إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد عبورهم البحر.. تونسيون ينتحرون في الزنزانات..و2000 يقبعون في السجون الايطالية

 

 

تونس-الصباح

رمت بهم أحلامهم في الوصول الى الضفة الأخرى من المتوسط في المعتقلات والسجون ودفن الحلم بحياة أفضل خلف السراديب المظلمة..ذاك هو حال آلاف المهاجرين الذين ركبوا البحر وعرضوا حياتهم للخطر ليجدوا أنفسهم وجها لوجه مع العنصرية وسوء المعاملة والاعتقالات بسبب جريمة او مخالفة ارتكبوها او لوصمهم بأنهم خريجي جريمة و"عشاق سجون" توافدوا على بلدانهم ليخربوا نظام حياتهم.

فيجد المهاجر غير النظامي نفسه خلف القضبان وقد لا يتحمل الوضع فيهرب الى الموت.

مفيدة القيزاني

رقم جديد ينضاف الى قائمة المهاجرين الذين فقدوا حياتهم سواء في مراكز الاحتفاظ في ايطاليا او في السجون حيث أقدم سجين ليلة أمس الأول على وضع حد لحياته في سجن "سولّيتشيانو" في فيرِنْسي ..السجين شاب في العشرينات من العمر يحمل الجنسية التونسية وكان من المفترَض أن ينتهي من قضاء عقوبته في نوفمبر 2025.

ويُعرَف سجن "سولّيتشيانو" بالاكتظاظ الشديد وسوء الوضع الصحي من نظافة وغيرها.

والى حدود 30 من شهر جوان المنقضي يأوي هذا السجن 565 سجينا رغم ان طاقة استيعابه 497 سجينا وفي الأسابيع الأخيرة، تفاقم الوضع أكثر بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

وكتبت صحيفة "لاناتسيوني" (الأُمَّة) الفلورنسية أنَّه في بعض أجزاء المؤسَّسة لا توجد مياه جارية بسبب سوء حالة الأنابيب، وتوجد الكثير من الحشرات على الأسرة والجدران ولا توجد كراسي وطاولات لتناول وجبات الطعام.

ومنذ بداية العام الجاري انتحر ما لا يقل عن 50 شخصًا في السجن، وفقًا لبيانات "ريسْتْريتِّي أوريزونْتي".

واحتجاجا على ما يجري أشعل النزلاء النار في بعض الأغطية والحشايا التي تم العثور عليها داخل الزنزانات وتدخَّل رجال الإطفاء والشرطة والدرك في الموقع وخارج بعض الزنزانات عُرضت لافتة كتب عليها"انتحار..سجن..إغاثة..مساعدة".

حوالي 2000 سجين..

كان النائب في البرلمان و الناشط السياسي التونسي في ايطاليا مجدي الكرباعي أفاد أن 1967 سجينا تونسيا يقبعون في السجون الإيطالية.

وحسب التقرير السنوي لوزارة العدل الإيطالية إلى غاية 31 ديسمبر 2023 , يوجد في السجون الايطالية 18.894 من جنسيات أجنبية.

وقال في منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" أن هناك 1952 من الجنسية التونسية رجالا و 15 نساء حيث تأتي تونس في المرتبة الرابعة من حيث عدد الموقفين والمسجونين ، مشددا على أن وضعية السجون الإيطالية وضعية صعبة جدا حسب تقارير إيطالية و أوروبية .

وصرح الكرباعي بأن "ما يدعو إلى الريبة هو أن حالات الوفاة دائماً ما تحدث في ظروف غامضة، ومن دون متابعة من الدولة التونسية، ومن دون فتح تحقيق فيها"، مشيراً إلى "تعرض عدد منهم للتعذيب أو إعطائهم أدوية لا تتلاءم مع حالاتهم الصحية".

وأضاف أنه "لا توجد إحاطة اجتماعية أو قانونية للتونسيين المسجونين بعكس السجناء من جنسيات أخرى، الذين تتكفل دولهم بتكليف محامين للدفاع عنهم أمام المحاكم الإيطالية".

واعتبر النائب التونسي السابق، أن "أغلب حالات التونسيين الذين أودعوا السجون هي مظالم، بسبب الوصم الذي يلحق المهاجرين التونسيين نظراً إلى أعدادهم الكبيرة، وتعرضهم لسوء المعاملة من قوات الأمن الإيطالية".

حالات متتالية..

وشهدت السجون الايطالية خلال السنوات الأخيرة حالات وفاة عديدة حيث عثرت الشرطة الايطالية في سجن " سيجونديجليانو " بمدينة " نابولي " على مهاجر تونسي عمره 40 سنة منتحرا في حبسه الانفرادي أو ما يعرف " السيلون "، وورد في الصحف المحلية أن أحد أعوان السجن توجه إلى زنزانة الضحية لمده بالأكل والماء إلا أنه وجد رأس السجين الهالك التونسي الجنسية بين الأعمدة الحديدية لباب الزنزانة التي يقبع فيها وهو ميت.

 وفور تفطنه للواقعة أعلم مدير السجن الذي تحول وأعوان الأمن على عين المكان رفقة الطبيب الشرعي الذي أكد وفاة الضحية اثر عملية انتحار.

وبالعودة لحيثيات هذه الحادثة ذكرت نفس المصادر أن الفقيد التونسي الجنسية محكوم بالسجن على خلفية التجارة في المخدرات وهو في سجن انفرادي وعليه حراسة أمنية مشددة باعتباره ذي سوابق عدلية.

قاتل العجائز..

السجين التونسي عز الدين السبعي (49 سنة) الذي فارق الحياة بقسم العناية المركزة بمستشفى بادوفا متأثرا بحالة اختناق شديد ناجم عن إقدامه على الانتحار شنقا بغرفته بسجن بادوفا أين كان يقضي عقوبة السجن المؤبد خمس مرات بتهمة قتل حوالي 15 عجوزا إيطالية.

وقالت وكالة الأنباء الإيطالية الرسمية "أنسا" حينها أن سجناء تفطنوا للسبعي يتدلى من حبل داخل غرفته فسارعوا إلى قطعه وإعلام حراس السجن والممرضين الذين تدخلوا ونقلوا الهالك في حالة صحية وصفت بالحرجة إلى مستشفى بادوفا أين احتفظ به بقسم العناية المركزة طيلة ساعات قالت تقارير أنه كان خلالها ميتا سريريا، إلى أن فارق الحياة.

ولقب السبعي بـ "سفاح العجائز" بعد اعترافه بقتل 15 امرأة إيطالية مسنة.

ويذكر أن أعوان الأمن ألقوا القبض على المهاجر التونسي عام 1997 قرب محطة للقطارات بناء على معلومة أدلت بها طفلة حين لمحته قالت فيها أنها شاهدته في منزل عجوز (75 سنة) بمنطقة بالاجيا نالو القريبة من تارانتو عثر عليها لاحقا مقتولة بطعنات سكين.

وبالتحري معه اعترف بمسؤوليته عن قتل 14 عجوزا أخرى.

وتعود الجرائم المرتكبة إلى الفترة المتراوحة بين عامي 1994 و1997 حيث تعرض عدد كبير من النسوة بمنطقتي بوليا وبازيليكاتا للقتل والسرقة طعنا أو ذبحا أو وخزا بالإبر حيث اعترف المتهم بقتل عدد من النسوة من بينهن الأستاذة المتقاعدة أنّا ماريا ستيلا (60 سنة) التي استهدفت للقتل والسرقة داخل منزلها يوم غرة أفريل 1997 وجوزيفين (72 سنة) التي ذبحت بمنزلها بمنطقة «سان فاردينانو» وماريا توتارو التي عثر عليها مقتولة في جانفي 1997.

هذه الجرائم لم تكن الوحيدة في سجل التونسي بعدما فوجئت إدارة السجن والقضاء الايطالي بتدوينه اعترافات من داخل سجن ميلانو كشف فيها عن قتل مجموعة أخرى من العجائز ومقرّا بمسؤوليته الكاملة عن قتل وسلب عدد من النساء الإيطاليات داخل منازلهن في نفس الفترة التي ارتكب خلالها بقية الجرائم المدان فيها.

مركز "بونْتي غالِّيرِيا 2"

يُعَدُّ مركز "بونْتي غالِّيرِيا 2" منذ فترة طويلة أحد أكثر مراكز تجميع المهاجرين بنية الطرد والترحيل القسري عرضة للانتقاد في إيطاليا، على الرغم من أن الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان مُوثَّقة في كل مكان تقريبًا في هذه المراكز. ويعمل "مركز الإعادة الدائمة" في "بونْتي غالِّيرِيا على وجه الخصوص منذ سنة 1998 ويتسع لـ 125 شخصًا. يعود آخر تعداد لعدد المحتجزين فيه إلى مارس 2023 في ذلك الوقت كان يوجد هناك 95 سجينًا 90 رجلاً و5 نساء.

وقد شهد 40 حالة انتحار منذ إنشائه سنة 1998.

وفي السنوات الأولى، كان "الصليب الأحمر" هو الهيئة التي تدير ما يسمى "مركز الترحيل الدائم إلى الوطن " في بونتي غالِّيرِيا، ولكن حتى ذلك الحين كان المعسكر تنقصة عدة مقوّمات وسيئ التنظيم.

تقرير صادم..

وثّق تقرير صدر سنة 2005 عن جمعية "أطباء من أجل حقوق الإنسان" عدة عيوب في العيادة الطبية المحلية للمركز وفي سنة 2010، دعا حاكم روما آنذاك "جوزيبّي بيكورارُ" إلى إغلاق المركز لأنه، في رأيه، لا يحترم "الكرامة الإنسانية" وفي ديسمبر 2013، قام عشرات السجناء بخياطة أفواههم احتجاجًا على طول الوقت الذي قضوه في المركز.

وفي سنة 2023، زارت السيناتور "إيلاريا كوكّي" معسكر الاحتجاز "بونْتي غالِّيرِيا" مرتين، وكتبت عنه في الصحافة "يعيش المحتجزون في أقفاص، وأحيانًا في روثهم، دون إمكانية التواصل مع العالم الخارجي. "إنهم يعيشون يومًا بعد يوم في انتظار فهم سبب حالتهم يتدبرون احتياجاتهم بأنفسهم، وإذا مرضوا، فهذه مشكلة خطيرة حقًا.. إنهم يشبهون الدجاج في مزرعة مكثفة مع اختلاف أنهم يعانون من الجوع في كثير من الأحيان ولا تتحسن أوزانهم..يتم إعطاؤهم كميات من العقارات الصناعية ذات التأثير الفعلي على العقل لجعلهم يشعرون بالارتياح، وحتى لا يسبّبون إزعاجا.. وهذا كله يمارسه %90 من المعتقلين من دون عقاب".

تحقيق..

وأظهر تحقيق طويل نُشر في أفريل 2023 في Altreconomia أنه في "بونْتي غالِّيرِيا" ، يمثل الإنفاق على المؤثرات العقلية 51 بالمائة من إجمالي الإنفاق على الأدوية الأخرى.

ولعدة سنوات، تمت إدارة مركز احتجاز الإعادة إلى الوطن في "بونْتي غالِّيرِيا" من قبل شركة "ORS Italia"، وهي شركة سويسرية لديها أيضًا مراكز تجميع واحتجاز للمهاجرين في سويسرا وألمانيا والنمسا.

وتم توثيق الظروف المهينة التي يتم فيها احتجاز الأشخاص في معسكرات احتجاز المهاجرين للترحيل القسري في إيطاليا منذ عدة سنوات من قبل الجمعيات التي تتعامل مع حقوق الإنسان وحقوق المهاجرين، وكذلك من خلال التحقيقات الصحفية والقضائية.

ولا تصنف هذه المراكز رسميا على أنها سجون ولكنها تعمل بالطريقة نفسها. فالمهاجرون محرومون من كل شيء كالغذاء اللائق والرعاية الصحية والعنف ما قاد بعضهم الى الانتحار.

وتؤكد بعض التقارير أن المهاجرين المحتجزين لا يعرفون حتى المدة التي سيقضونها هناك، إن كانت يومًا أو أسبوعًا أو أشهرًا، وأنه يتم ترحيل أعداد كبيرة منهم بالقوة، فيما يبقى مصير البقية مجهولاً.

وأن 50% من هؤلاء يقع ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية بالقوة، ونسبة الترحيل تختلف بحسب الاتفاقات التي وقعتها إيطاليا مع بلدانهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بعد عبورهم البحر..   تونسيون ينتحرون في الزنزانات..و2000 يقبعون في السجون الايطالية

 

 

تونس-الصباح

رمت بهم أحلامهم في الوصول الى الضفة الأخرى من المتوسط في المعتقلات والسجون ودفن الحلم بحياة أفضل خلف السراديب المظلمة..ذاك هو حال آلاف المهاجرين الذين ركبوا البحر وعرضوا حياتهم للخطر ليجدوا أنفسهم وجها لوجه مع العنصرية وسوء المعاملة والاعتقالات بسبب جريمة او مخالفة ارتكبوها او لوصمهم بأنهم خريجي جريمة و"عشاق سجون" توافدوا على بلدانهم ليخربوا نظام حياتهم.

فيجد المهاجر غير النظامي نفسه خلف القضبان وقد لا يتحمل الوضع فيهرب الى الموت.

مفيدة القيزاني

رقم جديد ينضاف الى قائمة المهاجرين الذين فقدوا حياتهم سواء في مراكز الاحتفاظ في ايطاليا او في السجون حيث أقدم سجين ليلة أمس الأول على وضع حد لحياته في سجن "سولّيتشيانو" في فيرِنْسي ..السجين شاب في العشرينات من العمر يحمل الجنسية التونسية وكان من المفترَض أن ينتهي من قضاء عقوبته في نوفمبر 2025.

ويُعرَف سجن "سولّيتشيانو" بالاكتظاظ الشديد وسوء الوضع الصحي من نظافة وغيرها.

والى حدود 30 من شهر جوان المنقضي يأوي هذا السجن 565 سجينا رغم ان طاقة استيعابه 497 سجينا وفي الأسابيع الأخيرة، تفاقم الوضع أكثر بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

وكتبت صحيفة "لاناتسيوني" (الأُمَّة) الفلورنسية أنَّه في بعض أجزاء المؤسَّسة لا توجد مياه جارية بسبب سوء حالة الأنابيب، وتوجد الكثير من الحشرات على الأسرة والجدران ولا توجد كراسي وطاولات لتناول وجبات الطعام.

ومنذ بداية العام الجاري انتحر ما لا يقل عن 50 شخصًا في السجن، وفقًا لبيانات "ريسْتْريتِّي أوريزونْتي".

واحتجاجا على ما يجري أشعل النزلاء النار في بعض الأغطية والحشايا التي تم العثور عليها داخل الزنزانات وتدخَّل رجال الإطفاء والشرطة والدرك في الموقع وخارج بعض الزنزانات عُرضت لافتة كتب عليها"انتحار..سجن..إغاثة..مساعدة".

حوالي 2000 سجين..

كان النائب في البرلمان و الناشط السياسي التونسي في ايطاليا مجدي الكرباعي أفاد أن 1967 سجينا تونسيا يقبعون في السجون الإيطالية.

وحسب التقرير السنوي لوزارة العدل الإيطالية إلى غاية 31 ديسمبر 2023 , يوجد في السجون الايطالية 18.894 من جنسيات أجنبية.

وقال في منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" أن هناك 1952 من الجنسية التونسية رجالا و 15 نساء حيث تأتي تونس في المرتبة الرابعة من حيث عدد الموقفين والمسجونين ، مشددا على أن وضعية السجون الإيطالية وضعية صعبة جدا حسب تقارير إيطالية و أوروبية .

وصرح الكرباعي بأن "ما يدعو إلى الريبة هو أن حالات الوفاة دائماً ما تحدث في ظروف غامضة، ومن دون متابعة من الدولة التونسية، ومن دون فتح تحقيق فيها"، مشيراً إلى "تعرض عدد منهم للتعذيب أو إعطائهم أدوية لا تتلاءم مع حالاتهم الصحية".

وأضاف أنه "لا توجد إحاطة اجتماعية أو قانونية للتونسيين المسجونين بعكس السجناء من جنسيات أخرى، الذين تتكفل دولهم بتكليف محامين للدفاع عنهم أمام المحاكم الإيطالية".

واعتبر النائب التونسي السابق، أن "أغلب حالات التونسيين الذين أودعوا السجون هي مظالم، بسبب الوصم الذي يلحق المهاجرين التونسيين نظراً إلى أعدادهم الكبيرة، وتعرضهم لسوء المعاملة من قوات الأمن الإيطالية".

حالات متتالية..

وشهدت السجون الايطالية خلال السنوات الأخيرة حالات وفاة عديدة حيث عثرت الشرطة الايطالية في سجن " سيجونديجليانو " بمدينة " نابولي " على مهاجر تونسي عمره 40 سنة منتحرا في حبسه الانفرادي أو ما يعرف " السيلون "، وورد في الصحف المحلية أن أحد أعوان السجن توجه إلى زنزانة الضحية لمده بالأكل والماء إلا أنه وجد رأس السجين الهالك التونسي الجنسية بين الأعمدة الحديدية لباب الزنزانة التي يقبع فيها وهو ميت.

 وفور تفطنه للواقعة أعلم مدير السجن الذي تحول وأعوان الأمن على عين المكان رفقة الطبيب الشرعي الذي أكد وفاة الضحية اثر عملية انتحار.

وبالعودة لحيثيات هذه الحادثة ذكرت نفس المصادر أن الفقيد التونسي الجنسية محكوم بالسجن على خلفية التجارة في المخدرات وهو في سجن انفرادي وعليه حراسة أمنية مشددة باعتباره ذي سوابق عدلية.

قاتل العجائز..

السجين التونسي عز الدين السبعي (49 سنة) الذي فارق الحياة بقسم العناية المركزة بمستشفى بادوفا متأثرا بحالة اختناق شديد ناجم عن إقدامه على الانتحار شنقا بغرفته بسجن بادوفا أين كان يقضي عقوبة السجن المؤبد خمس مرات بتهمة قتل حوالي 15 عجوزا إيطالية.

وقالت وكالة الأنباء الإيطالية الرسمية "أنسا" حينها أن سجناء تفطنوا للسبعي يتدلى من حبل داخل غرفته فسارعوا إلى قطعه وإعلام حراس السجن والممرضين الذين تدخلوا ونقلوا الهالك في حالة صحية وصفت بالحرجة إلى مستشفى بادوفا أين احتفظ به بقسم العناية المركزة طيلة ساعات قالت تقارير أنه كان خلالها ميتا سريريا، إلى أن فارق الحياة.

ولقب السبعي بـ "سفاح العجائز" بعد اعترافه بقتل 15 امرأة إيطالية مسنة.

ويذكر أن أعوان الأمن ألقوا القبض على المهاجر التونسي عام 1997 قرب محطة للقطارات بناء على معلومة أدلت بها طفلة حين لمحته قالت فيها أنها شاهدته في منزل عجوز (75 سنة) بمنطقة بالاجيا نالو القريبة من تارانتو عثر عليها لاحقا مقتولة بطعنات سكين.

وبالتحري معه اعترف بمسؤوليته عن قتل 14 عجوزا أخرى.

وتعود الجرائم المرتكبة إلى الفترة المتراوحة بين عامي 1994 و1997 حيث تعرض عدد كبير من النسوة بمنطقتي بوليا وبازيليكاتا للقتل والسرقة طعنا أو ذبحا أو وخزا بالإبر حيث اعترف المتهم بقتل عدد من النسوة من بينهن الأستاذة المتقاعدة أنّا ماريا ستيلا (60 سنة) التي استهدفت للقتل والسرقة داخل منزلها يوم غرة أفريل 1997 وجوزيفين (72 سنة) التي ذبحت بمنزلها بمنطقة «سان فاردينانو» وماريا توتارو التي عثر عليها مقتولة في جانفي 1997.

هذه الجرائم لم تكن الوحيدة في سجل التونسي بعدما فوجئت إدارة السجن والقضاء الايطالي بتدوينه اعترافات من داخل سجن ميلانو كشف فيها عن قتل مجموعة أخرى من العجائز ومقرّا بمسؤوليته الكاملة عن قتل وسلب عدد من النساء الإيطاليات داخل منازلهن في نفس الفترة التي ارتكب خلالها بقية الجرائم المدان فيها.

مركز "بونْتي غالِّيرِيا 2"

يُعَدُّ مركز "بونْتي غالِّيرِيا 2" منذ فترة طويلة أحد أكثر مراكز تجميع المهاجرين بنية الطرد والترحيل القسري عرضة للانتقاد في إيطاليا، على الرغم من أن الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان مُوثَّقة في كل مكان تقريبًا في هذه المراكز. ويعمل "مركز الإعادة الدائمة" في "بونْتي غالِّيرِيا على وجه الخصوص منذ سنة 1998 ويتسع لـ 125 شخصًا. يعود آخر تعداد لعدد المحتجزين فيه إلى مارس 2023 في ذلك الوقت كان يوجد هناك 95 سجينًا 90 رجلاً و5 نساء.

وقد شهد 40 حالة انتحار منذ إنشائه سنة 1998.

وفي السنوات الأولى، كان "الصليب الأحمر" هو الهيئة التي تدير ما يسمى "مركز الترحيل الدائم إلى الوطن " في بونتي غالِّيرِيا، ولكن حتى ذلك الحين كان المعسكر تنقصة عدة مقوّمات وسيئ التنظيم.

تقرير صادم..

وثّق تقرير صدر سنة 2005 عن جمعية "أطباء من أجل حقوق الإنسان" عدة عيوب في العيادة الطبية المحلية للمركز وفي سنة 2010، دعا حاكم روما آنذاك "جوزيبّي بيكورارُ" إلى إغلاق المركز لأنه، في رأيه، لا يحترم "الكرامة الإنسانية" وفي ديسمبر 2013، قام عشرات السجناء بخياطة أفواههم احتجاجًا على طول الوقت الذي قضوه في المركز.

وفي سنة 2023، زارت السيناتور "إيلاريا كوكّي" معسكر الاحتجاز "بونْتي غالِّيرِيا" مرتين، وكتبت عنه في الصحافة "يعيش المحتجزون في أقفاص، وأحيانًا في روثهم، دون إمكانية التواصل مع العالم الخارجي. "إنهم يعيشون يومًا بعد يوم في انتظار فهم سبب حالتهم يتدبرون احتياجاتهم بأنفسهم، وإذا مرضوا، فهذه مشكلة خطيرة حقًا.. إنهم يشبهون الدجاج في مزرعة مكثفة مع اختلاف أنهم يعانون من الجوع في كثير من الأحيان ولا تتحسن أوزانهم..يتم إعطاؤهم كميات من العقارات الصناعية ذات التأثير الفعلي على العقل لجعلهم يشعرون بالارتياح، وحتى لا يسبّبون إزعاجا.. وهذا كله يمارسه %90 من المعتقلين من دون عقاب".

تحقيق..

وأظهر تحقيق طويل نُشر في أفريل 2023 في Altreconomia أنه في "بونْتي غالِّيرِيا" ، يمثل الإنفاق على المؤثرات العقلية 51 بالمائة من إجمالي الإنفاق على الأدوية الأخرى.

ولعدة سنوات، تمت إدارة مركز احتجاز الإعادة إلى الوطن في "بونْتي غالِّيرِيا" من قبل شركة "ORS Italia"، وهي شركة سويسرية لديها أيضًا مراكز تجميع واحتجاز للمهاجرين في سويسرا وألمانيا والنمسا.

وتم توثيق الظروف المهينة التي يتم فيها احتجاز الأشخاص في معسكرات احتجاز المهاجرين للترحيل القسري في إيطاليا منذ عدة سنوات من قبل الجمعيات التي تتعامل مع حقوق الإنسان وحقوق المهاجرين، وكذلك من خلال التحقيقات الصحفية والقضائية.

ولا تصنف هذه المراكز رسميا على أنها سجون ولكنها تعمل بالطريقة نفسها. فالمهاجرون محرومون من كل شيء كالغذاء اللائق والرعاية الصحية والعنف ما قاد بعضهم الى الانتحار.

وتؤكد بعض التقارير أن المهاجرين المحتجزين لا يعرفون حتى المدة التي سيقضونها هناك، إن كانت يومًا أو أسبوعًا أو أشهرًا، وأنه يتم ترحيل أعداد كبيرة منهم بالقوة، فيما يبقى مصير البقية مجهولاً.

وأن 50% من هؤلاء يقع ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية بالقوة، ونسبة الترحيل تختلف بحسب الاتفاقات التي وقعتها إيطاليا مع بلدانهم.