيف عن الرئيس الذي سيحول البلاد إلى دبي ولمحت إلى ميزة خلقية على وجهه وعلى حرف من حروف اسمه المتكون من أربعة أحرف.
وما إن انتشرت المعلومة كالنار في الهشيم حتى تحولت عشرات الصفحات إلى بوق تجييش ومناصرة ودعاية لذلك الشخص وسط شكوك كبيرة بأنها ممولة بأموال طائلة واتهامات من هنا وهناك للعرافة بقبضها لمقابل مالي من أجل ترويج تلك المعلومة.
حالة من التخبّط والفوضى العارمة في حقيقة الأمر تشوب صفحات التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها "التيك توك" فاختلطت الأمور مقابل غياب شبه كلي للتوعية والتأطير خاصة منها التأطير السياسي على أرض الواقع.
فالكثير من الأطراف السياسية منها المعلنة، اختارت الظهور بأسمائها ووجوهها للمشاركة في النقاشات السياسية، ومنها غير المعلنة واختارت التخفي وراء صفحات تحت مسميات عدة وبمشاركة أشخاص لا تظهر صورهم ولا يتدخلون بأسمائهم الحقيقية وإنما بكنيات متعددة فلا يُعلم إن كانت مقيمة بتونس أو خارجها. وفي خضم كل ذلك، فإن المعارضة وجدت ضالتها عبر هذه المنصة التي حولتها إلى صالونات سياسية عبر "اللايفات".
تونس – الصباح
تراجع تنظيم المنتديات والندوات السياسية وحلقات النقاش في كل ما يخصّ الشأنين العام والسياسي منذ مدة طويلة تقارب السنتين على أرض الواقع وتعمّق هذا الغياب في الأشهر الأخيرة، في المقابل تحوّلت أنشطة السياسيين وعدد من ناشطي المجتمع المدني بشكل يكاد يكون كليا إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وبصفة ملحوظة وواضحة على منصة "التيك توك" وذلك منذ الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية من ناحية ومنذ بدء الكشف عن نوايا الترشح والإعلان الرسمي لعدد من الشخصيات عن ترشحاتهم.
إيمان عبد اللطيف
تحول موقع التواصل الاجتماعي التيك توك في تونس، وحتى في أغلب دول العالم، إلى فضاء نقاشات فيها الرصين والهادف وفيها ما تحوّل إلى حلبة صراع سياسي آتية على الأخضر واليابس وحملات تجييش وتطهير وسب وشتم عبر العشرات من الصفحات تحت عناوين مختلفة ومتعددة.
كل أنواع المواضيع والظواهر والفيديوهات والصور والوجوه تعترضك وأنت تتصفح هذا الموقع الاجتماعي وما إن تبحث عن موضوع أو مسألة ما وما أن تشاهد أو تضغط على زرّ المتابعة حتى يتولى "التيك التوك" مهمة عرضها ونشرها على واجهة صفحتك دون طلب منك ودون أي اختيار منك وحتى إن لم تُنشئ صفحة خاصة بك.
فتجد فيه كل ما يتخيله عقله أو تُريد أن تعرفه، إن كانت مسائل علمية، أخبار المشاهير، معطيات عن بلد ما، تجد فيه متاجر لمختلف السلع التي تُعرض للبيع عبر فتح تقنية اللايف وغيرها من آلاف الحكايات والمواضيع. حتى أنّ هذه المنصة كمكان افتراضي عوّض الصالونات والندوات السياسية.
فعوضا أن تحضرها في القاعات والنزل أو المنابر الإعلامية فإنك بإمكانك من خلال تقنية البث المباشر أن تتابع احد هذه النقاشات التي عادة تُفتح للعلن ليلا فعدد منها لها جمهور يُعد بعشرات المتابعين والبعض الآخر بصدد التأسيس لقاعدة جماهيرية.
وهذه الندوات الافتراضية يفتح لك "التيك التوك" أبوابها دون طلب أو إذن منك حتى أنه في الكثير من الأحيان يظهر لك على شاشتك أكثر المواضيع الدارجة أو المنتشرة في بلدك.
وما هو دارج ومنتشر وتحول إلى موضوع لعشرات حلقات النقاش في الآونة الأخيرة في تونس ما قالته العرافة اللبنانية ليلى عبد اللطيف عن الرئيس الذي سيحول البلاد إلى دبي ولمحت إلى ميزة خلقية على وجهه وعلى حرف من حروف اسمه المتكون من أربعة أحرف.
وما إن انتشرت المعلومة كالنار في الهشيم حتى تحولت عشرات الصفحات إلى بوق تجييش ومناصرة ودعاية لذلك الشخص وسط شكوك كبيرة بأنها ممولة بأموال طائلة واتهامات من هنا وهناك للعرافة بقبضها لمقابل مالي من أجل ترويج تلك المعلومة.
حالة من التخبّط والفوضى العارمة في حقيقة الأمر تشوب صفحات التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها "التيك توك" فاختلطت الأمور مقابل غياب شبه كلي للتوعية والتأطير خاصة منها التأطير السياسي على أرض الواقع.
فالكثير من الأطراف السياسية منها المعلنة، اختارت الظهور بأسمائها ووجوهها للمشاركة في النقاشات السياسية، ومنها غير المعلنة واختارت التخفي وراء صفحات تحت مسميات عدة وبمشاركة أشخاص لا تظهر صورهم ولا يتدخلون بأسمائهم الحقيقية وإنما بكنيات متعددة فلا يُعلم إن كانت مقيمة بتونس أو خارجها. وفي خضم كل ذلك، فإن المعارضة وجدت ضالتها عبر هذه المنصة التي حولتها إلى صالونات سياسية عبر "اللايفات".