إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

6 جوان2008.. انطلاقة ثورة الحوض المنجمي.. السلطة تصدر حكم الإعدام على متظاهري الرديف.. مقتل "الحفناوي ".. جرحى ومصابون و13 عاما دون انصاف

قفصة-الصباح

صاح الشباب ..." مات الحفناوي برصاصة اخترقت ظهره.."، فالرجال لا يقتلون غدرا إلا من الخلف، وغادرنا "الحفناوي المغزاوي" ظهر6 جوان 2008 برصاصة في الظهر أطلقها امن بن علي بتعليمات ومع سبق إضمار وترصد..

لم يكن أحدا يعتقد في تلك الايام ان الأمور قد تصل الى إطلاق النار فليس في المدينة ما يستحق الحماية، فجميع القاطنين في معتمدية الرديف على الهامش يقتاتون الفقر والضيم والهوان..  ولذلك يومها مات "المغزاوي" مبتسما ساخرا من النظام الذي أعدّ له مخططا تنمويا وتعهد له بغد افضل.  

تتحدث الناشطة الحقوقية غزالة محمدي القاطنة بمدينة قفصة عن ذلك اليوم، فتقول "كنا نستعد لعقد اجتماع في مقر منظمة العفو الدولية نبحث على طريقة لتخفيف الحصار الامني على المعتمدية الذي يتواصل منذ حوالي الشهرين وذلك عبر برمجة تحركات في قفصة المدينة ليعلموننا بالهاتف بوصول جرحى الرديف إلى مستشفى قفصة، من بين أهم الصور التي نشرت وتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي كانت لأحد الجرحى بهاتفي المتواضع، تتحدث "المحمدي" ونصف ابتسامة نصر على فمها.. رغم الاعتداء الذي طالها وزميلتها فاتن خليفة من طرف رئيس فرقة الإرشاد كما تقول..

منذ انطلاق الشرارة الأولى لأحداث 5 جانفي 2008 والتي بدأت بتحرك فردي لتتحول الى انتفاضة شعبية مهيكلة من قبل قيادات التفّ حولها شباب معطل منسي آمن بعدالة وشرعية مطالبه.. 6أشهر وكل ما كانت تفعله السلطة هي المعالجة الأمنية ولم يكن يخطر ببال أحدهم أن يصل الامر الى اصدار حكم إعدام رميا بالرصاص..

 قبل يومين من مقتل الشاب الحفناوي كانت مدينة الرديف تشهد هدوءا نسبيا ولم يكن هناك شيء يدعو الى ما حصل، ولكن الاصداء التي وصلت من مدينة المتلوي التي شهدت حراكا لأول مرة على خلفية مقتل الشاب نبيل شقرة، دهسا بسيارة أمن والذي تلته احتجاجات تواصلت الى الرابع من شهر جوان، وخشية من انتشار العدوى قررت السلطة وأد حراك الرديف والى الأبد...

تواصلت الأزمة في الحوض المنجمي لما يقارب الـ 6 أشهر، سواق حافلات شركة القوافل في حالة استعداد يومي لنقل المئات من الأمنيين من مركز ولاية قفصة الى مدينة الرديف... حتى ان المعاهد الثانوية تم تحويلها الى ثكنات، ومبيت للأمنيين. كل الجهود سخرت لفائدة  وزارة الداخلية المهم اخراس ذلك الصوت الذي بدأ يعلو في اقصى الجنوب الغربي للبلاد.. تواصلت الاحتجاجات وتوسع مجالها وانخرط فيها الجميع حتى التجار والدكاكين الصغيرة ليقرروا العصيان وبدأت حملة مقاطعة تم على أساسها عدم البيع للأمنيين او استقبالهم في الفضاءات العامة وزاد اصرارهم بعد ليلة السادس من جوان حين عاث الأمنيون فسادا في الممتلكات الخاصة تم تناقل تفاصيلها عبر صور وفيديوهات وثقت الحادثة وقتها.

وحسب رواية سائق حافلة الأمنيين ـ طلب عدم الكشف عن اسمه ـ في لقائه مع "الصباح" وعدد من شهادات الضحايا في جلسات الاستماع، فان احد قادة  الامن  والذي تتعلق به اليوم متابعات قضائية في مسار العدالة الانتقالية لملف احداث الحوض المنجمي 2008، هو من كان وراء مقتل حفناوي المغزاوي..

ويعود بنا عدنان الحاجي النقابي واحد قادة حراك 2008 ونائب الشعب الحالي، الى يوم 6 جوان، قائلا يومها "ارتفع صوت من مأذنة جامع "المرّوك'' في حي الباطيمة مناديا في الناس أن ينزلوا الى الشارع لصد هجمة البوليس بعد ان اقتحم المحتجون  الجامع واستعملوا مضخم الصوت لدعوة الناس للتظاهر."

ويضيف الحاجي "السلطة حاولت وأد الحراك واتجهت نحو انهائه باستعمال الرصاص، وكان يوما محددا في تاريخ الحراك، وبعكس ما ذهبت اليه السلطة ان الرصاص سيوقف الانتفاضة، كان مقتل الحفناوي جرعة منشطة للشباب لمواصلة احتجاجاتهم ورفع مطلبيتهم بأكثر وحدة ".

ويضيف " لقد وجّهوا اسلحتهم مباشرة الى صدور المحتجين لتسجل إصابات مباشرة لشباب أعزل.. لم يتم تغطيتها إعلاميا ولم تلتفت لها وسائل الاعلام الرسمية بل ان وكالة تونس افريقيا للأنباء، الوكالة الرسمية قامت بنقل رواية الحكومة فقط والتي جاء فيها تشهد " في الأيام الأخيرة أحداث شغب من قبل بعض الأفراد في منطقة الرديف / بولاية قفصة/ كانت محل متابعة من قبل السلطات الأمنية للتصدي لكل التجاوزات المحتملة... وفي غضون هذا اليوم  ( وهو يوم مقتل الحفناوي) بلغ إلى علم السلطات أن عناصر بصدد صنع زجاجات حارقة لاستعمالها في أعمال تخريبية مما استوجب تدخل أعوان الأمن الذين تعرضوا إلى الرمي بعدد من هذه الزجاجات الحارقة. ورغم إنذار المشاغبين من قبل طبقا للقانون فان هذه العناصر المشاغبة تمادت في أعمالها مما استوجب الترفيع في استعمال القوة".

وبعكس الرواية الرسمية يتحدث أحد القضاة لـ"الصباح" حول ما توفر من معطيات دقيقة يوم الحادثة فيقول  "وصلت فرقة خاصة وكانت مسلحة ببنادق القنص وتم تأجيج المواجهات بين اعوان الامن المرابطين بالرديف وتم الحرص على عدم تزويدهم بقنابل الغاز المسيل للدموع لخلق جو لدى الامنيين بانهم مهددون في حياتهم نتيجة حدة المواجهات وصدرت التعليمات للوحدات لا للانسحاب خاصة من أحياء الباطيمة والنزلة، وتقدمت الفرقة الأمنية وانتشرت في مراكز استراتيجية وبدأوا بالقنص، كانت التعليمات الاولى "كسرولهم رجليهم "(اكسروا أرجلهم) لكن في مثل هذه الحالات يصعب السيطرة ...

وبحسب نفس المصدر فإن الاصابات الاولى كانت برصاص متفجر وهو ما يفسر التهشيم الذي لحق بعظام المصابين، وهي الرواية التي يؤكدها أحد الممرضين الذين باشروا فحص الجرحى، ويتذكر النقابي بقطاع الصحة وعضو الفرع الجامعي الحالي الهادي صدوق الساعات الأولى لأطلاق النار ويقول في تصريحه  لـ"الصباح'، 'يوم 6جوان 2008كنت اعمل في الفترة الصباحية ما ان انهى عملي في مستشفى الرديف بعد الواحدة تقريبا، علمت أن رصاصة استقرّت  في ظهر الحفناوي...، لم يكن من السهل العودة الى المستشفى فاستعملت طريقا فرعية للوصول الى المكان. ويكشف صدوق،" أغلب الإصابات كانت موجهة الى الأرجل وفي أماكن متقاربة ما يؤكد ان هناك عملية قنص واضحة تستهدف المتظاهرين بشكل ممنهج."

ويضيف في نفس السياق محمود ردّادي أحد الذين كان لهم دور بارز في توثيق الاحتجاجات بالصوت والصورة. "عمّت الاحتجاجات احياء الرديف وتصاعدت وتيرة المواجهات مع قوات البوليس خاصة في احياء النزلة وحي المغرب العربي وحومة السوق وتم تسجيل إصابة 25 جريحا واستشهاد الشاب حفناوي المغزاوي برصاصة في ظهره، ولحق به بعد إقامة مطولة بالعناية المركزة عبد الخالق العميدي..

ويقول الردّادي "عانينا من التعذيب النفسي بقيادة رئيس فرقة الشرطة العدلية في ذلك التاريخ " لا يتسع المجال لنقل شهادة المتضررين ومعاناتهم بسبب أساليب التحقيق والتي تحدثوا عنها قبل واثناء الجلسة الأولى للعدالة الانتقالية بخصوص ضحايا الانتهاكات في أحداث الحوض المنجمي 2008 ".

ويعتبر بوبكر بن بوكر أحد سجناء احداث الحوض المنجمي، انه بين 6 جوان 2008 و6جوان 2021 لا جديد يذكر، سقط شهداء الحق في الرديف والحوض المنجمي على يد السلطة وفي جوان 2021 يسقط شهداء الكوفيد بتهاون من السلطة الوضع اليوم مأسوي أكثر أهالي الشهداء والجرحى منبوذين من المجتمع ولم يحصلوا ولو على جبر ضرر أو اعتذار لغلق الملف الأسود وفتح صفحة بيضاء".

ويضيف بوبكر" في 2008 الحكومة كانت تتربص بأبناء الرديف والحوض المنجمي والآن الحكومة تماطلهم " الوضع في الرديف لم يكن كما كان قبل 2011، وأصدقاء الأمس تفرقوا منهم من أصبح في صف الحكومة ومنهم من أصبح في المعارضة وتشتت شمل القيادة.

وتمر ذكرى شهداء الرديف والأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية قد تفاقمت وارتفعت اكثر نِسب الفقر والبطالة والتهميش، ورغم تغير الحكومات المتعاقبة لم تر بعد معتمديات الحوض المنجمي الحلول.

 الهادي رداوي

6 جوان2008.. انطلاقة ثورة الحوض المنجمي.. السلطة تصدر حكم الإعدام على متظاهري الرديف.. مقتل "الحفناوي ".. جرحى ومصابون و13 عاما دون انصاف

قفصة-الصباح

صاح الشباب ..." مات الحفناوي برصاصة اخترقت ظهره.."، فالرجال لا يقتلون غدرا إلا من الخلف، وغادرنا "الحفناوي المغزاوي" ظهر6 جوان 2008 برصاصة في الظهر أطلقها امن بن علي بتعليمات ومع سبق إضمار وترصد..

لم يكن أحدا يعتقد في تلك الايام ان الأمور قد تصل الى إطلاق النار فليس في المدينة ما يستحق الحماية، فجميع القاطنين في معتمدية الرديف على الهامش يقتاتون الفقر والضيم والهوان..  ولذلك يومها مات "المغزاوي" مبتسما ساخرا من النظام الذي أعدّ له مخططا تنمويا وتعهد له بغد افضل.  

تتحدث الناشطة الحقوقية غزالة محمدي القاطنة بمدينة قفصة عن ذلك اليوم، فتقول "كنا نستعد لعقد اجتماع في مقر منظمة العفو الدولية نبحث على طريقة لتخفيف الحصار الامني على المعتمدية الذي يتواصل منذ حوالي الشهرين وذلك عبر برمجة تحركات في قفصة المدينة ليعلموننا بالهاتف بوصول جرحى الرديف إلى مستشفى قفصة، من بين أهم الصور التي نشرت وتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي كانت لأحد الجرحى بهاتفي المتواضع، تتحدث "المحمدي" ونصف ابتسامة نصر على فمها.. رغم الاعتداء الذي طالها وزميلتها فاتن خليفة من طرف رئيس فرقة الإرشاد كما تقول..

منذ انطلاق الشرارة الأولى لأحداث 5 جانفي 2008 والتي بدأت بتحرك فردي لتتحول الى انتفاضة شعبية مهيكلة من قبل قيادات التفّ حولها شباب معطل منسي آمن بعدالة وشرعية مطالبه.. 6أشهر وكل ما كانت تفعله السلطة هي المعالجة الأمنية ولم يكن يخطر ببال أحدهم أن يصل الامر الى اصدار حكم إعدام رميا بالرصاص..

 قبل يومين من مقتل الشاب الحفناوي كانت مدينة الرديف تشهد هدوءا نسبيا ولم يكن هناك شيء يدعو الى ما حصل، ولكن الاصداء التي وصلت من مدينة المتلوي التي شهدت حراكا لأول مرة على خلفية مقتل الشاب نبيل شقرة، دهسا بسيارة أمن والذي تلته احتجاجات تواصلت الى الرابع من شهر جوان، وخشية من انتشار العدوى قررت السلطة وأد حراك الرديف والى الأبد...

تواصلت الأزمة في الحوض المنجمي لما يقارب الـ 6 أشهر، سواق حافلات شركة القوافل في حالة استعداد يومي لنقل المئات من الأمنيين من مركز ولاية قفصة الى مدينة الرديف... حتى ان المعاهد الثانوية تم تحويلها الى ثكنات، ومبيت للأمنيين. كل الجهود سخرت لفائدة  وزارة الداخلية المهم اخراس ذلك الصوت الذي بدأ يعلو في اقصى الجنوب الغربي للبلاد.. تواصلت الاحتجاجات وتوسع مجالها وانخرط فيها الجميع حتى التجار والدكاكين الصغيرة ليقرروا العصيان وبدأت حملة مقاطعة تم على أساسها عدم البيع للأمنيين او استقبالهم في الفضاءات العامة وزاد اصرارهم بعد ليلة السادس من جوان حين عاث الأمنيون فسادا في الممتلكات الخاصة تم تناقل تفاصيلها عبر صور وفيديوهات وثقت الحادثة وقتها.

وحسب رواية سائق حافلة الأمنيين ـ طلب عدم الكشف عن اسمه ـ في لقائه مع "الصباح" وعدد من شهادات الضحايا في جلسات الاستماع، فان احد قادة  الامن  والذي تتعلق به اليوم متابعات قضائية في مسار العدالة الانتقالية لملف احداث الحوض المنجمي 2008، هو من كان وراء مقتل حفناوي المغزاوي..

ويعود بنا عدنان الحاجي النقابي واحد قادة حراك 2008 ونائب الشعب الحالي، الى يوم 6 جوان، قائلا يومها "ارتفع صوت من مأذنة جامع "المرّوك'' في حي الباطيمة مناديا في الناس أن ينزلوا الى الشارع لصد هجمة البوليس بعد ان اقتحم المحتجون  الجامع واستعملوا مضخم الصوت لدعوة الناس للتظاهر."

ويضيف الحاجي "السلطة حاولت وأد الحراك واتجهت نحو انهائه باستعمال الرصاص، وكان يوما محددا في تاريخ الحراك، وبعكس ما ذهبت اليه السلطة ان الرصاص سيوقف الانتفاضة، كان مقتل الحفناوي جرعة منشطة للشباب لمواصلة احتجاجاتهم ورفع مطلبيتهم بأكثر وحدة ".

ويضيف " لقد وجّهوا اسلحتهم مباشرة الى صدور المحتجين لتسجل إصابات مباشرة لشباب أعزل.. لم يتم تغطيتها إعلاميا ولم تلتفت لها وسائل الاعلام الرسمية بل ان وكالة تونس افريقيا للأنباء، الوكالة الرسمية قامت بنقل رواية الحكومة فقط والتي جاء فيها تشهد " في الأيام الأخيرة أحداث شغب من قبل بعض الأفراد في منطقة الرديف / بولاية قفصة/ كانت محل متابعة من قبل السلطات الأمنية للتصدي لكل التجاوزات المحتملة... وفي غضون هذا اليوم  ( وهو يوم مقتل الحفناوي) بلغ إلى علم السلطات أن عناصر بصدد صنع زجاجات حارقة لاستعمالها في أعمال تخريبية مما استوجب تدخل أعوان الأمن الذين تعرضوا إلى الرمي بعدد من هذه الزجاجات الحارقة. ورغم إنذار المشاغبين من قبل طبقا للقانون فان هذه العناصر المشاغبة تمادت في أعمالها مما استوجب الترفيع في استعمال القوة".

وبعكس الرواية الرسمية يتحدث أحد القضاة لـ"الصباح" حول ما توفر من معطيات دقيقة يوم الحادثة فيقول  "وصلت فرقة خاصة وكانت مسلحة ببنادق القنص وتم تأجيج المواجهات بين اعوان الامن المرابطين بالرديف وتم الحرص على عدم تزويدهم بقنابل الغاز المسيل للدموع لخلق جو لدى الامنيين بانهم مهددون في حياتهم نتيجة حدة المواجهات وصدرت التعليمات للوحدات لا للانسحاب خاصة من أحياء الباطيمة والنزلة، وتقدمت الفرقة الأمنية وانتشرت في مراكز استراتيجية وبدأوا بالقنص، كانت التعليمات الاولى "كسرولهم رجليهم "(اكسروا أرجلهم) لكن في مثل هذه الحالات يصعب السيطرة ...

وبحسب نفس المصدر فإن الاصابات الاولى كانت برصاص متفجر وهو ما يفسر التهشيم الذي لحق بعظام المصابين، وهي الرواية التي يؤكدها أحد الممرضين الذين باشروا فحص الجرحى، ويتذكر النقابي بقطاع الصحة وعضو الفرع الجامعي الحالي الهادي صدوق الساعات الأولى لأطلاق النار ويقول في تصريحه  لـ"الصباح'، 'يوم 6جوان 2008كنت اعمل في الفترة الصباحية ما ان انهى عملي في مستشفى الرديف بعد الواحدة تقريبا، علمت أن رصاصة استقرّت  في ظهر الحفناوي...، لم يكن من السهل العودة الى المستشفى فاستعملت طريقا فرعية للوصول الى المكان. ويكشف صدوق،" أغلب الإصابات كانت موجهة الى الأرجل وفي أماكن متقاربة ما يؤكد ان هناك عملية قنص واضحة تستهدف المتظاهرين بشكل ممنهج."

ويضيف في نفس السياق محمود ردّادي أحد الذين كان لهم دور بارز في توثيق الاحتجاجات بالصوت والصورة. "عمّت الاحتجاجات احياء الرديف وتصاعدت وتيرة المواجهات مع قوات البوليس خاصة في احياء النزلة وحي المغرب العربي وحومة السوق وتم تسجيل إصابة 25 جريحا واستشهاد الشاب حفناوي المغزاوي برصاصة في ظهره، ولحق به بعد إقامة مطولة بالعناية المركزة عبد الخالق العميدي..

ويقول الردّادي "عانينا من التعذيب النفسي بقيادة رئيس فرقة الشرطة العدلية في ذلك التاريخ " لا يتسع المجال لنقل شهادة المتضررين ومعاناتهم بسبب أساليب التحقيق والتي تحدثوا عنها قبل واثناء الجلسة الأولى للعدالة الانتقالية بخصوص ضحايا الانتهاكات في أحداث الحوض المنجمي 2008 ".

ويعتبر بوبكر بن بوكر أحد سجناء احداث الحوض المنجمي، انه بين 6 جوان 2008 و6جوان 2021 لا جديد يذكر، سقط شهداء الحق في الرديف والحوض المنجمي على يد السلطة وفي جوان 2021 يسقط شهداء الكوفيد بتهاون من السلطة الوضع اليوم مأسوي أكثر أهالي الشهداء والجرحى منبوذين من المجتمع ولم يحصلوا ولو على جبر ضرر أو اعتذار لغلق الملف الأسود وفتح صفحة بيضاء".

ويضيف بوبكر" في 2008 الحكومة كانت تتربص بأبناء الرديف والحوض المنجمي والآن الحكومة تماطلهم " الوضع في الرديف لم يكن كما كان قبل 2011، وأصدقاء الأمس تفرقوا منهم من أصبح في صف الحكومة ومنهم من أصبح في المعارضة وتشتت شمل القيادة.

وتمر ذكرى شهداء الرديف والأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية قد تفاقمت وارتفعت اكثر نِسب الفقر والبطالة والتهميش، ورغم تغير الحكومات المتعاقبة لم تر بعد معتمديات الحوض المنجمي الحلول.

 الهادي رداوي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews