إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في افتتاح مهرجان قرطاج الدولي.."محفل".. مشوار غير حافل في درب الإبداع!!

أن يؤثث عرض "محفل" للفاضل الجزيري افتتاح مهرجان قرطاج الدولي أمس بمائة وعشرين عنصرا من عازفين ومنشدين وراقصين ومغنين، فذلك لم يكن كافيا لإبهار الجماهير التي غطت كامل أرجاء المسرح، وكانت بانتظار عرض مغاير ل"الحضرة" وأي عمل فني مستوحى من تراثنا، خاصة وأن صاحب المشروع هو رجل مسرح بالأساس..

ورغم التوزيع الدقيق للإضاءة الذي أضفى على المسرح العريق بعدا جماليا ساحرا لم يوفق الفاضل الجزيري، وبدا ذلك واضحا منذ البداية، في توظيف الكوريغرافيا وفي انتقاء ألوان الملابس التي كانت "على كل لون يا كريمة" مما خلق عائقا شكلا ومضمونا من حيث العلاقة بين اللوحات الراقصة والأغاني البدوية التراثية..

إيقاعات الجربي والفزاني واللعلاجي والغيطة والسعداوي والدرازي وبوزيقة والشاوي والمربع وبو نوارة والروك والجاز والبلوز وغيرها.. لم تستطع إنارة ذلك الجانب المظلم على مستوى الإخراج والسينوغرافيا، بل نوهت إلى أن نجاح أي عرض ضخم لا يتوقف بالضرورة عند تأمين العشرات من الفنانين لا سيما في ظل غياب الجانب الإبداعي..ذلك أن تقاليد العرس التونسي البدوي الذي حاول فريق العمل أن يكون وفيا لخصائصه، وإن بطريقة مختلفة في بعض المحطات، محاولة من الجزيري إضفاء نفس حديث من خلال الآلات الغربية إلى جانب الآلات الموسيقية التقليدية على غرار القصبة والزكرة والمزود.. تداخل، على المستوى الإبداعي، لم يخلق أي إضافة بل "أساء" لبعض الأغاني التونسية الخالدة

مثل "بين الوديان" لاسماعيل الحطاب أو "بجاه الله يا حب اسمعني" لامينة فاخت بآلات غربية وفسحة في عالم الروك... طبعا هذا لا ينفي القيمة الفنية لاصوات كل من آمنة الجزيري ويحيى الجزيري وعلي الجزيري ونضال اليحياوي ومحمد العايدي ومحمد علي شبيل وفوزية الكافية وأسامة النابلي وهيثم الحضيري وفتحي الماجري وسامي الرزقي.. أسماء باستطاعتها التألق أكثر لو أمنت "محفل" آخر...

أما عن حضور نور شيبة في آخر العرض فيعد "نشازا" على مستوى الفكرة باعتباره غنى البعض من أغانيه الخاصة وبأسلوبه المعتاد فكان بمثابة الفاصل الذي لا يمت ب"المحفل" بأية صلة بفكرة العرض..

"محفل" ليلة أمس لم يكن حافلا من حيث الابتكار والإبداع وكان خيبة أمل بالنسبة للعديد من الفنانين كما الجماهير التي انتظرت عرسا فنيا من قامة مسرحية في البلاد لتتفاجأ ب "عرس فوق سطح" حسب توصيف كثيرين سواء من أهل الفن أو من الحاضرين في عرض الافتتاح..

وليد عبداللاوي

ييي_3.jpg

في افتتاح مهرجان قرطاج الدولي.."محفل".. مشوار غير حافل في درب الإبداع!!

أن يؤثث عرض "محفل" للفاضل الجزيري افتتاح مهرجان قرطاج الدولي أمس بمائة وعشرين عنصرا من عازفين ومنشدين وراقصين ومغنين، فذلك لم يكن كافيا لإبهار الجماهير التي غطت كامل أرجاء المسرح، وكانت بانتظار عرض مغاير ل"الحضرة" وأي عمل فني مستوحى من تراثنا، خاصة وأن صاحب المشروع هو رجل مسرح بالأساس..

ورغم التوزيع الدقيق للإضاءة الذي أضفى على المسرح العريق بعدا جماليا ساحرا لم يوفق الفاضل الجزيري، وبدا ذلك واضحا منذ البداية، في توظيف الكوريغرافيا وفي انتقاء ألوان الملابس التي كانت "على كل لون يا كريمة" مما خلق عائقا شكلا ومضمونا من حيث العلاقة بين اللوحات الراقصة والأغاني البدوية التراثية..

إيقاعات الجربي والفزاني واللعلاجي والغيطة والسعداوي والدرازي وبوزيقة والشاوي والمربع وبو نوارة والروك والجاز والبلوز وغيرها.. لم تستطع إنارة ذلك الجانب المظلم على مستوى الإخراج والسينوغرافيا، بل نوهت إلى أن نجاح أي عرض ضخم لا يتوقف بالضرورة عند تأمين العشرات من الفنانين لا سيما في ظل غياب الجانب الإبداعي..ذلك أن تقاليد العرس التونسي البدوي الذي حاول فريق العمل أن يكون وفيا لخصائصه، وإن بطريقة مختلفة في بعض المحطات، محاولة من الجزيري إضفاء نفس حديث من خلال الآلات الغربية إلى جانب الآلات الموسيقية التقليدية على غرار القصبة والزكرة والمزود.. تداخل، على المستوى الإبداعي، لم يخلق أي إضافة بل "أساء" لبعض الأغاني التونسية الخالدة

مثل "بين الوديان" لاسماعيل الحطاب أو "بجاه الله يا حب اسمعني" لامينة فاخت بآلات غربية وفسحة في عالم الروك... طبعا هذا لا ينفي القيمة الفنية لاصوات كل من آمنة الجزيري ويحيى الجزيري وعلي الجزيري ونضال اليحياوي ومحمد العايدي ومحمد علي شبيل وفوزية الكافية وأسامة النابلي وهيثم الحضيري وفتحي الماجري وسامي الرزقي.. أسماء باستطاعتها التألق أكثر لو أمنت "محفل" آخر...

أما عن حضور نور شيبة في آخر العرض فيعد "نشازا" على مستوى الفكرة باعتباره غنى البعض من أغانيه الخاصة وبأسلوبه المعتاد فكان بمثابة الفاصل الذي لا يمت ب"المحفل" بأية صلة بفكرة العرض..

"محفل" ليلة أمس لم يكن حافلا من حيث الابتكار والإبداع وكان خيبة أمل بالنسبة للعديد من الفنانين كما الجماهير التي انتظرت عرسا فنيا من قامة مسرحية في البلاد لتتفاجأ ب "عرس فوق سطح" حسب توصيف كثيرين سواء من أهل الفن أو من الحاضرين في عرض الافتتاح..

وليد عبداللاوي

ييي_3.jpg

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews