إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في "الشارقة الدولي للكتاب 40": أي علاقة بين السيناريو والرواية .. وهل يمكن للشاشة ان تتقبل القصة وأفكار الكاتب كما هي؟

 

الزمن.. البحث عن الشهرة والمال فرضا ان تكون القصة في خدمة السينما

  • كتّاب الرواية انبهروا بجمال تقنيات السينما فجعلوا ممّا يكتبوه متحركا

 

الشارقة –الصباح-من مبعوثنا سفيان رجب

بين الرواية والسيناريو.. أية علاقة؟؟  هل يمكن للرواية او القصة ان تتحول الى سيناريو وهل يمكن للسيناريو ان يتحول الى رواية؟؟ هل بإمكان الروائي ان يكتب للشاشة وهل بإمكان السيناريست ان يكتب القصة؟؟ جملة من التساؤلات كانت محور احدى جلسات الدورة 40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب والتي تحدث فيها كلاً من الأكاديمي السعودي د. حسن النعمي استاذ اللغة والادب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، والاسباني غابي مارتينيز الكاتب وكاتب سيناريو والصحفي.

الجلسة الحوارية كانت تحت عنوان  "نكتب للشاشة" وهو ما يعني مبدئيا كتابة السيناريو.. لكن هل الشاشة لا تتقبل الا السيناريو الذي يتحول الى مرئي وهل ان الورقي لم يعد يستهوي الكتاب؟؟ 

الرواية مجردة والسينما مجسدة

الدكتور حسن النعمي اكد  وأجاب عن هذه التساؤلات بقوله إن هذا الطرح يتطلب العودة إلى أصل العلاقة بين الرواية والسينما، فالرواية هي فن التجريد لأنها مجردة من الصورة الحية التي يتخيلها القارئ المتلقي الذي يكتفي فقط بما يقرا دون إضافة ولا تاويل، أما السينما، فهي صورة مجسدة تنتقل إلى المشاهد مباشرة، لتبدأ خلالها وبعدها عملية التأويل والاضافة لمقاصد السيناريست وما أراد قوله وما غاب عنه"..

 وقال: "منذ بداية السينما، قامت الأفلام بفضل الروايات المكتوبة التي تم نقلها إلى الشاشة لتتحول القصة من ورقات الى صور ولم تكن هناك كتابات مخصصة للسينما او ما يعرف حاليا بالسيناريو. كما أن كتاب القصة والرواية انبهروا بجمال تقنيات السينما واستثمروها بطريقة ما في النص الروائي وجعلوا ممّا يكتبوه متحركا وليس جامدا، من ذلك ابداعات الـ"فلاش باك" التي لا يمكن ان تكون في الرواية ولكنها تبدو رائعة وجذابة ومغرية في السينما.. لذلك وبعد اقتباس القصة نحو السينما بدأ التحول نحو الكتابة مباشرة للسينما ليكون السيناريو ويتحول الكاتب والمؤلف القصصي الى سيناريست".

ويواصل حسن النعمي انه بالإضافة الى اغراءات السينما الفنية، فان لهذه الأخيرة كذلك اغراءات مادية منها الشهرة والمال.. فكاتب القصة يبقى بعيدا عن الأضواء مع استثناءات اما كاتب السيناريو فانه يخرج مباشرة الى الأضواء والشهرة باعتبار سرعة الوصول الى المتلقي وانتشار الصورة اكبر والتركيز الإعلامي على الصورة دون الكتاب  إضافة للاشهار السخي الذي يقوم به المنتج في السينما ولا يقوم به الناشر في القصة، هذا الى جانب الاغراءات المالية التي يقدمها المنتج السينمائي ولا يقدمها الناشر.

وتابع: "لكن كل ذلك له مقابل، وهو ان الكاتب للسينما سيضحي بأفكاره التي أرادها، فالسيناريو يتغير عن القصة والمنتج وخاصة المخرج يتدخلان في النص ويعدلانه وفق رؤيتهما الشخصية وليس وفق رؤية السيناريست وفي الغالب تتم إضافة اسم المخرج في السيناريو ليتحول النص الى مشترك.. وبالتالي يكون المال والشهرة مقابل التنازل عن الأفكار واحيانا الاسم.."

وأضاف النعمي:"ّمن الممكن أن تكون العلاقة حرة بين السيناريو والرواية، بحيث تكون القصة الروائية مرجعاً للنص السينمائي عند الضرورة عندما لا يمكن نقل النص الروائي كما هو إلى العمل السينمائي أو التلفزيوني، ولا بد من التدخل فيه بما يخدم العمل ولنا في قصص نجيب محفوظ وغيره التي تحولت الى السينما احسن مثال".

المال جعل القصة في خدمة السينما

الاسباني غابي مارتينيز الذي جمع بين الكتابة الصحفية وكتابة الرواية وكتابة السينما أوضح أسباب تحوّل الروائي من الورقة والكتاب الى الصورة والشاشة وعلل ذلك أولا بالأهداف الشخصية للكاتب والرغبة في سرعة الانتشار التي لا يوفرها الكتاب وايضا الربح المادي الذي توفره الشاشة عكس القصة والرواية هذا الى جانب العزوف عن القراءة الذي جعل المتلقي يتجه الى الشاشة مما يجبر المؤلف على الابتعاد عن استهداف القارئ ويتجه نحو استهداف المشاهد.

ويرى مارتينيز أن العلاقة موجودة بين القصة والسيناريو وان الزمن فرض ان تكون القصة في خدمة السينما مشيرا ان المنتجين هم بالأساس تجار ومستثمرين خيروا التوجه نحو الكسب عبر الشاشة الكبيرة او الصغيرة وأنهم يضعون أموالهم لاسترجاعها لاحقا وفوقها الأرباح ، وعليه خصصوا كل إمكانياتهم للاستثمار الناجح في هذه الصناعة عبر اختيار القصة أولا واختيار من يجسد فصولها وذلك لتقديم القصة بشكل مغاير يحافظ على  الأفكار الواردة فيها بالطريقة المثلى مع تنقيحات يتطلبها الفيلم هناك من يرفضها في البداية لكن الضرورة والاغراءات تحتم عليه القبول في النهاية.

وختم مارتينيز حديثه بان تجربته اثبتت ان الروائي سيبقى روائيا في الاخير ..قائلا انه لم يكن يتخيل ويتطلع الى كتابة  السيناريو يوماً، ولكن الصدفة قادته إلى التعاون في هذا المجال، وعندها أدرك أن هناك بعض التباينات في آليات العمل على الطرفين، فالسيناريو عمل جماعي غالباً يتداخل فيه الكاتب والمخرج واحيانا المنتج، ويتطلب ذهنية مختلفة وملامح محددة، أما في حالة الرواية فان العمل شخصي بالأساس والقلم يكتب الا ما يدور في ذهن صاحبه".

ولفت إلى أن الروائي الذي يتجه إلى الكتابة للشاشة يجب عليه ان يضع عديد الاعتبارات عند كتابة أي جملة منها المؤثرات الصوتية والاضاءة والمشاهد الداخلية والخارجية ومشاهد النهار والليل.. وقال ان قوانين اللعبة تغيرت والكاتب يجب ان يقبل بتعديل أفكاره في السينما وهذا بالتأكيد له مقابل ليبقى الكاتب مسؤول عما كتبه في نصه الروائي، ولا علاقة له بما يعرض على الشاشة لان ما يعرض على الشاشة ينسب في الأخير للمخرج وحده.

في "الشارقة الدولي للكتاب 40": أي علاقة بين السيناريو والرواية .. وهل يمكن للشاشة ان تتقبل القصة وأفكار الكاتب كما هي؟

 

الزمن.. البحث عن الشهرة والمال فرضا ان تكون القصة في خدمة السينما

  • كتّاب الرواية انبهروا بجمال تقنيات السينما فجعلوا ممّا يكتبوه متحركا

 

الشارقة –الصباح-من مبعوثنا سفيان رجب

بين الرواية والسيناريو.. أية علاقة؟؟  هل يمكن للرواية او القصة ان تتحول الى سيناريو وهل يمكن للسيناريو ان يتحول الى رواية؟؟ هل بإمكان الروائي ان يكتب للشاشة وهل بإمكان السيناريست ان يكتب القصة؟؟ جملة من التساؤلات كانت محور احدى جلسات الدورة 40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب والتي تحدث فيها كلاً من الأكاديمي السعودي د. حسن النعمي استاذ اللغة والادب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، والاسباني غابي مارتينيز الكاتب وكاتب سيناريو والصحفي.

الجلسة الحوارية كانت تحت عنوان  "نكتب للشاشة" وهو ما يعني مبدئيا كتابة السيناريو.. لكن هل الشاشة لا تتقبل الا السيناريو الذي يتحول الى مرئي وهل ان الورقي لم يعد يستهوي الكتاب؟؟ 

الرواية مجردة والسينما مجسدة

الدكتور حسن النعمي اكد  وأجاب عن هذه التساؤلات بقوله إن هذا الطرح يتطلب العودة إلى أصل العلاقة بين الرواية والسينما، فالرواية هي فن التجريد لأنها مجردة من الصورة الحية التي يتخيلها القارئ المتلقي الذي يكتفي فقط بما يقرا دون إضافة ولا تاويل، أما السينما، فهي صورة مجسدة تنتقل إلى المشاهد مباشرة، لتبدأ خلالها وبعدها عملية التأويل والاضافة لمقاصد السيناريست وما أراد قوله وما غاب عنه"..

 وقال: "منذ بداية السينما، قامت الأفلام بفضل الروايات المكتوبة التي تم نقلها إلى الشاشة لتتحول القصة من ورقات الى صور ولم تكن هناك كتابات مخصصة للسينما او ما يعرف حاليا بالسيناريو. كما أن كتاب القصة والرواية انبهروا بجمال تقنيات السينما واستثمروها بطريقة ما في النص الروائي وجعلوا ممّا يكتبوه متحركا وليس جامدا، من ذلك ابداعات الـ"فلاش باك" التي لا يمكن ان تكون في الرواية ولكنها تبدو رائعة وجذابة ومغرية في السينما.. لذلك وبعد اقتباس القصة نحو السينما بدأ التحول نحو الكتابة مباشرة للسينما ليكون السيناريو ويتحول الكاتب والمؤلف القصصي الى سيناريست".

ويواصل حسن النعمي انه بالإضافة الى اغراءات السينما الفنية، فان لهذه الأخيرة كذلك اغراءات مادية منها الشهرة والمال.. فكاتب القصة يبقى بعيدا عن الأضواء مع استثناءات اما كاتب السيناريو فانه يخرج مباشرة الى الأضواء والشهرة باعتبار سرعة الوصول الى المتلقي وانتشار الصورة اكبر والتركيز الإعلامي على الصورة دون الكتاب  إضافة للاشهار السخي الذي يقوم به المنتج في السينما ولا يقوم به الناشر في القصة، هذا الى جانب الاغراءات المالية التي يقدمها المنتج السينمائي ولا يقدمها الناشر.

وتابع: "لكن كل ذلك له مقابل، وهو ان الكاتب للسينما سيضحي بأفكاره التي أرادها، فالسيناريو يتغير عن القصة والمنتج وخاصة المخرج يتدخلان في النص ويعدلانه وفق رؤيتهما الشخصية وليس وفق رؤية السيناريست وفي الغالب تتم إضافة اسم المخرج في السيناريو ليتحول النص الى مشترك.. وبالتالي يكون المال والشهرة مقابل التنازل عن الأفكار واحيانا الاسم.."

وأضاف النعمي:"ّمن الممكن أن تكون العلاقة حرة بين السيناريو والرواية، بحيث تكون القصة الروائية مرجعاً للنص السينمائي عند الضرورة عندما لا يمكن نقل النص الروائي كما هو إلى العمل السينمائي أو التلفزيوني، ولا بد من التدخل فيه بما يخدم العمل ولنا في قصص نجيب محفوظ وغيره التي تحولت الى السينما احسن مثال".

المال جعل القصة في خدمة السينما

الاسباني غابي مارتينيز الذي جمع بين الكتابة الصحفية وكتابة الرواية وكتابة السينما أوضح أسباب تحوّل الروائي من الورقة والكتاب الى الصورة والشاشة وعلل ذلك أولا بالأهداف الشخصية للكاتب والرغبة في سرعة الانتشار التي لا يوفرها الكتاب وايضا الربح المادي الذي توفره الشاشة عكس القصة والرواية هذا الى جانب العزوف عن القراءة الذي جعل المتلقي يتجه الى الشاشة مما يجبر المؤلف على الابتعاد عن استهداف القارئ ويتجه نحو استهداف المشاهد.

ويرى مارتينيز أن العلاقة موجودة بين القصة والسيناريو وان الزمن فرض ان تكون القصة في خدمة السينما مشيرا ان المنتجين هم بالأساس تجار ومستثمرين خيروا التوجه نحو الكسب عبر الشاشة الكبيرة او الصغيرة وأنهم يضعون أموالهم لاسترجاعها لاحقا وفوقها الأرباح ، وعليه خصصوا كل إمكانياتهم للاستثمار الناجح في هذه الصناعة عبر اختيار القصة أولا واختيار من يجسد فصولها وذلك لتقديم القصة بشكل مغاير يحافظ على  الأفكار الواردة فيها بالطريقة المثلى مع تنقيحات يتطلبها الفيلم هناك من يرفضها في البداية لكن الضرورة والاغراءات تحتم عليه القبول في النهاية.

وختم مارتينيز حديثه بان تجربته اثبتت ان الروائي سيبقى روائيا في الاخير ..قائلا انه لم يكن يتخيل ويتطلع الى كتابة  السيناريو يوماً، ولكن الصدفة قادته إلى التعاون في هذا المجال، وعندها أدرك أن هناك بعض التباينات في آليات العمل على الطرفين، فالسيناريو عمل جماعي غالباً يتداخل فيه الكاتب والمخرج واحيانا المنتج، ويتطلب ذهنية مختلفة وملامح محددة، أما في حالة الرواية فان العمل شخصي بالأساس والقلم يكتب الا ما يدور في ذهن صاحبه".

ولفت إلى أن الروائي الذي يتجه إلى الكتابة للشاشة يجب عليه ان يضع عديد الاعتبارات عند كتابة أي جملة منها المؤثرات الصوتية والاضاءة والمشاهد الداخلية والخارجية ومشاهد النهار والليل.. وقال ان قوانين اللعبة تغيرت والكاتب يجب ان يقبل بتعديل أفكاره في السينما وهذا بالتأكيد له مقابل ليبقى الكاتب مسؤول عما كتبه في نصه الروائي، ولا علاقة له بما يعرض على الشاشة لان ما يعرض على الشاشة ينسب في الأخير للمخرج وحده.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews