إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رهان تونس في عالم الصناعات الفضائية

تونس تدخل عالم الصناعات الفضائية بعد ان تم صباح الثاني والعشرين من مارس إطلاق اول قمر صناعي تونسي المنشأ بكفاءات محلية. جاء هذا الإنجاز لتحوم حوله العديد من الآراء والمواقف فأصبح الموضوع محل تجاذبات واختلافات بين الكثيرين. بين من اختار "التطرف" في مدح وتضخيم الانجاز والاعجاب المفرط بهذه الخطوة. وآخرين ممن انتهجوا موقفا في التصغير والاستنقاص من هذا الحدث الذي يعد الأول من نوعه في تونس. "تحدي 1" هو القمر الصناعي التونسي الذي تم اطلاقه الى الفضاء على متن المركبة الفضائية الروسية "سيوز 2" من قاعدة "بايكونور" في كازاخستان حدث أشرف عليه رئيس الجمهورية قيس سعيد بمقر شركة "تالنات"، الشركة التونسية الخاصة والمختصة في التكنولوجيا والبرمجيات والنظم الالكترونية والأنشطة الهندسية. لتفادي الجدل القائم والابتعاد عن الانحياز لهذا الطرف او ذاك ارتات "الصباح نيوز" التواصل مع خبراء في هذا الشأن للحصول  على أهم المعلومات و تحليل هذه الخطوة بشكل علمي حتى تحصل الفائدة و نفهم نحن، و يفهم  التونسي بشكل مباشرو دقيق تفاصيل هذا الموضوع  بما يمكننا جميعا  من النظر من زاوية موضوعية.    القمر الصناعي "تحدي1"... بلغت تكلفة المشروع التونسي بإطلاق قمر اصطناعي حوالي 1.2 مليون دولار أي ما يقارب ثلاثة ملايين دينار تونسي، بفريق عمل تونسي وخبرات تونسية صرف. بدأ خبراء مؤسسة تالنات في العمل على هذه الفكرة والتحضير لها منذ 2018 معتمدين في ذلك على مجموعة من المهندسين والخبراء الشبان من بينهم الخبير التونسي الذي شارك في مهمة "برسيفرنس" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" الى المريخ محمد عبيد. الخبير التونسي أشرف على مساعدة شبان تونسيين على استنبطوا صناعة القمر الاصطناعي على مراحل. لمزيد فهم الموضوع علميا من خلال خبراء مختصين في هذا المجال ، توجهت "الصباح نيوز" للمؤطرة العلمية سارة السنوسي، بمدينة العلوم للحديث عن أهمية هذا المشروع  القمر الاصطناعي "تحدي 1 " والذي تتمثل مهمته في تغطية العمل بتكنولوجيا الجيل الثالث والأنترنت او ما يسمى ب “أنترنت الأشياء" وذلك عن طريق جمع بيانات من أجهزة استشعار لعل أبرزها أدوات قياس الحرارة ولواقط التلوث البيئي ومستشعرات للرطوبة . كما تمكن انترنات الأشياء ايضا من مسح أكبر رقعة من الأنترنت مع العلم أن شبكة الأنترنت الأرضية لا تغطي أكثر من 20 بالمائة من مساحة الأرض. وسيتم لأول مرة في العالم استخدام بروتوكول "لورا" في اتصالات الفضاء . https://www.youtube.com/watch?v=AOusP1Xirg4 أنترنت الأشياء وبروتوكول "لورا"... هشام بن يحيى، مؤطر علمي، رئيس بمدينة العلوم يعرف أنترنت الأشياء بما هي شبكة من الأجهزة الذكية والأشخاص والأنظمة المتصلة التي تتيح تبادل البيانات ودمجها وتحليلها من أجل التشجيع على الوصول الى الكفاءة والابتكار، كما يضم هذا المفهوم جميع أنواع الأجهزة الذكية بداية من الهواتف المحمولة وصولا الى أقفال الأبواب وكاميرات المراقبة . أما بروتوكول "لورا" فهي تقنية تمكن من الاتصال اللاسلكي بسرعة منخفضة للأجهزة المرتبطة بالأنترنت وهو ما يوفر خاصية الاستهلاك المنخفض للطاقة. https://www.youtube.com/watch?v=Vexho5NiMdE   أول قمر صناعي عربي؟ القمر الصناعي التونسي نظر اليه البعض كونه اول تجربة عربية و افريقية في هذا المجال. معلومة تناقلها البعض وتحتاج أيضا توضيحا علميا لمعرفة مدى صدقية هذا التوجه. فعلى غرار ما يتم تداوله، تم إطلاق اول قمر صناعي عربي في 9 فيفري 1976 من قبل منظمة الاتصالات الفضائية العربية "عرب سات" وهي سلسلة من الأقمار الصناعية للاتصالات والبث التي تمتلكها جامعة الدول العربية و تتوزع ملكية "عرب سات" على دول عربية حيث تحظى السعودية بالنصيب الأكبر بنسبة 36,7 بالمائة في حين تحظى تونس ب 0,7 بالمائة من ملكيته . وفي سنة 1996 أطلقت الشركة المصرية للأقمار الصناعية المعروفة باسم "نايل سات" القمر "نايل سات". ليست هذه التجربة الوحيدة، ففي العام 2018، أطلقت دولة الامارات العربية "أول قمر صناعي بأيادي إماراتية" من اليابان والذي سمي ب "خليفة سات" وحمله الصاروخ الياباني (H-IIA). تجارب عربية سبقت تونس في إطلاق الأقمار الاصطناعية لكن ما يجعل القمر الاصطناعي التونسي "تحدي 1» مميزا هو كونه القمر الأول من نوعه الذي تستخدم فيه آلية أنترنت الأشياء وبروتوكول لورا. افاق جديدة يفتحها "تحدي 1" تسعى تونس من خلال هذه المبادرة الى ان تصير قطبا في عالم الصناعات الفضائية ومجال تصنيع الأقمار في البلدان الافريقية. كما تهدف الى إطلاق كوكبة من الأقمار الصناعية المماثلة له قد تصل لأكثر من 24 قمرا بحلول سنة 2030. ومن المتوقع ان يتم تعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء مع إمكانية ارسال رائدة فضاء تونسية كأول امرأة عربية وافريقية تزور الفضاء إضافة الى العمل على تأسيس مدرسة مختصة في مجال الفضاء في تونس بإشراف روسي لتكوين إطارات في تكنولوجيا الفضاء. وضمن كل هذه السياقات، لا يسعنا الا ان نشيد بمجهودات الشباب التونسي من مهندسين و خبرات تظافرت مجهوداتهم لترفع الراية التونسية بإنجاز جديد يبعث الأمل والفخر في التونسيين الذين تتالت خيباتهم في ظل الأزمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي تشهدها البلاد التونسية خلال السنوات الاخيرة. ونأمل ان نشهد تظافر مجهودات الشباب في كافة المجالات الأخرى لمزيد من التألق والريادة.

سيرين محجوب

غادة علاوي

تونس تدخل عالم الصناعات الفضائية بعد ان تم صباح الثاني والعشرين من مارس إطلاق اول قمر صناعي تونسي المنشأ بكفاءات محلية. جاء هذا الإنجاز لتحوم حوله العديد من الآراء والمواقف فأصبح الموضوع محل تجاذبات واختلافات بين الكثيرين. بين من اختار "التطرف" في مدح وتضخيم الانجاز والاعجاب المفرط بهذه الخطوة. وآخرين ممن انتهجوا موقفا في التصغير والاستنقاص من هذا الحدث الذي يعد الأول من نوعه في تونس. "تحدي 1" هو القمر الصناعي التونسي الذي تم اطلاقه الى الفضاء على متن المركبة الفضائية الروسية "سيوز 2" من قاعدة "بايكونور" في كازاخستان حدث أشرف عليه رئيس الجمهورية قيس سعيد بمقر شركة "تالنات"، الشركة التونسية الخاصة والمختصة في التكنولوجيا والبرمجيات والنظم الالكترونية والأنشطة الهندسية. لتفادي الجدل القائم والابتعاد عن الانحياز لهذا الطرف او ذاك ارتات "الصباح نيوز" التواصل مع خبراء في هذا الشأن للحصول  على أهم المعلومات و تحليل هذه الخطوة بشكل علمي حتى تحصل الفائدة و نفهم نحن، و يفهم  التونسي بشكل مباشرو دقيق تفاصيل هذا الموضوع  بما يمكننا جميعا  من النظر من زاوية موضوعية.    القمر الصناعي "تحدي1"... بلغت تكلفة المشروع التونسي بإطلاق قمر اصطناعي حوالي 1.2 مليون دولار أي ما يقارب ثلاثة ملايين دينار تونسي، بفريق عمل تونسي وخبرات تونسية صرف. بدأ خبراء مؤسسة تالنات في العمل على هذه الفكرة والتحضير لها منذ 2018 معتمدين في ذلك على مجموعة من المهندسين والخبراء الشبان من بينهم الخبير التونسي الذي شارك في مهمة "برسيفرنس" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" الى المريخ محمد عبيد. الخبير التونسي أشرف على مساعدة شبان تونسيين على استنبطوا صناعة القمر الاصطناعي على مراحل. لمزيد فهم الموضوع علميا من خلال خبراء مختصين في هذا المجال ، توجهت "الصباح نيوز" للمؤطرة العلمية سارة السنوسي، بمدينة العلوم للحديث عن أهمية هذا المشروع  القمر الاصطناعي "تحدي 1 " والذي تتمثل مهمته في تغطية العمل بتكنولوجيا الجيل الثالث والأنترنت او ما يسمى ب “أنترنت الأشياء" وذلك عن طريق جمع بيانات من أجهزة استشعار لعل أبرزها أدوات قياس الحرارة ولواقط التلوث البيئي ومستشعرات للرطوبة . كما تمكن انترنات الأشياء ايضا من مسح أكبر رقعة من الأنترنت مع العلم أن شبكة الأنترنت الأرضية لا تغطي أكثر من 20 بالمائة من مساحة الأرض. وسيتم لأول مرة في العالم استخدام بروتوكول "لورا" في اتصالات الفضاء . https://www.youtube.com/watch?v=AOusP1Xirg4 أنترنت الأشياء وبروتوكول "لورا"... هشام بن يحيى، مؤطر علمي، رئيس بمدينة العلوم يعرف أنترنت الأشياء بما هي شبكة من الأجهزة الذكية والأشخاص والأنظمة المتصلة التي تتيح تبادل البيانات ودمجها وتحليلها من أجل التشجيع على الوصول الى الكفاءة والابتكار، كما يضم هذا المفهوم جميع أنواع الأجهزة الذكية بداية من الهواتف المحمولة وصولا الى أقفال الأبواب وكاميرات المراقبة . أما بروتوكول "لورا" فهي تقنية تمكن من الاتصال اللاسلكي بسرعة منخفضة للأجهزة المرتبطة بالأنترنت وهو ما يوفر خاصية الاستهلاك المنخفض للطاقة. https://www.youtube.com/watch?v=Vexho5NiMdE   أول قمر صناعي عربي؟ القمر الصناعي التونسي نظر اليه البعض كونه اول تجربة عربية و افريقية في هذا المجال. معلومة تناقلها البعض وتحتاج أيضا توضيحا علميا لمعرفة مدى صدقية هذا التوجه. فعلى غرار ما يتم تداوله، تم إطلاق اول قمر صناعي عربي في 9 فيفري 1976 من قبل منظمة الاتصالات الفضائية العربية "عرب سات" وهي سلسلة من الأقمار الصناعية للاتصالات والبث التي تمتلكها جامعة الدول العربية و تتوزع ملكية "عرب سات" على دول عربية حيث تحظى السعودية بالنصيب الأكبر بنسبة 36,7 بالمائة في حين تحظى تونس ب 0,7 بالمائة من ملكيته . وفي سنة 1996 أطلقت الشركة المصرية للأقمار الصناعية المعروفة باسم "نايل سات" القمر "نايل سات". ليست هذه التجربة الوحيدة، ففي العام 2018، أطلقت دولة الامارات العربية "أول قمر صناعي بأيادي إماراتية" من اليابان والذي سمي ب "خليفة سات" وحمله الصاروخ الياباني (H-IIA). تجارب عربية سبقت تونس في إطلاق الأقمار الاصطناعية لكن ما يجعل القمر الاصطناعي التونسي "تحدي 1» مميزا هو كونه القمر الأول من نوعه الذي تستخدم فيه آلية أنترنت الأشياء وبروتوكول لورا. افاق جديدة يفتحها "تحدي 1" تسعى تونس من خلال هذه المبادرة الى ان تصير قطبا في عالم الصناعات الفضائية ومجال تصنيع الأقمار في البلدان الافريقية. كما تهدف الى إطلاق كوكبة من الأقمار الصناعية المماثلة له قد تصل لأكثر من 24 قمرا بحلول سنة 2030. ومن المتوقع ان يتم تعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء مع إمكانية ارسال رائدة فضاء تونسية كأول امرأة عربية وافريقية تزور الفضاء إضافة الى العمل على تأسيس مدرسة مختصة في مجال الفضاء في تونس بإشراف روسي لتكوين إطارات في تكنولوجيا الفضاء. وضمن كل هذه السياقات، لا يسعنا الا ان نشيد بمجهودات الشباب التونسي من مهندسين و خبرات تظافرت مجهوداتهم لترفع الراية التونسية بإنجاز جديد يبعث الأمل والفخر في التونسيين الذين تتالت خيباتهم في ظل الأزمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي تشهدها البلاد التونسية خلال السنوات الاخيرة. ونأمل ان نشهد تظافر مجهودات الشباب في كافة المجالات الأخرى لمزيد من التألق والريادة.

سيرين محجوب

غادة علاوي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews