إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

على خطى منى.. قبلة الانتحاريات التونسيات خطر قادم من بؤر التوتر.. وقنابل موقوتة تهدد أمن البلاد

 

  • خبير أمني وعسكري لـ"الصباح": على الرغم من تطور دور المرأة في التنظيمات الإرهابية إلا أن القيادة بقيت بيد الرجل

تونس-الصباح

منى قبلة، أم يمنى، فاطمة الزواغي..، وغيرهن أسماء برزت في التنظيمات الإرهابية سواء كعناصر قيادية في الصفوف الأمامية أو كمشاركات في تقديم الخدمات لعناصر التنظيم، ثم تطور دور المرأة في صفوف التنظيمات الإرهابية لا سيما المرأة التونسية من مجرد عنصر ثانوي إلى تكليفها بالاضطلاع بمهام خطيرة كقيادة الكتائب وتنفيذ العمليات الانتحارية لتتحرر بذلك من دورها التقليدي وتقديم الخدمات لعناصر التنظيم كطهو الطعام وغسل الثياب وما يعرف بـ"جهاد النكاح"، ومع ارتفاع عدد الراغبات في الالتحاق بصفوف "داعش" والرغبة الكبيرة لدى العديد منهن في تبني الفكر التكفيري والالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في بؤر التوتر خاصة بعد الثورة حيث قدرت بعض الإحصائيات أن نسبة التونسيات اللاتي التحقن ببؤر النزاع والإرهاب بلغت 10 بالمائة من جملة الإرهابيات، حيث تطور دور المرأة من مجرد أداة إلى عنصر فاعل.

 

الانتحارية الأولى..

 

كانت منى قبلة البالغة من العمر 30 عاما الانتحارية التونسية الأولى التي قامت بتفجير نفسها في شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة..، ومنى قبلة سبق وأن ارتبطت بأحد التنظيمات الإرهابية اثر انخراطها في قنوات تواصل سرية مع عناصر إرهابية قيادية بالداخل والخارج وبايعت تنظيم "داعش" واستعانت بالانترنيت في عملية التحضير للمتفجرات وتمكنت من خلال متابعتها للمنشورات المُنزلة على المواقع الالكترونية التابعة لذات التنظيم "داعش" من التمرّس على صنع المتفجرات حيث أعدت عبوة ناسفة تقليدية استعملتها في عملية التفجير..، وكانت ارتبطت بعلاقة افتراضية بعناصر إرهابية مرابطة بالجبال التونسية أطلعتها قبل عملية التنفيذ على طريقة تحضير وإعداد عبوة ناسفة.

 

إحباط مخطط دموي..

ويبدو أن محاولات "النساء الإرهابيات" في تنفيذ مخططاتهن لم تتوقف عند منى قبلة ولا أم يمنى ولا فاطمة الزواغي ولا غيرهن حيث تمكنت مؤخرا الوحدات المختصة للأمن الوطني من إحباط مخطط إرهابي دموي كانت ستنفذه فتاة لم تتجاوز الثانية والعشرين من عمرها وذلك اثر رجوعها من سوريا حيث التحقت بإحدى التنظيمات الإرهابية هناك وتلقّت تدريبات.

فتم التنسيق مع النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب حيث تولّت الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب بإدارة مكافحة الإرهاب للحرس الوطني مباشرة قضية في الغرض والقيام بالتحريات اللازمة وإلقاء القبض على المعنية بمطار تونس قرطاج، يوم 10 جانفي الجاري عندما كانت قادمة من تركيا.

 

 اعتراف..

 

بالتحري معها، أفادت أنها التحقت بتركيا خلال صائفة 2020 لتتولّى خلال سنة 2021 التحوّل إلى سوريا بمساعدة شخص (سوري الجنسية) حيث التحقت بإحدى التنظيمات الإرهابية هناك وشرعت في تلقّي تدريبات بغاية تحضيرها للقيام بعملية انتحارية.

وبمزيد تعميق التحريات معها، تبيّن أنه تم تحضيرها للقيام بعملية انتحارية ببلادنا بإحدى المناطق السياحية وبأنها تواصلت خلال تواجدها بسوريا مع شخص تونسي الجنسية كان سيتولّى انتظار حلولها ببلادنا وتمكينها من حزام ناسف.

 وبالتحري في شأن شريكها في العملية تبيّن أنه عنصر إرهابي تم إيداعه مؤخرا في السجن من أجل تورطه في التخطيط والإعداد لعمليات إرهابية كانت ستستهدف مسؤولين بارزين في الدولة خلال نهاية السنة المنقضية.

وبختم الأبحاث تم إحالة المعنية على النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب التي أصدرت بطاقتي إيداع بالسجن في حقهما.

 

تونسيات على خط النار..

 

كشفت تقارير إعلامية خارجية أن عددا من التونسيات اضطلعن بمهام كبرى صلب التنظيمات الإرهابية سواء في سوريا أو ليبيا حيث أسست في فيفري 2014 أم ريان التونسية "لواء الخنساء" التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والذي اضطلع بدور أنشطة ما أطلقوا عليه بـ"الحسبة" للنساء وساعدت في فترة لاحقة على توسيع "لواء الخنساء" وإحداث فرع له في ليبيا بعد أن سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على سرت.

وأما أم هاجر التونسية فقد كانت تعطي دروسا في الشريعة وساعدت على توظيف النساء في "ديوان التعليم" و"ديوان الصحة" التابعين للتنظيم وكن يتقاضين رواتب شهرية تتراوح بين 100 و200 دولار.

وأما أم عبد الرحمان التونسية فقد تكفلت بمهمة تدبير الزيجات صلب التنظيم في سوريا.

وأما رحمة الشيخاوي فتشير التقارير إلى أنها تلقت دروسا في استعمال الأسلحة كما أعطت دروسا لـ"جهاديات" وأما أم عمر التونسية فقد تلقت تدريبات على كيفية استعمال "الكلاشينكوف" وبعض الأسلحة الأخرى.

 

من عنصر ثانوي إلى عنصر فاعل..

 

أصبحت المرأة عنصرا أساسيا وفاعلا في تركيبة وهيكلة الجماعات الإرهابية شأنها شأن الأطفال وفق قراءة الخبير الأمني والعسكري علي الزرمديني مشيرا إلى أن تركيبة وهيكلة الجماعات الإرهابية تغيرت حيث أضيف في السنوات الأخيرة العنصر النسائي وأصبحت عنصرا فاعلا صلب التنظيمات الإرهابية فبعد أن كان دورها يقتصر على الجانب اللوجستي تحولت اليوم إلى عنصر فاعل في العمليات الميدانية من خلال حمل السلاح أو القيام بعمليات انتحارية وتفجيرية، وبالتالي كل الأعمال التي يقوم بها الرجل مع المحافظة على دورها المتمثل في الخدمات الإضافية كجهاد النكاح ونقل السلاح وغيرها من المهام التي يحتاجها عناصر التنظيم.

وأوضح الزرمديني أن تطور دور المرأة صلب التنظيمات الإرهابية راجع إلى عدة عوامل ومنها ما هو نفسي حيث يترسخ مفهوم التحدي لدى المرأة بشكل كبير في كل المجالات الحياتية وحتى الإجرامية كما أن هناك عاملا مهما مرتبطا بمنطق مجتمعي محافظ حيث تمر المرأة من الطريق بأكثر أمانا وبأقل رقابة، كما أن لباسها يساعدها على التخفي والتستر.

وأوضح الخبير الأمني والعسكري الزرمديني أنه وعلى الرغم من تكليف المرأة في التنظيمات الإرهابية بأدوار تعد فاعلة وتلقيها تدريبات على الأسلحة إلا أن الأدوار القيادية أوكلت إلى العنصر الرجالي وأكبر دليل أن "أمراء الخلايا" ورؤساء التنظيمات كلهم ذكور. 

مفيدة القيزاني

 على خطى منى.. قبلة الانتحاريات التونسيات خطر قادم من بؤر التوتر.. وقنابل موقوتة تهدد أمن البلاد

 

  • خبير أمني وعسكري لـ"الصباح": على الرغم من تطور دور المرأة في التنظيمات الإرهابية إلا أن القيادة بقيت بيد الرجل

تونس-الصباح

منى قبلة، أم يمنى، فاطمة الزواغي..، وغيرهن أسماء برزت في التنظيمات الإرهابية سواء كعناصر قيادية في الصفوف الأمامية أو كمشاركات في تقديم الخدمات لعناصر التنظيم، ثم تطور دور المرأة في صفوف التنظيمات الإرهابية لا سيما المرأة التونسية من مجرد عنصر ثانوي إلى تكليفها بالاضطلاع بمهام خطيرة كقيادة الكتائب وتنفيذ العمليات الانتحارية لتتحرر بذلك من دورها التقليدي وتقديم الخدمات لعناصر التنظيم كطهو الطعام وغسل الثياب وما يعرف بـ"جهاد النكاح"، ومع ارتفاع عدد الراغبات في الالتحاق بصفوف "داعش" والرغبة الكبيرة لدى العديد منهن في تبني الفكر التكفيري والالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في بؤر التوتر خاصة بعد الثورة حيث قدرت بعض الإحصائيات أن نسبة التونسيات اللاتي التحقن ببؤر النزاع والإرهاب بلغت 10 بالمائة من جملة الإرهابيات، حيث تطور دور المرأة من مجرد أداة إلى عنصر فاعل.

 

الانتحارية الأولى..

 

كانت منى قبلة البالغة من العمر 30 عاما الانتحارية التونسية الأولى التي قامت بتفجير نفسها في شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة..، ومنى قبلة سبق وأن ارتبطت بأحد التنظيمات الإرهابية اثر انخراطها في قنوات تواصل سرية مع عناصر إرهابية قيادية بالداخل والخارج وبايعت تنظيم "داعش" واستعانت بالانترنيت في عملية التحضير للمتفجرات وتمكنت من خلال متابعتها للمنشورات المُنزلة على المواقع الالكترونية التابعة لذات التنظيم "داعش" من التمرّس على صنع المتفجرات حيث أعدت عبوة ناسفة تقليدية استعملتها في عملية التفجير..، وكانت ارتبطت بعلاقة افتراضية بعناصر إرهابية مرابطة بالجبال التونسية أطلعتها قبل عملية التنفيذ على طريقة تحضير وإعداد عبوة ناسفة.

 

إحباط مخطط دموي..

ويبدو أن محاولات "النساء الإرهابيات" في تنفيذ مخططاتهن لم تتوقف عند منى قبلة ولا أم يمنى ولا فاطمة الزواغي ولا غيرهن حيث تمكنت مؤخرا الوحدات المختصة للأمن الوطني من إحباط مخطط إرهابي دموي كانت ستنفذه فتاة لم تتجاوز الثانية والعشرين من عمرها وذلك اثر رجوعها من سوريا حيث التحقت بإحدى التنظيمات الإرهابية هناك وتلقّت تدريبات.

فتم التنسيق مع النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب حيث تولّت الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب بإدارة مكافحة الإرهاب للحرس الوطني مباشرة قضية في الغرض والقيام بالتحريات اللازمة وإلقاء القبض على المعنية بمطار تونس قرطاج، يوم 10 جانفي الجاري عندما كانت قادمة من تركيا.

 

 اعتراف..

 

بالتحري معها، أفادت أنها التحقت بتركيا خلال صائفة 2020 لتتولّى خلال سنة 2021 التحوّل إلى سوريا بمساعدة شخص (سوري الجنسية) حيث التحقت بإحدى التنظيمات الإرهابية هناك وشرعت في تلقّي تدريبات بغاية تحضيرها للقيام بعملية انتحارية.

وبمزيد تعميق التحريات معها، تبيّن أنه تم تحضيرها للقيام بعملية انتحارية ببلادنا بإحدى المناطق السياحية وبأنها تواصلت خلال تواجدها بسوريا مع شخص تونسي الجنسية كان سيتولّى انتظار حلولها ببلادنا وتمكينها من حزام ناسف.

 وبالتحري في شأن شريكها في العملية تبيّن أنه عنصر إرهابي تم إيداعه مؤخرا في السجن من أجل تورطه في التخطيط والإعداد لعمليات إرهابية كانت ستستهدف مسؤولين بارزين في الدولة خلال نهاية السنة المنقضية.

وبختم الأبحاث تم إحالة المعنية على النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب التي أصدرت بطاقتي إيداع بالسجن في حقهما.

 

تونسيات على خط النار..

 

كشفت تقارير إعلامية خارجية أن عددا من التونسيات اضطلعن بمهام كبرى صلب التنظيمات الإرهابية سواء في سوريا أو ليبيا حيث أسست في فيفري 2014 أم ريان التونسية "لواء الخنساء" التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والذي اضطلع بدور أنشطة ما أطلقوا عليه بـ"الحسبة" للنساء وساعدت في فترة لاحقة على توسيع "لواء الخنساء" وإحداث فرع له في ليبيا بعد أن سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على سرت.

وأما أم هاجر التونسية فقد كانت تعطي دروسا في الشريعة وساعدت على توظيف النساء في "ديوان التعليم" و"ديوان الصحة" التابعين للتنظيم وكن يتقاضين رواتب شهرية تتراوح بين 100 و200 دولار.

وأما أم عبد الرحمان التونسية فقد تكفلت بمهمة تدبير الزيجات صلب التنظيم في سوريا.

وأما رحمة الشيخاوي فتشير التقارير إلى أنها تلقت دروسا في استعمال الأسلحة كما أعطت دروسا لـ"جهاديات" وأما أم عمر التونسية فقد تلقت تدريبات على كيفية استعمال "الكلاشينكوف" وبعض الأسلحة الأخرى.

 

من عنصر ثانوي إلى عنصر فاعل..

 

أصبحت المرأة عنصرا أساسيا وفاعلا في تركيبة وهيكلة الجماعات الإرهابية شأنها شأن الأطفال وفق قراءة الخبير الأمني والعسكري علي الزرمديني مشيرا إلى أن تركيبة وهيكلة الجماعات الإرهابية تغيرت حيث أضيف في السنوات الأخيرة العنصر النسائي وأصبحت عنصرا فاعلا صلب التنظيمات الإرهابية فبعد أن كان دورها يقتصر على الجانب اللوجستي تحولت اليوم إلى عنصر فاعل في العمليات الميدانية من خلال حمل السلاح أو القيام بعمليات انتحارية وتفجيرية، وبالتالي كل الأعمال التي يقوم بها الرجل مع المحافظة على دورها المتمثل في الخدمات الإضافية كجهاد النكاح ونقل السلاح وغيرها من المهام التي يحتاجها عناصر التنظيم.

وأوضح الزرمديني أن تطور دور المرأة صلب التنظيمات الإرهابية راجع إلى عدة عوامل ومنها ما هو نفسي حيث يترسخ مفهوم التحدي لدى المرأة بشكل كبير في كل المجالات الحياتية وحتى الإجرامية كما أن هناك عاملا مهما مرتبطا بمنطق مجتمعي محافظ حيث تمر المرأة من الطريق بأكثر أمانا وبأقل رقابة، كما أن لباسها يساعدها على التخفي والتستر.

وأوضح الخبير الأمني والعسكري الزرمديني أنه وعلى الرغم من تكليف المرأة في التنظيمات الإرهابية بأدوار تعد فاعلة وتلقيها تدريبات على الأسلحة إلا أن الأدوار القيادية أوكلت إلى العنصر الرجالي وأكبر دليل أن "أمراء الخلايا" ورؤساء التنظيمات كلهم ذكور. 

مفيدة القيزاني