إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تعوزها سياسة تكوين أبطال أولمبيين !!.. الرياضات الفردية فخر تونس المهمش والمنسي

ما كان لتونس أن تتذوق طعم التتويج الاولمبي لولا الرياضات الفردية التي منحتها 15 ميدالية (5 ذهبية و3 فضية و7 برونزية) وقد كانت رياضة الملاكمة صاحبة الشرف بالحصول على أول ميدالية في تاريخ تونس عن طريق الملاكم الحبيب قلحية.. رياضات عديدة تزخر بمواهب كبرى قادرة على التتويج ولكنها تعاني من قسوة الإهمال وغض الطرف عن ابسط حقوقها من سلطة الإشراف وأيضا من اللجنة الاولمبية اللتين لم تفرضا حقوق هؤلاء الرياضيين بقوة القانون..

اليوم هناك إستراتيجية جديدة تسعى كل الأطراف إلى خلقها حتى تتناسب ولو قليلا وطريقة العمل التي تعتمدها الدول المتقدمة والتي جعلتها تسيطر على الميداليات الاولمبية..

تاريخ الميداليات التي تحصلت عليها تونس

تمكنت تونس من الإحراز على 15 ميدالية من 14 مشاركة اولمبية كانت الأولى سنة 1960 عن طريق الملاكمة والأخيرة  كانت في 2021 عن طريق السباحة والتايكواندو.. وقد كان حضور العنصر النسائي على منصات التتويج ضعيفا إذ كان نصيبهن 3 ميداليات فقط عن طريق حبيبة الغريبي في العاب القوى ومروى العامري في المصارعة وايناس البوبكري في المبارزة.. ويبقى محمد القمودي أكثر رياضي تونسي تحصل على ميداليات اولمبية برصيد 4 ميداليات ذهبية وفضية وبرونزيتان..

تهميش وفوضى ..

تعاني الرياضات الفردية من تهميش ممنهج إذ لم تحظ بقوانين تحمي الرياضيين وبإستراتيجية عمل تخول لأبرز المواهب تحقيق النجاح الاولمبي.. ولا احد يلتفت إلى هذه الرياضات إلا في الأمتار الأخير أي قبل انطلاق الاولمبياد بأشهر ويغيب الجانب المالي بشكل واضح إذ لا تتكفل الوزارة أو اللجنة الاولمبية بتوفير الدعم المالي المطلوب لكل الرياضيين باستثناء قلة قليلة فيما تقف  الجامعات عاجزة في غياب الدخل القار وتخصيص منح "مخجلة" من الوزارة.. وقد انضافت إلى هذه العوائق مشكل الزج بالجامعات في مشاكل جانبية وهي سياسية بالأساس لتصفية هذا والإبقاء على ذاك وضرورة الاصطفاف مع طرف معين وهو ما أنهك الجامعات واثر مباشرة على نتائج الرياضيين..

في المقابل تصرف أموال ضخمة على الرياضات الجماعية والتي لم تمكن تونس اولمبيا من أي تتويج إلى حد الآن وهو ما يجعلنا نتساءل أما حان الوقت للانتصار للرياضات الفردية وتسليط كل الاهتمام على الناشئة التي تزخر حسب الفنيين بمواهب سيكون لها شأن كبير لو تحظى بنصف دعم الرياضات الجماعية؟

عمر الحمزاوي (رئيس جامعة الملاكمة):

الملاكمة أول من رفع راية تونس عاليا

إجابة على هذه التساؤلات قال عمر الحمزاوي (رئيس جامعة الملاكمة) انه "يحسب لرياضة الملاكمة أنها أول  من رفع راية تونس عاليا في الاولمبياد.. بالنسبة للعمل كان الاهتمام ينصب على الملاكم بعد التأكد من تأهله للاولمبياد يعني لم يكن هناك برنامج عمل واضح.. المفروض اليوم أن يكون هناك برنامج عمل يمتد على 4 سنوات وهي الفترة الفاصلة بين دورات الاولمبياد وبما ان الرياضات الفردية لا تنجح بالصدفة يجب ان يكون هناك إستراتيجية عمل تجمع الأطراف الثلاثة واعني الجامعة والوزارة واللجنة الاولمبية وبرنامج هادف نعمل عليه طيلة السنوات الأربع..

التوتر الحاصل بين الوزارة واللجنة الاولمبية انعكس سلبا على رياضة الملاكمة والرياضيين أتمنى أن تنتفي هذه الإشكاليات وقد تم اجتماع بين الوزارة واللجنة الاولمبية وكان هناك حديث عن إبرام عقود لمدة 4 سنوات وتهم بالأساس الأواسط والوسطيات وسينطلق العمل من البطولة العربية لتحديد أهم الملاكمين والملاكمات  وبعدها سيكون هناك تقرير فني عن قيمة هؤلاء الرياضيين وما يمكن أن يقدموه في المستقبل على الحلبة..

برنامج العمل الجديد انطلق وكما أهدت الملاكمة تونس أول ميدالية اولمبية في تاريخها أتمنى أن نعود في اولمبياد فرنسا إلى منصات التتويج.. بالنسبة للعدد الذي سنعمل عليه طيلة الفترة المقبل يهم 16 رياضيا 6 إناث و10 ذكور..

سنقدم التقارير الفنية والعلمية اللازمة حول المشاركات التي سنقوم بها على جميع الأصعدة وعلى ضوئها سننظر في كيفية دعم الملاكمين ماديا ومعنويا .."

 

خالد بوزقرو (مدرب وطني في السباحة):

نقترح أسماء ابرز المواهب والمدير الفني يقرر

كما قال خالد بوزقرو وهو مدرب وطني جهوي في السباحة  وعضو في اللجنة الفنية "نقوم كمدربين بتقديم اقتراحات فيما يخص أهم المواهب الصاعدة التي يمكنها ان تحرز تتويجات في المستقبل على الصعيد العربي  والإفريقي والاولمبي ويعود القرار النهائي للمدير الفني ومدير النخبة..

هناك تدرج في العناية بأهم السباحين من سنة إلى أخرى وكلما ازداد عطاؤه كلما كرس له المسؤولون اهتماما اكبر. وقد تكون النتائج بعد ذلك في مستوى الانتظارات   أو دونها بالنسبة لي مثلا أيوب الحفناوي لم أتوقع منه أن يحرز ميدالية اولمبية في 400 م  لم يكن متميزا في الأصناف الصغرى ولكن مردوده كان تصاعديا بين العام والآخر ..

النجاح لا يتوقف على اللاعب والمدرب يعد من ابرز حلقات النجاح والظروف التي عملنا فيها كانت عادية جدا ولكن هناك تحسن ويظهر أن الوزارة تسعى من جانبها لتوفير آليات النجاح.. ولكن يبقى المبلغ الذي يقدم للإطارات الفنية دون المأمول في حين يعلم الجميع ان المال قوام الأعمال وان تحسين والوضعية سيكون له انعكاس كبير على النتائج مستقبلا.. لذلك يجب ان تعيد الوزارة النظر في أجور المدربين وان تراقب العملية حتى لا يقع تلاعب والتعويل على الجامعات لا يمكن أن يعطي أكله بما انها تمر جميعها بأزمة مالية.."

صلاح بوذينة (اللجنة الاولمبية):

بصدد إعداد برنامج عمل الدورة المقبلة للاولمبياد

من جهته أجاب المكلف بالإعلام في اللجنة الاولمبية الوطنية صلاح بوذينة عن مجمل التساؤلات والمآخذ بالقول "نحن الآن في بصدد وضع اللمسات الأخيرة فيما يخص برنامج العمل الخاصة بالدورة المقبلة للألعاب الاولمبية وستكون هناك خطة عمل تشجيعية للرياضات الجماعية والفردية.. يجب ان نفسر نقطة هامة وهي ان اللجنة الوطنية الاولمبية ليست لها ميزانية ترصد من جهة معينة وطنيا وكل مداخيلها متأتية من اللجنة الاولمبية الدولية وقد تصدرت تونس ترتيب اللجان الاولمبية الأفريقية بعد ان استغلينا ما يسمى ببرامج التضامن الاولمبي وكل لجان العالم يمكنها ان تقدم برامجها واللجنة الاولمبية الدولية تقوم بتمويلها وقد وجدوا أننا أكثر لجنة تشتغل وتنتفع من البرامج الممولة بعد تقديمنا لأفضل المشاريع لذلك نتمتع بدعم مالي يصل الى 5 مليارات كل 4 سنوات والرقم يمكن أن يتطور ويتقلص أيضا.. كما نتمتع بمنحة من جمعية اللجان  الوطنية الاولمبية الإفريقية  تقدر بـ300 ألف دينار سنويا..

المبالغ المتأتية من المنحة الاولمبية  ننفقها على أفضل الرياضيين المؤهلين للصعود على منصات التتويج الاولمبي..

لدينا جدول نتبعه لخلاص هؤلاء الرياضيين مثلا الحفناوي والجندوبي يتمتعون بنسبة 100 بالمائة من المنحة والتي تصل إلى ألف دولار شهريا..

قمنا باستشارة مع الجامعات الرياضية لتجهيز قائمة بأهم الرياضيين الواعدين وسننطلق بداية من غرة جانفي 2022 في تخصيص منح أولية تصرف بداية كل شهر..

بالنسبة لبرنامج العمل الذي انطلق من 2017 الى غاية 2021 فقد تمتع  خلاله 12 رياضيا بالمنحة الاولمبية .. وبين 15 و20 رياضي من المواهب الصاعدة يتمتعون بمنحة من جمعية اللجان الوطنية الاولمبية  الإفريقية شرط ان يكون لديهم مستوى إفريقي أو متوسطي..

اللجنة الاولمبية تساعد أيضا الجامعات الرياضية  لإجراء التربصات الدولية  وتكوين المدربين ..

تسعى اللجنة الاولمبية لدعم الرياضات الفردية وتقوم بعمل كبير في هذا الصدد مستعينة بالمختصين في الجامعات من اجل تحقيق نتائج تشرف الرياضة التونسية  ولكن لا تقتصر على الفردية اذ أنها تخصص نصيبا لا بأس به للرياضات الجماعية والتي لم تنجح بعد في تحقيق انجاز اولمبي لصعوبة المهمة إذ تحتاج إلى مجهود اكبر ودعم مالي ضخم.."

المنصف الشلغاف (وزارة الرياضة):

كنا نعمل على صناعة أبطال بالتنسيق مع الجامعات ولكن ..

وتحدثت "الصباح" مع منصف الشلغاف مدير النخبة بوزارة الشباب والرياضة عن مجمل الإشكاليات المطروحة والعقبات التي تعترض رياضيينا وكذلك حول خطة الوزارة لمرافقة ودعم الأبطال والرياضيين ككل فقال "واكبت حقب في رياضة النخبة منذ 1996 كانت هناك خطة وطنية للنهوض بالرياضة واستهداف لرياضات معينة وقد انطلقنا بـ7 رياضات ووصلنا فيما بعد إلى 14 رياضة منها 3 جماعية والبقية  فردية.. غايتنا كانت وضع خطة تناسب الإمكانيات الرمزية المعتمدة للرياضة  قمنا بما يسمى بسياسة الإمكانيات والتي انتقينا عبرها  أهم المواهب التي يمكن أن تتألق إقليميا واولمبيا وقد وضعنا إستراتيجية عمل وتدخلنا في عملية انتقاء رياضيين التي خصت شريحة عمرية معينة من اجل الإعداد للألعاب المتوسطية وكانت على المستوى الجهوي والإقليمي والمركزي.. مع لجنة علمية تقيم عمل الهياكل الجهوية المكلفة بعملية الاستقطاب وكان النجاح كبيرا بالإحراز على 57 ميدالية منها 19 ذهبية وكانت الحوافز وقتها كبيرة بلغت 100 ألف دينار للذهبية وكان المبلغ يعتبر وقتها ممتاز جدا..

كنا كل سنة نقوم بعملية تقييم لهذه الخطة والتي تعتبر عملية صناعة أبطال وتكون على أسس علمية صحيحة بالتنسيق مع الجامعات الرياضية التي يعود لها دور كبير في هذه المسألة.. وقد أدت هذه العملية إلى بروز رياضيين وتحقيقهم لنتائج ممتازة منها ميدالية ذهبية اولمبية سنة 2008..بعد 40 سنة من الغياب عن تحصيل الذهب.. وقد ابهرنا العالم وتساءلوا عن سر التألق والحقيقة انه ليس هناك سر فقط اعتمدنا هياكل استقطاب ووفرنا الإمكانيات رافقها حسن التصرف في الموارد إذ تم توظيفها بشكل صحيح..

بالنسبة للاعتمادات التي توفرها الدولة فيما يخص التدخل للمنتخبات الوطنية وتسيير المرافق العامة وهي الجامعات الرياضية فهي في حدود 30 مليارا.. 80 بالمائة من قيمة الاعتمادات تذهب للرياضات الفردية ولكنها تصبح ضئيلة بما أنها تنتفع بها 46 جامعة بالتمام والكمال..

نحن ندرك جيدا أن هذا الدعم لا يرفع المعاناة عن  الجامعات الرياضية  والتي أصبح عدد منها مهددا بالاضمحلال..

بالنسبة للأموال التي تخصص لدعم الرياضيين  والجمعيات متأتية من صندوق النهوض بالرياضة والذي تموله شركة النهوض بالرياضة بروموسبور والأخيرة تعاني من تراجع كبير في المداخيل وهو موضوع آخر يجب أن يطرح لإيجاد حل جذري له..

هناك عقود أهداف مع الرياضيين المتألقين وهي عقود تحفيزية تخول للرياضي الانتفاع بها حسب تصنيفه  الذي ينطلق من النتائج المحققة مغاربيا، عربيا، إفريقيا ومتوسطيا وصولا إلى العالمي.. ويمكنه هذا التصنيف من عقد أهداف نرسم فيه النتائج التي نرنو إلى تحقيقها سنويا مع توفير الإمكانيات المادية والبشرية لتحقيق هذه الأهداف وفي آخر السنة تكون المحاسبة.. وبناء عليه إما إعادة العقد أو إلغاؤه والعقد ينص على الاعتمادات المخصصة للرياضي للقيام بمشاركاته وجانب آخر هو التأطير الفني والجانب اللوجستي ومنحة تحفيزية تتراوح بين 200 دينار وألف دينار.. وهو عقد تحفيزي للرياضي لمضاعفة العمل من اجل تحقيق نتائج ايجابية في مختلف المسابقات القارية والدولية.. ونأمل أن تعطي هذه السياسة أكلها رغم صعوبة الوضع..

دعم الرياضة مسألة وعي لم تدركها الدولة

لا يكفي أن تكون موهوبا حتى تحقق النجاح فكم لاعب أو لاعبة تحطمت أحلامهم على صخرة انعدام الموارد  وغياب الدعم.. وكان بإمكانهم أن يسجلوا أسماءهم ضمن أهم الرياضيين في عدة اختصاصات...

في المقابل لا احد يمكنه أن ينفي دور وزارة الرياضة ومحاولة الإحاطة بأهم المواهب الرياضية وأيضا اللجنة الاولمبية ولكن تبقى الميزانية المخصصة من الدولة احد ابرز العوائق التي تحول دون توفير أرضية للبروز والتتويج بما أنها لم تؤمن بعد أن الرياضة سبيل للانعتاق من الوضع المؤلم الذي يعيشه الشباب وطريقة مثلى لصرفه عن عالم الحرقة والإدمان والإجرام..

اسمهان العبيدي

تعوزها سياسة تكوين أبطال أولمبيين !!.. الرياضات الفردية فخر تونس المهمش والمنسي

ما كان لتونس أن تتذوق طعم التتويج الاولمبي لولا الرياضات الفردية التي منحتها 15 ميدالية (5 ذهبية و3 فضية و7 برونزية) وقد كانت رياضة الملاكمة صاحبة الشرف بالحصول على أول ميدالية في تاريخ تونس عن طريق الملاكم الحبيب قلحية.. رياضات عديدة تزخر بمواهب كبرى قادرة على التتويج ولكنها تعاني من قسوة الإهمال وغض الطرف عن ابسط حقوقها من سلطة الإشراف وأيضا من اللجنة الاولمبية اللتين لم تفرضا حقوق هؤلاء الرياضيين بقوة القانون..

اليوم هناك إستراتيجية جديدة تسعى كل الأطراف إلى خلقها حتى تتناسب ولو قليلا وطريقة العمل التي تعتمدها الدول المتقدمة والتي جعلتها تسيطر على الميداليات الاولمبية..

تاريخ الميداليات التي تحصلت عليها تونس

تمكنت تونس من الإحراز على 15 ميدالية من 14 مشاركة اولمبية كانت الأولى سنة 1960 عن طريق الملاكمة والأخيرة  كانت في 2021 عن طريق السباحة والتايكواندو.. وقد كان حضور العنصر النسائي على منصات التتويج ضعيفا إذ كان نصيبهن 3 ميداليات فقط عن طريق حبيبة الغريبي في العاب القوى ومروى العامري في المصارعة وايناس البوبكري في المبارزة.. ويبقى محمد القمودي أكثر رياضي تونسي تحصل على ميداليات اولمبية برصيد 4 ميداليات ذهبية وفضية وبرونزيتان..

تهميش وفوضى ..

تعاني الرياضات الفردية من تهميش ممنهج إذ لم تحظ بقوانين تحمي الرياضيين وبإستراتيجية عمل تخول لأبرز المواهب تحقيق النجاح الاولمبي.. ولا احد يلتفت إلى هذه الرياضات إلا في الأمتار الأخير أي قبل انطلاق الاولمبياد بأشهر ويغيب الجانب المالي بشكل واضح إذ لا تتكفل الوزارة أو اللجنة الاولمبية بتوفير الدعم المالي المطلوب لكل الرياضيين باستثناء قلة قليلة فيما تقف  الجامعات عاجزة في غياب الدخل القار وتخصيص منح "مخجلة" من الوزارة.. وقد انضافت إلى هذه العوائق مشكل الزج بالجامعات في مشاكل جانبية وهي سياسية بالأساس لتصفية هذا والإبقاء على ذاك وضرورة الاصطفاف مع طرف معين وهو ما أنهك الجامعات واثر مباشرة على نتائج الرياضيين..

في المقابل تصرف أموال ضخمة على الرياضات الجماعية والتي لم تمكن تونس اولمبيا من أي تتويج إلى حد الآن وهو ما يجعلنا نتساءل أما حان الوقت للانتصار للرياضات الفردية وتسليط كل الاهتمام على الناشئة التي تزخر حسب الفنيين بمواهب سيكون لها شأن كبير لو تحظى بنصف دعم الرياضات الجماعية؟

عمر الحمزاوي (رئيس جامعة الملاكمة):

الملاكمة أول من رفع راية تونس عاليا

إجابة على هذه التساؤلات قال عمر الحمزاوي (رئيس جامعة الملاكمة) انه "يحسب لرياضة الملاكمة أنها أول  من رفع راية تونس عاليا في الاولمبياد.. بالنسبة للعمل كان الاهتمام ينصب على الملاكم بعد التأكد من تأهله للاولمبياد يعني لم يكن هناك برنامج عمل واضح.. المفروض اليوم أن يكون هناك برنامج عمل يمتد على 4 سنوات وهي الفترة الفاصلة بين دورات الاولمبياد وبما ان الرياضات الفردية لا تنجح بالصدفة يجب ان يكون هناك إستراتيجية عمل تجمع الأطراف الثلاثة واعني الجامعة والوزارة واللجنة الاولمبية وبرنامج هادف نعمل عليه طيلة السنوات الأربع..

التوتر الحاصل بين الوزارة واللجنة الاولمبية انعكس سلبا على رياضة الملاكمة والرياضيين أتمنى أن تنتفي هذه الإشكاليات وقد تم اجتماع بين الوزارة واللجنة الاولمبية وكان هناك حديث عن إبرام عقود لمدة 4 سنوات وتهم بالأساس الأواسط والوسطيات وسينطلق العمل من البطولة العربية لتحديد أهم الملاكمين والملاكمات  وبعدها سيكون هناك تقرير فني عن قيمة هؤلاء الرياضيين وما يمكن أن يقدموه في المستقبل على الحلبة..

برنامج العمل الجديد انطلق وكما أهدت الملاكمة تونس أول ميدالية اولمبية في تاريخها أتمنى أن نعود في اولمبياد فرنسا إلى منصات التتويج.. بالنسبة للعدد الذي سنعمل عليه طيلة الفترة المقبل يهم 16 رياضيا 6 إناث و10 ذكور..

سنقدم التقارير الفنية والعلمية اللازمة حول المشاركات التي سنقوم بها على جميع الأصعدة وعلى ضوئها سننظر في كيفية دعم الملاكمين ماديا ومعنويا .."

 

خالد بوزقرو (مدرب وطني في السباحة):

نقترح أسماء ابرز المواهب والمدير الفني يقرر

كما قال خالد بوزقرو وهو مدرب وطني جهوي في السباحة  وعضو في اللجنة الفنية "نقوم كمدربين بتقديم اقتراحات فيما يخص أهم المواهب الصاعدة التي يمكنها ان تحرز تتويجات في المستقبل على الصعيد العربي  والإفريقي والاولمبي ويعود القرار النهائي للمدير الفني ومدير النخبة..

هناك تدرج في العناية بأهم السباحين من سنة إلى أخرى وكلما ازداد عطاؤه كلما كرس له المسؤولون اهتماما اكبر. وقد تكون النتائج بعد ذلك في مستوى الانتظارات   أو دونها بالنسبة لي مثلا أيوب الحفناوي لم أتوقع منه أن يحرز ميدالية اولمبية في 400 م  لم يكن متميزا في الأصناف الصغرى ولكن مردوده كان تصاعديا بين العام والآخر ..

النجاح لا يتوقف على اللاعب والمدرب يعد من ابرز حلقات النجاح والظروف التي عملنا فيها كانت عادية جدا ولكن هناك تحسن ويظهر أن الوزارة تسعى من جانبها لتوفير آليات النجاح.. ولكن يبقى المبلغ الذي يقدم للإطارات الفنية دون المأمول في حين يعلم الجميع ان المال قوام الأعمال وان تحسين والوضعية سيكون له انعكاس كبير على النتائج مستقبلا.. لذلك يجب ان تعيد الوزارة النظر في أجور المدربين وان تراقب العملية حتى لا يقع تلاعب والتعويل على الجامعات لا يمكن أن يعطي أكله بما انها تمر جميعها بأزمة مالية.."

صلاح بوذينة (اللجنة الاولمبية):

بصدد إعداد برنامج عمل الدورة المقبلة للاولمبياد

من جهته أجاب المكلف بالإعلام في اللجنة الاولمبية الوطنية صلاح بوذينة عن مجمل التساؤلات والمآخذ بالقول "نحن الآن في بصدد وضع اللمسات الأخيرة فيما يخص برنامج العمل الخاصة بالدورة المقبلة للألعاب الاولمبية وستكون هناك خطة عمل تشجيعية للرياضات الجماعية والفردية.. يجب ان نفسر نقطة هامة وهي ان اللجنة الوطنية الاولمبية ليست لها ميزانية ترصد من جهة معينة وطنيا وكل مداخيلها متأتية من اللجنة الاولمبية الدولية وقد تصدرت تونس ترتيب اللجان الاولمبية الأفريقية بعد ان استغلينا ما يسمى ببرامج التضامن الاولمبي وكل لجان العالم يمكنها ان تقدم برامجها واللجنة الاولمبية الدولية تقوم بتمويلها وقد وجدوا أننا أكثر لجنة تشتغل وتنتفع من البرامج الممولة بعد تقديمنا لأفضل المشاريع لذلك نتمتع بدعم مالي يصل الى 5 مليارات كل 4 سنوات والرقم يمكن أن يتطور ويتقلص أيضا.. كما نتمتع بمنحة من جمعية اللجان  الوطنية الاولمبية الإفريقية  تقدر بـ300 ألف دينار سنويا..

المبالغ المتأتية من المنحة الاولمبية  ننفقها على أفضل الرياضيين المؤهلين للصعود على منصات التتويج الاولمبي..

لدينا جدول نتبعه لخلاص هؤلاء الرياضيين مثلا الحفناوي والجندوبي يتمتعون بنسبة 100 بالمائة من المنحة والتي تصل إلى ألف دولار شهريا..

قمنا باستشارة مع الجامعات الرياضية لتجهيز قائمة بأهم الرياضيين الواعدين وسننطلق بداية من غرة جانفي 2022 في تخصيص منح أولية تصرف بداية كل شهر..

بالنسبة لبرنامج العمل الذي انطلق من 2017 الى غاية 2021 فقد تمتع  خلاله 12 رياضيا بالمنحة الاولمبية .. وبين 15 و20 رياضي من المواهب الصاعدة يتمتعون بمنحة من جمعية اللجان الوطنية الاولمبية  الإفريقية شرط ان يكون لديهم مستوى إفريقي أو متوسطي..

اللجنة الاولمبية تساعد أيضا الجامعات الرياضية  لإجراء التربصات الدولية  وتكوين المدربين ..

تسعى اللجنة الاولمبية لدعم الرياضات الفردية وتقوم بعمل كبير في هذا الصدد مستعينة بالمختصين في الجامعات من اجل تحقيق نتائج تشرف الرياضة التونسية  ولكن لا تقتصر على الفردية اذ أنها تخصص نصيبا لا بأس به للرياضات الجماعية والتي لم تنجح بعد في تحقيق انجاز اولمبي لصعوبة المهمة إذ تحتاج إلى مجهود اكبر ودعم مالي ضخم.."

المنصف الشلغاف (وزارة الرياضة):

كنا نعمل على صناعة أبطال بالتنسيق مع الجامعات ولكن ..

وتحدثت "الصباح" مع منصف الشلغاف مدير النخبة بوزارة الشباب والرياضة عن مجمل الإشكاليات المطروحة والعقبات التي تعترض رياضيينا وكذلك حول خطة الوزارة لمرافقة ودعم الأبطال والرياضيين ككل فقال "واكبت حقب في رياضة النخبة منذ 1996 كانت هناك خطة وطنية للنهوض بالرياضة واستهداف لرياضات معينة وقد انطلقنا بـ7 رياضات ووصلنا فيما بعد إلى 14 رياضة منها 3 جماعية والبقية  فردية.. غايتنا كانت وضع خطة تناسب الإمكانيات الرمزية المعتمدة للرياضة  قمنا بما يسمى بسياسة الإمكانيات والتي انتقينا عبرها  أهم المواهب التي يمكن أن تتألق إقليميا واولمبيا وقد وضعنا إستراتيجية عمل وتدخلنا في عملية انتقاء رياضيين التي خصت شريحة عمرية معينة من اجل الإعداد للألعاب المتوسطية وكانت على المستوى الجهوي والإقليمي والمركزي.. مع لجنة علمية تقيم عمل الهياكل الجهوية المكلفة بعملية الاستقطاب وكان النجاح كبيرا بالإحراز على 57 ميدالية منها 19 ذهبية وكانت الحوافز وقتها كبيرة بلغت 100 ألف دينار للذهبية وكان المبلغ يعتبر وقتها ممتاز جدا..

كنا كل سنة نقوم بعملية تقييم لهذه الخطة والتي تعتبر عملية صناعة أبطال وتكون على أسس علمية صحيحة بالتنسيق مع الجامعات الرياضية التي يعود لها دور كبير في هذه المسألة.. وقد أدت هذه العملية إلى بروز رياضيين وتحقيقهم لنتائج ممتازة منها ميدالية ذهبية اولمبية سنة 2008..بعد 40 سنة من الغياب عن تحصيل الذهب.. وقد ابهرنا العالم وتساءلوا عن سر التألق والحقيقة انه ليس هناك سر فقط اعتمدنا هياكل استقطاب ووفرنا الإمكانيات رافقها حسن التصرف في الموارد إذ تم توظيفها بشكل صحيح..

بالنسبة للاعتمادات التي توفرها الدولة فيما يخص التدخل للمنتخبات الوطنية وتسيير المرافق العامة وهي الجامعات الرياضية فهي في حدود 30 مليارا.. 80 بالمائة من قيمة الاعتمادات تذهب للرياضات الفردية ولكنها تصبح ضئيلة بما أنها تنتفع بها 46 جامعة بالتمام والكمال..

نحن ندرك جيدا أن هذا الدعم لا يرفع المعاناة عن  الجامعات الرياضية  والتي أصبح عدد منها مهددا بالاضمحلال..

بالنسبة للأموال التي تخصص لدعم الرياضيين  والجمعيات متأتية من صندوق النهوض بالرياضة والذي تموله شركة النهوض بالرياضة بروموسبور والأخيرة تعاني من تراجع كبير في المداخيل وهو موضوع آخر يجب أن يطرح لإيجاد حل جذري له..

هناك عقود أهداف مع الرياضيين المتألقين وهي عقود تحفيزية تخول للرياضي الانتفاع بها حسب تصنيفه  الذي ينطلق من النتائج المحققة مغاربيا، عربيا، إفريقيا ومتوسطيا وصولا إلى العالمي.. ويمكنه هذا التصنيف من عقد أهداف نرسم فيه النتائج التي نرنو إلى تحقيقها سنويا مع توفير الإمكانيات المادية والبشرية لتحقيق هذه الأهداف وفي آخر السنة تكون المحاسبة.. وبناء عليه إما إعادة العقد أو إلغاؤه والعقد ينص على الاعتمادات المخصصة للرياضي للقيام بمشاركاته وجانب آخر هو التأطير الفني والجانب اللوجستي ومنحة تحفيزية تتراوح بين 200 دينار وألف دينار.. وهو عقد تحفيزي للرياضي لمضاعفة العمل من اجل تحقيق نتائج ايجابية في مختلف المسابقات القارية والدولية.. ونأمل أن تعطي هذه السياسة أكلها رغم صعوبة الوضع..

دعم الرياضة مسألة وعي لم تدركها الدولة

لا يكفي أن تكون موهوبا حتى تحقق النجاح فكم لاعب أو لاعبة تحطمت أحلامهم على صخرة انعدام الموارد  وغياب الدعم.. وكان بإمكانهم أن يسجلوا أسماءهم ضمن أهم الرياضيين في عدة اختصاصات...

في المقابل لا احد يمكنه أن ينفي دور وزارة الرياضة ومحاولة الإحاطة بأهم المواهب الرياضية وأيضا اللجنة الاولمبية ولكن تبقى الميزانية المخصصة من الدولة احد ابرز العوائق التي تحول دون توفير أرضية للبروز والتتويج بما أنها لم تؤمن بعد أن الرياضة سبيل للانعتاق من الوضع المؤلم الذي يعيشه الشباب وطريقة مثلى لصرفه عن عالم الحرقة والإدمان والإجرام..

اسمهان العبيدي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews