"رقوج - العرض " يفتتح الدورة 95 لمهرجان الحمامات الدولي.. مشهدية بصرية وموسيقية.. تفاعل جماهيري.. ولطفي بوشناق يدعم ابنيه من الكواليس
مقالات الصباح
❞كافون حاضر عبر تقنية الذكاء الاصطناعي في «رقوج - العرض»❝
❞ منى نور الدين بين جمهور الأخوين عبد الحميد وحمزة بوشناق❝
❞ الحضور الذي فاق طاقة الاستيعاب يشارك أبطال «رقوج» ترديد حوار المشاهد❝
أنار «رڨوج - العرض» مسرح مهرجان الحمامات الدولي في سهرة افتتاحه ليلة الجمعة 11 جويلية الحالي.. سهرة تجاوز جمهورها طاقة الاستيعاب، وجمعت المدارج حضورًا تنوّع بين شباب محب ومتابع لأعمال عبد الحميد بوشناق، وعائلات باحثة عن سهرات الصيف الممتعة... «رڨوج - العرض» ليس التجربة الأولى لعبد الحميد بوشناق على مستوى تحويل عمل درامي لعرض فرجوي على المسارح التونسية، فقد سبق ونال عرضه «عشاق الدنيا» اهتمامًا جماهيريًا واسعًا.
المشهدية ساحرة، وتوظيف التقنيات البصرية في العرض بعث «رڨوج» من جديد على الركح، وكأن الجمهور أمام عالم موازٍ ومصغّر لبلاد تعاني... تتألم، ومع ذلك يحوّل الفن صرختها لأمل ورغبة في الحياة... سر هذه الحياة الحب... تيمة تظل وشمًا في أعمال عبد الحميد بوشناق الفنية، ينسج عبرها حكايات نابعة من خرافتنا وتاريخنا، بخياله وحقيقته... تُعلن موسيقى حمزة بوشناق مع اللحظات الأولى للعرض عن فتح بوابة «رڨوج» لمحبي هذا العالم العجائبي... تنساب موسيقاه بين زوايا مسرح الحمامات، ومتعتها العزف الحي لمجموعة موسيقية بقيادة راسم دمق... ومن جديد تؤكد ثنائية الأخوين عبد الحميد وحمزة بوشناق قدرتها على التميز والتجدد من تجربة إلى أخرى، في تماه خلاّق يعبّر عن مدى ثقة كل طرف في رؤية الطرف الآخر الفنية...
الأكيد أن «رڨوج - العرض» استوحى تفاصيله وأحداثه ورسائله من العمل الأصلي، المسلسل الرمضاني الناجح جماهيريًا وفنيًا، مع بعض التغييرات للضرورة الركحية، ولعلّ هذا الانتقال من عالم الدراما إلى المسرح يحتاج لخبرات أكبر لصانع العمل، وهو بصدد اكتسابها عبر تجاربه المتعددة...
صحيح أن الديكور والسينوغرافيا أحالتنا مباشرة على عوالم عجائبية متفرّدة لقرية «رڨوج» الخيالية، إلا أن «رڨوج - العرض» في برمجته الثانية بافتتاح الحمامات، بعد اختتام مهرجان دڨة الدولي، مازال في حاجة للتطوير والعمل أكثر على بعض التفاصيل على مستوى اللوحات المشهدية في العرض.
الورود الحمراء والألوان العاكسة للطبيعة والأرض تلوّن فضاء العرض... الممثلون يعيدون تجسيد شخصياتهم على الركح... شخوص تنبض دماءً وروحًا، هل كانوا أفضل على الشاشة؟ هل أنقذهم سحر الكاميرا؟ أو لعلّ قدرة المسرح على كشف الموهبة الحقيقية دون رتوش أنصفت عددًا منهم مقارنة بآخرين؟...
أغلبهم أبناء الركح، وُلدوا فنيًا على خشبته... أجادوا أبجديات أدوارهم نعم، ولكن التألق كان لبعضهم فحسب (عزيز الجبالي، فاطمة صفر، صابر الوسلاتي، ياسمين الديماسي، والقديرة فاطمة بن سعيدان).
في فلك «رڨوج» تدور أحداث سهرتنا... هذه القرية الخيالية انعكاس لواقعنا، وجعنا وأحلامنا... يرسم عبد الحميد بوشناق في فضائه المكاني والزماني رؤية تبحث عن التغيير، تحاور الراهن، وتعبّر عن موقف...
صحيح غلّفته تقنيات الكوميديا السوداء الساخرة، ولكن صرخته تجاوزت الأسوار وكسرت القيود... كلنا جزء من رڨوج الوجع والأمل...
يرفع وشاح المرأة العاملة، الفاعلة، المضحية في مجتمعنا عاليًا... تحفر السواعد في أرض تونس دون كلل... هذه كانت الرسالة، رغم مرارة الواقع، يظلّ العمل والحب محرّك الحياة في خيارات عبد الحميد بوشناق...
«رڨوج - العرض» عمل يُحيي المهمّشين... هم ليسوا فقراء المال فقط... هم المحرومون من الحب... المرفوضون من المجتمع المكبَّل بعقائده البالية... هم التونسيون بتاريخهم وخرافاتهم وأساطيرهم...
بين الحقيقة والوهم تتراءى مشاهد من ماضينا وذاكرتنا الجماعية... فنواجه حقيقتنا... من نحن؟ نرقص على إيقاعات السطمبالي وموسيقى الغجر، ونستمع لسمفونيات الغرب... فسيفساء تلوّن أرضنا وجنيات أبنائها...
ينتصر الحب في «رڨوج - العرض»، ويتجلى الوفاء للراحلين والاحترام لتضحياتهم عبر مشاهد مؤثرة على الشاشات العملاقة المستخدَمة في عرض افتتاح الحمامات، فعُرضت صور لنساء فقَدْن حياتهن في حوادث شغل، وهنّ ينتقلن لعملهن في حقول تونس...
صور لشخصيات فنية وثقافية غادرتنا في أوج عطائها، ولوحة لواحد من أبطال «رڨوج»، الراحل «كافون» (أحمد العبيدي)... أطلّ بصوته المميز عبر تقنية الذكاء الاصطناعي، غنّى وتحدث لزملائه في العرض وحيّى الجمهور... وقد سبق ظهوره كلمة عبد الحميد بوشناق: «لم يرحل كافون، مازال بينا بفنه».
«رڨوج - العرض» عمل فني فرجوي، قدّمه 120 فردًا من موسيقيين وممثلين وراقصين وتقنيين على ركح مهرجان الحمامات الدولي في سهرته الافتتاحية، عرض ترك بصمة جميلة في روح الحضور، الذي تفاعل مع معظم مشاهده، حتى أن الجماهير المواكبة للسهرة رددت عديد الجمل من حوارات الممثلين لشدة إعجابها بالعمل الدرامي .
«رڨوج - العرض» كان في كواليسه الفنان لطفي بوشناق حاضرًا، داعمًا وفخورًا بنجاح ابنيه في تجسيد تجربة فنية متفردة على ركح مسرح الحمامات... الفنانة القديرة منى نور الدين كانت بين جمهور العرض، كما حضرت المخرجة سلمى بكار، والممثلة كوثر الباردي، هذه السهرة الافتتاحية للدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي، والتي تتواصل عروضها إلى غاية 13 أوت المقبل.
نجلاء قموع
❞كافون حاضر عبر تقنية الذكاء الاصطناعي في «رقوج - العرض»❝
❞ منى نور الدين بين جمهور الأخوين عبد الحميد وحمزة بوشناق❝
❞ الحضور الذي فاق طاقة الاستيعاب يشارك أبطال «رقوج» ترديد حوار المشاهد❝
أنار «رڨوج - العرض» مسرح مهرجان الحمامات الدولي في سهرة افتتاحه ليلة الجمعة 11 جويلية الحالي.. سهرة تجاوز جمهورها طاقة الاستيعاب، وجمعت المدارج حضورًا تنوّع بين شباب محب ومتابع لأعمال عبد الحميد بوشناق، وعائلات باحثة عن سهرات الصيف الممتعة... «رڨوج - العرض» ليس التجربة الأولى لعبد الحميد بوشناق على مستوى تحويل عمل درامي لعرض فرجوي على المسارح التونسية، فقد سبق ونال عرضه «عشاق الدنيا» اهتمامًا جماهيريًا واسعًا.
المشهدية ساحرة، وتوظيف التقنيات البصرية في العرض بعث «رڨوج» من جديد على الركح، وكأن الجمهور أمام عالم موازٍ ومصغّر لبلاد تعاني... تتألم، ومع ذلك يحوّل الفن صرختها لأمل ورغبة في الحياة... سر هذه الحياة الحب... تيمة تظل وشمًا في أعمال عبد الحميد بوشناق الفنية، ينسج عبرها حكايات نابعة من خرافتنا وتاريخنا، بخياله وحقيقته... تُعلن موسيقى حمزة بوشناق مع اللحظات الأولى للعرض عن فتح بوابة «رڨوج» لمحبي هذا العالم العجائبي... تنساب موسيقاه بين زوايا مسرح الحمامات، ومتعتها العزف الحي لمجموعة موسيقية بقيادة راسم دمق... ومن جديد تؤكد ثنائية الأخوين عبد الحميد وحمزة بوشناق قدرتها على التميز والتجدد من تجربة إلى أخرى، في تماه خلاّق يعبّر عن مدى ثقة كل طرف في رؤية الطرف الآخر الفنية...
الأكيد أن «رڨوج - العرض» استوحى تفاصيله وأحداثه ورسائله من العمل الأصلي، المسلسل الرمضاني الناجح جماهيريًا وفنيًا، مع بعض التغييرات للضرورة الركحية، ولعلّ هذا الانتقال من عالم الدراما إلى المسرح يحتاج لخبرات أكبر لصانع العمل، وهو بصدد اكتسابها عبر تجاربه المتعددة...
صحيح أن الديكور والسينوغرافيا أحالتنا مباشرة على عوالم عجائبية متفرّدة لقرية «رڨوج» الخيالية، إلا أن «رڨوج - العرض» في برمجته الثانية بافتتاح الحمامات، بعد اختتام مهرجان دڨة الدولي، مازال في حاجة للتطوير والعمل أكثر على بعض التفاصيل على مستوى اللوحات المشهدية في العرض.
الورود الحمراء والألوان العاكسة للطبيعة والأرض تلوّن فضاء العرض... الممثلون يعيدون تجسيد شخصياتهم على الركح... شخوص تنبض دماءً وروحًا، هل كانوا أفضل على الشاشة؟ هل أنقذهم سحر الكاميرا؟ أو لعلّ قدرة المسرح على كشف الموهبة الحقيقية دون رتوش أنصفت عددًا منهم مقارنة بآخرين؟...
أغلبهم أبناء الركح، وُلدوا فنيًا على خشبته... أجادوا أبجديات أدوارهم نعم، ولكن التألق كان لبعضهم فحسب (عزيز الجبالي، فاطمة صفر، صابر الوسلاتي، ياسمين الديماسي، والقديرة فاطمة بن سعيدان).
في فلك «رڨوج» تدور أحداث سهرتنا... هذه القرية الخيالية انعكاس لواقعنا، وجعنا وأحلامنا... يرسم عبد الحميد بوشناق في فضائه المكاني والزماني رؤية تبحث عن التغيير، تحاور الراهن، وتعبّر عن موقف...
صحيح غلّفته تقنيات الكوميديا السوداء الساخرة، ولكن صرخته تجاوزت الأسوار وكسرت القيود... كلنا جزء من رڨوج الوجع والأمل...
يرفع وشاح المرأة العاملة، الفاعلة، المضحية في مجتمعنا عاليًا... تحفر السواعد في أرض تونس دون كلل... هذه كانت الرسالة، رغم مرارة الواقع، يظلّ العمل والحب محرّك الحياة في خيارات عبد الحميد بوشناق...
«رڨوج - العرض» عمل يُحيي المهمّشين... هم ليسوا فقراء المال فقط... هم المحرومون من الحب... المرفوضون من المجتمع المكبَّل بعقائده البالية... هم التونسيون بتاريخهم وخرافاتهم وأساطيرهم...
بين الحقيقة والوهم تتراءى مشاهد من ماضينا وذاكرتنا الجماعية... فنواجه حقيقتنا... من نحن؟ نرقص على إيقاعات السطمبالي وموسيقى الغجر، ونستمع لسمفونيات الغرب... فسيفساء تلوّن أرضنا وجنيات أبنائها...
ينتصر الحب في «رڨوج - العرض»، ويتجلى الوفاء للراحلين والاحترام لتضحياتهم عبر مشاهد مؤثرة على الشاشات العملاقة المستخدَمة في عرض افتتاح الحمامات، فعُرضت صور لنساء فقَدْن حياتهن في حوادث شغل، وهنّ ينتقلن لعملهن في حقول تونس...
صور لشخصيات فنية وثقافية غادرتنا في أوج عطائها، ولوحة لواحد من أبطال «رڨوج»، الراحل «كافون» (أحمد العبيدي)... أطلّ بصوته المميز عبر تقنية الذكاء الاصطناعي، غنّى وتحدث لزملائه في العرض وحيّى الجمهور... وقد سبق ظهوره كلمة عبد الحميد بوشناق: «لم يرحل كافون، مازال بينا بفنه».
«رڨوج - العرض» عمل فني فرجوي، قدّمه 120 فردًا من موسيقيين وممثلين وراقصين وتقنيين على ركح مهرجان الحمامات الدولي في سهرته الافتتاحية، عرض ترك بصمة جميلة في روح الحضور، الذي تفاعل مع معظم مشاهده، حتى أن الجماهير المواكبة للسهرة رددت عديد الجمل من حوارات الممثلين لشدة إعجابها بالعمل الدرامي .
«رڨوج - العرض» كان في كواليسه الفنان لطفي بوشناق حاضرًا، داعمًا وفخورًا بنجاح ابنيه في تجسيد تجربة فنية متفردة على ركح مسرح الحمامات... الفنانة القديرة منى نور الدين كانت بين جمهور العرض، كما حضرت المخرجة سلمى بكار، والممثلة كوثر الباردي، هذه السهرة الافتتاحية للدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي، والتي تتواصل عروضها إلى غاية 13 أوت المقبل.
نجلاء قموع