إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

25 جويلية ينهي أحزابا ويعيد الروح إلى أخرى.. "غربلة" في الأفق وتغييرات في الخارطة السياسية

تعيش الساحة السياسة في تونس منذ 25 جويلية تغييرات جذرية حيث كان لتجميد اعمال البرلمان التونسي وقع كبير على الاحزاب، فبعضها خير الابتعاد أو التحفظ إزاء ما يجري من مستجدات في حين عادت بعض الاحزاب من بعيد بعد ان خفت صيتها لسنوات بسبب تراجع رصيدها الشعبي لتكون مواقفها المعارضة او المساندة لقرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد سببا حقيقيا في ظهورها على الساحة من جديد.

وتتجه القراءات نحو تشكل مشهد حزبي جديد خاصة اذا ارتبط الامر بتنظيم انتخابات سابقة لأوانها حيث يرى بعض المتابعين للشأن السياسي أن الخارطة الحزبية تتجه نحو الاستقطاب بين جبهتين، الاولى تعارض وترفض ما ذهب فيه رئيس الدولة من اجراءات استثنائية، مقابل جبهة داعمة لسعيد وما يسمى بالمسار التصحيحي.

فيما خيرت احزاب اخرى الابتعاد والتعامل بحذر حيث خيرت عدم الافصاح عن مواقف صريحة وواضحة مما يجري، هذا الى جانب انسحاب البعض من القيادات السياسية البارزة اعلاميا وحزبيا من المشهد مثل حسونة الناصفي نائب بالبرلمان المجمد الذي اكد اول امس  لراديو "شمس اف ام " أنه استأنف عمله بالمنشأة العمومية التي كان يعمل بها، معلنا اعتزاله للسياسية  لأنه لم يعد هناك أي داع لممارسة السياسة لأن الأمر أصبح مقززا وغير محتمل" وفق قوله.

وشدد الناصفي على أن البلاد تتجه نحو الهاوية، وأنه غير مستعد للتضحية ولو بدقيقة واحدة من اجل ممارسة السياسية مع هؤلاء الاشخاص، كما انتقد ارتفاع منسوب التشفّي والحقد والكراهيّة الذي أصبحت تشهده تونس في الآونة الأخيرة .

من وجهة نظر المحلل السياسي، بولبابة سالم فان الأحزاب تظهر وتبرز بمواقفها لذلك فان الاحداث السياسية الكبرى تكون سببا رئيسيا في حصول عمليات فرز مثلما حصل بعد 25 جويلية مثل حزب العمال الذي كان موقفه رافضا لإجراءات رئيس الجمهورية قيس سعيد هذا الى جانب اسماء سياسية أخرى خفت ظهورها في السنوات الأخيرة فكانت مواقفها دافعا قويا لعودتها الى الساحة السياسية مثل احمد نجيب الشابي والمنصف المرزوقي وخاصة طيف 18 اكتوبر.

وحسب بولبابة سالم فان جبة المناضل لن يلبسها الا من دفع ثمنها نضالا، مضيفا انه لا احد كان ينتظر عودة المنصف المرزوقي الى الساحة بعد ان اعلن صراحة انه ابتعد عن عالم السياسة ليعود كمناضل وحقوقي ويصبح رقما صعبا في المشهد السياسي في الفترة الاخيرة وخاصة بعد الحكم القضائي الصادر ضده.

كما أشار محدثنا إلى ان الاحزاب التي كانت لها مواقف مساندة لقرارات رئيس الدولة مثل حركة الشعب والتيار وتونس الى الامام عادت هي الاخرى الى المشهد السياسي مقابل احزاب اخرى خيرت التحفظ والصمت، مضيفا انه في حال تم تنظيم انتخابات سابقة لأوانها سيكون هناك فرز حزبي جديد وسيكون مشهدا سياسيا مختلفا عن قبل، قد تتشكل خلاله جبهات سياسية سواء موالية او معارضة لرئيس الدولة وقراراته.

فيما اعتبر المؤرخ والمحلل السياسي محمد ضيف الله ان عدد الاحزاب في تونس يفوق 200 حزب على مستوى الارقام لكن فعليا هناك احزاب غير موجودة على ارض الواقع هيكليا والدليل ذلك أننا لم نسمع إلا بعدد قليل من الاحزاب التي تعقد مؤتمراتها ولها تمثيليات جهوية ومقرات وهذا طبعا بالنسبة للأحزاب الممتدة تاريخيا أو ما يسمى بالأحزاب الكبرى.

ضيف الله رأى انه بعد 25 جويلية الأحزاب التي حضرت هي التي عبرت عن مواقف واضحة سواء بمعارضة او رفض او قبول لحظة 25 جويلية، مشيرا إلى أن التيار الشعبي لم يكن حاضرا قبل 25 جويلية وعاد إلى الساحة بعد مساندته لقرارات رئيس الجمهورية رغم ان عدد متابعيه على صفحة التواصل الاجتماعي الفايسبوك لا تتجاوز 4 الاف لذلك من كان له موقف من المستجدات السياسية مهما كان حجمه برز اعلاميا وسياسيا بينما احزاب اخرى مثل التكتل وقلب تونس ونداء تونس اختفت من المشهد وبناء على ذلك فان المشهد الحزبي يتجه نحو تغييرات كبرى حيث سنشهد "غربلة" على مستوى الاحزاب باستثناء حزبي النهضة والدستوري الحر لان لهما امتدادا شعبيا ولا يمكن لاحد ازاحتهما حتى لو تم استبعادهما اعلاميا كما ان اصدارهما لبيانات مواقف حتى على مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد أن لهما حضورا فعليا في الساحة السياسية.

جهاد الكلبوسي

25 جويلية ينهي أحزابا ويعيد الروح إلى أخرى.. "غربلة" في الأفق وتغييرات في الخارطة السياسية

تعيش الساحة السياسة في تونس منذ 25 جويلية تغييرات جذرية حيث كان لتجميد اعمال البرلمان التونسي وقع كبير على الاحزاب، فبعضها خير الابتعاد أو التحفظ إزاء ما يجري من مستجدات في حين عادت بعض الاحزاب من بعيد بعد ان خفت صيتها لسنوات بسبب تراجع رصيدها الشعبي لتكون مواقفها المعارضة او المساندة لقرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد سببا حقيقيا في ظهورها على الساحة من جديد.

وتتجه القراءات نحو تشكل مشهد حزبي جديد خاصة اذا ارتبط الامر بتنظيم انتخابات سابقة لأوانها حيث يرى بعض المتابعين للشأن السياسي أن الخارطة الحزبية تتجه نحو الاستقطاب بين جبهتين، الاولى تعارض وترفض ما ذهب فيه رئيس الدولة من اجراءات استثنائية، مقابل جبهة داعمة لسعيد وما يسمى بالمسار التصحيحي.

فيما خيرت احزاب اخرى الابتعاد والتعامل بحذر حيث خيرت عدم الافصاح عن مواقف صريحة وواضحة مما يجري، هذا الى جانب انسحاب البعض من القيادات السياسية البارزة اعلاميا وحزبيا من المشهد مثل حسونة الناصفي نائب بالبرلمان المجمد الذي اكد اول امس  لراديو "شمس اف ام " أنه استأنف عمله بالمنشأة العمومية التي كان يعمل بها، معلنا اعتزاله للسياسية  لأنه لم يعد هناك أي داع لممارسة السياسة لأن الأمر أصبح مقززا وغير محتمل" وفق قوله.

وشدد الناصفي على أن البلاد تتجه نحو الهاوية، وأنه غير مستعد للتضحية ولو بدقيقة واحدة من اجل ممارسة السياسية مع هؤلاء الاشخاص، كما انتقد ارتفاع منسوب التشفّي والحقد والكراهيّة الذي أصبحت تشهده تونس في الآونة الأخيرة .

من وجهة نظر المحلل السياسي، بولبابة سالم فان الأحزاب تظهر وتبرز بمواقفها لذلك فان الاحداث السياسية الكبرى تكون سببا رئيسيا في حصول عمليات فرز مثلما حصل بعد 25 جويلية مثل حزب العمال الذي كان موقفه رافضا لإجراءات رئيس الجمهورية قيس سعيد هذا الى جانب اسماء سياسية أخرى خفت ظهورها في السنوات الأخيرة فكانت مواقفها دافعا قويا لعودتها الى الساحة السياسية مثل احمد نجيب الشابي والمنصف المرزوقي وخاصة طيف 18 اكتوبر.

وحسب بولبابة سالم فان جبة المناضل لن يلبسها الا من دفع ثمنها نضالا، مضيفا انه لا احد كان ينتظر عودة المنصف المرزوقي الى الساحة بعد ان اعلن صراحة انه ابتعد عن عالم السياسة ليعود كمناضل وحقوقي ويصبح رقما صعبا في المشهد السياسي في الفترة الاخيرة وخاصة بعد الحكم القضائي الصادر ضده.

كما أشار محدثنا إلى ان الاحزاب التي كانت لها مواقف مساندة لقرارات رئيس الدولة مثل حركة الشعب والتيار وتونس الى الامام عادت هي الاخرى الى المشهد السياسي مقابل احزاب اخرى خيرت التحفظ والصمت، مضيفا انه في حال تم تنظيم انتخابات سابقة لأوانها سيكون هناك فرز حزبي جديد وسيكون مشهدا سياسيا مختلفا عن قبل، قد تتشكل خلاله جبهات سياسية سواء موالية او معارضة لرئيس الدولة وقراراته.

فيما اعتبر المؤرخ والمحلل السياسي محمد ضيف الله ان عدد الاحزاب في تونس يفوق 200 حزب على مستوى الارقام لكن فعليا هناك احزاب غير موجودة على ارض الواقع هيكليا والدليل ذلك أننا لم نسمع إلا بعدد قليل من الاحزاب التي تعقد مؤتمراتها ولها تمثيليات جهوية ومقرات وهذا طبعا بالنسبة للأحزاب الممتدة تاريخيا أو ما يسمى بالأحزاب الكبرى.

ضيف الله رأى انه بعد 25 جويلية الأحزاب التي حضرت هي التي عبرت عن مواقف واضحة سواء بمعارضة او رفض او قبول لحظة 25 جويلية، مشيرا إلى أن التيار الشعبي لم يكن حاضرا قبل 25 جويلية وعاد إلى الساحة بعد مساندته لقرارات رئيس الجمهورية رغم ان عدد متابعيه على صفحة التواصل الاجتماعي الفايسبوك لا تتجاوز 4 الاف لذلك من كان له موقف من المستجدات السياسية مهما كان حجمه برز اعلاميا وسياسيا بينما احزاب اخرى مثل التكتل وقلب تونس ونداء تونس اختفت من المشهد وبناء على ذلك فان المشهد الحزبي يتجه نحو تغييرات كبرى حيث سنشهد "غربلة" على مستوى الاحزاب باستثناء حزبي النهضة والدستوري الحر لان لهما امتدادا شعبيا ولا يمكن لاحد ازاحتهما حتى لو تم استبعادهما اعلاميا كما ان اصدارهما لبيانات مواقف حتى على مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد أن لهما حضورا فعليا في الساحة السياسية.

جهاد الكلبوسي