إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

‮"رقوج‭ - ‬العرض‮ " يفتتح الدورة 95 لمهرجان ‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي.. مشهدية‭ ‬بصرية‭ ‬وموسيقية‭.. ‬تفاعل‭ ‬جماهيري‭.. ‬ولطفي‭ ‬بوشناق‭ ‬يدعم‭ ‬ابنيه‭ ‬من‭ ‬الكواليس

❞كافون‭ ‬حاضر‭ ‬عبر‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬‮«‬رقوج‭ - ‬العرض‮»‬❝
❞‭ ‬منى‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬بين‭ ‬جمهور‭ ‬الأخوين‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬وحمزة‭ ‬بوشناق❝

❞‭ ‬الحضور‭ ‬الذي‭ ‬فاق‭ ‬طاقة‭ ‬الاستيعاب‭ ‬يشارك‭ ‬أبطال‭ ‬‮«‬رقوج‮»‬‭ ‬ترديد‭ ‬حوار‭ ‬المشاهد❝

 

أنار‭ ‬‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬مسرح‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬سهرة‭ ‬افتتاحه‭ ‬ليلة‭ ‬الجمعة‭ ‬11‭ ‬جويلية‭ ‬الحالي‭.. ‬سهرة‭ ‬تجاوز‭ ‬جمهورها‭ ‬طاقة‭ ‬الاستيعاب،‭ ‬وجمعت‭ ‬المدارج‭ ‬حضورًا‭ ‬تنوّع‭ ‬بين‭ ‬شباب‭ ‬محب‭ ‬ومتابع‭ ‬لأعمال‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق،‭ ‬وعائلات‭ ‬باحثة‭ ‬عن‭ ‬سهرات‭ ‬الصيف‭ ‬الممتعة‭... ‬‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬التجربة‭ ‬الأولى‭ ‬لعبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تحويل‭ ‬عمل‭ ‬درامي‭ ‬لعرض‭ ‬فرجوي‭ ‬على‭ ‬المسارح‭ ‬التونسية،‭ ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬ونال‭ ‬عرضه‭ ‬‮«‬عشاق‭ ‬الدنيا‮»‬‭ ‬اهتمامًا‭ ‬جماهيريًا‭ ‬واسعًا‭.‬

المشهدية‭ ‬ساحرة،‭ ‬وتوظيف‭ ‬التقنيات‭ ‬البصرية‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬بعث‭ ‬‮«‬رڨوج‮»‬‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬الركح،‭ ‬وكأن‭ ‬الجمهور‭ ‬أمام‭ ‬عالم‭ ‬موازٍ‭ ‬ومصغّر‭ ‬لبلاد‭ ‬تعاني‭... ‬تتألم،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يحوّل‭ ‬الفن‭ ‬صرختها‭ ‬لأمل‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭... ‬سر‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬الحب‭... ‬تيمة‭ ‬تظل‭ ‬وشمًا‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭ ‬الفنية،‭ ‬ينسج‭ ‬عبرها‭ ‬حكايات‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬خرافتنا‭ ‬وتاريخنا،‭ ‬بخياله‭ ‬وحقيقته‭... ‬تُعلن‭ ‬موسيقى‭ ‬حمزة‭ ‬بوشناق‭ ‬مع‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭ ‬للعرض‭ ‬عن‭ ‬فتح‭ ‬بوابة‭ ‬‮«‬رڨوج‮»‬‭ ‬لمحبي‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬العجائبي‭... ‬تنساب‭ ‬موسيقاه‭ ‬بين‭ ‬زوايا‭ ‬مسرح‭ ‬الحمامات،‭ ‬ومتعتها‭ ‬العزف‭ ‬الحي‭ ‬لمجموعة‭ ‬موسيقية‭ ‬بقيادة‭ ‬راسم‭ ‬دمق‭...‬‭ ‬ومن‭ ‬جديد‭ ‬تؤكد‭ ‬ثنائية‭ ‬الأخوين‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬وحمزة‭ ‬بوشناق‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التميز‭ ‬والتجدد‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬في‭ ‬تماه‭ ‬خلاّق‭ ‬يعبّر‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬ثقة‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬الفنية‭...‬
الأكيد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬استوحى‭ ‬تفاصيله‭ ‬وأحداثه‭ ‬ورسائله‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الأصلي،‭ ‬المسلسل‭ ‬الرمضاني‭ ‬الناجح‭ ‬جماهيريًا‭ ‬وفنيًا،‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬التغييرات‭ ‬للضرورة‭ ‬الركحية،‭ ‬ولعلّ‭ ‬هذا‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬الدراما‭ ‬إلى‭ ‬المسرح‭ ‬يحتاج‭ ‬لخبرات‭ ‬أكبر‭ ‬لصانع‭ ‬العمل،‭ ‬وهو‭ ‬بصدد‭ ‬اكتسابها‭ ‬عبر‭ ‬تجاربه‭ ‬المتعددة‭...‬
صحيح‭ ‬أن‭ ‬الديكور‭ ‬والسينوغرافيا‭ ‬أحالتنا‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬عوالم‭ ‬عجائبية‭ ‬متفرّدة‭ ‬لقرية‭ ‬‮«‬رڨوج‮»‬‭ ‬الخيالية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬في‭ ‬برمجته‭ ‬الثانية‭ ‬بافتتاح‭ ‬الحمامات،‭ ‬بعد‭ ‬اختتام‭ ‬مهرجان‭ ‬دڨة‭ ‬الدولي،‭ ‬مازال‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬للتطوير‭ ‬والعمل‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬التفاصيل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬اللوحات‭ ‬المشهدية‭ ‬في‭ ‬العرض‭.‬
الورود‭ ‬الحمراء‭ ‬والألوان‭ ‬العاكسة‭ ‬للطبيعة‭ ‬والأرض‭ ‬تلوّن‭ ‬فضاء‭ ‬العرض‭... ‬الممثلون‭ ‬يعيدون‭ ‬تجسيد‭ ‬شخصياتهم‭ ‬على‭ ‬الركح‭... ‬شخوص‭ ‬تنبض‭ ‬دماءً‭ ‬وروحًا،‭ ‬هل‭ ‬كانوا‭ ‬أفضل‭ ‬على‭ ‬الشاشة؟‭ ‬هل‭ ‬أنقذهم‭ ‬سحر‭ ‬الكاميرا؟‭ ‬أو‭ ‬لعلّ‭ ‬قدرة‭ ‬المسرح‭ ‬على‭ ‬كشف‭ ‬الموهبة‭ ‬الحقيقية‭ ‬دون‭ ‬رتوش‭ ‬أنصفت‭ ‬عددًا‭ ‬منهم‭ ‬مقارنة‭ ‬بآخرين؟‭...‬
أغلبهم‭ ‬أبناء‭ ‬الركح،‭ ‬وُلدوا‭ ‬فنيًا‭ ‬على‭ ‬خشبته‭... ‬أجادوا‭ ‬أبجديات‭ ‬أدوارهم‭ ‬نعم،‭ ‬ولكن‭ ‬التألق‭ ‬كان‭ ‬لبعضهم‭ ‬فحسب‭ (‬عزيز‭ ‬الجبالي،‭ ‬فاطمة‭ ‬صفر،‭ ‬صابر‭ ‬الوسلاتي،‭ ‬ياسمين‭ ‬الديماسي،‭ ‬والقديرة‭ ‬فاطمة‭ ‬بن‭ ‬سعيدان‭).‬
في‭ ‬فلك‭ ‬‮«‬رڨوج‮»‬‭ ‬تدور‭ ‬أحداث‭ ‬سهرتنا‭... ‬هذه‭ ‬القرية‭ ‬الخيالية‭ ‬انعكاس‭ ‬لواقعنا،‭ ‬وجعنا‭ ‬وأحلامنا‭... ‬يرسم‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭ ‬في‭ ‬فضائه‭ ‬المكاني‭ ‬والزماني‭ ‬رؤية‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬التغيير،‭ ‬تحاور‭ ‬الراهن،‭ ‬وتعبّر‭ ‬عن‭ ‬موقف‭...‬
صحيح‭ ‬غلّفته‭ ‬تقنيات‭ ‬الكوميديا‭ ‬السوداء‭ ‬الساخرة،‭ ‬ولكن‭ ‬صرخته‭ ‬تجاوزت‭ ‬الأسوار‭ ‬وكسرت‭ ‬القيود‭... ‬كلنا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬رڨوج‭ ‬الوجع‭ ‬والأمل‭...‬
يرفع‭ ‬وشاح‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة،‭ ‬الفاعلة،‭ ‬المضحية‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬عاليًا‭... ‬تحفر‭ ‬السواعد‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬تونس‭ ‬دون‭ ‬كلل‭... ‬هذه‭ ‬كانت‭ ‬الرسالة،‭ ‬رغم‭ ‬مرارة‭ ‬الواقع،‭ ‬يظلّ‭ ‬العمل‭ ‬والحب‭ ‬محرّك‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬خيارات‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭...‬
‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬عمل‭ ‬يُحيي‭ ‬المهمّشين‭... ‬هم‭ ‬ليسوا‭ ‬فقراء‭ ‬المال‭ ‬فقط‭... ‬هم‭ ‬المحرومون‭ ‬من‭ ‬الحب‭... ‬المرفوضون‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬المكبَّل‭ ‬بعقائده‭ ‬البالية‭... ‬هم‭ ‬التونسيون‭ ‬بتاريخهم‭ ‬وخرافاتهم‭ ‬وأساطيرهم‭...‬
بين‭ ‬الحقيقة‭ ‬والوهم‭ ‬تتراءى‭ ‬مشاهد‭ ‬من‭ ‬ماضينا‭ ‬وذاكرتنا‭ ‬الجماعية‭... ‬فنواجه‭ ‬حقيقتنا‭... ‬من‭ ‬نحن؟‭ ‬نرقص‭ ‬على‭ ‬إيقاعات‭ ‬السطمبالي‭ ‬وموسيقى‭ ‬الغجر،‭ ‬ونستمع‭ ‬لسمفونيات‭ ‬الغرب‭... ‬فسيفساء‭ ‬تلوّن‭ ‬أرضنا‭ ‬وجنيات‭ ‬أبنائها‭...‬
ينتصر‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬،‭ ‬ويتجلى‭ ‬الوفاء‭ ‬للراحلين‭ ‬والاحترام‭ ‬لتضحياتهم‭ ‬عبر‭ ‬مشاهد‭ ‬مؤثرة‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬العملاقة‭ ‬المستخدَمة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬افتتاح‭ ‬الحمامات،‭ ‬فعُرضت‭ ‬صور‭ ‬لنساء‭ ‬فقَدْن‭ ‬حياتهن‭ ‬في‭ ‬حوادث‭ ‬شغل،‭ ‬وهنّ‭ ‬ينتقلن‭ ‬لعملهن‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬تونس‭...‬
صور‭ ‬لشخصيات‭ ‬فنية‭ ‬وثقافية‭ ‬غادرتنا‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬عطائها،‭ ‬ولوحة‭ ‬لواحد‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬‮«‬رڨوج‮»‬،‭ ‬الراحل‭ ‬‮«‬كافون‮»‬‭ (‬أحمد‭ ‬العبيدي‭)... ‬أطلّ‭ ‬بصوته‭ ‬المميز‭ ‬عبر‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬غنّى‭ ‬وتحدث‭ ‬لزملائه‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬وحيّى‭ ‬الجمهور‭... ‬وقد‭ ‬سبق‭ ‬ظهوره‭ ‬كلمة‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يرحل‭ ‬كافون،‭ ‬مازال‭ ‬بينا‭ ‬بفنه‮»‬‭.‬
‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬فرجوي،‭ ‬قدّمه‭ ‬120‭ ‬فردًا‭ ‬من‭ ‬موسيقيين‭ ‬وممثلين‭ ‬وراقصين‭ ‬وتقنيين‭ ‬على‭ ‬ركح‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬سهرته‭ ‬الافتتاحية،‭ ‬عرض‭ ‬ترك‭ ‬بصمة‭ ‬جميلة‭ ‬في‭ ‬روح‭ ‬الحضور،‭ ‬الذي‭ ‬تفاعل‭ ‬مع‭ ‬معظم‭ ‬مشاهده،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الجماهير‭ ‬المواكبة‭ ‬للسهرة‭ ‬رددت‭ ‬عديد‭ ‬الجمل‭ ‬من‭ ‬حوارات‭ ‬الممثلين‭ ‬لشدة‭ ‬إعجابها‭ ‬بالعمل‭ ‬الدرامي‭ .‬
‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬كواليسه‭ ‬الفنان‭ ‬لطفي‭ ‬بوشناق‭ ‬حاضرًا،‭ ‬داعمًا‭ ‬وفخورًا‭ ‬بنجاح‭ ‬ابنيه‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬تجربة‭ ‬فنية‭ ‬متفردة‭ ‬على‭ ‬ركح‭ ‬مسرح‭ ‬الحمامات‭... ‬الفنانة‭ ‬القديرة‭ ‬منى‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬كانت‭ ‬بين‭ ‬جمهور‭ ‬العرض،‭ ‬كما‭ ‬حضرت‭ ‬المخرجة‭ ‬سلمى‭ ‬بكار،‭ ‬والممثلة‭ ‬كوثر‭ ‬الباردي،‭ ‬هذه‭ ‬السهرة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬للدورة‭ ‬59‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي،‭ ‬والتي‭ ‬تتواصل‭ ‬عروضها‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬13‭ ‬أوت‭ ‬المقبل‭.‬

نجلاء‭ ‬قموع

‮"رقوج‭ - ‬العرض‮ " يفتتح الدورة 95 لمهرجان ‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي..  مشهدية‭ ‬بصرية‭ ‬وموسيقية‭.. ‬تفاعل‭ ‬جماهيري‭.. ‬ولطفي‭ ‬بوشناق‭ ‬يدعم‭ ‬ابنيه‭ ‬من‭ ‬الكواليس

❞كافون‭ ‬حاضر‭ ‬عبر‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬‮«‬رقوج‭ - ‬العرض‮»‬❝
❞‭ ‬منى‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬بين‭ ‬جمهور‭ ‬الأخوين‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬وحمزة‭ ‬بوشناق❝

❞‭ ‬الحضور‭ ‬الذي‭ ‬فاق‭ ‬طاقة‭ ‬الاستيعاب‭ ‬يشارك‭ ‬أبطال‭ ‬‮«‬رقوج‮»‬‭ ‬ترديد‭ ‬حوار‭ ‬المشاهد❝

 

أنار‭ ‬‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬مسرح‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬سهرة‭ ‬افتتاحه‭ ‬ليلة‭ ‬الجمعة‭ ‬11‭ ‬جويلية‭ ‬الحالي‭.. ‬سهرة‭ ‬تجاوز‭ ‬جمهورها‭ ‬طاقة‭ ‬الاستيعاب،‭ ‬وجمعت‭ ‬المدارج‭ ‬حضورًا‭ ‬تنوّع‭ ‬بين‭ ‬شباب‭ ‬محب‭ ‬ومتابع‭ ‬لأعمال‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق،‭ ‬وعائلات‭ ‬باحثة‭ ‬عن‭ ‬سهرات‭ ‬الصيف‭ ‬الممتعة‭... ‬‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬التجربة‭ ‬الأولى‭ ‬لعبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تحويل‭ ‬عمل‭ ‬درامي‭ ‬لعرض‭ ‬فرجوي‭ ‬على‭ ‬المسارح‭ ‬التونسية،‭ ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬ونال‭ ‬عرضه‭ ‬‮«‬عشاق‭ ‬الدنيا‮»‬‭ ‬اهتمامًا‭ ‬جماهيريًا‭ ‬واسعًا‭.‬

المشهدية‭ ‬ساحرة،‭ ‬وتوظيف‭ ‬التقنيات‭ ‬البصرية‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬بعث‭ ‬‮«‬رڨوج‮»‬‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬الركح،‭ ‬وكأن‭ ‬الجمهور‭ ‬أمام‭ ‬عالم‭ ‬موازٍ‭ ‬ومصغّر‭ ‬لبلاد‭ ‬تعاني‭... ‬تتألم،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يحوّل‭ ‬الفن‭ ‬صرختها‭ ‬لأمل‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭... ‬سر‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬الحب‭... ‬تيمة‭ ‬تظل‭ ‬وشمًا‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭ ‬الفنية،‭ ‬ينسج‭ ‬عبرها‭ ‬حكايات‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬خرافتنا‭ ‬وتاريخنا،‭ ‬بخياله‭ ‬وحقيقته‭... ‬تُعلن‭ ‬موسيقى‭ ‬حمزة‭ ‬بوشناق‭ ‬مع‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭ ‬للعرض‭ ‬عن‭ ‬فتح‭ ‬بوابة‭ ‬‮«‬رڨوج‮»‬‭ ‬لمحبي‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬العجائبي‭... ‬تنساب‭ ‬موسيقاه‭ ‬بين‭ ‬زوايا‭ ‬مسرح‭ ‬الحمامات،‭ ‬ومتعتها‭ ‬العزف‭ ‬الحي‭ ‬لمجموعة‭ ‬موسيقية‭ ‬بقيادة‭ ‬راسم‭ ‬دمق‭...‬‭ ‬ومن‭ ‬جديد‭ ‬تؤكد‭ ‬ثنائية‭ ‬الأخوين‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬وحمزة‭ ‬بوشناق‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التميز‭ ‬والتجدد‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬في‭ ‬تماه‭ ‬خلاّق‭ ‬يعبّر‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬ثقة‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬الفنية‭...‬
الأكيد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬استوحى‭ ‬تفاصيله‭ ‬وأحداثه‭ ‬ورسائله‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الأصلي،‭ ‬المسلسل‭ ‬الرمضاني‭ ‬الناجح‭ ‬جماهيريًا‭ ‬وفنيًا،‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬التغييرات‭ ‬للضرورة‭ ‬الركحية،‭ ‬ولعلّ‭ ‬هذا‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬الدراما‭ ‬إلى‭ ‬المسرح‭ ‬يحتاج‭ ‬لخبرات‭ ‬أكبر‭ ‬لصانع‭ ‬العمل،‭ ‬وهو‭ ‬بصدد‭ ‬اكتسابها‭ ‬عبر‭ ‬تجاربه‭ ‬المتعددة‭...‬
صحيح‭ ‬أن‭ ‬الديكور‭ ‬والسينوغرافيا‭ ‬أحالتنا‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬عوالم‭ ‬عجائبية‭ ‬متفرّدة‭ ‬لقرية‭ ‬‮«‬رڨوج‮»‬‭ ‬الخيالية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬في‭ ‬برمجته‭ ‬الثانية‭ ‬بافتتاح‭ ‬الحمامات،‭ ‬بعد‭ ‬اختتام‭ ‬مهرجان‭ ‬دڨة‭ ‬الدولي،‭ ‬مازال‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬للتطوير‭ ‬والعمل‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬التفاصيل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬اللوحات‭ ‬المشهدية‭ ‬في‭ ‬العرض‭.‬
الورود‭ ‬الحمراء‭ ‬والألوان‭ ‬العاكسة‭ ‬للطبيعة‭ ‬والأرض‭ ‬تلوّن‭ ‬فضاء‭ ‬العرض‭... ‬الممثلون‭ ‬يعيدون‭ ‬تجسيد‭ ‬شخصياتهم‭ ‬على‭ ‬الركح‭... ‬شخوص‭ ‬تنبض‭ ‬دماءً‭ ‬وروحًا،‭ ‬هل‭ ‬كانوا‭ ‬أفضل‭ ‬على‭ ‬الشاشة؟‭ ‬هل‭ ‬أنقذهم‭ ‬سحر‭ ‬الكاميرا؟‭ ‬أو‭ ‬لعلّ‭ ‬قدرة‭ ‬المسرح‭ ‬على‭ ‬كشف‭ ‬الموهبة‭ ‬الحقيقية‭ ‬دون‭ ‬رتوش‭ ‬أنصفت‭ ‬عددًا‭ ‬منهم‭ ‬مقارنة‭ ‬بآخرين؟‭...‬
أغلبهم‭ ‬أبناء‭ ‬الركح،‭ ‬وُلدوا‭ ‬فنيًا‭ ‬على‭ ‬خشبته‭... ‬أجادوا‭ ‬أبجديات‭ ‬أدوارهم‭ ‬نعم،‭ ‬ولكن‭ ‬التألق‭ ‬كان‭ ‬لبعضهم‭ ‬فحسب‭ (‬عزيز‭ ‬الجبالي،‭ ‬فاطمة‭ ‬صفر،‭ ‬صابر‭ ‬الوسلاتي،‭ ‬ياسمين‭ ‬الديماسي،‭ ‬والقديرة‭ ‬فاطمة‭ ‬بن‭ ‬سعيدان‭).‬
في‭ ‬فلك‭ ‬‮«‬رڨوج‮»‬‭ ‬تدور‭ ‬أحداث‭ ‬سهرتنا‭... ‬هذه‭ ‬القرية‭ ‬الخيالية‭ ‬انعكاس‭ ‬لواقعنا،‭ ‬وجعنا‭ ‬وأحلامنا‭... ‬يرسم‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭ ‬في‭ ‬فضائه‭ ‬المكاني‭ ‬والزماني‭ ‬رؤية‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬التغيير،‭ ‬تحاور‭ ‬الراهن،‭ ‬وتعبّر‭ ‬عن‭ ‬موقف‭...‬
صحيح‭ ‬غلّفته‭ ‬تقنيات‭ ‬الكوميديا‭ ‬السوداء‭ ‬الساخرة،‭ ‬ولكن‭ ‬صرخته‭ ‬تجاوزت‭ ‬الأسوار‭ ‬وكسرت‭ ‬القيود‭... ‬كلنا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬رڨوج‭ ‬الوجع‭ ‬والأمل‭...‬
يرفع‭ ‬وشاح‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة،‭ ‬الفاعلة،‭ ‬المضحية‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬عاليًا‭... ‬تحفر‭ ‬السواعد‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬تونس‭ ‬دون‭ ‬كلل‭... ‬هذه‭ ‬كانت‭ ‬الرسالة،‭ ‬رغم‭ ‬مرارة‭ ‬الواقع،‭ ‬يظلّ‭ ‬العمل‭ ‬والحب‭ ‬محرّك‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬خيارات‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭...‬
‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬عمل‭ ‬يُحيي‭ ‬المهمّشين‭... ‬هم‭ ‬ليسوا‭ ‬فقراء‭ ‬المال‭ ‬فقط‭... ‬هم‭ ‬المحرومون‭ ‬من‭ ‬الحب‭... ‬المرفوضون‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬المكبَّل‭ ‬بعقائده‭ ‬البالية‭... ‬هم‭ ‬التونسيون‭ ‬بتاريخهم‭ ‬وخرافاتهم‭ ‬وأساطيرهم‭...‬
بين‭ ‬الحقيقة‭ ‬والوهم‭ ‬تتراءى‭ ‬مشاهد‭ ‬من‭ ‬ماضينا‭ ‬وذاكرتنا‭ ‬الجماعية‭... ‬فنواجه‭ ‬حقيقتنا‭... ‬من‭ ‬نحن؟‭ ‬نرقص‭ ‬على‭ ‬إيقاعات‭ ‬السطمبالي‭ ‬وموسيقى‭ ‬الغجر،‭ ‬ونستمع‭ ‬لسمفونيات‭ ‬الغرب‭... ‬فسيفساء‭ ‬تلوّن‭ ‬أرضنا‭ ‬وجنيات‭ ‬أبنائها‭...‬
ينتصر‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬،‭ ‬ويتجلى‭ ‬الوفاء‭ ‬للراحلين‭ ‬والاحترام‭ ‬لتضحياتهم‭ ‬عبر‭ ‬مشاهد‭ ‬مؤثرة‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬العملاقة‭ ‬المستخدَمة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬افتتاح‭ ‬الحمامات،‭ ‬فعُرضت‭ ‬صور‭ ‬لنساء‭ ‬فقَدْن‭ ‬حياتهن‭ ‬في‭ ‬حوادث‭ ‬شغل،‭ ‬وهنّ‭ ‬ينتقلن‭ ‬لعملهن‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬تونس‭...‬
صور‭ ‬لشخصيات‭ ‬فنية‭ ‬وثقافية‭ ‬غادرتنا‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬عطائها،‭ ‬ولوحة‭ ‬لواحد‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬‮«‬رڨوج‮»‬،‭ ‬الراحل‭ ‬‮«‬كافون‮»‬‭ (‬أحمد‭ ‬العبيدي‭)... ‬أطلّ‭ ‬بصوته‭ ‬المميز‭ ‬عبر‭ ‬تقنية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬غنّى‭ ‬وتحدث‭ ‬لزملائه‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬وحيّى‭ ‬الجمهور‭... ‬وقد‭ ‬سبق‭ ‬ظهوره‭ ‬كلمة‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬بوشناق‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يرحل‭ ‬كافون،‭ ‬مازال‭ ‬بينا‭ ‬بفنه‮»‬‭.‬
‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬فرجوي،‭ ‬قدّمه‭ ‬120‭ ‬فردًا‭ ‬من‭ ‬موسيقيين‭ ‬وممثلين‭ ‬وراقصين‭ ‬وتقنيين‭ ‬على‭ ‬ركح‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬سهرته‭ ‬الافتتاحية،‭ ‬عرض‭ ‬ترك‭ ‬بصمة‭ ‬جميلة‭ ‬في‭ ‬روح‭ ‬الحضور،‭ ‬الذي‭ ‬تفاعل‭ ‬مع‭ ‬معظم‭ ‬مشاهده،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الجماهير‭ ‬المواكبة‭ ‬للسهرة‭ ‬رددت‭ ‬عديد‭ ‬الجمل‭ ‬من‭ ‬حوارات‭ ‬الممثلين‭ ‬لشدة‭ ‬إعجابها‭ ‬بالعمل‭ ‬الدرامي‭ .‬
‮«‬رڨوج‭ - ‬العرض‮»‬‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬كواليسه‭ ‬الفنان‭ ‬لطفي‭ ‬بوشناق‭ ‬حاضرًا،‭ ‬داعمًا‭ ‬وفخورًا‭ ‬بنجاح‭ ‬ابنيه‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬تجربة‭ ‬فنية‭ ‬متفردة‭ ‬على‭ ‬ركح‭ ‬مسرح‭ ‬الحمامات‭... ‬الفنانة‭ ‬القديرة‭ ‬منى‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬كانت‭ ‬بين‭ ‬جمهور‭ ‬العرض،‭ ‬كما‭ ‬حضرت‭ ‬المخرجة‭ ‬سلمى‭ ‬بكار،‭ ‬والممثلة‭ ‬كوثر‭ ‬الباردي،‭ ‬هذه‭ ‬السهرة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬للدورة‭ ‬59‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬الحمامات‭ ‬الدولي،‭ ‬والتي‭ ‬تتواصل‭ ‬عروضها‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬13‭ ‬أوت‭ ‬المقبل‭.‬

نجلاء‭ ‬قموع