إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

محمود بيرم التونسي في معرض تونس الدولي للكتاب.. بيرم كان شاعر العامة ونادى بالتحرّر والانعتاق

 

 

 

 تكريما للشاعر المصري ذي الأصول التونسية بيرم التونسي، استضافت الدورة 38 لمعرض تونس الدولي للكتاب (19 - 28 أفريل 2024)، مساء اليوم السبت بقصر المعارض بالكرم، المستشار محمود عبد الفتاح مصطفى بيرم التونسي حفيد شاعر الشعب بيرم التونسي، الذي كان مرفوقا بحرمه الإعلامية في إذاعة صوت الشعب هالة يوسف. وقد خصص هذا اللقاء الذي أداره الإعلامي رمزي منصوري، للحديث عن بيرم التونسي وحياته وأبرز أعماله.

استهلّ محمود بيرم التونسي، وهو حفيد من الجيل الخامس للشاعر بيرم التونسي، بالقول إنه ينحدر من من عائلة لها جذور تونسية. وعاد بحديثه إلى تاريخ سنة 1571، عندما قدم حسين بيرم مع العثمانيين لطرد الإسبان من ميناء حلق الوادي، ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة الاسكندرية في مصر.

وذكّر محمود بيرم التونسي بأن أدب بيرم التونسي ينتمي إلى الأدب الشعبي، موضّحا أن بيرم التونسي عندما لُقّب بشاعر العامة فذلك نسبة إلى الانتماء والنجاح والقرب من الشعب.

وفي معرض حديثه عن التجربة النضالية لبيرم التونسي، أفاد أن هذا الشاعر كان له وصف آخر للجوع: "فقد كان ينظر إلى واجهة محلات الحلويات والمطاعم حتى يُشبع عينه وأنه هو من شبع". ويضيف أن بيرم التونسي كان ما يهمّه ويشغله هو الإنسان العربي عموما وأنه كان يأمل في تحقيق حلمه بتحرّر الأوطان العربية من الاستعمار الغربي الذي نهب خيراتها وفقّر شعوبها.

ويقول محمود بيرم التونسي أيضا إن جدّه (بيرم التونسي) لطالما نادى بالتحرّر حتى إنه كان أيضا يُعادي السلطة الحاكمة التي تمنح الاستعمار الغطاء الشعبي، لذلك لم يتردّد يوما في تحريض الإنسان العربي على التحرّر والانعتاق من قيود الاستعمار.

ويُصنّف حفيد بيرم التونسي حياة جدّه إلى مرحلتيْن، أوّلهما "مرحلة المعاناة"، فهو ابن بيئته ومجتمعه العربي وكان أكثر ما يؤلمه أن يرى أهله حفاة عراة، فقد توفي والده وهو في عمر مبكّر ممّا اضطرّه إلى بيع نصيبه من مصنع الحرير إلى أبناء عمومته. وأضاف: "بعد وفاة والدته ورث عنها منزلا وسوّغه بملاليم قليلة، لكنه كان مضطهدا من المجلس البلدي الذي شكّله الاستعمار البريطاني، فقد كان يُجبر على دفع ضرائب باهضة لقاء تسويغ المنزل وتفوق قيمتها حتى قيمة تسويغ هذا المحل، ومن هنا وُلدت قصيدة "المجلس البلدي" من رحم هذه المعاناة".

وأما المرحلة الثانية من حياة بيرم التونسي فكانت عقب نجاح قصيدة "المجلس البلدي" هذه، التي فسحت له المجال أمام كتابة الشعر وتأليف الأغاني. ويؤكد محمود بيرم التونسي أن جدّه كان يمتلك مشروعا فكريا كاملا للتحرّر وكان ينتقد أم كلثوم ذاتها عندما أُعجب بصوتها الذي لم يكن يتناسب مع كلمات الأغاني التي كانت تؤديها وفق تقديره .

وعن أثر تونس على بيرم التونسي في علاقة بالأغنية، قال الحفيد إن بيرم التونسي لما رجع متسلّلا إلى مصر سنة 1937، اشتغل على أغنية "عزيزة ويونس" باللهجة التونسية كإهداء إلى أهله في تونس، وهي أغنية حقّقت انتشارا واسعا ونجاحا منقطع النظير في مصر والعالم العربي.

وختم محمود بيرم التونسي مداخلته بالحديث عن بيرم التونسي الرجل الذي "لايعير أهمية لحياته مقابل اهتمامه بالنص الأدبي" ذلك أنه يعتبر حياته شأنا خاصا تهمّه وحده، أما مشروعه الأدبي فيهمّ الإنسان العربي. وذكر أيضا أن لقاء بيرم التونسي بسيّد درويش كان لحظة تاريخية أسّست لمشاريع مسرحية موسيقية.

وقالت الإعلامية المصرية هالة يوسف (حرم محمود بيرم التونسي) إن كلمات الأغاني التي ألفها بيرم التونسي وجدت صدى كبيرا في البلاد العربية، فهذا الشاعر المتفرد ألّف عديد الأغاني التي أدّتها كوكب الشرق أم كلثوم وفريد الأطرش وظلّ يردّدها كثير من المطربين العرب اليوم.

والشاعر بيرم التونسي هو من مواليد 23 مارس 1893 وتوفي يوم 5 جانفي سنة 1961، وهو مصري وُلد لعائلة تونسية تعيش في مدينة الاسكندرية. ويُعتبر من أشهر شعراء العامية المصرية. له عشرات الأعمال الشعرية غنت منها أم كلثوم أكثر من 10 أغان أشهرها "أنا في انتظارك" و"غنيلي شوي شوي" و"أهل الهوى" و"يا صباح الخير" وغيرها. كما غنى له فريد الأطرش من روائعه "بساط الريح" و"أحبابنا يا عيني" و"الليلة نور هل علينا" وغنى له محمد عبد الوهاب "محلاها عيشة الفلاح". كما ألّف عديد الأغاني الوطنية والأعمال الإذاعية والكوميديا الموسيقية

.وات

محمود بيرم التونسي في معرض تونس الدولي للكتاب.. بيرم كان شاعر العامة ونادى بالتحرّر والانعتاق

 

 

 

 تكريما للشاعر المصري ذي الأصول التونسية بيرم التونسي، استضافت الدورة 38 لمعرض تونس الدولي للكتاب (19 - 28 أفريل 2024)، مساء اليوم السبت بقصر المعارض بالكرم، المستشار محمود عبد الفتاح مصطفى بيرم التونسي حفيد شاعر الشعب بيرم التونسي، الذي كان مرفوقا بحرمه الإعلامية في إذاعة صوت الشعب هالة يوسف. وقد خصص هذا اللقاء الذي أداره الإعلامي رمزي منصوري، للحديث عن بيرم التونسي وحياته وأبرز أعماله.

استهلّ محمود بيرم التونسي، وهو حفيد من الجيل الخامس للشاعر بيرم التونسي، بالقول إنه ينحدر من من عائلة لها جذور تونسية. وعاد بحديثه إلى تاريخ سنة 1571، عندما قدم حسين بيرم مع العثمانيين لطرد الإسبان من ميناء حلق الوادي، ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة الاسكندرية في مصر.

وذكّر محمود بيرم التونسي بأن أدب بيرم التونسي ينتمي إلى الأدب الشعبي، موضّحا أن بيرم التونسي عندما لُقّب بشاعر العامة فذلك نسبة إلى الانتماء والنجاح والقرب من الشعب.

وفي معرض حديثه عن التجربة النضالية لبيرم التونسي، أفاد أن هذا الشاعر كان له وصف آخر للجوع: "فقد كان ينظر إلى واجهة محلات الحلويات والمطاعم حتى يُشبع عينه وأنه هو من شبع". ويضيف أن بيرم التونسي كان ما يهمّه ويشغله هو الإنسان العربي عموما وأنه كان يأمل في تحقيق حلمه بتحرّر الأوطان العربية من الاستعمار الغربي الذي نهب خيراتها وفقّر شعوبها.

ويقول محمود بيرم التونسي أيضا إن جدّه (بيرم التونسي) لطالما نادى بالتحرّر حتى إنه كان أيضا يُعادي السلطة الحاكمة التي تمنح الاستعمار الغطاء الشعبي، لذلك لم يتردّد يوما في تحريض الإنسان العربي على التحرّر والانعتاق من قيود الاستعمار.

ويُصنّف حفيد بيرم التونسي حياة جدّه إلى مرحلتيْن، أوّلهما "مرحلة المعاناة"، فهو ابن بيئته ومجتمعه العربي وكان أكثر ما يؤلمه أن يرى أهله حفاة عراة، فقد توفي والده وهو في عمر مبكّر ممّا اضطرّه إلى بيع نصيبه من مصنع الحرير إلى أبناء عمومته. وأضاف: "بعد وفاة والدته ورث عنها منزلا وسوّغه بملاليم قليلة، لكنه كان مضطهدا من المجلس البلدي الذي شكّله الاستعمار البريطاني، فقد كان يُجبر على دفع ضرائب باهضة لقاء تسويغ المنزل وتفوق قيمتها حتى قيمة تسويغ هذا المحل، ومن هنا وُلدت قصيدة "المجلس البلدي" من رحم هذه المعاناة".

وأما المرحلة الثانية من حياة بيرم التونسي فكانت عقب نجاح قصيدة "المجلس البلدي" هذه، التي فسحت له المجال أمام كتابة الشعر وتأليف الأغاني. ويؤكد محمود بيرم التونسي أن جدّه كان يمتلك مشروعا فكريا كاملا للتحرّر وكان ينتقد أم كلثوم ذاتها عندما أُعجب بصوتها الذي لم يكن يتناسب مع كلمات الأغاني التي كانت تؤديها وفق تقديره .

وعن أثر تونس على بيرم التونسي في علاقة بالأغنية، قال الحفيد إن بيرم التونسي لما رجع متسلّلا إلى مصر سنة 1937، اشتغل على أغنية "عزيزة ويونس" باللهجة التونسية كإهداء إلى أهله في تونس، وهي أغنية حقّقت انتشارا واسعا ونجاحا منقطع النظير في مصر والعالم العربي.

وختم محمود بيرم التونسي مداخلته بالحديث عن بيرم التونسي الرجل الذي "لايعير أهمية لحياته مقابل اهتمامه بالنص الأدبي" ذلك أنه يعتبر حياته شأنا خاصا تهمّه وحده، أما مشروعه الأدبي فيهمّ الإنسان العربي. وذكر أيضا أن لقاء بيرم التونسي بسيّد درويش كان لحظة تاريخية أسّست لمشاريع مسرحية موسيقية.

وقالت الإعلامية المصرية هالة يوسف (حرم محمود بيرم التونسي) إن كلمات الأغاني التي ألفها بيرم التونسي وجدت صدى كبيرا في البلاد العربية، فهذا الشاعر المتفرد ألّف عديد الأغاني التي أدّتها كوكب الشرق أم كلثوم وفريد الأطرش وظلّ يردّدها كثير من المطربين العرب اليوم.

والشاعر بيرم التونسي هو من مواليد 23 مارس 1893 وتوفي يوم 5 جانفي سنة 1961، وهو مصري وُلد لعائلة تونسية تعيش في مدينة الاسكندرية. ويُعتبر من أشهر شعراء العامية المصرية. له عشرات الأعمال الشعرية غنت منها أم كلثوم أكثر من 10 أغان أشهرها "أنا في انتظارك" و"غنيلي شوي شوي" و"أهل الهوى" و"يا صباح الخير" وغيرها. كما غنى له فريد الأطرش من روائعه "بساط الريح" و"أحبابنا يا عيني" و"الليلة نور هل علينا" وغنى له محمد عبد الوهاب "محلاها عيشة الفلاح". كما ألّف عديد الأغاني الوطنية والأعمال الإذاعية والكوميديا الموسيقية

.وات

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews