اثبت الشاب مرتضى الفتيتي المنتشي بنجاح حفله الأخير على ركح المهرجان الدولي بقرطاج انه قد بلغ مرحلة النضج الفني ويمتلك الثقة اللازمة لامتاع قرابة 10 الاف متفرج تفاعلوا ليلة امس الأربعاء 02 اوت 2023 بالرقص و الغناء مع "يا ليل " ، 2000 كتاب ، " رايدة " ، " بورا بورا " و " حكايتكم وفات " ثم تاثر بعضهم حد البكاء مع أغاني " بابا" ثم " شدة و تزول " التي اهداها " ملك العشق " من اعلى ركح اامهرجان الدولي الى أهالي طبرقة التي يعيشون أوضاعا صعبة بعد موجة الحرائق.
و يدين ابن مدينة سوسة بنجاح حفله الذي شهد حضور وجوه إعلامية و فنية لموهبته الكبيرة و شخصيته القوية و خاصة العمل الممتاز الذي بذله فريق الإنتاج لاعداد مؤثرات بصرية و لوحات راقصة متناسقة، لكن يعاب على الفنان الشاب الذي لا يزال في بداية مسيرته اعتماده على أغاني غيره لتاثيث بعض فقرات السهرة التي دامت 120 دقيقة حيث غنى لام كلثوم مقطع من " الف ليلة و ليلة " و لميادة الحناوي " انا باعشقك " و لملحم بركات " و لا مرة " كما استنجد بكوكتال من التراث البنزرتي لامتاع الجمهور الذي ابدى في كل الأحوال رضاه التام على محتوى السهرة مع مطالبة إدارة المهرجان بصيانة التجهيزات الصوتية المهترئة التي كادت تفسد الحفل وهو امر غير مقبول في مهرجان بلغ دورته الأربعين.
حفل الراب امام شبابيك مغلقة
و تتواصل سهرات مهرجان بنزرت اليوم الخميس 03 اوت 2023 بحفل الراب الذي سيحييه الثلاثي بلينقوس، سامارا و سانفرا امام عدد قياسي من الجماهير استنفذت كل التذاكر التي تضاعف سعرها 04 مرات في السوق السوداء .
و كانت بعض الصفحات الاجتماعية قد أعلنت الثلاثاءالماضي نفاذ كل التذاكر قبل ان تنفي الخبر الهيئة الوقتية المسيرة للمهرجان و تؤكد في بيان رسمي ان " تذاكر عرض الراپ مازالت متوفرة و بالإمكان اقتناءها من شباك الحبيب بورڨيبة بنزرت عكس مايقع تداوله من معلومات مغلوطة "
هل تمت خوصصة مهرجان بنزرت!!؟
يذكر انه قد تم يوم 12 جويلية الماضي تنصيب هيئة مؤقتة لإدارة الدورة 40 لمهرجان بنزرت الدولي يبدو انها قد اختارت التعامل مع قائمة ضيقة من متعهدي الحفلات تفرض خيارات محدودة من العروض بعضها لفنانين فاشلين اعيدت برمجتهم هذه الدورة لارضاء " العرابنية " الذين يتحكمون في منافذ الحصن الاسباني الذي يحتضن السهرات وسط صمت مطبق من الهيئة التي تضم 08 أعضاء بعضهم اثر الغياب في حين اكد عضوان على الأقل انهما لن يترشحا للانتخابات القادمة .
و يبدو ان الصراعات التي شقت صفوف الهيئة قد اثرت على أدائها خلال هذه الدورة بعد ان مكنها التجانس من الصمود حتى امام ازمة الكورونا.
و لتجنب الافول السريع مثلما حدث لمهرجات عريقة أخرى يبدو ان على القائمين على الشأن الثقافي الابتعاد عن مبدا المحاصصة و الترضيات و المحافظة على عوامل النجاح و خاصة الدعوة لانتخاب هيئة جديدة في اقرب وقت مما يمكن من تصحيح مسار المهرجان الذي سيبقى دوليا رغم انه لم يتضمن خلال دورته هذه سوى عروضا محلية بعد ان استقبل خلال السنوات القليلة الماضية فنانين عالميين على غرار الكندية ناتشا سان بيار و الكوادوري ليو روخاص دون نسيان العشرات من المغنيين و المسرحين العرب و الأجانب و القامات التونسية التي تفرض الاحترام.
ساسي الطرابلسي