تستعدّ هذه الفترة بعض المعاهد في مختلف ولايات الجمهورية لتامين ما بات يعرف بـ"دخلة الباك سبور" هذه الاحتفالية التلمذية التي تسبق امتحانات التربية البدنية في امتحانات الباكالوريا رغم قرار وزارة التربية بمعية الهياكل المعنية بالتخلي عنها هذه السنة ايضا جراء تواصل انتشار كوفيد 19..
تمسك التلاميذ بهذه الاجواء الاحتفالية التي تمثل خروجا عن السائد والمألوف بما أن "دخلة الباك سبور" تمثل في جوهرها متنفسا للخوض في المسائل السياسية وفي مشاغل البلاد والعباد من خلال تسجيلها لبعض المواقف بعيدا عن الأطر والقوانين المدرسية المتعارف ,عليها يدعو الى التساؤل بإلحاح : هل باتت دخلة الباك سبور المتنفس الوحيد للشباب اليوم وسط تراجع مفزع لدور الثقافة والشباب في تأطير الشباب وصقل مواهبهم؟ وهل أن الشباب وجد في هذه التظاهرة المدرسية ما يذكره بأجواء الملاعب التي ظلت لسنوات المتنفس الأساسي لهم والتي حٌرموا منها اليوم لأسباب صحية؟
في تفاعله مع الأسئلة السالفة الذكر يشير في البداية الباحث والمختص في علم الاجتماع ممدوح عز الدين في تصريح أمس لـ"الصباح" أن دخلة "الباك سبور" تٌمثل تقليدا تلمذيّا دأب على ممارسته التلاميذ كل موفى سنة كشكل من أشكال التمرد يخول لهم طرح العديد من الأسئلة الوجودية تتعلق أساسا بالجسد.
أمّا من الناحية السٌوسيولوجية فيرى محدثنا أن هذه الأجواء الاحتفالية تمثل شكلا من اشكال التعبير عن الذات في الوقت الذي تراجعت فيه المدرسة عن القيام بدورها قائلا : "عوض ان يقتصر دورة المدرسة على تعليم المهمشين بات دورها يقتصر على تهميش المتعلمين".
وفي نفس السياق يشير الباحث في علم الاجتماع ان اخر الإحصائيات تشير الى انقطاع ما يقارب 130 ألف تلميذ عن الدراسة وسط غياب اي مؤسسات بديلة تحتضنهم ولهذا تعتبر "دخلة" الباك سبور كشكل من اشكال التمرد وسلوك يرفضه بشدة كبار السن الذي يرون فيه استهتارا والحال انه يمثل تمردا على سلطة النظام في المدرسة أو سخرية منه. ولهذا فان الشعارات التي ترفع في هذه الأجواء الاحتفالية لطالما مثلت تطرّفا وشكلا من أشكال اللغة ورموز الخطاب تعبر في جوهرها عن إحساس عميق لدى الشباب بكونهم غير مندمجين في البنية المجتمعية.
من جهة أخرى يشير عز الدين الى ان دخلة الباك سبور تمثل نوعا من الانتماء من خلال طريقة ارتداء الملابس ونوعية الموسيقى التي يسمعها الشباب فيما بينهم وبالتالي فان هذه التظاهرة الاحتفالية تعكس عالمهم بما أنهم يشعرون بأنهم وجدوا في عالم يغيب عنه الإحساس الانتماء إليه وخاصة عدم القدرة على الاندماج فيه. وبالتالي فان إصرار التلاميذ على الاحتفال بهذه التظاهرة التلمذيّة يعكس تعبيرة من التعبيرات الاجتماعية حتى يٌسمع صوتهم خاصة أن دخلة الباك سور تعتمد على ما يسمى بمجتمع "الفٌرجة" وهذا المجتمع الفرجوي يقوم أساسا على عنصر الصورة وبالتالي فان هذه الأجواء الاحتفالية تمثل فرصة للتعبير على الذات التي لا يٌنظر اليها مشيرا الى ان التلاميذ يرومون من خلال هذه "التظاهرة" تبني ثقافة فرعية للتعبير عن قلق وجودي. تجدر الإشارة الى أن المحطة التقييمية "الباك سبور" كان من المفترض أن تجرى بداية من 12 أفريل القادم علما ان وزارة التربية كانت قد اشارت في وقت سابق من خلال بيان لها أنه تقرر بصفة استثنائية خلال السنة الدراسية 2020 - 2021 تقييم مادة التربية البدنية في امتحان البكالوريا باعتماد المعدل السنوي في هذه المادة عددا نهائيا بالنسبة إلى تلاميذ المعاهد العمومية والخاصة، مشيرة إلى انه يمكن إعفاء التلاميذ من مادة التربية البدنية إذا ما رخص لهم في ذلك طبيب الصحة المدرسية أو طبيب للصحة العمومية تعينه الإدارة.
منال حرزي
تستعدّ هذه الفترة بعض المعاهد في مختلف ولايات الجمهورية لتامين ما بات يعرف بـ"دخلة الباك سبور" هذه الاحتفالية التلمذية التي تسبق امتحانات التربية البدنية في امتحانات الباكالوريا رغم قرار وزارة التربية بمعية الهياكل المعنية بالتخلي عنها هذه السنة ايضا جراء تواصل انتشار كوفيد 19..
تمسك التلاميذ بهذه الاجواء الاحتفالية التي تمثل خروجا عن السائد والمألوف بما أن "دخلة الباك سبور" تمثل في جوهرها متنفسا للخوض في المسائل السياسية وفي مشاغل البلاد والعباد من خلال تسجيلها لبعض المواقف بعيدا عن الأطر والقوانين المدرسية المتعارف ,عليها يدعو الى التساؤل بإلحاح : هل باتت دخلة الباك سبور المتنفس الوحيد للشباب اليوم وسط تراجع مفزع لدور الثقافة والشباب في تأطير الشباب وصقل مواهبهم؟ وهل أن الشباب وجد في هذه التظاهرة المدرسية ما يذكره بأجواء الملاعب التي ظلت لسنوات المتنفس الأساسي لهم والتي حٌرموا منها اليوم لأسباب صحية؟
في تفاعله مع الأسئلة السالفة الذكر يشير في البداية الباحث والمختص في علم الاجتماع ممدوح عز الدين في تصريح أمس لـ"الصباح" أن دخلة "الباك سبور" تٌمثل تقليدا تلمذيّا دأب على ممارسته التلاميذ كل موفى سنة كشكل من أشكال التمرد يخول لهم طرح العديد من الأسئلة الوجودية تتعلق أساسا بالجسد.
أمّا من الناحية السٌوسيولوجية فيرى محدثنا أن هذه الأجواء الاحتفالية تمثل شكلا من اشكال التعبير عن الذات في الوقت الذي تراجعت فيه المدرسة عن القيام بدورها قائلا : "عوض ان يقتصر دورة المدرسة على تعليم المهمشين بات دورها يقتصر على تهميش المتعلمين".
وفي نفس السياق يشير الباحث في علم الاجتماع ان اخر الإحصائيات تشير الى انقطاع ما يقارب 130 ألف تلميذ عن الدراسة وسط غياب اي مؤسسات بديلة تحتضنهم ولهذا تعتبر "دخلة" الباك سبور كشكل من اشكال التمرد وسلوك يرفضه بشدة كبار السن الذي يرون فيه استهتارا والحال انه يمثل تمردا على سلطة النظام في المدرسة أو سخرية منه. ولهذا فان الشعارات التي ترفع في هذه الأجواء الاحتفالية لطالما مثلت تطرّفا وشكلا من أشكال اللغة ورموز الخطاب تعبر في جوهرها عن إحساس عميق لدى الشباب بكونهم غير مندمجين في البنية المجتمعية.
من جهة أخرى يشير عز الدين الى ان دخلة الباك سبور تمثل نوعا من الانتماء من خلال طريقة ارتداء الملابس ونوعية الموسيقى التي يسمعها الشباب فيما بينهم وبالتالي فان هذه التظاهرة الاحتفالية تعكس عالمهم بما أنهم يشعرون بأنهم وجدوا في عالم يغيب عنه الإحساس الانتماء إليه وخاصة عدم القدرة على الاندماج فيه. وبالتالي فان إصرار التلاميذ على الاحتفال بهذه التظاهرة التلمذيّة يعكس تعبيرة من التعبيرات الاجتماعية حتى يٌسمع صوتهم خاصة أن دخلة الباك سور تعتمد على ما يسمى بمجتمع "الفٌرجة" وهذا المجتمع الفرجوي يقوم أساسا على عنصر الصورة وبالتالي فان هذه الأجواء الاحتفالية تمثل فرصة للتعبير على الذات التي لا يٌنظر اليها مشيرا الى ان التلاميذ يرومون من خلال هذه "التظاهرة" تبني ثقافة فرعية للتعبير عن قلق وجودي. تجدر الإشارة الى أن المحطة التقييمية "الباك سبور" كان من المفترض أن تجرى بداية من 12 أفريل القادم علما ان وزارة التربية كانت قد اشارت في وقت سابق من خلال بيان لها أنه تقرر بصفة استثنائية خلال السنة الدراسية 2020 - 2021 تقييم مادة التربية البدنية في امتحان البكالوريا باعتماد المعدل السنوي في هذه المادة عددا نهائيا بالنسبة إلى تلاميذ المعاهد العمومية والخاصة، مشيرة إلى انه يمكن إعفاء التلاميذ من مادة التربية البدنية إذا ما رخص لهم في ذلك طبيب الصحة المدرسية أو طبيب للصحة العمومية تعينه الإدارة.