بعد النجاح الكبير لمسلسلي "رقوج-المرمة" (رمضان 2024) و"رقوج الكنز" (رمضان 2025) واصل المخرج عبد الحميد بوشناق مع شقيقه حمزة الحلم ليتم تحويل العالم الفانتازي إلى تجربة تمثيلية حية على ركح مسرح الحمامات في افتتاح دورة المهرجان التاسعة والخمسين.
"الرقوجيون" أو من لم تطح لهم فرصة متابعة العمل في التلفزة على حد السواء، كان حضورهم عبارة عن بلوغ لحظات فارقة في كشف عوالم "رقوج" باعتبار أن "موندو" المسرح ليس كما التلفزة من حيث المباشرتية وتفاصيل التمثيل وكل عناصر الفرجة، فضلا عن أن مخرج "رقوج" كان مجبرا على تمرير الرسائل الفنية وضمان الفنتازيا بكل أبعادها على ركح مسرح الحمامات بأكثر من مائة ممثل بين عازفين وراقصين وأبطال العرض..
طبعا عبد الحميد بوشناق كان مدركا لكل تلك التفاصيل واستطاع أن يشد الجماهير التي غصت بها أمس مدارج مسرح الحمامات إلى آخر لحظة من العرض مسرحا وغناء وموسيقى كوستريكا.. تلك الإيقاعات اللاتينية الساحرة التي استلهمها بوشناق خاصة في بعض مقاطع أعماله المركبة سواء في "نوبة" أو "دشرة" حيث يظهر انفتاحه بوضوح على أنماط صوتية غير مألوفة..
عبد الحميد بوشناق، أمس، أطلق عنان إبداعه أيضا من خلال الرمزية المركبة التي تجسدت في شخصية "الديناري" رمز البيروقراطية الفاسدة ومحبوبة و"روزا" أيقونتا صراع متواصل وعنيد ضد العنف المسلط على المرأة.. رسائل طالتها أساليب من السخرية والتهكم والكوميديا السوداء في آن واحد.. كما المزج بين العالم الواقعي المألوف والعناصر الخارقة بطريقة تبدو طبيعية ضمن السياق الدرامي.. حيث يتقاطع الماضي بالحاضر وتُلغى الحدود بين الأحلام والواقع.. ضمن ما يسمى بالواقعية السحرية التي أبدى مخرج العرض تأثره بها كنمط أدبي خلال ندوة صحفية إثر إنهاء الحفل..
ومن المؤكد أن شقيق المخرج حمزة بوشناق كان له أيضا وقع كبير من حيث إعادة خلق المسلسل على خشبة المسرح عبر توظيف الموسيقى والألحان الرائعة كعنصر سردي رئيسي لا مجرد خلفية فضلا عن حضور قرابة العشرين راقصا.. وكوريغرافيا في غاية الجمال والتناسق مع كامل أحداث العرض..
"رقوج" على خشبة المسرح –وإن بدت مدة العرض طويلة بعض الشيء بالنسبة للبعض- يبقى العمل فنيا تجربة غنية في طرح الهوية التونسية بين التقليدي والحديث.. بين الواقع والخيال.. وبين السرد الشاعري والصوت الحي.. ليقدم نموذجا مبتكرا متعدد الأبعاد..
وليد عبد اللاوي
بعد النجاح الكبير لمسلسلي "رقوج-المرمة" (رمضان 2024) و"رقوج الكنز" (رمضان 2025) واصل المخرج عبد الحميد بوشناق مع شقيقه حمزة الحلم ليتم تحويل العالم الفانتازي إلى تجربة تمثيلية حية على ركح مسرح الحمامات في افتتاح دورة المهرجان التاسعة والخمسين.
"الرقوجيون" أو من لم تطح لهم فرصة متابعة العمل في التلفزة على حد السواء، كان حضورهم عبارة عن بلوغ لحظات فارقة في كشف عوالم "رقوج" باعتبار أن "موندو" المسرح ليس كما التلفزة من حيث المباشرتية وتفاصيل التمثيل وكل عناصر الفرجة، فضلا عن أن مخرج "رقوج" كان مجبرا على تمرير الرسائل الفنية وضمان الفنتازيا بكل أبعادها على ركح مسرح الحمامات بأكثر من مائة ممثل بين عازفين وراقصين وأبطال العرض..
طبعا عبد الحميد بوشناق كان مدركا لكل تلك التفاصيل واستطاع أن يشد الجماهير التي غصت بها أمس مدارج مسرح الحمامات إلى آخر لحظة من العرض مسرحا وغناء وموسيقى كوستريكا.. تلك الإيقاعات اللاتينية الساحرة التي استلهمها بوشناق خاصة في بعض مقاطع أعماله المركبة سواء في "نوبة" أو "دشرة" حيث يظهر انفتاحه بوضوح على أنماط صوتية غير مألوفة..
عبد الحميد بوشناق، أمس، أطلق عنان إبداعه أيضا من خلال الرمزية المركبة التي تجسدت في شخصية "الديناري" رمز البيروقراطية الفاسدة ومحبوبة و"روزا" أيقونتا صراع متواصل وعنيد ضد العنف المسلط على المرأة.. رسائل طالتها أساليب من السخرية والتهكم والكوميديا السوداء في آن واحد.. كما المزج بين العالم الواقعي المألوف والعناصر الخارقة بطريقة تبدو طبيعية ضمن السياق الدرامي.. حيث يتقاطع الماضي بالحاضر وتُلغى الحدود بين الأحلام والواقع.. ضمن ما يسمى بالواقعية السحرية التي أبدى مخرج العرض تأثره بها كنمط أدبي خلال ندوة صحفية إثر إنهاء الحفل..
ومن المؤكد أن شقيق المخرج حمزة بوشناق كان له أيضا وقع كبير من حيث إعادة خلق المسلسل على خشبة المسرح عبر توظيف الموسيقى والألحان الرائعة كعنصر سردي رئيسي لا مجرد خلفية فضلا عن حضور قرابة العشرين راقصا.. وكوريغرافيا في غاية الجمال والتناسق مع كامل أحداث العرض..
"رقوج" على خشبة المسرح –وإن بدت مدة العرض طويلة بعض الشيء بالنسبة للبعض- يبقى العمل فنيا تجربة غنية في طرح الهوية التونسية بين التقليدي والحديث.. بين الواقع والخيال.. وبين السرد الشاعري والصوت الحي.. ليقدم نموذجا مبتكرا متعدد الأبعاد..