إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في ندوة فكرية حول المسرح وجمهوره.. تجارب ورؤى من تونس ومصر إلى أوروبا وأفريقيا

 تتواصل أشغال الندوة الفكرية الدولية لأيّام قرطاج المسرحية في نسختها الرابعة والعشرين المخصّصة لمحور " المسرح وجمهوره ،اليوم أو في اكتمال الفعل المسرحي " إلى يوم غد الأربعاء 6 ديسمبر، وهي ندوة انطلقت أشغالها أمس الاثنين، تحت إشراف الدكتور محمد المديوني ويشارك فيها على مدى ثلاثة أيام مسرحيون وباحثون في المسرح وفنون العرض ومديرو مسارح من تونس ومن الوطن العربي وأفريقيا وأوروبا.
الجلسة الأولى في اليوم الأول قدّمت فيها أربعة بحوث تعلّق كل بحث بتجربة محدّدة من مصر إلى السويد إلى تونس إلى ألمانيا، فالدكتورة نسرين ابراهيم من مصر قدّمت مداخلة بعنوان " الجمهور المرتاد للمسرح قراءة في الجهود البحثية المسرح المصري نموذجا " أبرزت من خلالها خلاصة دراسة ميدانية حول المسرح المصري وجمهوره شهادات توافقية لبعض القائمين على العمل المسرحي أنجزت سنة 1999 واعتبرت الدكتورة نسرين أن مرحلة الستينات عرفت ازدهارا في المسرح المصري بسبب اهتمام السلطة التي كانت ترى في المسرح وسيطا سياسيا لتمرير خطابها وقد أنعكس ذلك على الأهتمام بدور العرض وأسعار التذاكر والرقابة أيضا إذ أن السلطة كانت تريد توجيه الجمهور في نفس الاتجاه الإيديولوجي الذي تتبناه .
وتوقفت الباحثة المصرية أيضا عند مسرح الطفل الذي اعتبرته هو الضامن بأستمرار الممارسة المسرحية من خلال الاهتمام بتنشئة الجمهور على الفرجة المسرحية .ومن مصر أيضا ، قدّم الدكتور جمال ياقوت مداخلة بعنوان " المسرح وإشكالية الأحتياج دراسة في آليات بناء المسرح في مصر " طرح من خلالها سؤالا أساسيا هل نحتاج مسرحا في مصر ؟
ياقوت قال أن الإحصائيات تؤكد أن نسبة الإقبال على المسرح ضعيفة جدا قياسا بالتجربة الفنية في مصر وفسّر هذه الظاهرة بضعف البنية الأساسية من مسارح ودورعرض وغياب الداعمين الذين يشترطون نجوما لدعم العمل المسرحي وتراجع دعم للدولة للمسرح مقارنة بالسينما. كما دعا إلى ضرورة العناية بالمسرح المدرسي والجامعي لأنهما يؤمنان تواصل المسرح وتنشئة الجمهور خاصة .
أما فاضل الجاف من السويد ( من أصول عراقية كردية ) فقدّم مداخلة بعنوان " استراتيجيات تعزيز حضور الجمهور المسرحي في المسارح السويدية وأستعرض في مداخلته التجربة السويدية وقال أنّه فوجئ في منتصف السبعينات في مدينة ستوكهولم بتدريس مادة دور الجمهور في الدروس النظرية وتخصّص الحكومة السويدية سنويا 3 مليون أورو لدراسة توجّهات الجمهور وهي دراسات مطبوعة وموثّقة والاهتمام بالجمهور حسب فاضل الجاف يعود إلى قرن مضى .
وتنقسم المسارح في السويد إلى مسرح مملوك للدولة وهو المسرح الملكي الذي تموله الدولة بالكامل ومسرح مدينة ستوكهولم الذي تموله بلدية المدينة والمسرح الجوّال وهو مسرح يتنقّل بين المدن والقرى وله شبكة توزيع واسعة عبر آلاف الجمعيات التي تنظّم العروض وتبيع التذاكر عبر شبكة مندوبين.
وقال فاضل الجاف أن نجاح المسارح السويدية في استقطاب الجمهور يعود أساسا إلى التنوّع في التجربة وحلقات النقاش التفاعلية بين المسرحيين والجمهور أثر كل عرض والتسويق والحملات الإشهارية يضاف إلى ذلك تصميم المسارح والإضاءة وظروف العرض ووجود داعمين من مؤسسات ومواطنين .
ومن السويد إلى ألمانيا قدّم بيتر شبولر دراسة مليئة بالأرقام حول الحالة الألمانية التي يعتبر فيها المسرح عنصر أساسي في الحياة اليومية منذ القرنين السابع والتاسع عشر وكان المسرح في البداية مدعوم من الارستقراطية الألمانية ثم من الدولة والمسرح اليوم عنصر أساسي في الحركة الاقتصادية وتفيد البيانات أن 35 بالمائة من الألمان لهم تقليد الذهاب إلى المسرح الذي يعد أيضا شكلا من أشكال التربية والتعليم وأشار إلى أن هناك 37 مليون يتابعون العروض الكلاسيكية وأن النساء هن أكثر اهتماما بالمسرح وفي ألمانيا اليوم تنتج عروض باللغة الإنجليزية موجهة إلى المهاجرين في إطار دور المسرح في الإدماج الاجتماعي.
ولم تغب التجربة التونسية عن اليوم الأول في الندوة إذ قدّم الدكتور محمد مسعود إدريس مداخلة بعنوان الحلقات المفقودة لتوزيع مسرحي ناجع في تونس - الاتجاهات المسرحية في العشرية الأخيرة. واستند إدريس إلى تجارب في الإحصائيات وتحليل المضمون منها التقارير الصحفية والامنية الموجودة في الأرشيف الوطني حول فرقة الآداب التي تأسست سنة 1912 وكان الشيخ الثعالبي كاتبها العام وأرشيف المسرح البلدي في الثلاثينات من خلال نسب بيع التذاكر ونوعية المقاعد والتقارير الصحفية التي تتعرّض أحيانا إلى بعض المشاكل التي تحدث في العروض .
وتوقّف عند تجربة مركز الدراسات والبحوث والإحصاء حول الثقافة الذي تأسس سنة 1978 وتم آنذاك إنجاز دراسة مع رضا التليلي والهادي جلاب صدرت في كتاب صغير حول الجمهور .
وأشار الدكتور أدريس إلى أن منظومة الرعاية المسرحية المعروفة بالدعم ألغت السوق المسرحية ولم يعد بالإمكان تحديد الجمهور لغياب مقياس القيمة الفنية والجمالية .
وفي الجزء الثاني قدّمت الفنانة الروسية سفتلانا لفريتسوفا مديرة مسرح بريانتسيف بسانت بطرسبورغ مداخلة بعنوان " المشاهد في مسرح ذي أغراض خاصة نموذج مسرح بريانتسيف لجمهور الناشئة .وقدّمت تجربة هذا المسرح في الرهان على الجمهور الذي يبقى هو أساس المسرح فلا وجود لمسرح في غياب الجمهور وأشارت إلى العلاقة بين المسرح والجمهور من خلال تجربتها ومن خلال المهرجانات وورشات التكوين المسرحي.
أفريقيا كانت حاضرة من خلال تجربة المسرحي والفنان التشكيلي ألشينا ألاكايي من النيجر الذي قدّم تجربة فرقته منصّات النيجر التي تأسّست قبل أربعين عاما وقتها لم يكن هناك اهتمام بالمسرح من الجمهور لكن الفرقة اختارت الكوميديا كخيار فنيّ لخلق حاضنة جماهيرية وهو ما نجحت فيه وأصبحت لها جولات ليس في النيجر فقط بل في أوروبا وأفريقيا .
ومن النيجر أيضا قدّم المسرحي امادوا إدوارد لومبو مداخلة حول التجربة المسرحية في النيجر ومميزاتها والتي تنقسم أساسا إلى نمطين رئيسيين مسرح معاصر ومسرح شعبي فالمسرح الشعبي يعاني من الرؤية المسبقة للجمهور التي تؤثر على توجهات المسرحيين واختياراتهم والمسرح المعاصر المتهم بالاغتراب.
ولم تغب تجربة مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل عن هذه الندوة من خلال شهادة للمسرحية والباحثة أمينة الدشراوي المديرة السابقة للمهرجان التي حددت أربع فئات لجمهور المهرجان وهم الأولياء والأطفال والمسرحيين وجمهور آخر مختلف مشيرة إلى أن جمهور المهرجان متحوّل باستمرار ويتجدّد من خلال الفئات العمرية غير الثابتة.
وات
 
في ندوة فكرية حول المسرح وجمهوره..  تجارب ورؤى من تونس ومصر إلى أوروبا وأفريقيا
 تتواصل أشغال الندوة الفكرية الدولية لأيّام قرطاج المسرحية في نسختها الرابعة والعشرين المخصّصة لمحور " المسرح وجمهوره ،اليوم أو في اكتمال الفعل المسرحي " إلى يوم غد الأربعاء 6 ديسمبر، وهي ندوة انطلقت أشغالها أمس الاثنين، تحت إشراف الدكتور محمد المديوني ويشارك فيها على مدى ثلاثة أيام مسرحيون وباحثون في المسرح وفنون العرض ومديرو مسارح من تونس ومن الوطن العربي وأفريقيا وأوروبا.
الجلسة الأولى في اليوم الأول قدّمت فيها أربعة بحوث تعلّق كل بحث بتجربة محدّدة من مصر إلى السويد إلى تونس إلى ألمانيا، فالدكتورة نسرين ابراهيم من مصر قدّمت مداخلة بعنوان " الجمهور المرتاد للمسرح قراءة في الجهود البحثية المسرح المصري نموذجا " أبرزت من خلالها خلاصة دراسة ميدانية حول المسرح المصري وجمهوره شهادات توافقية لبعض القائمين على العمل المسرحي أنجزت سنة 1999 واعتبرت الدكتورة نسرين أن مرحلة الستينات عرفت ازدهارا في المسرح المصري بسبب اهتمام السلطة التي كانت ترى في المسرح وسيطا سياسيا لتمرير خطابها وقد أنعكس ذلك على الأهتمام بدور العرض وأسعار التذاكر والرقابة أيضا إذ أن السلطة كانت تريد توجيه الجمهور في نفس الاتجاه الإيديولوجي الذي تتبناه .
وتوقفت الباحثة المصرية أيضا عند مسرح الطفل الذي اعتبرته هو الضامن بأستمرار الممارسة المسرحية من خلال الاهتمام بتنشئة الجمهور على الفرجة المسرحية .ومن مصر أيضا ، قدّم الدكتور جمال ياقوت مداخلة بعنوان " المسرح وإشكالية الأحتياج دراسة في آليات بناء المسرح في مصر " طرح من خلالها سؤالا أساسيا هل نحتاج مسرحا في مصر ؟
ياقوت قال أن الإحصائيات تؤكد أن نسبة الإقبال على المسرح ضعيفة جدا قياسا بالتجربة الفنية في مصر وفسّر هذه الظاهرة بضعف البنية الأساسية من مسارح ودورعرض وغياب الداعمين الذين يشترطون نجوما لدعم العمل المسرحي وتراجع دعم للدولة للمسرح مقارنة بالسينما. كما دعا إلى ضرورة العناية بالمسرح المدرسي والجامعي لأنهما يؤمنان تواصل المسرح وتنشئة الجمهور خاصة .
أما فاضل الجاف من السويد ( من أصول عراقية كردية ) فقدّم مداخلة بعنوان " استراتيجيات تعزيز حضور الجمهور المسرحي في المسارح السويدية وأستعرض في مداخلته التجربة السويدية وقال أنّه فوجئ في منتصف السبعينات في مدينة ستوكهولم بتدريس مادة دور الجمهور في الدروس النظرية وتخصّص الحكومة السويدية سنويا 3 مليون أورو لدراسة توجّهات الجمهور وهي دراسات مطبوعة وموثّقة والاهتمام بالجمهور حسب فاضل الجاف يعود إلى قرن مضى .
وتنقسم المسارح في السويد إلى مسرح مملوك للدولة وهو المسرح الملكي الذي تموله الدولة بالكامل ومسرح مدينة ستوكهولم الذي تموله بلدية المدينة والمسرح الجوّال وهو مسرح يتنقّل بين المدن والقرى وله شبكة توزيع واسعة عبر آلاف الجمعيات التي تنظّم العروض وتبيع التذاكر عبر شبكة مندوبين.
وقال فاضل الجاف أن نجاح المسارح السويدية في استقطاب الجمهور يعود أساسا إلى التنوّع في التجربة وحلقات النقاش التفاعلية بين المسرحيين والجمهور أثر كل عرض والتسويق والحملات الإشهارية يضاف إلى ذلك تصميم المسارح والإضاءة وظروف العرض ووجود داعمين من مؤسسات ومواطنين .
ومن السويد إلى ألمانيا قدّم بيتر شبولر دراسة مليئة بالأرقام حول الحالة الألمانية التي يعتبر فيها المسرح عنصر أساسي في الحياة اليومية منذ القرنين السابع والتاسع عشر وكان المسرح في البداية مدعوم من الارستقراطية الألمانية ثم من الدولة والمسرح اليوم عنصر أساسي في الحركة الاقتصادية وتفيد البيانات أن 35 بالمائة من الألمان لهم تقليد الذهاب إلى المسرح الذي يعد أيضا شكلا من أشكال التربية والتعليم وأشار إلى أن هناك 37 مليون يتابعون العروض الكلاسيكية وأن النساء هن أكثر اهتماما بالمسرح وفي ألمانيا اليوم تنتج عروض باللغة الإنجليزية موجهة إلى المهاجرين في إطار دور المسرح في الإدماج الاجتماعي.
ولم تغب التجربة التونسية عن اليوم الأول في الندوة إذ قدّم الدكتور محمد مسعود إدريس مداخلة بعنوان الحلقات المفقودة لتوزيع مسرحي ناجع في تونس - الاتجاهات المسرحية في العشرية الأخيرة. واستند إدريس إلى تجارب في الإحصائيات وتحليل المضمون منها التقارير الصحفية والامنية الموجودة في الأرشيف الوطني حول فرقة الآداب التي تأسست سنة 1912 وكان الشيخ الثعالبي كاتبها العام وأرشيف المسرح البلدي في الثلاثينات من خلال نسب بيع التذاكر ونوعية المقاعد والتقارير الصحفية التي تتعرّض أحيانا إلى بعض المشاكل التي تحدث في العروض .
وتوقّف عند تجربة مركز الدراسات والبحوث والإحصاء حول الثقافة الذي تأسس سنة 1978 وتم آنذاك إنجاز دراسة مع رضا التليلي والهادي جلاب صدرت في كتاب صغير حول الجمهور .
وأشار الدكتور أدريس إلى أن منظومة الرعاية المسرحية المعروفة بالدعم ألغت السوق المسرحية ولم يعد بالإمكان تحديد الجمهور لغياب مقياس القيمة الفنية والجمالية .
وفي الجزء الثاني قدّمت الفنانة الروسية سفتلانا لفريتسوفا مديرة مسرح بريانتسيف بسانت بطرسبورغ مداخلة بعنوان " المشاهد في مسرح ذي أغراض خاصة نموذج مسرح بريانتسيف لجمهور الناشئة .وقدّمت تجربة هذا المسرح في الرهان على الجمهور الذي يبقى هو أساس المسرح فلا وجود لمسرح في غياب الجمهور وأشارت إلى العلاقة بين المسرح والجمهور من خلال تجربتها ومن خلال المهرجانات وورشات التكوين المسرحي.
أفريقيا كانت حاضرة من خلال تجربة المسرحي والفنان التشكيلي ألشينا ألاكايي من النيجر الذي قدّم تجربة فرقته منصّات النيجر التي تأسّست قبل أربعين عاما وقتها لم يكن هناك اهتمام بالمسرح من الجمهور لكن الفرقة اختارت الكوميديا كخيار فنيّ لخلق حاضنة جماهيرية وهو ما نجحت فيه وأصبحت لها جولات ليس في النيجر فقط بل في أوروبا وأفريقيا .
ومن النيجر أيضا قدّم المسرحي امادوا إدوارد لومبو مداخلة حول التجربة المسرحية في النيجر ومميزاتها والتي تنقسم أساسا إلى نمطين رئيسيين مسرح معاصر ومسرح شعبي فالمسرح الشعبي يعاني من الرؤية المسبقة للجمهور التي تؤثر على توجهات المسرحيين واختياراتهم والمسرح المعاصر المتهم بالاغتراب.
ولم تغب تجربة مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل عن هذه الندوة من خلال شهادة للمسرحية والباحثة أمينة الدشراوي المديرة السابقة للمهرجان التي حددت أربع فئات لجمهور المهرجان وهم الأولياء والأطفال والمسرحيين وجمهور آخر مختلف مشيرة إلى أن جمهور المهرجان متحوّل باستمرار ويتجدّد من خلال الفئات العمرية غير الثابتة.
وات
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews