إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بين الجهوية البناءة والجهوية الهدامة ...

تتصاعد من فترة لأخرى، سيما في وسائل التواصل الاجتماعي، النقاشات بشأن الجهويات والتمييز بين المواطنين في تونس بحسب انتمائهم لهذه الجهة او تلك.

"الصباح نيوز" التقت بالباحث في علم الاجتماع جهاد الحاج سالم للوقوف على ابعاد هذا المفهوم.

 اذ يوجد فرق بين النزعة الجهوية بمفهومها الجغرافي وما تعبر عنه من مفهوم اللامركزية وبين النزعة الجهوية التي يفهم منها النزعة الانفصالية المتعصبة.

يقول الخبير في علم الاجتماع جهاد الحاج سالم: "لا بد من التفريق بين هذين المفهومين فالجهة موجودة كبناء اداري واجتماعي وثقافي واقتصادي وحتى سياسي. ومن ناحية ثانية لا بد ان نبني على هذا التقسيم الإداري بأسلوب إيجابي. فالجهة شبكة متكاملة والدولة التونسية لعبت بشكل كبير في تقسيماتها على الجهات منذ عقود طويلة منذ الاستقلال الى اليوم".

 ويضيف الحاج سالم، ان الدولة نفسها هي من خلق الجهات والتقسيم الإداري اذ عمدت الى ضم مدن الى بعضها وجعلت منها مراكز إدارية ونسيجا اقتصاديا واجتماعيا متكاملا.

والجدير بالذكر هنا انه يوجد اليوم محاولات لكسر التركز الجهوي او المركزية الجهوية ببرامج واليات جديدة بتركية مفهوم الحكم المحلي.

 لكن في المقابل، يوجد في تونس ايضا هاجس المركزية الجهوية بمعنى ان جهات دون غيرها تحتكر منافع اقتصادية وإدارية وسياسية دون أخرى.

ويقول الباحث في علم الاجتماع جهاد الحاج سالم ان:" النزعة الجهوية تنشأ كمدخل للدفاع عن مصالح بعض المواطنين، ولهذا تصبح الجهوية أحيانا وسيلة للحفاظ على المكاسب.

فالجهة كبناء هي مدخل لتحسين الموارد المادية والاندماج والانتماء".

متى تصبح الجهوية خطرا؟

وفي سؤال "الصباح نيوز" عن الخيط الرفيع الذي يربط بين الجهوية بمفهومها الإداري والجهوية بمفهومها الإقصائي أجاب الباحث في علم الاجتماع جهاد الحاج سالم بان الجهوية تصبح خطرا عندما تهدد وحدة المجتمع ووحدة الترابط الوطني الذي يتوسع على الجهة. وثانيا حينما يكون هناك اختلالات في المجتمع وفي العدالة الاجتماعية. لان الجهوية بمفهومها الإيجابي هي التي تكون مدخلا للتقارب وضمان القرب بين الناس لا العكس.

ويضيف الحاج سالم ان الجهوية تصبح خطرا عندما يشعر الانسان بالغبن وغياب العدالة وبالتالي يتخذ من الجهوية وسيلة للتعريف بنفسه على انه ينتمي لهذه الجهة او تلك وليس التعريف بالنفس على اعتبار مفهوم المواطنة. 

ما الذي يغذي الجهوية أكثر؟

يجيب الخبير في علم الاجتماع جهاد الحاج سالم:"الاشكال الأساسي انه يوجد في تونس اختلال في التوزيع المادي والمعنوي للمواطنين لذلك هناك من يعتبر ان الدولة لا تعامله كمواطن لذلك يلتجأ البعض الى غطاء معين وبناء وتركيبة تمكن الفرد من الولوج الى موارد الدولة والتموقع داخل المجتمع كوسيلة ضغط للحصول على غايات مادية".

ويضيف محدثنا ان الجهوية بنزعتها الأقصى تنعكس على سبيل المثال في قطاع الرياضة بما يعنيه من توزيع معنوي من انتصار وفخر ونشوة بالانتصار...

 ويضيف في ذات السياق: «كذلك التكتلات التي تظهر عندما يكون هناك لوبيات اقتصادية جهوية محتكرة لموارد صناعية او خدماتية وهو ما يخلف الشعور بالغبن والتهميش لدى الجهات المحرومة. هنا يفقد الانسان الشعور بمواطنته وانتمائه للوطن الأكبر ويحصل بذلك الاختلال كمدخل للجهوية التي تفرق ولا تقرب".

https://www.youtube.com/watch?v=tmHAKqwIq90

 

مبروكة خذير

بين الجهوية البناءة والجهوية الهدامة ...

تتصاعد من فترة لأخرى، سيما في وسائل التواصل الاجتماعي، النقاشات بشأن الجهويات والتمييز بين المواطنين في تونس بحسب انتمائهم لهذه الجهة او تلك.

"الصباح نيوز" التقت بالباحث في علم الاجتماع جهاد الحاج سالم للوقوف على ابعاد هذا المفهوم.

 اذ يوجد فرق بين النزعة الجهوية بمفهومها الجغرافي وما تعبر عنه من مفهوم اللامركزية وبين النزعة الجهوية التي يفهم منها النزعة الانفصالية المتعصبة.

يقول الخبير في علم الاجتماع جهاد الحاج سالم: "لا بد من التفريق بين هذين المفهومين فالجهة موجودة كبناء اداري واجتماعي وثقافي واقتصادي وحتى سياسي. ومن ناحية ثانية لا بد ان نبني على هذا التقسيم الإداري بأسلوب إيجابي. فالجهة شبكة متكاملة والدولة التونسية لعبت بشكل كبير في تقسيماتها على الجهات منذ عقود طويلة منذ الاستقلال الى اليوم".

 ويضيف الحاج سالم، ان الدولة نفسها هي من خلق الجهات والتقسيم الإداري اذ عمدت الى ضم مدن الى بعضها وجعلت منها مراكز إدارية ونسيجا اقتصاديا واجتماعيا متكاملا.

والجدير بالذكر هنا انه يوجد اليوم محاولات لكسر التركز الجهوي او المركزية الجهوية ببرامج واليات جديدة بتركية مفهوم الحكم المحلي.

 لكن في المقابل، يوجد في تونس ايضا هاجس المركزية الجهوية بمعنى ان جهات دون غيرها تحتكر منافع اقتصادية وإدارية وسياسية دون أخرى.

ويقول الباحث في علم الاجتماع جهاد الحاج سالم ان:" النزعة الجهوية تنشأ كمدخل للدفاع عن مصالح بعض المواطنين، ولهذا تصبح الجهوية أحيانا وسيلة للحفاظ على المكاسب.

فالجهة كبناء هي مدخل لتحسين الموارد المادية والاندماج والانتماء".

متى تصبح الجهوية خطرا؟

وفي سؤال "الصباح نيوز" عن الخيط الرفيع الذي يربط بين الجهوية بمفهومها الإداري والجهوية بمفهومها الإقصائي أجاب الباحث في علم الاجتماع جهاد الحاج سالم بان الجهوية تصبح خطرا عندما تهدد وحدة المجتمع ووحدة الترابط الوطني الذي يتوسع على الجهة. وثانيا حينما يكون هناك اختلالات في المجتمع وفي العدالة الاجتماعية. لان الجهوية بمفهومها الإيجابي هي التي تكون مدخلا للتقارب وضمان القرب بين الناس لا العكس.

ويضيف الحاج سالم ان الجهوية تصبح خطرا عندما يشعر الانسان بالغبن وغياب العدالة وبالتالي يتخذ من الجهوية وسيلة للتعريف بنفسه على انه ينتمي لهذه الجهة او تلك وليس التعريف بالنفس على اعتبار مفهوم المواطنة. 

ما الذي يغذي الجهوية أكثر؟

يجيب الخبير في علم الاجتماع جهاد الحاج سالم:"الاشكال الأساسي انه يوجد في تونس اختلال في التوزيع المادي والمعنوي للمواطنين لذلك هناك من يعتبر ان الدولة لا تعامله كمواطن لذلك يلتجأ البعض الى غطاء معين وبناء وتركيبة تمكن الفرد من الولوج الى موارد الدولة والتموقع داخل المجتمع كوسيلة ضغط للحصول على غايات مادية".

ويضيف محدثنا ان الجهوية بنزعتها الأقصى تنعكس على سبيل المثال في قطاع الرياضة بما يعنيه من توزيع معنوي من انتصار وفخر ونشوة بالانتصار...

 ويضيف في ذات السياق: «كذلك التكتلات التي تظهر عندما يكون هناك لوبيات اقتصادية جهوية محتكرة لموارد صناعية او خدماتية وهو ما يخلف الشعور بالغبن والتهميش لدى الجهات المحرومة. هنا يفقد الانسان الشعور بمواطنته وانتمائه للوطن الأكبر ويحصل بذلك الاختلال كمدخل للجهوية التي تفرق ولا تقرب".

https://www.youtube.com/watch?v=tmHAKqwIq90

 

مبروكة خذير

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews