وجد المهندس حسن فتحي الخيط الرابط بين مجال الهندسة المعمارية و التنمية المستدامة من خلال العودة للعمارة التقليدية، بهدف خلق نمط جديد للحياة تكون فيه الأنظمة الحيوية متجددة تضمن حاجيات سكان الحاضر و أجيال المستقبل.
كانت قرية القرنة المصرية نموذجا فعال لمفهوم الإستدامة حيث التزمت بالمعايير البيئية لتحقق شكل العمارة الأيكولوجية الصديقة للبيئة كان هدف المهندس حسن فتحي العودة للعمارة التقليدية وخصائصها العمرانية لتقلل من التأثير السلبي الضار بالبيئة عبر استخدام مواد بديلة وخامات مصدرها الطبيعة يتم تطبيق منهج الإقتصاد الدائري كأسلوب في ذلك من الأرض إلى الأرض.
أدرجت قرية القرنة ضمن التراث الحضري في 1971 لإقتباسها من المباني النوبية التقليدية وذلك على مستوى الشكل والتصميم والخامات و شيدت بمواد طبيعية تخليدا لفلسفة ما يسمى "عمارة الفقراء" أين واجه النوبي تحدي البيئة القاسية إلى أن انتهى به الأمر صوب معالجة المواد البسيطة والسهلة المتاحة في الطبيعة واستعمالها كمواد أولية. لطالما عهدنا الاستخدام الدائم لخامات و مواد بنائية تضر بالمحيط و تعود بالسلب على الإنسان و لها أضرار واضحة عند تصنيعها و البناء بها.
حث المهندس حسن فتحي على ضرورة العودة إلى الطرق التقليدية في البناء و هندسة العمارات الحديثة يكون فيها الطوب والقش والأعشاب مواد خام من الأرض إلى الأرض بعد إنتهاء عمر المنشأة ترجع المواد إلى منبعها الأساسي ليعاد استعمالها مرة أخرى بطرق مختلفة كطاقة بديلة وتكون الاستدامة أسلوب حياة حتى يصنع الأفراد واقعهم الأخضر.
البيئة مختنقة تبحث عن بديل بالعودة إلى مواد غير سامة وملوثة فبدل الإسمنت والخرسانات والحديد والزجاج نرى المعماري حسن فتحي وقد استعمل مواد أخرى بديلة مصدرها الطبيعة مواد خام تحافظ على البيئة كالطمي النيل والقش والحجر والطوب الأخضر والدهانات الخضراء مستغنيا عن المواد الضارة.
الطوب والطمي و الطين، مادة أولية اعتمدها النوبي في بناء منزله وجعل منها حسن فتحي مادة عملية تقليدية في بنائه قرية القرنة التي تتميز بسمك جدرانها و عوازلها الظلية و علو قبابها وتعمل جلها كمفاعلات حرارية تسعى إلى ترشيد استهلاك وتقلل من استخدام الطاقة. كما استعمل المهندس حسن فتحي ذات النمط المتبع في المنزل النوبي فكانت الأسقف من جذوع و سعف النخيل ودمج الطوب بالقش الخفيف ليضمن تماسكه عند البناء كما عمد إلى هندسة القرية على ذات النسق الذي اتبعه النوبي ليحقق الإستدامة و ابتكار مواد بديلة للبناء.
بقلم: هالة ماجوري
باحثة في مجال الفن والتصميم والوسائط الفنية
وجد المهندس حسن فتحي الخيط الرابط بين مجال الهندسة المعمارية و التنمية المستدامة من خلال العودة للعمارة التقليدية، بهدف خلق نمط جديد للحياة تكون فيه الأنظمة الحيوية متجددة تضمن حاجيات سكان الحاضر و أجيال المستقبل.
كانت قرية القرنة المصرية نموذجا فعال لمفهوم الإستدامة حيث التزمت بالمعايير البيئية لتحقق شكل العمارة الأيكولوجية الصديقة للبيئة كان هدف المهندس حسن فتحي العودة للعمارة التقليدية وخصائصها العمرانية لتقلل من التأثير السلبي الضار بالبيئة عبر استخدام مواد بديلة وخامات مصدرها الطبيعة يتم تطبيق منهج الإقتصاد الدائري كأسلوب في ذلك من الأرض إلى الأرض.
أدرجت قرية القرنة ضمن التراث الحضري في 1971 لإقتباسها من المباني النوبية التقليدية وذلك على مستوى الشكل والتصميم والخامات و شيدت بمواد طبيعية تخليدا لفلسفة ما يسمى "عمارة الفقراء" أين واجه النوبي تحدي البيئة القاسية إلى أن انتهى به الأمر صوب معالجة المواد البسيطة والسهلة المتاحة في الطبيعة واستعمالها كمواد أولية. لطالما عهدنا الاستخدام الدائم لخامات و مواد بنائية تضر بالمحيط و تعود بالسلب على الإنسان و لها أضرار واضحة عند تصنيعها و البناء بها.
حث المهندس حسن فتحي على ضرورة العودة إلى الطرق التقليدية في البناء و هندسة العمارات الحديثة يكون فيها الطوب والقش والأعشاب مواد خام من الأرض إلى الأرض بعد إنتهاء عمر المنشأة ترجع المواد إلى منبعها الأساسي ليعاد استعمالها مرة أخرى بطرق مختلفة كطاقة بديلة وتكون الاستدامة أسلوب حياة حتى يصنع الأفراد واقعهم الأخضر.
البيئة مختنقة تبحث عن بديل بالعودة إلى مواد غير سامة وملوثة فبدل الإسمنت والخرسانات والحديد والزجاج نرى المعماري حسن فتحي وقد استعمل مواد أخرى بديلة مصدرها الطبيعة مواد خام تحافظ على البيئة كالطمي النيل والقش والحجر والطوب الأخضر والدهانات الخضراء مستغنيا عن المواد الضارة.
الطوب والطمي و الطين، مادة أولية اعتمدها النوبي في بناء منزله وجعل منها حسن فتحي مادة عملية تقليدية في بنائه قرية القرنة التي تتميز بسمك جدرانها و عوازلها الظلية و علو قبابها وتعمل جلها كمفاعلات حرارية تسعى إلى ترشيد استهلاك وتقلل من استخدام الطاقة. كما استعمل المهندس حسن فتحي ذات النمط المتبع في المنزل النوبي فكانت الأسقف من جذوع و سعف النخيل ودمج الطوب بالقش الخفيف ليضمن تماسكه عند البناء كما عمد إلى هندسة القرية على ذات النسق الذي اتبعه النوبي ليحقق الإستدامة و ابتكار مواد بديلة للبناء.