تلعب الكتاتيب دورا هاما دون غيرها من المؤسسات التعليمية الأخرى لأنها تقوم على تحفيظ القرآن بشكل جماعي يساعد الأطفال على سرعة الحفظ خاصة في تلك المرحلة العمرية حيث يظل القرآن ثابتا في ذاكرة أولائك الأطفال مثلما يؤكد ذلك علماء التربية لذلك يحرص العديد من الأولياء على أن يتلقى أطفالهم تعليم القرآن بالكتاتيب او المدارس القرآنية لم لها من دور فعال ليس فقط في تحفيظ القرآن الكريم ولكن أيضا في الحفاظ على اللغة العربيّة ومبادئ الدين الإسلامي والسيرة النبوية.
صباح الشابي
وقد تخرج من تلك الكتاتيب حُفَّاظً وقُراء وعلماء كبار، ورغم انتشار التعليم الأكاديميّ فقد كان طلاب الكتاتيب متميّزين في المدارس لفهمهم وتوقّد ذاكرتهم بسبب تلقيهم القرآن الكريم منذ نعومة أظفارهم مثلما يرى ذلك بعض المختصين في الشأن الديني.
ولكن ذلك الدور الريادي الكبير للكتاتيب حاد بالبعض منها عن دوره ، وليس جميعها إذ انه لا يمكن أن نعمم المسالة على كافة الكتاتيب كما لا يمكن أن لا نقر بأن بعض الكتاتيب حادت مثلما قلنا عن دورها وأصبحت مصدر تهديد للأطفال المترددين عليها خاصة العشوائية منها لأنها تفتقر إلى المراقبة إذ يقوم البعض منها في بعض الأحيان بزرع أفكار متطرفة في عقول المتلقين من الأطفال خدمة لأهدافها غير النبيلة كما فعلت داعش في سوريا والعراق.
ولا ننسى قضية المدرسة القرآنية بالرقاب وما كشفت من جرائم بشعة ارتكبت في حق أطفال قدموا اليها لتلقي دروسا دينية ولحفظ القرآن الكريم فتم الاعتداء على البعض منهم جنسيا من قبل أحد الذين كانوا يلقنونهم القرآن الكريم فضلا عن ذلك فقد استخلص البعض من المهتمين بالشأن العام إبان اكتشاف تلك المدرسة وإيقاف صاحبها الذي كان متزوجا عرفيا وإيقاف شخص آخر كان اغتصب العديد من الأطفال بتلك المدرسة، أن أولائك الأطفال كانوا حسب رأي المتابعين والمحللين للشأن العام مشروع جهاديين في بؤر التوتر.
خلال شهر جوان المنقضي وبناءً على إشعار كان ورد على النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة من مندوب حماية الطفولة أذنت لأعوان الفرقة المركزية لمكافحة العنف ضد المراة والطفل بالحرس الوطني ببن عروس بمباشرة الأبحاث والسماعات والتساخير اللازمة للكشف عن ملابسات تعرض طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات تدرس بـ "كتّاب" عشوائي إلى الاعتداء الجنسي، ليتم الكشف عن تورط صاحب "الكتّاب" في الاعتداء عليها
وبعد إحالته على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بمنوبة اصدر بطاقة إيداع بالسجن في حقّه. وعديد القضايا الأخرى المشابهة المنشورة بالمحاكم.
ولئن سلطنا الضوء على موضوع الكتاتيب وكيف ان البعض منها حاد عن رسالته النبيلة ودوره ولكن هذا لا يعني اننا نريد من خلال طرح الموضوع إطلاق صيحة فزع لاننا لسنا ازاء ظاهرة ولكن لوضع الإصبع على الداء ودراسة أسباب بعض التصرفات الشاذة التي تحفظ ولا يقاس عليها والتي تقع خاصة ببعض الكتاتيب العشوائية.
وكان صدر بالرائد الرسمي يوم الثلاثاء 26 سبتمبر 2023، قرار من وزارة الشؤون الدينية يتعلّق بتنظيم الكتاتيب في تونس.
وعرّف هذا القرار الكتّاب (مفرد كتاتيب)، على أنّه "فضاء تربوي عمومي يؤمّه الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 4 و6 سنوات ويعمل خاصة على تحفيظ الأطفال نصيبًا من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وعلى تربيتهم على الآداب والأخلاق الفاضلة وعلى تعليمهم المبادئ الأساسية للّغة العربية وتدريبهم على الأنشطة الرياضية المناسبة لهم بما يساهم في تنمية مهاراتهم وتطوير ملكاتهم ونموهم الذّهني والبدني والنّفسي وإعدادهم لمراحل التّعليم اللاّحقة، ويحجر ترسيم الأطفال الذين يقلّ سنّهم عن أربع سنوات".
وتخضع الكتاتيب لإشراف وزارة الشؤون الدينية إداريًا وفنّيًا وبيداغوجيًا من حيث إحداثها وبرامجها التّربوية ونظام وتوقيت التّدريس فيها وطاقة استيعابها، ويتولّى المؤدبون مهمة التّربية بمقتضى قرار تكليف من وزير الشؤون الدينية ويحجر الّتدريس بالكتاتيب على من ليس له صفة مؤدب، حسب هذا القرار.
وفي السياق نفسه، نصّ القرار على أنّ الكتاتيب تخضع للتّراتيب الجاري بها العمل في مجال الصحة والسلامة وخاصة منها أحكام القانون عدد 11 لسنة 2009 المؤرخ في 2 مارس 2009 المتعّلق بإصدار مجلّة السلامة والوقاية من أخطار الحريق والانفجار والفزع والبنايات، ويتولّى متفقّدو الشؤون الدينية والوعاظ تفقّد ومتابعة سير الأنشطة الّتربوية بالكتاتيب كل في نطاق مهامه.
ويقع تأجير المؤدبين على أساس مقتضيات الأمر الحكومي عدد 1228 لسنة 2019 المؤرخ في 24 ديسمبر 2019، ويحجّر اعتماد برامج تربوية مخالفة لبرنامج التربية بالكتاتيب المقرر من قبل وزارة الشؤون الدينية.
ونشير أيضا إلى أنّ كلّ مخالفة لمقتضيات الفصول 1 و3 و7 من هذا القرار، تعرّض مرتكبها للعقوبات المنصوص عليها بالقوانين والتّراتيب الجاري بها العمل.
ونصّ أحد فصول هذا القرار على أنه يتمتّع بمجانية الدراسة بالكتاتيب الأيتام وأطفال العائلات المعوزة والأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد.
مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح" : إشتغال بعض الكتاتيب بصفة غير قانونية يسمح بتواتر الوظائف المنحرفة داخلها
المختصون في علم الاجتماع يرون أن الاعتداءات الجنسية التي تقع ببعض الكتاتيب لا يمكن أن نعتبرها ظاهرة لأنها حالات نادرة ونادرة جدا.
وفي تصريحه لـ"الصباح" يرى المختص في علم الاجتماع ممدوح عز الدين أن تلك الإعتداءات ليست مستجدة بل لها تاريخ لكن يتم التكتم عليها لحساسية الموضوع وتجنبا للفضيحة والتشهير، ثانيا نحن إزاء حالات فردية وليس ظاهرة إجتماعية بحسب عاملي الكثافة والتواتر لذا يجب علينا أن لا نهون ولا نهول حسب قوله عند التعاطي مع هذه الممارسات المنحرفة.
ثالثا تتم هذه الاعتداءات حسب رأيه في كتاتيب عشوائية غير مرخصة ولا تخضع للمراقبة المباشرة لسلطة الإشراف.
ولكن لفهم هذه الاعتداءات سوسيولوجيا لا بد أن نتساءل عن دوافع الأشخاص المورطين في هذه الجريمة وأثر هذه الاعتداءات على الأطفال الضحايا وكيفية الحد منها ومواجهتها.
البيدوفيليا..
فيما يخص العوامل التي يمكن أن تدفع الأشخاص الذين يعتدون جنسيا على الأطفال في هذه الكتاتيب يرى ممدوح عز الدين انها أساساً عوامل نفسية وسوسيولوجية إذ قد يعاني البعض منهم من اضطرابات نفسية مثل البيدوفيليا (الشذوذ الجنسي تجاه الأطفال)أو لديهم سمات نرجسية أو معادية للمجتمع تجعلهم يستغلون سلطتهم على الٱخرين لتحقيق رغباتهم الشخصية أو يعانون من إحباطات جنسية و بعضهم يستغلون سلطتهم على الأطفال الذين تحت مسؤوليتهم لتحقيق رغباتهم الشخصية سواء كانت جنسية أو غيرها ،بعضهم قد يعيش في عزلة اجتماعية و جنسية نتيجة البيئة المغلقة والمتزمتة التي ألزموا أنفسهم بها مما يزيد من خطر التصرفات المنحرفة ،كما أن طبيعة عملهم تسمح لهم بالوصول السهل والمباشر والمتكرر إلى الأطفال الضحايا مما يمكنهم من ارتكاب الاعتداءات في الخفاء.
استغلال الأطفال دون خوف من العقاب..
بعضهم يعتبر أن صفته الدينية والتقدير الذي يلقاه من المحيطين به تبعا لهذه الصفة تمنحه سلطة مطلقة قد تجعله يشعر بأنه فوق القانون مما يمكنه من استغلال الأطفال دون خوف من العواقب.
كما يجب التأكيد حسب رأيه أن إشتغال هذه الكتاتيب بصفة غير قانونية يسمح بتواتر الوظائف المنحرفة داخلها مما يؤدي إلى تفشي السلوكيات الضارة أو تجاهلها.. كما أن شبكة العلاقات الداخلية المرتبطة باشتغال هذه المؤسسات العشوائية وغير الشكلية يسمح بحماية المعتدين حفاظا على سمعتها وإستمراريتها.
الاعتداءات بصفة عامة على الأطفال سواء كانت لفظية، مادية او جنسية لديها آثار نفسية وعاطفية واجتماعية كبيرة عليهم تتمثل مثلما بين ممدوح عز الدين في جعلهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة ومن الكوابيس والقلق الشديد والاكتئاب ومشاعر مستمرة من الحزن واليأس وفقدان الثقة في الكبار وخاصة في الشخصيات الدينية التعليمية.
تأثيرات اجتماعية..
أما التأثيرات الاجتماعية فتتمثل في العزلة الاجتماعية إذ قد يشعر الضحايا بالعار والخجل مما يدفعهم للإنعزال عن الأصدقاء والعائلة وصعوبات في العلاقات حيث يمكن أن يواجهوا صعوبات في بناء علاقات صحية ومستقرة في المستقبل.
وتراجع الأداء الدراسي بسبب التركيز المشتت والاضطرابات العاطفية ويمكن أن يتعرض الأطفال لمشكلات صحية مثل إضطرابات الاكل والامراض النفسية المزمنة.
رغم انه لا يمكن وصف السلوكيات الشاذة داخل بعض الكتاتيب بالظاهرة ولكن رغم ذلك لا بد من مواجهتها حسب ما يرى ذلك المختص في علم الاجتماع ممدوح عز الدين إذ يعتبر انه لمواجهة هذه الإعتداءات والحد منها لا بد من تعليم الأطفال حقوقهم و حدود أجسادهم و كيفية التعرف على السلوكيات غير الملائمة و الإبلاغ عنها وزيادة الوعي في المجتمع حول خطورة الإعتداءات الجنسية وأهمية حماية الاطفال والالتزام الصارم بالقوانين التي تحمي الأطفال خاصة مجلة حماية الطفل وتشديد العقوبات على المعتدين وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي عبر تقديم العلاج النفسي المتخصص للأطفال الضحايا لمساعدتهم على التعافي من الصدمات و إنشاء مجموعات دعم للأسر والأطفال المتضررين و إتخاذ إجراءات صارمة تجاه هذه الكتاتيب العشوائية والتشجيع على الإبلاغ من خلال إيجاد بيئة تشجع الأطفال والبالغين على الإبلاغ عن أي سلوكيات غير لائقة دون خوف من الانتقام والعار.
وللتصدي لهذه المشكلة شدد المتحدث على ضرورة معالجة هذه العوامل بشكل شامل من خلال تعزيز الشفافية والمساءلة في الكتاتيب وسائر المؤسسات التربوية التي يرتادها الاطفال خاصة الذين لم تتجاوز أعمارهم ست سنوات و توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، وتطبيق القوانين بصرامة لمحاسبة المعتدين.
وكتاتيب عشوائية بؤر"فساد"
تونس-الصباح
تلعب الكتاتيب دورا هاما دون غيرها من المؤسسات التعليمية الأخرى لأنها تقوم على تحفيظ القرآن بشكل جماعي يساعد الأطفال على سرعة الحفظ خاصة في تلك المرحلة العمرية حيث يظل القرآن ثابتا في ذاكرة أولائك الأطفال مثلما يؤكد ذلك علماء التربية لذلك يحرص العديد من الأولياء على أن يتلقى أطفالهم تعليم القرآن بالكتاتيب او المدارس القرآنية لم لها من دور فعال ليس فقط في تحفيظ القرآن الكريم ولكن أيضا في الحفاظ على اللغة العربيّة ومبادئ الدين الإسلامي والسيرة النبوية.
صباح الشابي
وقد تخرج من تلك الكتاتيب حُفَّاظً وقُراء وعلماء كبار، ورغم انتشار التعليم الأكاديميّ فقد كان طلاب الكتاتيب متميّزين في المدارس لفهمهم وتوقّد ذاكرتهم بسبب تلقيهم القرآن الكريم منذ نعومة أظفارهم مثلما يرى ذلك بعض المختصين في الشأن الديني.
ولكن ذلك الدور الريادي الكبير للكتاتيب حاد بالبعض منها عن دوره ، وليس جميعها إذ انه لا يمكن أن نعمم المسالة على كافة الكتاتيب كما لا يمكن أن لا نقر بأن بعض الكتاتيب حادت مثلما قلنا عن دورها وأصبحت مصدر تهديد للأطفال المترددين عليها خاصة العشوائية منها لأنها تفتقر إلى المراقبة إذ يقوم البعض منها في بعض الأحيان بزرع أفكار متطرفة في عقول المتلقين من الأطفال خدمة لأهدافها غير النبيلة كما فعلت داعش في سوريا والعراق.
ولا ننسى قضية المدرسة القرآنية بالرقاب وما كشفت من جرائم بشعة ارتكبت في حق أطفال قدموا اليها لتلقي دروسا دينية ولحفظ القرآن الكريم فتم الاعتداء على البعض منهم جنسيا من قبل أحد الذين كانوا يلقنونهم القرآن الكريم فضلا عن ذلك فقد استخلص البعض من المهتمين بالشأن العام إبان اكتشاف تلك المدرسة وإيقاف صاحبها الذي كان متزوجا عرفيا وإيقاف شخص آخر كان اغتصب العديد من الأطفال بتلك المدرسة، أن أولائك الأطفال كانوا حسب رأي المتابعين والمحللين للشأن العام مشروع جهاديين في بؤر التوتر.
خلال شهر جوان المنقضي وبناءً على إشعار كان ورد على النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة من مندوب حماية الطفولة أذنت لأعوان الفرقة المركزية لمكافحة العنف ضد المراة والطفل بالحرس الوطني ببن عروس بمباشرة الأبحاث والسماعات والتساخير اللازمة للكشف عن ملابسات تعرض طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات تدرس بـ "كتّاب" عشوائي إلى الاعتداء الجنسي، ليتم الكشف عن تورط صاحب "الكتّاب" في الاعتداء عليها
وبعد إحالته على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بمنوبة اصدر بطاقة إيداع بالسجن في حقّه. وعديد القضايا الأخرى المشابهة المنشورة بالمحاكم.
ولئن سلطنا الضوء على موضوع الكتاتيب وكيف ان البعض منها حاد عن رسالته النبيلة ودوره ولكن هذا لا يعني اننا نريد من خلال طرح الموضوع إطلاق صيحة فزع لاننا لسنا ازاء ظاهرة ولكن لوضع الإصبع على الداء ودراسة أسباب بعض التصرفات الشاذة التي تحفظ ولا يقاس عليها والتي تقع خاصة ببعض الكتاتيب العشوائية.
وكان صدر بالرائد الرسمي يوم الثلاثاء 26 سبتمبر 2023، قرار من وزارة الشؤون الدينية يتعلّق بتنظيم الكتاتيب في تونس.
وعرّف هذا القرار الكتّاب (مفرد كتاتيب)، على أنّه "فضاء تربوي عمومي يؤمّه الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 4 و6 سنوات ويعمل خاصة على تحفيظ الأطفال نصيبًا من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وعلى تربيتهم على الآداب والأخلاق الفاضلة وعلى تعليمهم المبادئ الأساسية للّغة العربية وتدريبهم على الأنشطة الرياضية المناسبة لهم بما يساهم في تنمية مهاراتهم وتطوير ملكاتهم ونموهم الذّهني والبدني والنّفسي وإعدادهم لمراحل التّعليم اللاّحقة، ويحجر ترسيم الأطفال الذين يقلّ سنّهم عن أربع سنوات".
وتخضع الكتاتيب لإشراف وزارة الشؤون الدينية إداريًا وفنّيًا وبيداغوجيًا من حيث إحداثها وبرامجها التّربوية ونظام وتوقيت التّدريس فيها وطاقة استيعابها، ويتولّى المؤدبون مهمة التّربية بمقتضى قرار تكليف من وزير الشؤون الدينية ويحجر الّتدريس بالكتاتيب على من ليس له صفة مؤدب، حسب هذا القرار.
وفي السياق نفسه، نصّ القرار على أنّ الكتاتيب تخضع للتّراتيب الجاري بها العمل في مجال الصحة والسلامة وخاصة منها أحكام القانون عدد 11 لسنة 2009 المؤرخ في 2 مارس 2009 المتعّلق بإصدار مجلّة السلامة والوقاية من أخطار الحريق والانفجار والفزع والبنايات، ويتولّى متفقّدو الشؤون الدينية والوعاظ تفقّد ومتابعة سير الأنشطة الّتربوية بالكتاتيب كل في نطاق مهامه.
ويقع تأجير المؤدبين على أساس مقتضيات الأمر الحكومي عدد 1228 لسنة 2019 المؤرخ في 24 ديسمبر 2019، ويحجّر اعتماد برامج تربوية مخالفة لبرنامج التربية بالكتاتيب المقرر من قبل وزارة الشؤون الدينية.
ونشير أيضا إلى أنّ كلّ مخالفة لمقتضيات الفصول 1 و3 و7 من هذا القرار، تعرّض مرتكبها للعقوبات المنصوص عليها بالقوانين والتّراتيب الجاري بها العمل.
ونصّ أحد فصول هذا القرار على أنه يتمتّع بمجانية الدراسة بالكتاتيب الأيتام وأطفال العائلات المعوزة والأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد.
مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح" : إشتغال بعض الكتاتيب بصفة غير قانونية يسمح بتواتر الوظائف المنحرفة داخلها
المختصون في علم الاجتماع يرون أن الاعتداءات الجنسية التي تقع ببعض الكتاتيب لا يمكن أن نعتبرها ظاهرة لأنها حالات نادرة ونادرة جدا.
وفي تصريحه لـ"الصباح" يرى المختص في علم الاجتماع ممدوح عز الدين أن تلك الإعتداءات ليست مستجدة بل لها تاريخ لكن يتم التكتم عليها لحساسية الموضوع وتجنبا للفضيحة والتشهير، ثانيا نحن إزاء حالات فردية وليس ظاهرة إجتماعية بحسب عاملي الكثافة والتواتر لذا يجب علينا أن لا نهون ولا نهول حسب قوله عند التعاطي مع هذه الممارسات المنحرفة.
ثالثا تتم هذه الاعتداءات حسب رأيه في كتاتيب عشوائية غير مرخصة ولا تخضع للمراقبة المباشرة لسلطة الإشراف.
ولكن لفهم هذه الاعتداءات سوسيولوجيا لا بد أن نتساءل عن دوافع الأشخاص المورطين في هذه الجريمة وأثر هذه الاعتداءات على الأطفال الضحايا وكيفية الحد منها ومواجهتها.
البيدوفيليا..
فيما يخص العوامل التي يمكن أن تدفع الأشخاص الذين يعتدون جنسيا على الأطفال في هذه الكتاتيب يرى ممدوح عز الدين انها أساساً عوامل نفسية وسوسيولوجية إذ قد يعاني البعض منهم من اضطرابات نفسية مثل البيدوفيليا (الشذوذ الجنسي تجاه الأطفال)أو لديهم سمات نرجسية أو معادية للمجتمع تجعلهم يستغلون سلطتهم على الٱخرين لتحقيق رغباتهم الشخصية أو يعانون من إحباطات جنسية و بعضهم يستغلون سلطتهم على الأطفال الذين تحت مسؤوليتهم لتحقيق رغباتهم الشخصية سواء كانت جنسية أو غيرها ،بعضهم قد يعيش في عزلة اجتماعية و جنسية نتيجة البيئة المغلقة والمتزمتة التي ألزموا أنفسهم بها مما يزيد من خطر التصرفات المنحرفة ،كما أن طبيعة عملهم تسمح لهم بالوصول السهل والمباشر والمتكرر إلى الأطفال الضحايا مما يمكنهم من ارتكاب الاعتداءات في الخفاء.
استغلال الأطفال دون خوف من العقاب..
بعضهم يعتبر أن صفته الدينية والتقدير الذي يلقاه من المحيطين به تبعا لهذه الصفة تمنحه سلطة مطلقة قد تجعله يشعر بأنه فوق القانون مما يمكنه من استغلال الأطفال دون خوف من العواقب.
كما يجب التأكيد حسب رأيه أن إشتغال هذه الكتاتيب بصفة غير قانونية يسمح بتواتر الوظائف المنحرفة داخلها مما يؤدي إلى تفشي السلوكيات الضارة أو تجاهلها.. كما أن شبكة العلاقات الداخلية المرتبطة باشتغال هذه المؤسسات العشوائية وغير الشكلية يسمح بحماية المعتدين حفاظا على سمعتها وإستمراريتها.
الاعتداءات بصفة عامة على الأطفال سواء كانت لفظية، مادية او جنسية لديها آثار نفسية وعاطفية واجتماعية كبيرة عليهم تتمثل مثلما بين ممدوح عز الدين في جعلهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة ومن الكوابيس والقلق الشديد والاكتئاب ومشاعر مستمرة من الحزن واليأس وفقدان الثقة في الكبار وخاصة في الشخصيات الدينية التعليمية.
تأثيرات اجتماعية..
أما التأثيرات الاجتماعية فتتمثل في العزلة الاجتماعية إذ قد يشعر الضحايا بالعار والخجل مما يدفعهم للإنعزال عن الأصدقاء والعائلة وصعوبات في العلاقات حيث يمكن أن يواجهوا صعوبات في بناء علاقات صحية ومستقرة في المستقبل.
وتراجع الأداء الدراسي بسبب التركيز المشتت والاضطرابات العاطفية ويمكن أن يتعرض الأطفال لمشكلات صحية مثل إضطرابات الاكل والامراض النفسية المزمنة.
رغم انه لا يمكن وصف السلوكيات الشاذة داخل بعض الكتاتيب بالظاهرة ولكن رغم ذلك لا بد من مواجهتها حسب ما يرى ذلك المختص في علم الاجتماع ممدوح عز الدين إذ يعتبر انه لمواجهة هذه الإعتداءات والحد منها لا بد من تعليم الأطفال حقوقهم و حدود أجسادهم و كيفية التعرف على السلوكيات غير الملائمة و الإبلاغ عنها وزيادة الوعي في المجتمع حول خطورة الإعتداءات الجنسية وأهمية حماية الاطفال والالتزام الصارم بالقوانين التي تحمي الأطفال خاصة مجلة حماية الطفل وتشديد العقوبات على المعتدين وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي عبر تقديم العلاج النفسي المتخصص للأطفال الضحايا لمساعدتهم على التعافي من الصدمات و إنشاء مجموعات دعم للأسر والأطفال المتضررين و إتخاذ إجراءات صارمة تجاه هذه الكتاتيب العشوائية والتشجيع على الإبلاغ من خلال إيجاد بيئة تشجع الأطفال والبالغين على الإبلاغ عن أي سلوكيات غير لائقة دون خوف من الانتقام والعار.
وللتصدي لهذه المشكلة شدد المتحدث على ضرورة معالجة هذه العوامل بشكل شامل من خلال تعزيز الشفافية والمساءلة في الكتاتيب وسائر المؤسسات التربوية التي يرتادها الاطفال خاصة الذين لم تتجاوز أعمارهم ست سنوات و توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، وتطبيق القوانين بصرامة لمحاسبة المعتدين.