إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

معرض الكتاب/ تقديم كتاب "تونس، المتوسط والموريسكيون: تكريمًا لسليمان مصطفى زبيس وميكال دي إيبالثا"

من المنتظر ان يتم تقديم كتاب "تونس، المتوسط والموريسكيون.. تكريمًا لسليمان مصطفى زبيس وميكال دي إيبالثا" بحضور عدد من المؤلفين المُشاركين فيه يوم السبت 27 أفريل 2024 بداية من الساعة 14:00 بمعرض تونس الدولي للكتاب بالكرم.

وفي مايلي تقديم الكتاب:

يُؤكد التاريخ، كما تُؤكد الجغرافيا أهمية تونس في البحر الأبيض المتوسط، وكيف أثّر موقعها بقوة في هوية البلاد. وجُود تونس في قلب بحر مار نوستروم Mare Nostrum، جعلها تلعب أدوارًا حاسمة، سواء في وقت السلم أو الحرب. في العصور الوسيطة، كانت تونس تحت حكم الحفصيين تلعب أدوارًا أساسية في التجارة البينية بين الشرق وأفريقيا جنوب الصحراء من جهة، والدول الأوروبية المتوسطية من جهة ثانية. كذلك، كان للحفصيين علاقات ديبلوماسية جيدة في معظم الأحيان مع عدد من القوى الأوروبية، على غرار حكام البندقية وملوك أراغون.

في زمن المواجهة، أي بداية من الثلث الثاني من القرن السادس عشر، مثلت تونس ساحة حرب بين الإمبراطوريتين الإسبانية والعثمانية. في صيف سنة 1534 سيطر خير الدين بربروسا حامل لواء العثمانيين على عاصمة البلاد، ما جعل السلطان الحفصي مولاي الحسن يلجئ للضفة الشمالية للمتوسط، طالبًا نجدة عدو عدوه الإمبراطور الإسباني كارلوس الخامس. في السنة الموالية، أي في صيف سنة 1535، هزم الإسبان الأتراك، ودفع سُكان مدينة تونس وأحوازها ثمنًا باهضًا من أرواحهم وأموالهم، ليستعيد الحفصيون ولو بصفة صُورية ملكهم المسلوب. كانت تونس خلال تقريبًا أربعين سنة تلت تحت حماية الإسبان، ولكن دون أن تكون محمية بصفة كاملة من هجمات العثمانيين، الذين استطاعوا سنة 1574 بصفة نهائية وحاسمة القضاء على الحفصيين والوجود الإسباني بالبلاد.

من جهة أخرى، لم تكن تونس كما يُصورها عددٌ من الكتابات الأوروبية فقط سجنًا كبيرًا لأسرى النشاط القرصني الذي ازدهر في بداية العصر الحديث، بل كانت أيضًا ملجأً ووطنًا جديدًا للمُهجرين الذين طردوا من شبه الجزيرة الإيبيرية في سنة 1492 وما تلاها بالنسبة لليهود السفارديم، وما بين 1609-1614 بالنسبة للموريسكيين. هؤلاء المهجرين، كانوا بمثابة السفراء بين ضفتي المتوسط الشمالية والجنوبية، حيث أثّروا بصفة قوية، لا تزال واضحة حتى اليوم في الهوية التونسية.

يطمح كتاب "تونس، المتوسط والموريسكيون: تكريمًا لسليمان مصطفى زبيس وميكال دي إيبالثا" لإبراز ودراسة هذا البعد المتوسطي في الهوية التونسية، بالاعتماد على مُقاربات ووجهات نظر مُختلفة، حيث اعتمد الباحثون التسع المُشاركون في الكِتاب الوسائل المنهجية التي يُتيحها تاريخ الفن، العمارة، التاريخ، التراث والأنثروبولوجيا.

تم تخصيص الجزء الأول من الكتاب للقيام بتقديم بيوغرافي وبيبلوغرافي للشخصيتين المحتفى بهما، حيث تولت الأستاذة والصحفية حنان زبيس من جامعة منوبة تدوين مقال بالفرنسية يحمل عنوان: "سليمان مُصطفى زبيس: رائد العمارة في تونس". هذا العمل ثري بالمعطيات حول السيرة الذاتية لزبيس، كما تلاه قائمة بالدراسات والكتب التي نشرها باللغات الفرنسية والعربية والإيطالية.

بالنسبة لميكال دي إيبالثا، فقد قدم لنا تلميذه وصديقهُ لويس برنباه بونس Luis Bernabé Pons من جامعة أليكانت مقالاً مهمًا بالإسبانية، لا يخلوا من العواطف الراقية حول العلاقة الوثيقة التي كانت تربط دي إيبالثا بتونس، لا فقط كإطار مكاني لأبحاثه، ولكن كبلد وشعب كان قريبًا جدًا إلى قلبه. القائمة البيبليوغرافية الطويلة التي جاءت في هذا المقال، تؤكد الاهتمام الكبير الذي أولاهُ دي إيبالثا للحضور الموريسكي في تونس ومُساهمته العظيمة في تطوير هذا الحقل المعرفي.

وقع تخصيص المحور الثاني من الكتاب إلى تاريخ الفن والمعمار، حيث خصصت الأستاذة كريستال باسكنس Cristelle Baskins من جامعة توفس بالولايات المتحدة الأمريكية دراستها المدونة بالإنجليزية للبحث في مختلف اللوحات التي رُسمت في أوروبا للسلطان الحفصي مولاي الحسن، محاولةً تفسير خلفيات وتطور هذه اللوحات. هذه الدراسة تُلقي الضوء على فترة شديدة الغموض في تاريخ تونس، أي نهاية حكم الحفصيين من خلال زاوية فريدة، هي تاريخ الفن.

من جهته، درس بورخا فرنكو يوبيس Borja Franco Llopis من الجامعة الوطنية للتعليم عن بعد بإسبانيا، رسومات وتمثُلات الموريسكيين والأتراك في الفن الإسباني الحديث. تُبين هذه الدراسة التأثيرات الكبيرة للصراع الداخلي مع "المسيحيين الجدد" أي الموريسكيين، والصراع الخارجي مع الأتراك العثمانيين في المتوسط، على ذهنية المجتمع الإسباني في نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر.

أما أحمد السعداوي من جامعة منوبة، فقد تناول بالدرس في مقاله الدسم باللغة الفرنسية عددًا هامًا من المعالم الموريسكية بحوض وادي مجردة. هذا المقال الثري بالوثائق والمعطيات غير المنشورة من قبل، يُبرز الدور الأساسي الذي لعبهُ الموريسكيون في التطور العمراني الذي عرفتهُ البلاد خلال القرن السابع عشر وحتى النصف الأول من القرن التاسع عشر. من جهة أخرى، يؤكد هذا المقال مُساهمة الموريسكيين في النهضة الاقتصادية النسبية التي عرفتها تونس خلال بداية الفترة الحديثة، فمثلاً النواعير المائية التي أنشأت على حوض وادي مجردة والسدود، كسد البطان لعبت دورًا أساسيًا في تطوير الفلاحة بالمنطقة واستصلاح الأراضي الزراعية.

يحتوي الجزء الثالث من الكتاب مقالاً وحيدًا باللغة الإسبانية، خصصهُ الباحثان حسام الدين شاشية من جامعة تونس ولويس برنباه بونس من جامعة أليكانت لدراسة السيرة الذاتية وأعمال أحمد الشريف الحنفي الأندلسي، وهو شخصية موريسكية تونسية على درجة كبيرة من الأهمية، لكنهُ وكما تُبين المُراجعة البيبليوغرافية التي صُدّر بها المقال لم يحظ بالدرجة الكافية من البحث. حاول المُؤلفان من خلال تحليل مسار هذه الشخصية منذ خروجه من إسبانيا مرورًا بفرنسا، فبلغراد ثم البوسنة، إسطنبول، بورصا وفي الأخير تونس، مُراجعة بعض القضايا المُرتبطة عمومًا بالشتات الموريسكي في المتوسط، وخصوصًا في تونس النصف الأول من القرن السابع عشر. بعد ذلك، درسا وقدما مخطوطات أحمد الحنفي الأندلسي، التي مازالت كلها غير منشورة وغير معروفة عند عموم الباحثين. هذه المخطوطات باللغتين الإسبانية والعربية، تنوعت مواضيعها بين الجدل الديني، العقيدة والعبادات الإسلامية، وتكشف الكثير من الجوانب عن الحياة الفكرية والثقافية للموريسكيين في تونس.

وقع تخصيص الجزء الرابع والأخير للمُقاربات التراثية والأنثروبولوجيا، حيث درست (باللغة الإسبانية) مارتا دومنقاث دياث Marta Domínguez Díaz من جامعة سانت غولن السويسرية الهوية الأندلسية أو الموريسكية في تونس المُعاصرة، مُبرزةً أن التاريخ الموريسكي مازال حاضرًا ولهُ وزن في أوساط أحفاد المطرودين، كما في عموم المُجتمع التونسي. في نفس الإطار، حاولت الأستاذة نائلة السعدي من جامعة تونس دراسة (باللعة الفرنسية) تطور تمثّل هوية قرية تكرونة الجبلية، التي عُرفت أساسًا بالأصول البربرية لسكانها وبدرجة أقل الأصول الموريسكية. حاولت الكاتبة تحليل تطور هذه الهوية من خلال العودة للمصادر، العمارة والشهادات الشفوية.

كان الزيتون الشجرة التي جمعت تقريبًا كل سكان البحر الأبيض المتوسط حول مائدة أو نظام غذائي واحد، هو محور دراسة (باللغة الفرنسية) الأستاذ محمد الفريني من جامعة تونس. ركز الباحث اهتمامهُ أساسًا على استعمالات المرأة التونسية لشجرة الزيتون، بدون إغفال القيام بمُقاربات مع مُجتمعات متوسطية أخرى.

إجمالاً، من خلال مُختلف هذه المقالات والمُقاربات المتنوعة، حاول مُؤلفو الكتاب إبراز أهمية دراسة التاريخ والتراث التونسي في علاقة ببُعده المتوسطي، مُؤكدين من خلال النتائج التي توصلوا إليها، على أن طريق البحث في المتوسط والموريسكيين الذي شقهُ سليمان مُصطفى زبيس وميكال دي إيبالثا مازال طريقًا واعدًا، يستحق مزيد الدراسة والاعتناء.

 

معرض الكتاب/ تقديم كتاب "تونس، المتوسط والموريسكيون: تكريمًا لسليمان مصطفى زبيس وميكال دي إيبالثا"

من المنتظر ان يتم تقديم كتاب "تونس، المتوسط والموريسكيون.. تكريمًا لسليمان مصطفى زبيس وميكال دي إيبالثا" بحضور عدد من المؤلفين المُشاركين فيه يوم السبت 27 أفريل 2024 بداية من الساعة 14:00 بمعرض تونس الدولي للكتاب بالكرم.

وفي مايلي تقديم الكتاب:

يُؤكد التاريخ، كما تُؤكد الجغرافيا أهمية تونس في البحر الأبيض المتوسط، وكيف أثّر موقعها بقوة في هوية البلاد. وجُود تونس في قلب بحر مار نوستروم Mare Nostrum، جعلها تلعب أدوارًا حاسمة، سواء في وقت السلم أو الحرب. في العصور الوسيطة، كانت تونس تحت حكم الحفصيين تلعب أدوارًا أساسية في التجارة البينية بين الشرق وأفريقيا جنوب الصحراء من جهة، والدول الأوروبية المتوسطية من جهة ثانية. كذلك، كان للحفصيين علاقات ديبلوماسية جيدة في معظم الأحيان مع عدد من القوى الأوروبية، على غرار حكام البندقية وملوك أراغون.

في زمن المواجهة، أي بداية من الثلث الثاني من القرن السادس عشر، مثلت تونس ساحة حرب بين الإمبراطوريتين الإسبانية والعثمانية. في صيف سنة 1534 سيطر خير الدين بربروسا حامل لواء العثمانيين على عاصمة البلاد، ما جعل السلطان الحفصي مولاي الحسن يلجئ للضفة الشمالية للمتوسط، طالبًا نجدة عدو عدوه الإمبراطور الإسباني كارلوس الخامس. في السنة الموالية، أي في صيف سنة 1535، هزم الإسبان الأتراك، ودفع سُكان مدينة تونس وأحوازها ثمنًا باهضًا من أرواحهم وأموالهم، ليستعيد الحفصيون ولو بصفة صُورية ملكهم المسلوب. كانت تونس خلال تقريبًا أربعين سنة تلت تحت حماية الإسبان، ولكن دون أن تكون محمية بصفة كاملة من هجمات العثمانيين، الذين استطاعوا سنة 1574 بصفة نهائية وحاسمة القضاء على الحفصيين والوجود الإسباني بالبلاد.

من جهة أخرى، لم تكن تونس كما يُصورها عددٌ من الكتابات الأوروبية فقط سجنًا كبيرًا لأسرى النشاط القرصني الذي ازدهر في بداية العصر الحديث، بل كانت أيضًا ملجأً ووطنًا جديدًا للمُهجرين الذين طردوا من شبه الجزيرة الإيبيرية في سنة 1492 وما تلاها بالنسبة لليهود السفارديم، وما بين 1609-1614 بالنسبة للموريسكيين. هؤلاء المهجرين، كانوا بمثابة السفراء بين ضفتي المتوسط الشمالية والجنوبية، حيث أثّروا بصفة قوية، لا تزال واضحة حتى اليوم في الهوية التونسية.

يطمح كتاب "تونس، المتوسط والموريسكيون: تكريمًا لسليمان مصطفى زبيس وميكال دي إيبالثا" لإبراز ودراسة هذا البعد المتوسطي في الهوية التونسية، بالاعتماد على مُقاربات ووجهات نظر مُختلفة، حيث اعتمد الباحثون التسع المُشاركون في الكِتاب الوسائل المنهجية التي يُتيحها تاريخ الفن، العمارة، التاريخ، التراث والأنثروبولوجيا.

تم تخصيص الجزء الأول من الكتاب للقيام بتقديم بيوغرافي وبيبلوغرافي للشخصيتين المحتفى بهما، حيث تولت الأستاذة والصحفية حنان زبيس من جامعة منوبة تدوين مقال بالفرنسية يحمل عنوان: "سليمان مُصطفى زبيس: رائد العمارة في تونس". هذا العمل ثري بالمعطيات حول السيرة الذاتية لزبيس، كما تلاه قائمة بالدراسات والكتب التي نشرها باللغات الفرنسية والعربية والإيطالية.

بالنسبة لميكال دي إيبالثا، فقد قدم لنا تلميذه وصديقهُ لويس برنباه بونس Luis Bernabé Pons من جامعة أليكانت مقالاً مهمًا بالإسبانية، لا يخلوا من العواطف الراقية حول العلاقة الوثيقة التي كانت تربط دي إيبالثا بتونس، لا فقط كإطار مكاني لأبحاثه، ولكن كبلد وشعب كان قريبًا جدًا إلى قلبه. القائمة البيبليوغرافية الطويلة التي جاءت في هذا المقال، تؤكد الاهتمام الكبير الذي أولاهُ دي إيبالثا للحضور الموريسكي في تونس ومُساهمته العظيمة في تطوير هذا الحقل المعرفي.

وقع تخصيص المحور الثاني من الكتاب إلى تاريخ الفن والمعمار، حيث خصصت الأستاذة كريستال باسكنس Cristelle Baskins من جامعة توفس بالولايات المتحدة الأمريكية دراستها المدونة بالإنجليزية للبحث في مختلف اللوحات التي رُسمت في أوروبا للسلطان الحفصي مولاي الحسن، محاولةً تفسير خلفيات وتطور هذه اللوحات. هذه الدراسة تُلقي الضوء على فترة شديدة الغموض في تاريخ تونس، أي نهاية حكم الحفصيين من خلال زاوية فريدة، هي تاريخ الفن.

من جهته، درس بورخا فرنكو يوبيس Borja Franco Llopis من الجامعة الوطنية للتعليم عن بعد بإسبانيا، رسومات وتمثُلات الموريسكيين والأتراك في الفن الإسباني الحديث. تُبين هذه الدراسة التأثيرات الكبيرة للصراع الداخلي مع "المسيحيين الجدد" أي الموريسكيين، والصراع الخارجي مع الأتراك العثمانيين في المتوسط، على ذهنية المجتمع الإسباني في نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر.

أما أحمد السعداوي من جامعة منوبة، فقد تناول بالدرس في مقاله الدسم باللغة الفرنسية عددًا هامًا من المعالم الموريسكية بحوض وادي مجردة. هذا المقال الثري بالوثائق والمعطيات غير المنشورة من قبل، يُبرز الدور الأساسي الذي لعبهُ الموريسكيون في التطور العمراني الذي عرفتهُ البلاد خلال القرن السابع عشر وحتى النصف الأول من القرن التاسع عشر. من جهة أخرى، يؤكد هذا المقال مُساهمة الموريسكيين في النهضة الاقتصادية النسبية التي عرفتها تونس خلال بداية الفترة الحديثة، فمثلاً النواعير المائية التي أنشأت على حوض وادي مجردة والسدود، كسد البطان لعبت دورًا أساسيًا في تطوير الفلاحة بالمنطقة واستصلاح الأراضي الزراعية.

يحتوي الجزء الثالث من الكتاب مقالاً وحيدًا باللغة الإسبانية، خصصهُ الباحثان حسام الدين شاشية من جامعة تونس ولويس برنباه بونس من جامعة أليكانت لدراسة السيرة الذاتية وأعمال أحمد الشريف الحنفي الأندلسي، وهو شخصية موريسكية تونسية على درجة كبيرة من الأهمية، لكنهُ وكما تُبين المُراجعة البيبليوغرافية التي صُدّر بها المقال لم يحظ بالدرجة الكافية من البحث. حاول المُؤلفان من خلال تحليل مسار هذه الشخصية منذ خروجه من إسبانيا مرورًا بفرنسا، فبلغراد ثم البوسنة، إسطنبول، بورصا وفي الأخير تونس، مُراجعة بعض القضايا المُرتبطة عمومًا بالشتات الموريسكي في المتوسط، وخصوصًا في تونس النصف الأول من القرن السابع عشر. بعد ذلك، درسا وقدما مخطوطات أحمد الحنفي الأندلسي، التي مازالت كلها غير منشورة وغير معروفة عند عموم الباحثين. هذه المخطوطات باللغتين الإسبانية والعربية، تنوعت مواضيعها بين الجدل الديني، العقيدة والعبادات الإسلامية، وتكشف الكثير من الجوانب عن الحياة الفكرية والثقافية للموريسكيين في تونس.

وقع تخصيص الجزء الرابع والأخير للمُقاربات التراثية والأنثروبولوجيا، حيث درست (باللغة الإسبانية) مارتا دومنقاث دياث Marta Domínguez Díaz من جامعة سانت غولن السويسرية الهوية الأندلسية أو الموريسكية في تونس المُعاصرة، مُبرزةً أن التاريخ الموريسكي مازال حاضرًا ولهُ وزن في أوساط أحفاد المطرودين، كما في عموم المُجتمع التونسي. في نفس الإطار، حاولت الأستاذة نائلة السعدي من جامعة تونس دراسة (باللعة الفرنسية) تطور تمثّل هوية قرية تكرونة الجبلية، التي عُرفت أساسًا بالأصول البربرية لسكانها وبدرجة أقل الأصول الموريسكية. حاولت الكاتبة تحليل تطور هذه الهوية من خلال العودة للمصادر، العمارة والشهادات الشفوية.

كان الزيتون الشجرة التي جمعت تقريبًا كل سكان البحر الأبيض المتوسط حول مائدة أو نظام غذائي واحد، هو محور دراسة (باللغة الفرنسية) الأستاذ محمد الفريني من جامعة تونس. ركز الباحث اهتمامهُ أساسًا على استعمالات المرأة التونسية لشجرة الزيتون، بدون إغفال القيام بمُقاربات مع مُجتمعات متوسطية أخرى.

إجمالاً، من خلال مُختلف هذه المقالات والمُقاربات المتنوعة، حاول مُؤلفو الكتاب إبراز أهمية دراسة التاريخ والتراث التونسي في علاقة ببُعده المتوسطي، مُؤكدين من خلال النتائج التي توصلوا إليها، على أن طريق البحث في المتوسط والموريسكيين الذي شقهُ سليمان مُصطفى زبيس وميكال دي إيبالثا مازال طريقًا واعدًا، يستحق مزيد الدراسة والاعتناء.

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews