إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الملاكمة التونسية : كانت صرحا فهوى فهل من سبيل لعودتها الى سالف عهدها؟

تعيش الملاكمة التونسية منذ سنوات قليلة اسوء فتراتها حيث اثر الجانب الاداري على النتائج من خلال غياب الرؤية في التسيير والتعويل على الكفاءات لتولي الاشراف على المنتخبات الوطنية رغم وجود اسماء لعدد من المدربين الوطنيين مشهود لهم بالقدرة والحرفية لكن لم يقع مدهم بالحد الادني لتجهيز عناصرنا الوطنية ولاسباب عدة.
هذه الرياضة التي اهدت تونس ميداليتين اولمبيتين كانت الاولى عن طريق الفقيد الحبيب قلحية المتوج بالميدالية البرونزية في وزن ما دون 63,5 كغ في الألعاب الأولمبية الصيفية 1964 بطوكيو وفتحي الميساوي صاحب برنزية وزن أقل من 63.5 كغ في الألعاب الأولمبية أطلنطا 1996 تعجز اليوم عن المشاركة في البطولة الافريقية التي كانت بالامس القريب تشهد سيطرة تونسية بامتياز في اكثر من وزن.
تعددت الاسباب والنتيجة واحدة..
وان تعددت الاسباب واختلفت الروايات فان النتيجة واحدة وهي تراجع كبير على مستوى النتائج لرياضة لم تبخل يوما على دعم خزينة سجل الرياضة التونسية بالالقاب. بل ان الاكثر من التراجع غياب تونس عن اهم المنافسات واقربها الينا وهي البطولة الافريقية التي انطلقت منافساتها يوم العاشر من سبتمبر الجاري لتتواصل حتى 18 من نفس الشهر حيث كانت تونس مدرجة في جدول النزالات وقد ذكر اسم البلد يوم الافتتاح بقاعة بافيلهاو التي تتسع لـ 5000 مقعد بالعاصمة الموزنبيقية مابوتو لكن تغيب الوفد التونسي في حادثة هي الاولى من نوعها في تاريخ هذا الاختصاص ببلادنا.
وعللت اللجنة التسييرية للجامعة التونسية للملاكمة هذا الغياب في بلاغ مطول بتراكم الديون المتخلدة بذمة الجامعة وغياب السيولة بصندوقها مما استعصى عليها تسديد اجور الموظفين بسبب استهلاك العنوان الاول بالكامل من المكتب الجامعي السابق.
وعلاوة على الاسباب المادية تحدثت اللجنة التسييرية عن ما وصفتها بالعوامل الفنية على غرار البطولة الافريقية غير ترشيحية لاي محطة عالمية او اولمبية، عدم توفق التتشكيلة المقترحة للسفر في العاب البح الابيض المتوسط الاخيرة، عدم خضوع العناصر الوطنية الى تربصات كافية للتحضير لهذا الحدث.
واوضحت اللجنة انها خيرت عدم المشاركة لعلمها بعدم قدرة ملاكمينا وملاكماتنا على الصعود على منصة التتويج، معتبرة انها ادخرت الاموال لاقامة تريصات استعدادا للمشاركة في بطولة العالم اواسط خلال شهرنوفمبر.
قراءات مجانبة للصواب..
وبغض النظر عما سعت اليه اللجنة التسييرية من اجل اقناع متابعي هذه الرياضة او اطارات الفنية او عناصرنا الوطنية خاصة وانها نصبت نفسها ادارة فنية تقيم الاداء والحال ان بعض اعضائها لم تخدمهم الصدفة يوما للصعود على الحلبة او المشاركة في بطولات لمعرفة واقع المنافسات وادق تفاصيلها.
كما غيبت الجانب النفسي الذي يعد الاهم قبيل كل حدث رياضي هام بالاضافة الى الاعداد الجيد وحكمت على ملاكمي وملاكمات المنتخب بالفشل مقارنة مع تظاهرة اخرى رغم ان بعض العناصر مثل سيف الدين دغمان و بلال المحمدي مريم الحمراني و غيرهم قادرون على التتويج وهم على اتم الجاهزية وهم يتدربون بشكل طبيعي ويومي الى جانب باقي الملاكمين.
وفي تعليقه على هذه الاحداث قال المدير الفني السابق للجامعة والمدرب الحالي لنادي الفحيحيل الكويتي حسن المالكي متوجها الى وزير الرياضة كمال دقيش الذي ترأس سابقا جامعة الملاكمة ولم يكن حالها افضل من الان:"السيد الوزير هل هانت الملاكمة التونسية بهذا القدر الى حد غياب الوفد عن مشاركة افريقية؟. الم يكن بالامكان المشاركة بعدد محدود من الملاكمين مع مدرب والجميع يعلم ان الفريق واصل تدريباته على اساس المشاركة الى اخر لحظة ؟، أحدثك وانت الرئيس السابق لهذه الجامعة كيف تسمح بكل هذا العبث الم نتحدث سابقا عن ضرورة الاصلاح ماذا انت فاعل وانت الوزير ان لم تفعل وانت رئيس لهذا الهيكل الرياضي العريق الذي يندثر امام مرآكم قبل مسمعكم؟".
وتابع المالكي توجها الى رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية محرز بوصيان:"
بربك تابع الفيديو حيث يعلن اسم الدولة التونسية وتمر تلك السيدة حاملة اسم تونس لكن غاب الوفد، فهل حقّ علينا قول لا حياة لمن تنادي؟. انا متاكد ان الامر لم يبلغك واعلم يقينا انك لا ترتضيها لرياضة أولمبية ولتونس العزيزة ".
مزيد العناية..
ان ما يحصل لرياضة الفن النبيل ببلادنا امر محزن ومؤسف لاختصاص اولمبي رفع ابطاله عاليا راية تونس اينما حلوا. وفي ظل هذا الوضع ورغم دراية الوزير بادق تفاصيل الجامعة الم يكن من الاجدى مزيد العناية بهذا الهيكل الرياضي وملاكميه وملاكماته واطاراته الفنية التي دونت اسمها باحرف من ذهب في دول الخليج كمدرسة تونسية كبيرة في التدريب في الملاكمة مقارعة بذلك كبرى المدارس التدريبية في هذا الاحتصاص؟.
ولعل معظلة الملاكمة وما تتخبط فيه من مشاكل وغياب للرؤية ليس الاستثناء بل هناك جامعات رياضية اخرى لها نفي الوضعية التي في النهاية تتطلب تدخلا ناجعا من سلطة الاشراف وليس استقبالا في المطارات للابطال واخذ بعض الصور معهم للذكرى ولما لا الاعلان عن حوار وطني حول الرياضة ببلادنا يضم جميع الفاعلين تشرف ليه الوزارة للخروج بحلول عملية لازمة لا تزال تدك حصون عديد الهياكل الرياضية.
جمال الفرشيشي
 
 
 
الملاكمة التونسية : كانت صرحا فهوى فهل من سبيل لعودتها الى سالف عهدها؟
تعيش الملاكمة التونسية منذ سنوات قليلة اسوء فتراتها حيث اثر الجانب الاداري على النتائج من خلال غياب الرؤية في التسيير والتعويل على الكفاءات لتولي الاشراف على المنتخبات الوطنية رغم وجود اسماء لعدد من المدربين الوطنيين مشهود لهم بالقدرة والحرفية لكن لم يقع مدهم بالحد الادني لتجهيز عناصرنا الوطنية ولاسباب عدة.
هذه الرياضة التي اهدت تونس ميداليتين اولمبيتين كانت الاولى عن طريق الفقيد الحبيب قلحية المتوج بالميدالية البرونزية في وزن ما دون 63,5 كغ في الألعاب الأولمبية الصيفية 1964 بطوكيو وفتحي الميساوي صاحب برنزية وزن أقل من 63.5 كغ في الألعاب الأولمبية أطلنطا 1996 تعجز اليوم عن المشاركة في البطولة الافريقية التي كانت بالامس القريب تشهد سيطرة تونسية بامتياز في اكثر من وزن.
تعددت الاسباب والنتيجة واحدة..
وان تعددت الاسباب واختلفت الروايات فان النتيجة واحدة وهي تراجع كبير على مستوى النتائج لرياضة لم تبخل يوما على دعم خزينة سجل الرياضة التونسية بالالقاب. بل ان الاكثر من التراجع غياب تونس عن اهم المنافسات واقربها الينا وهي البطولة الافريقية التي انطلقت منافساتها يوم العاشر من سبتمبر الجاري لتتواصل حتى 18 من نفس الشهر حيث كانت تونس مدرجة في جدول النزالات وقد ذكر اسم البلد يوم الافتتاح بقاعة بافيلهاو التي تتسع لـ 5000 مقعد بالعاصمة الموزنبيقية مابوتو لكن تغيب الوفد التونسي في حادثة هي الاولى من نوعها في تاريخ هذا الاختصاص ببلادنا.
وعللت اللجنة التسييرية للجامعة التونسية للملاكمة هذا الغياب في بلاغ مطول بتراكم الديون المتخلدة بذمة الجامعة وغياب السيولة بصندوقها مما استعصى عليها تسديد اجور الموظفين بسبب استهلاك العنوان الاول بالكامل من المكتب الجامعي السابق.
وعلاوة على الاسباب المادية تحدثت اللجنة التسييرية عن ما وصفتها بالعوامل الفنية على غرار البطولة الافريقية غير ترشيحية لاي محطة عالمية او اولمبية، عدم توفق التتشكيلة المقترحة للسفر في العاب البح الابيض المتوسط الاخيرة، عدم خضوع العناصر الوطنية الى تربصات كافية للتحضير لهذا الحدث.
واوضحت اللجنة انها خيرت عدم المشاركة لعلمها بعدم قدرة ملاكمينا وملاكماتنا على الصعود على منصة التتويج، معتبرة انها ادخرت الاموال لاقامة تريصات استعدادا للمشاركة في بطولة العالم اواسط خلال شهرنوفمبر.
قراءات مجانبة للصواب..
وبغض النظر عما سعت اليه اللجنة التسييرية من اجل اقناع متابعي هذه الرياضة او اطارات الفنية او عناصرنا الوطنية خاصة وانها نصبت نفسها ادارة فنية تقيم الاداء والحال ان بعض اعضائها لم تخدمهم الصدفة يوما للصعود على الحلبة او المشاركة في بطولات لمعرفة واقع المنافسات وادق تفاصيلها.
كما غيبت الجانب النفسي الذي يعد الاهم قبيل كل حدث رياضي هام بالاضافة الى الاعداد الجيد وحكمت على ملاكمي وملاكمات المنتخب بالفشل مقارنة مع تظاهرة اخرى رغم ان بعض العناصر مثل سيف الدين دغمان و بلال المحمدي مريم الحمراني و غيرهم قادرون على التتويج وهم على اتم الجاهزية وهم يتدربون بشكل طبيعي ويومي الى جانب باقي الملاكمين.
وفي تعليقه على هذه الاحداث قال المدير الفني السابق للجامعة والمدرب الحالي لنادي الفحيحيل الكويتي حسن المالكي متوجها الى وزير الرياضة كمال دقيش الذي ترأس سابقا جامعة الملاكمة ولم يكن حالها افضل من الان:"السيد الوزير هل هانت الملاكمة التونسية بهذا القدر الى حد غياب الوفد عن مشاركة افريقية؟. الم يكن بالامكان المشاركة بعدد محدود من الملاكمين مع مدرب والجميع يعلم ان الفريق واصل تدريباته على اساس المشاركة الى اخر لحظة ؟، أحدثك وانت الرئيس السابق لهذه الجامعة كيف تسمح بكل هذا العبث الم نتحدث سابقا عن ضرورة الاصلاح ماذا انت فاعل وانت الوزير ان لم تفعل وانت رئيس لهذا الهيكل الرياضي العريق الذي يندثر امام مرآكم قبل مسمعكم؟".
وتابع المالكي توجها الى رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية محرز بوصيان:"
بربك تابع الفيديو حيث يعلن اسم الدولة التونسية وتمر تلك السيدة حاملة اسم تونس لكن غاب الوفد، فهل حقّ علينا قول لا حياة لمن تنادي؟. انا متاكد ان الامر لم يبلغك واعلم يقينا انك لا ترتضيها لرياضة أولمبية ولتونس العزيزة ".
مزيد العناية..
ان ما يحصل لرياضة الفن النبيل ببلادنا امر محزن ومؤسف لاختصاص اولمبي رفع ابطاله عاليا راية تونس اينما حلوا. وفي ظل هذا الوضع ورغم دراية الوزير بادق تفاصيل الجامعة الم يكن من الاجدى مزيد العناية بهذا الهيكل الرياضي وملاكميه وملاكماته واطاراته الفنية التي دونت اسمها باحرف من ذهب في دول الخليج كمدرسة تونسية كبيرة في التدريب في الملاكمة مقارعة بذلك كبرى المدارس التدريبية في هذا الاحتصاص؟.
ولعل معظلة الملاكمة وما تتخبط فيه من مشاكل وغياب للرؤية ليس الاستثناء بل هناك جامعات رياضية اخرى لها نفي الوضعية التي في النهاية تتطلب تدخلا ناجعا من سلطة الاشراف وليس استقبالا في المطارات للابطال واخذ بعض الصور معهم للذكرى ولما لا الاعلان عن حوار وطني حول الرياضة ببلادنا يضم جميع الفاعلين تشرف ليه الوزارة للخروج بحلول عملية لازمة لا تزال تدك حصون عديد الهياكل الرياضية.
جمال الفرشيشي
 
 
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews