إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

جرائم ومحاولات قتل نفذت بأيادي تلاميذ فمن يتحمل المسؤولية؟.. هؤلاء يجيبون "الصباح نيوز"

 

 

- مديرة عامة بوزارة التربية: أعلى نسبة عنف تم تسجيلها بالاعدادي والثانوي

 

-رئيس جمعية الأولياء و التلاميذ " :انتشار ظاهرة العنف عنوان من عناوين فشل المنظومة التربوية

 

 

 

- مختص في علم الاجتماع:المؤسسة التربوية أصبحت مصدر توتر بالنسبة للتلاميذ

 

 

 

بعد مرور عشرين يوما على انطلاق السنة الدراسية 2022 /2023 أنهى تلميذ السنة التاسعة أساسي حياة زميله بثلاث طعنات بسكين على مستوى الصدر إثر خلاف بينهما خلال حصّة بعد الظهر أمام أحد معاهد معتمدية بنزرت الجنوبية.

كما حاول تلميذ اخر قتل زميله إثر مناوشة بينهما حيث تسلح بسكين وقام بطعنه بواسطتها في ساحة مدرسة اعدادية بمدينة بنبلة من ولاية المنستير و تم نقل المتضرر إلى المستشفى أين خضع لتدخل جراحي.

واقعة أخرى كانت جدت داخل المدرسة الإعدادية الشهيد فجري البوسعيدي بمدينة فرنانة، حيث عمد تلميذ في الرابعة عشرة من عمره، يدرس بالسابعة أساسي اثر شجار بينه وبين نظيره مقيم معه بمبيت بنفس المدرسة الي طعنه بواسطة سكين.

كما عمد يوم 5 أكتوبر المنقضي تلميذ يدرس بالسنة السابعة تعليم أساسي بالمدرسة الإعدادية بحي الرميلة من مدينة نابل إلى تسديد طعنات على مستوى الساق إلى زميله إثر خصومة بينهما.

جرائم ومحاولات قتل تكاد تكون يومية تقع في بهو المدارس الإعدادية أو المعاهد تكشف عن تنامي ظاهرة العنف المدرسي وتطرح العديد من التساؤلات عن أسباب تفاقم الظاهرة وضرورة البحث عن حلول للحد منها.

وزارة التربية تنفي ..وتقدم الحلول

ورغم تسجيل عدة حالات فان وزارة التربية أكدت مسؤولة بوزارة التربية عدم تسجيل أي حالة عنف أدت إلى القتل داخل الوسط المدرسي، حيث تقول سندس محفوظ المديرة العامة للدراسات والتخطيط ونظم المعلومات بالوزارة انه لم يتم منذ انطلاق السنة الدراسية الحالية إلى غاية اليوم تسجيل آية حالة عنف بالوسط المدرسي نتج عنها وفاة بينما تم تسجيل حالات عنف مادي ومعنوي

وأضافت مسؤولة وزارة التربية لـ"الصباح نيوز" أن ظاهرة العنف بالمؤسسات التربوية خطيرة وتهدد مستقبل التلاميذ مبينة ان اسباب الظاهرة عديدة ومتعددة وان أكثر حالات العنف المسجلة هي العنف اللفظي والمادي ،وفق آخر دراسة قامت بها الوزارة عن العنف المدرسي بالمدارس الإعدادية والثانوية ..

وبينت محدثتنا ان حالات العنف بلغت 1.7٪ بين تلاميذ الإعدادي والثانوي وسجل خلال موسم 2015/2016 نسبة 2،8٪ اما في 2017/2016 فقد تم تسجيل 2٪ وهذا يؤكد ،حسب رأيها، تراجع حالات العنف داخل المؤسسات التربوية بسبب الإجراءات التي اتخذتها الوزارة من بينها انتداب قرابة الـ 52 اخصائيا نفسيا بحساب اثنين على كل مندوبية جهوية للتربية، مع التركيز على أسس البرنامج النموذجي رباعي الأبعاد ويتضمن انشطة ثقافية، تربوية ورياضية بالمؤسسات التربوية للتصدي للانقطاع والتسرب المدرسي وقد ساهم هذا البرنامج في تحسين المناخ العام بالمؤسسات التربوية.

كذلك قيام بعض المندوبيات الجهوية للتربية بحملات توعوية وتحسيسية بمشاركة المجتمع المدني للتصدي للسلوكيات العنيفة والمحفوفة بالمخاطر وللتصدي كذلك لظاهرة تعاطي المخدرات. كما تولت الوزارة بمشاركة المجتمع المدني تقديم مساعدات مادية متمثلة في منح الى العائلات ذات الدخل الضعيف.

واعتبرت المتحدثة ان هنالك أسبابا اقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية وراء تفشي العنف بمختلف أنواعه فالفقر والحرمان والخصاصة وغياب التأطير من قبل الأسرة وتراجعها في القيام بدورها وغيرها من الأسباب الأخرى على غرار فترة المراهقة وتأثيرها على سلوك الأطفال أدت إلى تفاقم ظاهرة العنف بالمؤسسات التربوية مشيرة ان أعلى نسبة عنف تم تسجيلها من بداية السنة الدراسية كانت في الإعدادي والثانوي.

..أية الحلول؟

عن الحلول المطروحة تجيب "الصباح نيوز" في هذا الخصوص سندس محفوظ لتقول أن هنالك حلولا مستقبلية تتمثل في الانطلاق في تكثيف البرامج الثقافية مع الشركاء الدوليين عن طريق "برنامج التدخل النوعي" وهو من أهم البرامج التي ستساهم حسب رأيها في تحسين جودة الحياة المدرسية داخل المؤسسات التربوية عن طريق تعصيرها وتحسين كذلك المناخ المدرسي بتوفير أنشطة ثقافية وتطوير النتائج َالمدرسية وسيساهم البرنامج في جعل سلوك التلميذ إيجابي مع محيطه المدرسي.

فشل المنظومة التربوية

من جهته ، شدد رضا الزهروني، رئيس الجمعية التونسية للأولياء و التلاميذ في تصريح لـ"الصباح نيوز" على ضرورة معالجة الظاهرة اجتماعيا وامنيا ونفسيا بتشريك الأولياء ،في إطار استراتيجيات مضبوطة تقوم بها وزارة التربية وتعميمها على المؤسسات المعنية و المستهدفة أكثر من بغيرها بالعنف اعتبارا لتواتر عدد الحالات ونسبة خطورتها.

واعتبر محدثنا أن انتشار ظاهرة العنف في الوسط المدرسي هو عنوان من عناوين فشل المنظومة التربوية وتخلي الأسرة عن دورها التربوي بسبب بعض الاكراهات او بسبب تشتت العائلة...

مؤسسة ضاغطة ومصدر للتوتر..

خلال تقييمه للظاهرة كمختص في علم الاجتماع اعتبر بلعيد اولاد عبد الله أن ظاهرة العنف بالمدارس ظاهرة لا يمكن تجاهلها ولكن ما يجعلنا نطلق صيحة فزع وندق ناقوس الخطر حسب رأيه هو ان تصل حالات العنف الشديد حد القتل سواء من قبل تلميذ ضد اخر او تلميذ ضد مربي معتبرا في تصريح ل"الصباح نيوز" أن الظاهرة تتفاقم يوما بعد يوم وبأن الوضع سيتحول إلى ما هو أخطر وسيكون الواقع بالنسبة للأطفال والمراهقين أصعب بكثير في المراحل المستقبلية اذا لم نتخذ الإجراءات الضرورية واللازمة.

ويرى أولاد عبد الله أن تفشي ظاهرة العنف في الوسط التربوي التي تصل حد ارتكاب جرائم قتل مردها الضغط الشديد الذي يعيشه التلميذ والغياب الكلى لآليات وبرامج المرافقة النفسية والاجتماعية تجعل الأطفال يلتجؤون مباشرة إلى العنف أضف إلى ذلك تأثير العنف الذي نشهده في "الشارع" على سلوك الأطفال كذلك من بين الأسباب الأخرى اقتداء بعض التلاميذ بالآخرين ففي نظرهم ان إثبات الرجولة والتمركز والتموقع دخل أصدقائهم يتطلب قوة جسدية والتسلح بآلة حادة والتصرف مثل "الباندي" فضلا عن ذلك هناك اسباب أخرى نفسية، اجتماعية ومجتمعية وغياب كلي للمؤسسة التربوية التي أصبحت "لا تطاق" بالنسبة للتلميذ واصبحت مؤسسة ضاغطة ومصدر للتوتر في نظرهم.

 

فلا يوجد سبب واحد حسب المختص في علم الاجتماع بل عدة عوامل أخرى نفسية، اجتماعية و مجتمعية كما يعتبر أيضا ان الإعلام والمسلسلات رغم أنهما ليسا المذنب رقم واحد ولكنهما يتحملان جزء ا من المسؤولية.

كذلك من بين الأسباب الاخرى غياب المهن النفسية والاجتماعية بالمؤسسات التربوية والتي تكاد تكون معدومةحسب رأيه.

لا يمكن إصلاح القطار وهو يسير

ويرى بلعيد اولاد عبد الله ان الإصلاح التربوي يمثل اشكالية كبيرة لانه لا يمكن إصلاح القطار َ وهو يسير فالاصلاح يجب أن يكون في إطار حوار وطني يقوم على ترغيب الأطفال والشبان في التعلم ويجب ان تتكاتف الجهود من وزارات واعلام ... على غرار وزارة التربية رغم انه ليس لديها رغبة في التغيير فكل سنة تأتي بمشروع للإصلاح معتبرا انه لا يمكن الإصلاح بتلك المقاربة لان الإصلاح يجب أن تشارك فيه عديد الأطراف الأخرى على غرار نقابة التعليم، الأسرة، الصحافة،الإعلام والخبراء و المختصين.

المعالجة الأمنية والقضائية لا تكفى

لا يختلف رأي مراد بن صالح الكاتب العام الجهوي للنقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي بالمنستير عن رأي بلعيد اولاد عبد الله في ان ظاهرة العنف المدرسي تفاقمت بشكل كبير وبلغت حد ارتكاب جرائم قتل.

وأضاف مراد بن صالح خلال تعليقه ل"الصباح نيوز" على الظاهرة ان المعالجة الأمنية و القضائية لا تكفى وان الأسرة النواة الأولى التي من المفروض ان يكون لها دور كبير فقد تخلت اليوم عن دورها في تربية الناشئة محملا العائلة المسؤولية كذلك بعض وسائل الإعلام خاصة المرئية التي يعتبرها ساهمت عن غير قصد في تفشي ظاهرة العنف بمختلف أشكاله خاصة في صفوف التلاميذ من خلال تمرير برامج تلفزية تسوق لمجرمين على اساس انهم "أبطال" او بعض المحتوى الاخر المتضمن للعنف فقد اثر ذلك سلبا على سلوك الاطفال.

 

ودعا محدثنا كافة الأولياء إلى العناية بابنائهم والقيام بدورهم تجاههم عن طريق المراقبة والاحاطة... لا إلقاء المسؤولية على عاتق الأمن فالمسؤولية يتحملها الجميع من وزارات ..وكافة هياكل الدولة مضيفا ان ما نراه اليوم من عنف بالمدارس وصل حد ارتكاب جرائم القتل نتيجة حتمية لتراكمات عشر سنوات كما اعتبر ان التساهل مع مستهلكي المخدرات ساهم بشكل كبير في تفشي الجريمة مشددا على ضرورة مراجعة القانون المتعلق بالمخدرات.

 

وتبقى ظاهرة العنف في الوسط المدرسي ظاهرة مقلقة ومخيفة تقتضي ايجاد الحلول الكفيلة لمعالجتها قبل فوات الأوان.

 

صباح الشابي

جرائم ومحاولات قتل نفذت بأيادي تلاميذ فمن يتحمل المسؤولية؟.. هؤلاء يجيبون "الصباح نيوز"

 

 

- مديرة عامة بوزارة التربية: أعلى نسبة عنف تم تسجيلها بالاعدادي والثانوي

 

-رئيس جمعية الأولياء و التلاميذ " :انتشار ظاهرة العنف عنوان من عناوين فشل المنظومة التربوية

 

 

 

- مختص في علم الاجتماع:المؤسسة التربوية أصبحت مصدر توتر بالنسبة للتلاميذ

 

 

 

بعد مرور عشرين يوما على انطلاق السنة الدراسية 2022 /2023 أنهى تلميذ السنة التاسعة أساسي حياة زميله بثلاث طعنات بسكين على مستوى الصدر إثر خلاف بينهما خلال حصّة بعد الظهر أمام أحد معاهد معتمدية بنزرت الجنوبية.

كما حاول تلميذ اخر قتل زميله إثر مناوشة بينهما حيث تسلح بسكين وقام بطعنه بواسطتها في ساحة مدرسة اعدادية بمدينة بنبلة من ولاية المنستير و تم نقل المتضرر إلى المستشفى أين خضع لتدخل جراحي.

واقعة أخرى كانت جدت داخل المدرسة الإعدادية الشهيد فجري البوسعيدي بمدينة فرنانة، حيث عمد تلميذ في الرابعة عشرة من عمره، يدرس بالسابعة أساسي اثر شجار بينه وبين نظيره مقيم معه بمبيت بنفس المدرسة الي طعنه بواسطة سكين.

كما عمد يوم 5 أكتوبر المنقضي تلميذ يدرس بالسنة السابعة تعليم أساسي بالمدرسة الإعدادية بحي الرميلة من مدينة نابل إلى تسديد طعنات على مستوى الساق إلى زميله إثر خصومة بينهما.

جرائم ومحاولات قتل تكاد تكون يومية تقع في بهو المدارس الإعدادية أو المعاهد تكشف عن تنامي ظاهرة العنف المدرسي وتطرح العديد من التساؤلات عن أسباب تفاقم الظاهرة وضرورة البحث عن حلول للحد منها.

وزارة التربية تنفي ..وتقدم الحلول

ورغم تسجيل عدة حالات فان وزارة التربية أكدت مسؤولة بوزارة التربية عدم تسجيل أي حالة عنف أدت إلى القتل داخل الوسط المدرسي، حيث تقول سندس محفوظ المديرة العامة للدراسات والتخطيط ونظم المعلومات بالوزارة انه لم يتم منذ انطلاق السنة الدراسية الحالية إلى غاية اليوم تسجيل آية حالة عنف بالوسط المدرسي نتج عنها وفاة بينما تم تسجيل حالات عنف مادي ومعنوي

وأضافت مسؤولة وزارة التربية لـ"الصباح نيوز" أن ظاهرة العنف بالمؤسسات التربوية خطيرة وتهدد مستقبل التلاميذ مبينة ان اسباب الظاهرة عديدة ومتعددة وان أكثر حالات العنف المسجلة هي العنف اللفظي والمادي ،وفق آخر دراسة قامت بها الوزارة عن العنف المدرسي بالمدارس الإعدادية والثانوية ..

وبينت محدثتنا ان حالات العنف بلغت 1.7٪ بين تلاميذ الإعدادي والثانوي وسجل خلال موسم 2015/2016 نسبة 2،8٪ اما في 2017/2016 فقد تم تسجيل 2٪ وهذا يؤكد ،حسب رأيها، تراجع حالات العنف داخل المؤسسات التربوية بسبب الإجراءات التي اتخذتها الوزارة من بينها انتداب قرابة الـ 52 اخصائيا نفسيا بحساب اثنين على كل مندوبية جهوية للتربية، مع التركيز على أسس البرنامج النموذجي رباعي الأبعاد ويتضمن انشطة ثقافية، تربوية ورياضية بالمؤسسات التربوية للتصدي للانقطاع والتسرب المدرسي وقد ساهم هذا البرنامج في تحسين المناخ العام بالمؤسسات التربوية.

كذلك قيام بعض المندوبيات الجهوية للتربية بحملات توعوية وتحسيسية بمشاركة المجتمع المدني للتصدي للسلوكيات العنيفة والمحفوفة بالمخاطر وللتصدي كذلك لظاهرة تعاطي المخدرات. كما تولت الوزارة بمشاركة المجتمع المدني تقديم مساعدات مادية متمثلة في منح الى العائلات ذات الدخل الضعيف.

واعتبرت المتحدثة ان هنالك أسبابا اقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية وراء تفشي العنف بمختلف أنواعه فالفقر والحرمان والخصاصة وغياب التأطير من قبل الأسرة وتراجعها في القيام بدورها وغيرها من الأسباب الأخرى على غرار فترة المراهقة وتأثيرها على سلوك الأطفال أدت إلى تفاقم ظاهرة العنف بالمؤسسات التربوية مشيرة ان أعلى نسبة عنف تم تسجيلها من بداية السنة الدراسية كانت في الإعدادي والثانوي.

..أية الحلول؟

عن الحلول المطروحة تجيب "الصباح نيوز" في هذا الخصوص سندس محفوظ لتقول أن هنالك حلولا مستقبلية تتمثل في الانطلاق في تكثيف البرامج الثقافية مع الشركاء الدوليين عن طريق "برنامج التدخل النوعي" وهو من أهم البرامج التي ستساهم حسب رأيها في تحسين جودة الحياة المدرسية داخل المؤسسات التربوية عن طريق تعصيرها وتحسين كذلك المناخ المدرسي بتوفير أنشطة ثقافية وتطوير النتائج َالمدرسية وسيساهم البرنامج في جعل سلوك التلميذ إيجابي مع محيطه المدرسي.

فشل المنظومة التربوية

من جهته ، شدد رضا الزهروني، رئيس الجمعية التونسية للأولياء و التلاميذ في تصريح لـ"الصباح نيوز" على ضرورة معالجة الظاهرة اجتماعيا وامنيا ونفسيا بتشريك الأولياء ،في إطار استراتيجيات مضبوطة تقوم بها وزارة التربية وتعميمها على المؤسسات المعنية و المستهدفة أكثر من بغيرها بالعنف اعتبارا لتواتر عدد الحالات ونسبة خطورتها.

واعتبر محدثنا أن انتشار ظاهرة العنف في الوسط المدرسي هو عنوان من عناوين فشل المنظومة التربوية وتخلي الأسرة عن دورها التربوي بسبب بعض الاكراهات او بسبب تشتت العائلة...

مؤسسة ضاغطة ومصدر للتوتر..

خلال تقييمه للظاهرة كمختص في علم الاجتماع اعتبر بلعيد اولاد عبد الله أن ظاهرة العنف بالمدارس ظاهرة لا يمكن تجاهلها ولكن ما يجعلنا نطلق صيحة فزع وندق ناقوس الخطر حسب رأيه هو ان تصل حالات العنف الشديد حد القتل سواء من قبل تلميذ ضد اخر او تلميذ ضد مربي معتبرا في تصريح ل"الصباح نيوز" أن الظاهرة تتفاقم يوما بعد يوم وبأن الوضع سيتحول إلى ما هو أخطر وسيكون الواقع بالنسبة للأطفال والمراهقين أصعب بكثير في المراحل المستقبلية اذا لم نتخذ الإجراءات الضرورية واللازمة.

ويرى أولاد عبد الله أن تفشي ظاهرة العنف في الوسط التربوي التي تصل حد ارتكاب جرائم قتل مردها الضغط الشديد الذي يعيشه التلميذ والغياب الكلى لآليات وبرامج المرافقة النفسية والاجتماعية تجعل الأطفال يلتجؤون مباشرة إلى العنف أضف إلى ذلك تأثير العنف الذي نشهده في "الشارع" على سلوك الأطفال كذلك من بين الأسباب الأخرى اقتداء بعض التلاميذ بالآخرين ففي نظرهم ان إثبات الرجولة والتمركز والتموقع دخل أصدقائهم يتطلب قوة جسدية والتسلح بآلة حادة والتصرف مثل "الباندي" فضلا عن ذلك هناك اسباب أخرى نفسية، اجتماعية ومجتمعية وغياب كلي للمؤسسة التربوية التي أصبحت "لا تطاق" بالنسبة للتلميذ واصبحت مؤسسة ضاغطة ومصدر للتوتر في نظرهم.

 

فلا يوجد سبب واحد حسب المختص في علم الاجتماع بل عدة عوامل أخرى نفسية، اجتماعية و مجتمعية كما يعتبر أيضا ان الإعلام والمسلسلات رغم أنهما ليسا المذنب رقم واحد ولكنهما يتحملان جزء ا من المسؤولية.

كذلك من بين الأسباب الاخرى غياب المهن النفسية والاجتماعية بالمؤسسات التربوية والتي تكاد تكون معدومةحسب رأيه.

لا يمكن إصلاح القطار وهو يسير

ويرى بلعيد اولاد عبد الله ان الإصلاح التربوي يمثل اشكالية كبيرة لانه لا يمكن إصلاح القطار َ وهو يسير فالاصلاح يجب أن يكون في إطار حوار وطني يقوم على ترغيب الأطفال والشبان في التعلم ويجب ان تتكاتف الجهود من وزارات واعلام ... على غرار وزارة التربية رغم انه ليس لديها رغبة في التغيير فكل سنة تأتي بمشروع للإصلاح معتبرا انه لا يمكن الإصلاح بتلك المقاربة لان الإصلاح يجب أن تشارك فيه عديد الأطراف الأخرى على غرار نقابة التعليم، الأسرة، الصحافة،الإعلام والخبراء و المختصين.

المعالجة الأمنية والقضائية لا تكفى

لا يختلف رأي مراد بن صالح الكاتب العام الجهوي للنقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي بالمنستير عن رأي بلعيد اولاد عبد الله في ان ظاهرة العنف المدرسي تفاقمت بشكل كبير وبلغت حد ارتكاب جرائم قتل.

وأضاف مراد بن صالح خلال تعليقه ل"الصباح نيوز" على الظاهرة ان المعالجة الأمنية و القضائية لا تكفى وان الأسرة النواة الأولى التي من المفروض ان يكون لها دور كبير فقد تخلت اليوم عن دورها في تربية الناشئة محملا العائلة المسؤولية كذلك بعض وسائل الإعلام خاصة المرئية التي يعتبرها ساهمت عن غير قصد في تفشي ظاهرة العنف بمختلف أشكاله خاصة في صفوف التلاميذ من خلال تمرير برامج تلفزية تسوق لمجرمين على اساس انهم "أبطال" او بعض المحتوى الاخر المتضمن للعنف فقد اثر ذلك سلبا على سلوك الاطفال.

 

ودعا محدثنا كافة الأولياء إلى العناية بابنائهم والقيام بدورهم تجاههم عن طريق المراقبة والاحاطة... لا إلقاء المسؤولية على عاتق الأمن فالمسؤولية يتحملها الجميع من وزارات ..وكافة هياكل الدولة مضيفا ان ما نراه اليوم من عنف بالمدارس وصل حد ارتكاب جرائم القتل نتيجة حتمية لتراكمات عشر سنوات كما اعتبر ان التساهل مع مستهلكي المخدرات ساهم بشكل كبير في تفشي الجريمة مشددا على ضرورة مراجعة القانون المتعلق بالمخدرات.

 

وتبقى ظاهرة العنف في الوسط المدرسي ظاهرة مقلقة ومخيفة تقتضي ايجاد الحلول الكفيلة لمعالجتها قبل فوات الأوان.

 

صباح الشابي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews