إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ظهرت خاصة في 2022 ..السطو على اموال البنوك جريمة انتشرت بأشكال وطرق مختلفة ...

-خبير أمني ل"الصباح نيوز" : بعض البنوك تخاذلت في تأمين نفسها

-مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح نيوز: الظروف الاقتصادية المتأزمة .. وفقدان الأمل في المستقبل لهما  دور في تفسير هذه الظاهرة

 

 خلال شهر  نوفمبر المنقضي  حاول شابان تنفيذ "براكاج"  استهدف سيارة لنقل الأموال وتم احباط مخططهما من قبل أعوان فرقة الشرطة العدليّة بالقيروان المدينة وإيقافهما.،فجرائم السطو على البنوك ظهرت بصفة خاصة خلال الاشهر الاخيرة من سنة 2022 وكانت ظاهرة بارزة خاصة أن أشكال وطرق السطو تنوعت ..

حادثة الدندان الأخطر..

وقبل هذه الحادثة   بأيام جدت حادثة شبه مماثلة بمنطقة الدندان واستهدفت شاحنة لنقل الأموال التابعة لأحد البنوك..  وتفيد تفاصيل الواقعة ان الشاحنة كان على متنها عون تابع للبنك وحارس وسائق الشاحنة وتم تحويل مسار الشاحنة الى منطقة الدندان أين استغل الحارس توقف الشاحنة واستولي على الأموال التي كانت على متنها والمقدرة ب 100  ألف أورو ولاذ بالفرار. وقد القى عليه القبض صحبة شريك له في العملية.

من القيروان الى برج السدرية وقفصة ..

وعمد في نفس الشهر    تلميذ باكالوريا إلى محاولة سرقة فرع بنكي َفي مدينة القيروان بعد أن تسلق جداره الخارجي وهشم. بلور إحدى النوافذ ففضحته سفارة الانذار المركزة بالبنك حينها اطلق ساقيه للريح ولكن فراره لم يدم طويلا حيث تم القبض عليه  في وقت وجيز من قبل أعوان الأمن...

حادثة سرقة أخرى استهدف من خلالها  منحرفان اثنان بمشاركة أربعة أنفار آخرين بينهم فتاة  فرع بنكي  ببرج السدرية والاستيلاء على مبلغ مالي.

يوم 8 ديسمبر 2022 تعرض فرع بنكي يقع بحي النور من مدينة قفصة إلى عملية  سطو مسلح ببندقية صيد من قبل شخص كان  ملثم استولى على مبلغ مالي من البنك  ثم لاذ الجاني بالفرار.

حوادث سرقة  متتالية استهدفت خلال سنة 2022 البنوك  لئن اختلفت في تفاصيلها ولكن الهدف كان واحدا  وهو السطو على مبالغ مالية ضخمة دفعة واحدة.

السرقات التي تستهدف البنوك عديدة ومتعددة فقد سبق وأن تعرض فرع بنكي  في ضاحية قمرت  خلال 2019 إلى سطو مسلح والاستيلاء من داخله على مبلغ مالي ، وخلال شهر مارس من  نفس السنة تعرض احد الفروع البنكية ببن عروس إلى عملية سطو من قبل عصابة عمدت الي ثقب جدار البنك وتسللت الي ال احل واستولت على مبلغ مالي.

في 2021 عمد تلميذ يدرس بالتاسعة اساسي إلى السطو على فرع بنكي بالمنيهلة بعد أن هدد. أعوان وموظفي البنك بواسطة مسدس واستولي على أكثر من 7 آلاف  دينار.

وهنا يطرح سؤال مهم فهل ان أموال البنوك سواء التي تنقل على متن شاحنات او الموجودة داخلها  هدف سهل المنال لهذه الدرجة حتى يتجرأ البعض على الأقدام على خطوة استهدافها  وسرقتها. ام ان فقدان استراتيجية وخطة لحمايتها جعلتها هدفا يسهل الوصول اليه ان ان هنالك اسباب اقتصادية واجتماعية واخلاقية غذت الظاهرة؟.

 أول عملية سطو على بنك

كانت في التسعينات بقصر السعيد

زرمديني.jpg

الخبير الأمني على الزرمديني علق لـ"الصباح نيوز" على المسألة وقال إن اول عملية سطو  كانت في التسعينات بمنطقة قصر السعيد نفذها عنصر منفرد كان مسلحا ببندقية صيد وقد تم بعد مجهود أمني كبير القبض عليه وبالتوازي تم إقرار جملة من الإجراءات الحمائية  لتامين البنوك  عن طريق  ربطها  بمركز الأمن مرجع النظر ولكن بعد الانتفاضة الشعبية بمعنى الثورة أصبحت العديد من البنوك خاصة التي تحقق أرباح كبيرة متخاذلة عن تامين نفسها   واتباع الاجراءات التي تم التنصيص عليها بعد عملية السطو التي تحدث عنها مشيرا ان تخاذل تلك البنوك فتح الباب للعناصر الاجرامية لاستهدافها والظفر بمبالغ مالية متوسطة او كبيرة.

وارجع اسباب عمليات السرقة التي تستهدف المصارف التونسية سواء من خلال عمليات سطو مباشر عليها   او من خلال عمليات  السطو على  الشاحنات التي  تنقل أموالها إلى فروع بنكية أخرى تابعة لها الى الازمة الاقتصادية والاجتماعية أضف إلى ذلك رغبة تلك الأطراف إلى الحصول على مبالغ مالية كبيرة في وقت قياسي ودون عناء او بذل جهد.

وأضاف الزرمديني ان الملاحظ يرى ان عمليات الاحتطاب التي كان ينفذها الإرهابيون  ويستهدفون من خلالها بعض البنوك تراجعت بعد أن تم تضييق الخناق عليهم من قبل  قواتنا الأمنية والعسكرية و"كسر"شوكتهم وضربهم في مقتل وتلقيهم ضربات عديد وسد المنافذ أمامهم.

جرائم تحاكي طرق تمرر في الافلام

ووسائل التواصل الاجتماعي

اما فيما يتعلق بالسرقات التي تستهدف شاحنات نقل أموال البنوك اعتبر الزرمديني   إن  هذه الجرائم يحاكي منفذيها  طريقة الجرائم التي تمرر عبر الأفلام او عبر  و َسائل التواصل الاجتماعي.

ولاحظ ان تلك السرقات  منتشرة اكثر بالمجتمعات الغربية المتطورة لان نقل أموال البنوك يكون عبر شركات خاصة وهي من تتولى عملية النقل والحماية وتوزيع الأموال على البنوك  لكننا في تونس فان الأمر مختلف ففي خصوص الأموال   َالتي يتم نقلها من البنك المركزي إلى الفروع التابعة له بعدد من  ولايات من الجمهورية على غرار ولاية  المنستير ، صفاقس وقابس... فهناك فرقة  مختصة من  الحرس الوطني على غاية من التدريب ومن القوة والفاعلية والنجاعة والتدريب  وهي فرقة موجودة من عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي وهي فرقة تكون مدججة بالاسلحة ولديها إمكانيات كبيرة وهي من تتولي حماية تلك الأموال أثناء نقلها.

ولاحظ انه أمام التطور الاقتصادي بالبلاد ظهرت شركات خاصة بمقتضى قوانين تتولى نقل أموال البنوك إلى بقية الفروع البنكية التابعة لتلك البنوك مضيفا أن اغلب تلك الشركات والتي تنقل أموال ضخمة تستعين بعون أمن مرافق يكون مسلحا يتم تسخيره للغرض عكس بقية  الشركات الأخرى المختصة في نقل   أموال بسيطة يكون ضمنها  عون مرافق  لشاحنة نقل الأموال ويكون   تابع للشركة   موضحا ان  الشركات المختصة في نقل الأموال  تكون متحصلة على ترخيص في الغرض من البنك المركزي وبالتنسبق مع وزارة الداخلية.

وبين الخبير الأمني على الزرمديني أن الشاحنات التابعة لبعض الشركات الخاصة والتي تنقل أموال ليست ضخمة  تكون في العادة مستهدفة للسرقة لانعدام وجود عون أمن مدجج بالسلاح يكون مرافق للسائق وعون الشركة...

واكد   على أهمية بطاقة الإرشادات أثناء انتداب أعوان للعمل بشركات نقل الأموال للتأكد من نقاوة سوابقهم العدلية ويعتبر ان ذلك  حل من الحلول لتفادي عمليات السرقات التي تستهدف شاحنات نقل الأموال وهناك  حل آخر حسب المتحدث وهو ضرورة ضبط مسار شاحنات نقل الأموال منذ انطلاقها إلى حين وصولها إلى المكان المحدد  ويكون ذلك عن طريق إعلام منطقة الأمن مرجع النظر حتى يقع إشعار الدوريات المتمركزة من خلال خطة عمل بين تلك الشركات والأمن مشيرا ان نقل المواد الخطرة محل مراقبة وتنسيق أثناء نقلها وهو ما يعبر عنه ببطاقة طريق رسمية مضبوطة ومراقبة  والتي تحتوي على كل المعطيات التي تحميها عن بعد وهذا يمكن تعميمه على شركات نقل الأموال لحمايتها من السرقة.

 

تحصيل الثروة المفاجئة في مناخ اجتماعي

 يسوده التسيب والفساد ..

بلحاج.jpg

ويعتبر المختص في علم الاجتماع طارق الحاج محمد  ان هذه الظاهرة ليست سلوكا فرديا بل  ظاهرة تتظافر فيها الأبعاد القيمة والأخلاقية السائدة في المجتمع التونسي اليوم مع عوامل اقتصادية واجتماعية ضاغطة وتوجهات فردية تقوم على السعي لتحصيل الثروة المفاجئة في مناخ اجتماعي يسوده التسيب والفساد والافلات من العقاب وخاصة لدى المسؤولين الكبار في الدولة، مضيفا أن   المجتمع تسوده  حالة من المحاكاة بين أفراده للاستفادة من مواقعهم وحصد اكبر ما يمكن من المكاسب والمنافع بطرق غير شرعية ولهم في المسؤولين الكبار قدوة في ذلك،  حيث يرون أنه من حقهم انتزاع نصيبهم من الثروة بطرق غير شرعية وسريعة كما تفعل نخبهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي حولت النهب والفساد إلى ممارسة عادية وربما مغرية في بعض الأحيان.  فحين تتراجع قيم الكفاءة والعمل والمثابرة يحل محلها الفساد والنهب والسرقة والاستيلاء وهذا ما يؤشر على حدة الأزمة القيمية والأخلاقية التي ضربت المجتمع التونسي في العمق.

وأضاف في تصريح ل"الصباح نيوز" أن الظروف الاقتصادية المتأزمة وغياب الحلول المنتظرة وفقدان الأمل في المستقبل لهما  دور في تفسير هذه الظاهرة. 

المستقبل أصبح يمثل

 كابوسا لطيف واسع من التونسيين

فحين تشتد الازمات وتغلق الآفاق أمام الناس في عيش حياة كريمة عن طريق العمل والممارسات المشروعة ، يسعى كل من جهته إلى إيجاد حلول فردية لازمته ومن بينها السرقة والاستيلاء على مبالغ ضخمة لتامين المستقبل الذي أصبح يمثل كابوسا لطيف واسع من التونسيين.

كما أن تفشي ظاهرة الاستسهال والقمار والمجازفة دور هام في تفسير هذه الظاهرة، فكل من موقعه يبحث عن ضربة الحظ وفرصة العمر لتحسين وضعيته مهما كانت التكاليف والعواقب ولهذا تراجع احترام القوانين والخوف من تطبيقها من أجل الوصول الى هذه الغاية وخوض هذا النوع من المجازفات ففي صورة نجاحها يودع صاحبها الفقر والخوف من المستقبل إلى الأبد.

صباح الشابي

 ظهرت خاصة في 2022 ..السطو على اموال البنوك  جريمة انتشرت بأشكال وطرق مختلفة ...

-خبير أمني ل"الصباح نيوز" : بعض البنوك تخاذلت في تأمين نفسها

-مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح نيوز: الظروف الاقتصادية المتأزمة .. وفقدان الأمل في المستقبل لهما  دور في تفسير هذه الظاهرة

 

 خلال شهر  نوفمبر المنقضي  حاول شابان تنفيذ "براكاج"  استهدف سيارة لنقل الأموال وتم احباط مخططهما من قبل أعوان فرقة الشرطة العدليّة بالقيروان المدينة وإيقافهما.،فجرائم السطو على البنوك ظهرت بصفة خاصة خلال الاشهر الاخيرة من سنة 2022 وكانت ظاهرة بارزة خاصة أن أشكال وطرق السطو تنوعت ..

حادثة الدندان الأخطر..

وقبل هذه الحادثة   بأيام جدت حادثة شبه مماثلة بمنطقة الدندان واستهدفت شاحنة لنقل الأموال التابعة لأحد البنوك..  وتفيد تفاصيل الواقعة ان الشاحنة كان على متنها عون تابع للبنك وحارس وسائق الشاحنة وتم تحويل مسار الشاحنة الى منطقة الدندان أين استغل الحارس توقف الشاحنة واستولي على الأموال التي كانت على متنها والمقدرة ب 100  ألف أورو ولاذ بالفرار. وقد القى عليه القبض صحبة شريك له في العملية.

من القيروان الى برج السدرية وقفصة ..

وعمد في نفس الشهر    تلميذ باكالوريا إلى محاولة سرقة فرع بنكي َفي مدينة القيروان بعد أن تسلق جداره الخارجي وهشم. بلور إحدى النوافذ ففضحته سفارة الانذار المركزة بالبنك حينها اطلق ساقيه للريح ولكن فراره لم يدم طويلا حيث تم القبض عليه  في وقت وجيز من قبل أعوان الأمن...

حادثة سرقة أخرى استهدف من خلالها  منحرفان اثنان بمشاركة أربعة أنفار آخرين بينهم فتاة  فرع بنكي  ببرج السدرية والاستيلاء على مبلغ مالي.

يوم 8 ديسمبر 2022 تعرض فرع بنكي يقع بحي النور من مدينة قفصة إلى عملية  سطو مسلح ببندقية صيد من قبل شخص كان  ملثم استولى على مبلغ مالي من البنك  ثم لاذ الجاني بالفرار.

حوادث سرقة  متتالية استهدفت خلال سنة 2022 البنوك  لئن اختلفت في تفاصيلها ولكن الهدف كان واحدا  وهو السطو على مبالغ مالية ضخمة دفعة واحدة.

السرقات التي تستهدف البنوك عديدة ومتعددة فقد سبق وأن تعرض فرع بنكي  في ضاحية قمرت  خلال 2019 إلى سطو مسلح والاستيلاء من داخله على مبلغ مالي ، وخلال شهر مارس من  نفس السنة تعرض احد الفروع البنكية ببن عروس إلى عملية سطو من قبل عصابة عمدت الي ثقب جدار البنك وتسللت الي ال احل واستولت على مبلغ مالي.

في 2021 عمد تلميذ يدرس بالتاسعة اساسي إلى السطو على فرع بنكي بالمنيهلة بعد أن هدد. أعوان وموظفي البنك بواسطة مسدس واستولي على أكثر من 7 آلاف  دينار.

وهنا يطرح سؤال مهم فهل ان أموال البنوك سواء التي تنقل على متن شاحنات او الموجودة داخلها  هدف سهل المنال لهذه الدرجة حتى يتجرأ البعض على الأقدام على خطوة استهدافها  وسرقتها. ام ان فقدان استراتيجية وخطة لحمايتها جعلتها هدفا يسهل الوصول اليه ان ان هنالك اسباب اقتصادية واجتماعية واخلاقية غذت الظاهرة؟.

 أول عملية سطو على بنك

كانت في التسعينات بقصر السعيد

زرمديني.jpg

الخبير الأمني على الزرمديني علق لـ"الصباح نيوز" على المسألة وقال إن اول عملية سطو  كانت في التسعينات بمنطقة قصر السعيد نفذها عنصر منفرد كان مسلحا ببندقية صيد وقد تم بعد مجهود أمني كبير القبض عليه وبالتوازي تم إقرار جملة من الإجراءات الحمائية  لتامين البنوك  عن طريق  ربطها  بمركز الأمن مرجع النظر ولكن بعد الانتفاضة الشعبية بمعنى الثورة أصبحت العديد من البنوك خاصة التي تحقق أرباح كبيرة متخاذلة عن تامين نفسها   واتباع الاجراءات التي تم التنصيص عليها بعد عملية السطو التي تحدث عنها مشيرا ان تخاذل تلك البنوك فتح الباب للعناصر الاجرامية لاستهدافها والظفر بمبالغ مالية متوسطة او كبيرة.

وارجع اسباب عمليات السرقة التي تستهدف المصارف التونسية سواء من خلال عمليات سطو مباشر عليها   او من خلال عمليات  السطو على  الشاحنات التي  تنقل أموالها إلى فروع بنكية أخرى تابعة لها الى الازمة الاقتصادية والاجتماعية أضف إلى ذلك رغبة تلك الأطراف إلى الحصول على مبالغ مالية كبيرة في وقت قياسي ودون عناء او بذل جهد.

وأضاف الزرمديني ان الملاحظ يرى ان عمليات الاحتطاب التي كان ينفذها الإرهابيون  ويستهدفون من خلالها بعض البنوك تراجعت بعد أن تم تضييق الخناق عليهم من قبل  قواتنا الأمنية والعسكرية و"كسر"شوكتهم وضربهم في مقتل وتلقيهم ضربات عديد وسد المنافذ أمامهم.

جرائم تحاكي طرق تمرر في الافلام

ووسائل التواصل الاجتماعي

اما فيما يتعلق بالسرقات التي تستهدف شاحنات نقل أموال البنوك اعتبر الزرمديني   إن  هذه الجرائم يحاكي منفذيها  طريقة الجرائم التي تمرر عبر الأفلام او عبر  و َسائل التواصل الاجتماعي.

ولاحظ ان تلك السرقات  منتشرة اكثر بالمجتمعات الغربية المتطورة لان نقل أموال البنوك يكون عبر شركات خاصة وهي من تتولى عملية النقل والحماية وتوزيع الأموال على البنوك  لكننا في تونس فان الأمر مختلف ففي خصوص الأموال   َالتي يتم نقلها من البنك المركزي إلى الفروع التابعة له بعدد من  ولايات من الجمهورية على غرار ولاية  المنستير ، صفاقس وقابس... فهناك فرقة  مختصة من  الحرس الوطني على غاية من التدريب ومن القوة والفاعلية والنجاعة والتدريب  وهي فرقة موجودة من عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي وهي فرقة تكون مدججة بالاسلحة ولديها إمكانيات كبيرة وهي من تتولي حماية تلك الأموال أثناء نقلها.

ولاحظ انه أمام التطور الاقتصادي بالبلاد ظهرت شركات خاصة بمقتضى قوانين تتولى نقل أموال البنوك إلى بقية الفروع البنكية التابعة لتلك البنوك مضيفا أن اغلب تلك الشركات والتي تنقل أموال ضخمة تستعين بعون أمن مرافق يكون مسلحا يتم تسخيره للغرض عكس بقية  الشركات الأخرى المختصة في نقل   أموال بسيطة يكون ضمنها  عون مرافق  لشاحنة نقل الأموال ويكون   تابع للشركة   موضحا ان  الشركات المختصة في نقل الأموال  تكون متحصلة على ترخيص في الغرض من البنك المركزي وبالتنسبق مع وزارة الداخلية.

وبين الخبير الأمني على الزرمديني أن الشاحنات التابعة لبعض الشركات الخاصة والتي تنقل أموال ليست ضخمة  تكون في العادة مستهدفة للسرقة لانعدام وجود عون أمن مدجج بالسلاح يكون مرافق للسائق وعون الشركة...

واكد   على أهمية بطاقة الإرشادات أثناء انتداب أعوان للعمل بشركات نقل الأموال للتأكد من نقاوة سوابقهم العدلية ويعتبر ان ذلك  حل من الحلول لتفادي عمليات السرقات التي تستهدف شاحنات نقل الأموال وهناك  حل آخر حسب المتحدث وهو ضرورة ضبط مسار شاحنات نقل الأموال منذ انطلاقها إلى حين وصولها إلى المكان المحدد  ويكون ذلك عن طريق إعلام منطقة الأمن مرجع النظر حتى يقع إشعار الدوريات المتمركزة من خلال خطة عمل بين تلك الشركات والأمن مشيرا ان نقل المواد الخطرة محل مراقبة وتنسيق أثناء نقلها وهو ما يعبر عنه ببطاقة طريق رسمية مضبوطة ومراقبة  والتي تحتوي على كل المعطيات التي تحميها عن بعد وهذا يمكن تعميمه على شركات نقل الأموال لحمايتها من السرقة.

 

تحصيل الثروة المفاجئة في مناخ اجتماعي

 يسوده التسيب والفساد ..

بلحاج.jpg

ويعتبر المختص في علم الاجتماع طارق الحاج محمد  ان هذه الظاهرة ليست سلوكا فرديا بل  ظاهرة تتظافر فيها الأبعاد القيمة والأخلاقية السائدة في المجتمع التونسي اليوم مع عوامل اقتصادية واجتماعية ضاغطة وتوجهات فردية تقوم على السعي لتحصيل الثروة المفاجئة في مناخ اجتماعي يسوده التسيب والفساد والافلات من العقاب وخاصة لدى المسؤولين الكبار في الدولة، مضيفا أن   المجتمع تسوده  حالة من المحاكاة بين أفراده للاستفادة من مواقعهم وحصد اكبر ما يمكن من المكاسب والمنافع بطرق غير شرعية ولهم في المسؤولين الكبار قدوة في ذلك،  حيث يرون أنه من حقهم انتزاع نصيبهم من الثروة بطرق غير شرعية وسريعة كما تفعل نخبهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي حولت النهب والفساد إلى ممارسة عادية وربما مغرية في بعض الأحيان.  فحين تتراجع قيم الكفاءة والعمل والمثابرة يحل محلها الفساد والنهب والسرقة والاستيلاء وهذا ما يؤشر على حدة الأزمة القيمية والأخلاقية التي ضربت المجتمع التونسي في العمق.

وأضاف في تصريح ل"الصباح نيوز" أن الظروف الاقتصادية المتأزمة وغياب الحلول المنتظرة وفقدان الأمل في المستقبل لهما  دور في تفسير هذه الظاهرة. 

المستقبل أصبح يمثل

 كابوسا لطيف واسع من التونسيين

فحين تشتد الازمات وتغلق الآفاق أمام الناس في عيش حياة كريمة عن طريق العمل والممارسات المشروعة ، يسعى كل من جهته إلى إيجاد حلول فردية لازمته ومن بينها السرقة والاستيلاء على مبالغ ضخمة لتامين المستقبل الذي أصبح يمثل كابوسا لطيف واسع من التونسيين.

كما أن تفشي ظاهرة الاستسهال والقمار والمجازفة دور هام في تفسير هذه الظاهرة، فكل من موقعه يبحث عن ضربة الحظ وفرصة العمر لتحسين وضعيته مهما كانت التكاليف والعواقب ولهذا تراجع احترام القوانين والخوف من تطبيقها من أجل الوصول الى هذه الغاية وخوض هذا النوع من المجازفات ففي صورة نجاحها يودع صاحبها الفقر والخوف من المستقبل إلى الأبد.

صباح الشابي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews