إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"بلا عنوان" لمروى المناعي..تشريح مسرحي نفسي لاضطراب ثنائي القطب

 قدّم مركز الفنون الدرامية والركحية بأريانة بإدارة الفنان المسرحي رمزي عزيّز إنتاجه الجديد "بلا عنوان"، وهي مسرحية من إخراج مروى المناعي التي اقتبستها عن يوميات سارة الجربي، وأداء الثنائي نادية بلحاج ولبنى مليكة.

وتمّ تقديم العرض الأول لهذا العمل، مساء السبت بقاعة الريو بالعاصمة، بحضور نخبة من أهل الفن الرابع والثقافة والإعلام. وتدور أحداث المسرحية حول "سارّة" المرأة التي تعرّضت لاكتئاب حاد استوجب إقامتها المتقطعة في مستشفيات "سانت آن" و"هنري إي" للأمراض النفسية في باريس في عامي 2015-2016. وتستعرض المخرجة الأسباب الكامنة وراء حالة الاكتئاب من خلال تشريح نفسي لحالة المريضة.يُلفت انتباه الجمهور للوهلة الأولى وهو يتأمّل المعلقة الرسمية للعمل عنوان المسرحية "بلا عنوان" وهو إحالة على المجهول والفوضى ودلالة كذلك على التيه والضياع. وقد جاء العنوان منسجما مع ديكور المسرحية وهو غرفة في مستشفى للأمراض النفسية ، وهذا المكان يرمز إلى التوتّر والاضطراب والجنون وهي حالات ستعبّر عنها الشخصية "سارة" في أحداث المسرحية على مدى ساعة من الزمن.
استهلّت مسرحية "بلا عنوان" بمشهد عبر تقنية خيال الظلّ تظهر فيه الشخصية وهي تترجم النصّ إلى رسومات مختلطة وخطوط متداخلة وغير مفهومة، ليتوضّح هذا الرسم بعد ذلك على شكل هيئة رجل كثيف الشعر، وهذا الرسم لهيئة الرجل سيكون في نهاية المسرحية أحد الأسباب الكامنة وراء حالة الاكتئاب الحادة التي تعرّضت لها شخصية "سارة".
لقد جعلت المخرجة مروى المناعي من هذا المكان (مستشفى الأمراض العقلية) فضاءً للتدرّج من العام إلى الخاص وممّا هو شاسع إلى ما هو ضيّق فأكثر ضيقا، بمعنى أن استهلال المسرحية كان انطلاقا من تقديم المكان ثمّ حضور الشخصية بعد ذلك ليكون الغوص تدريجيا في العالم الداخلي والذهني والنفسي لهذه الشخصية والكشف عن عالمها المشتّت والممزّق.
وقد لعبت الإضاءة في تقريب الصورة النفسية لشخصية "سارة": إذ كلما كانت الحالة النفسية أكثر انهيارا كانت الإضاءة أكثر قتامة وأكثر انحسارا، فهي بدت قاتمة سوداوية لتترجم الحالة النفسية لبطلة المسرحية ومعاناتها وتخدم مضمون هذا العمل وما يبرزه من صراع داخلي بين الشخصية وذاتها وبينها وبين العالم الخارجي. ومن أهمّ ما اتسمت به الشخصية أنها ظلّت مشوشة الذهن مختلطة المشاعر مسكونة بالخوف والرعب والشك وتذبذب الحالة النفسية. وهذه السمات جميعا ظلّت بدورها حبيسة المتفرج إلى نهاية العمل ليكتشف أنّ الأسباب الكامنة وراء حالة الاكتئاب الحاد للشخصية هو تعرّضها لاضطراب "ثنائي القطب" وهو عبارة عن حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية مفرطة أهمها حالات الاكتئاب.وات
 
"بلا عنوان" لمروى المناعي..تشريح مسرحي نفسي لاضطراب ثنائي القطب

 قدّم مركز الفنون الدرامية والركحية بأريانة بإدارة الفنان المسرحي رمزي عزيّز إنتاجه الجديد "بلا عنوان"، وهي مسرحية من إخراج مروى المناعي التي اقتبستها عن يوميات سارة الجربي، وأداء الثنائي نادية بلحاج ولبنى مليكة.

وتمّ تقديم العرض الأول لهذا العمل، مساء السبت بقاعة الريو بالعاصمة، بحضور نخبة من أهل الفن الرابع والثقافة والإعلام. وتدور أحداث المسرحية حول "سارّة" المرأة التي تعرّضت لاكتئاب حاد استوجب إقامتها المتقطعة في مستشفيات "سانت آن" و"هنري إي" للأمراض النفسية في باريس في عامي 2015-2016. وتستعرض المخرجة الأسباب الكامنة وراء حالة الاكتئاب من خلال تشريح نفسي لحالة المريضة.يُلفت انتباه الجمهور للوهلة الأولى وهو يتأمّل المعلقة الرسمية للعمل عنوان المسرحية "بلا عنوان" وهو إحالة على المجهول والفوضى ودلالة كذلك على التيه والضياع. وقد جاء العنوان منسجما مع ديكور المسرحية وهو غرفة في مستشفى للأمراض النفسية ، وهذا المكان يرمز إلى التوتّر والاضطراب والجنون وهي حالات ستعبّر عنها الشخصية "سارة" في أحداث المسرحية على مدى ساعة من الزمن.
استهلّت مسرحية "بلا عنوان" بمشهد عبر تقنية خيال الظلّ تظهر فيه الشخصية وهي تترجم النصّ إلى رسومات مختلطة وخطوط متداخلة وغير مفهومة، ليتوضّح هذا الرسم بعد ذلك على شكل هيئة رجل كثيف الشعر، وهذا الرسم لهيئة الرجل سيكون في نهاية المسرحية أحد الأسباب الكامنة وراء حالة الاكتئاب الحادة التي تعرّضت لها شخصية "سارة".
لقد جعلت المخرجة مروى المناعي من هذا المكان (مستشفى الأمراض العقلية) فضاءً للتدرّج من العام إلى الخاص وممّا هو شاسع إلى ما هو ضيّق فأكثر ضيقا، بمعنى أن استهلال المسرحية كان انطلاقا من تقديم المكان ثمّ حضور الشخصية بعد ذلك ليكون الغوص تدريجيا في العالم الداخلي والذهني والنفسي لهذه الشخصية والكشف عن عالمها المشتّت والممزّق.
وقد لعبت الإضاءة في تقريب الصورة النفسية لشخصية "سارة": إذ كلما كانت الحالة النفسية أكثر انهيارا كانت الإضاءة أكثر قتامة وأكثر انحسارا، فهي بدت قاتمة سوداوية لتترجم الحالة النفسية لبطلة المسرحية ومعاناتها وتخدم مضمون هذا العمل وما يبرزه من صراع داخلي بين الشخصية وذاتها وبينها وبين العالم الخارجي. ومن أهمّ ما اتسمت به الشخصية أنها ظلّت مشوشة الذهن مختلطة المشاعر مسكونة بالخوف والرعب والشك وتذبذب الحالة النفسية. وهذه السمات جميعا ظلّت بدورها حبيسة المتفرج إلى نهاية العمل ليكتشف أنّ الأسباب الكامنة وراء حالة الاكتئاب الحاد للشخصية هو تعرّضها لاضطراب "ثنائي القطب" وهو عبارة عن حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية مفرطة أهمها حالات الاكتئاب.وات
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews