كلنا عابرون في مسار عابر..لو دامت للسابق لما وصلت للاحق.'تلك حكمة الايام وفلسفة الزمن التي تغيب على صاحب السلطة لحظة وهم تملٌكه الحقيقة المطلقة ..مؤخرا وتزامنا مع قدوم الوزيرة الجديدة اعلنت وزارة التربية عن حركة في سلك المندوبين الجهويين للتربية في أكثر من ولاية تم بمقتضاها إعفاء البعض ونقل آخرين.وتتأى أهمية هذا التحوير من توقيته اوٌلا (قبيل الامتحانات الوطنية) ومن عدد المندوبيات التي شملها التغيير او الإعفاء ثانيا .والسمة الغالبة على هذه التعيينات هي محاولة "إنصاف"!!! بعض "المظلومين" زمن "السلاوتي" او "البوغديري". فهل كان كل الذين شملهم غضب الوزيريْن السابقيْن مظلومين فعلا!!؟؟هل أمسى السلاوتي والبوغديري جلٌاديْن عذرا منظوريهما طيلة عبورهما في شارع باب بنات!!؟؟؟يظل هذا السؤال معلٌقا ولكل زاوية نظره ورؤيته لتسيير الوزارة..على أن الثابت هو ان لكل مرحلة رجالها تلك هي الحقيقة التي لا يمكن إنكارها واعجب لذلك الذي يريد أن يكون رجل كل الأوقات.. ويبقى السؤال معلقا هل أن خطة مندوب جهوي للتربية منصب سياسيٌ تطاله رياح التغيير كلما هبٌ وزير جديد!!!؟؟؟
في كل حركة لمندوبي التربية يحضر السؤال التالي:ايٌ دور للمندوب الجهوي للتربية في خضم المنظومة التعليمية!؟؟هذا المسؤول هو في الاصل منسق الإدارات الفرعية ولا يمكن أن يكون مفردا بصيغة الجمع...عمل المندوب اولا وأساسا savoir faire faire اي كيف يجعل الفريق يعمل بتناغم ...يراد لهذا الفرد أن يمشي على البيض دون أن يكسره وبمجرٌد أن يظهر شق في بيضة من البيضات يكون رأس المندوب اول المطلوبين.لست في وارد من يدافع عن مندوبي التربية فهم الذين اختاروا موقعهم وعليهم تحمل مسؤولياتهم بشجاعة..لكن بدا لي انهم في اغلبهم كالكرام على موائد اللئام يتحملون وزر اخطاء غيرهم عمدا او عن حسن نيٌة.تجد في كل مندوبية مجموعات هي اشبه بالجزر المتباعدة والمتناحرة..ترى وضاعة وحقارة من أجل 50دينارا وبعض لترات بنزين..ترى ضربا تحت الحزام وتكتلات وحكايات ووشايات عدوانية لخدمة مصالح شخصية...كل هذه الحمم البركانية يتعامل معها المندوب بمنطق رجل المطافئ عليه ان يخمد النار في انتظار ان تتجدٌد ....يجد نفسه أمام انتهازيين(هذا إن لم يكن بدوره انتهازيا) قادهم صغر نفوسهم وتهافتهم إلى إضمار الشرٌ لبعضهم وهم يدركون عندما يعودون إلى مرآة أفعالهم أنهم خواء'وانهم لا يستحمون إلا في المياه الراكدة العفنة...ومن المهازل في اكثر من مندوبية أن تجد مسؤولا موكولا إليه التخطيط والاستشراف علاقته بالمندوبية لترات البنزين والمسكن الوظيفي الذي يحرص على تأمينه بطرق ملتوية تؤكد خسته وتفاهته وحقارته.. فاي دور للمندوب والقاع قد امتلأ بالدسائس والنفاق والضحكة الصفراء التي تخفي سم العداوة !!؟؟
إصلاح وضع المندوبيات لا يكون بتغيير الوجوه ووضع إسماعيل مكان الصادق فقط بل بالتفكير في إعادة النظر في الهيكلة.. ومن سرٌ بتعيين الوزيرة سيبتئس بإعفاء الوزير القادم له ...بعض الإدارات الفرعية لا معنى لها وهي لتاثيث الفراغ بمدير جالس ومدير مساعد واقف لا إنتاج ولا إنتاجية.!!!!. الخطط في المندوبيات كثيرة والعطاء قليل تماما كجيش مدجج بالجنرالات دون جنود !!!.متى نضع خارطة طريق إصلاح تعليم يحدد ملامح المتخرٌج في قادم الأيام؟متى تنطلق شرارة الإصلاح بعيدا عن التسويق الايديولوجي والنباح السياسي؟متى يتكلم الخبراء الحقيقيون لا أولئك المكلفون بمهام من احزابهم!!؟؟؟
كل حركة هي اجتهاد ولا يخلو اجتهاد من أخطاء..ثمة مندوبون جاءت بهم الصدفة وكم من نكرة علما وثقافة أصبح مندوبا جهويا للتربية وهو عاجز عن كتابة فقرة او بناء فكرة او حل مشكل صغير ،وثمة مندوبون على درجة من التمكن وفيهم من وقع إعفاؤه وهو جدير بالبقاء.
إنٌ إصلاح التعليم بناء مجتمعي يضبط تصوراته خبراء عقلانيون جدليون متمكنون هم ابعد ما يكونون عن ادران السياسة وبركها الوسخة.ومتى دخلت الشعبوية افسدت مسار الإصلاح ومسيرته.
على الوزيرة أن تدرك-وهي تعلم- أن المسعدي الصوربوني قاد فريق عمل لإصلاح التعليم متحملا كل المسؤولية في الصراع مع الزواتنة،وان المرحوم محمد الشرفي كان صاحب رؤية لنا أن نتفق معها وان نختلف ،جمع من حوله خبراء اجتهدوا اصابوا في نواح واخفقوا في اخرى .لكن بعد2011تحول إصلاح التعليم إلى إعلان إشهاري سياسي يرى الناس لافتاته على قارعة الطريق تشير إليه لكن لا يرونه مجسدا على أرض الواقع. ..وما على الوزير المعين إلا أن يكون صاحب مشروع ورؤية وان يحسن اختيار فريق العمل مدركا صعوبة الإنجاز في دولة صغيرة المساحة كبيرة المشاكل قضى ابناؤها سنة يتناقشون حول فصل في الدستور "تونس دولة دينها الإسلام ولغتها العربية"ام" تونس دولة مسلمة لغتها العربية "..
محمد صالح مجيٌد
كلنا عابرون في مسار عابر..لو دامت للسابق لما وصلت للاحق.'تلك حكمة الايام وفلسفة الزمن التي تغيب على صاحب السلطة لحظة وهم تملٌكه الحقيقة المطلقة ..مؤخرا وتزامنا مع قدوم الوزيرة الجديدة اعلنت وزارة التربية عن حركة في سلك المندوبين الجهويين للتربية في أكثر من ولاية تم بمقتضاها إعفاء البعض ونقل آخرين.وتتأى أهمية هذا التحوير من توقيته اوٌلا (قبيل الامتحانات الوطنية) ومن عدد المندوبيات التي شملها التغيير او الإعفاء ثانيا .والسمة الغالبة على هذه التعيينات هي محاولة "إنصاف"!!! بعض "المظلومين" زمن "السلاوتي" او "البوغديري". فهل كان كل الذين شملهم غضب الوزيريْن السابقيْن مظلومين فعلا!!؟؟هل أمسى السلاوتي والبوغديري جلٌاديْن عذرا منظوريهما طيلة عبورهما في شارع باب بنات!!؟؟؟يظل هذا السؤال معلٌقا ولكل زاوية نظره ورؤيته لتسيير الوزارة..على أن الثابت هو ان لكل مرحلة رجالها تلك هي الحقيقة التي لا يمكن إنكارها واعجب لذلك الذي يريد أن يكون رجل كل الأوقات.. ويبقى السؤال معلقا هل أن خطة مندوب جهوي للتربية منصب سياسيٌ تطاله رياح التغيير كلما هبٌ وزير جديد!!!؟؟؟
في كل حركة لمندوبي التربية يحضر السؤال التالي:ايٌ دور للمندوب الجهوي للتربية في خضم المنظومة التعليمية!؟؟هذا المسؤول هو في الاصل منسق الإدارات الفرعية ولا يمكن أن يكون مفردا بصيغة الجمع...عمل المندوب اولا وأساسا savoir faire faire اي كيف يجعل الفريق يعمل بتناغم ...يراد لهذا الفرد أن يمشي على البيض دون أن يكسره وبمجرٌد أن يظهر شق في بيضة من البيضات يكون رأس المندوب اول المطلوبين.لست في وارد من يدافع عن مندوبي التربية فهم الذين اختاروا موقعهم وعليهم تحمل مسؤولياتهم بشجاعة..لكن بدا لي انهم في اغلبهم كالكرام على موائد اللئام يتحملون وزر اخطاء غيرهم عمدا او عن حسن نيٌة.تجد في كل مندوبية مجموعات هي اشبه بالجزر المتباعدة والمتناحرة..ترى وضاعة وحقارة من أجل 50دينارا وبعض لترات بنزين..ترى ضربا تحت الحزام وتكتلات وحكايات ووشايات عدوانية لخدمة مصالح شخصية...كل هذه الحمم البركانية يتعامل معها المندوب بمنطق رجل المطافئ عليه ان يخمد النار في انتظار ان تتجدٌد ....يجد نفسه أمام انتهازيين(هذا إن لم يكن بدوره انتهازيا) قادهم صغر نفوسهم وتهافتهم إلى إضمار الشرٌ لبعضهم وهم يدركون عندما يعودون إلى مرآة أفعالهم أنهم خواء'وانهم لا يستحمون إلا في المياه الراكدة العفنة...ومن المهازل في اكثر من مندوبية أن تجد مسؤولا موكولا إليه التخطيط والاستشراف علاقته بالمندوبية لترات البنزين والمسكن الوظيفي الذي يحرص على تأمينه بطرق ملتوية تؤكد خسته وتفاهته وحقارته.. فاي دور للمندوب والقاع قد امتلأ بالدسائس والنفاق والضحكة الصفراء التي تخفي سم العداوة !!؟؟
إصلاح وضع المندوبيات لا يكون بتغيير الوجوه ووضع إسماعيل مكان الصادق فقط بل بالتفكير في إعادة النظر في الهيكلة.. ومن سرٌ بتعيين الوزيرة سيبتئس بإعفاء الوزير القادم له ...بعض الإدارات الفرعية لا معنى لها وهي لتاثيث الفراغ بمدير جالس ومدير مساعد واقف لا إنتاج ولا إنتاجية.!!!!. الخطط في المندوبيات كثيرة والعطاء قليل تماما كجيش مدجج بالجنرالات دون جنود !!!.متى نضع خارطة طريق إصلاح تعليم يحدد ملامح المتخرٌج في قادم الأيام؟متى تنطلق شرارة الإصلاح بعيدا عن التسويق الايديولوجي والنباح السياسي؟متى يتكلم الخبراء الحقيقيون لا أولئك المكلفون بمهام من احزابهم!!؟؟؟
كل حركة هي اجتهاد ولا يخلو اجتهاد من أخطاء..ثمة مندوبون جاءت بهم الصدفة وكم من نكرة علما وثقافة أصبح مندوبا جهويا للتربية وهو عاجز عن كتابة فقرة او بناء فكرة او حل مشكل صغير ،وثمة مندوبون على درجة من التمكن وفيهم من وقع إعفاؤه وهو جدير بالبقاء.
إنٌ إصلاح التعليم بناء مجتمعي يضبط تصوراته خبراء عقلانيون جدليون متمكنون هم ابعد ما يكونون عن ادران السياسة وبركها الوسخة.ومتى دخلت الشعبوية افسدت مسار الإصلاح ومسيرته.
على الوزيرة أن تدرك-وهي تعلم- أن المسعدي الصوربوني قاد فريق عمل لإصلاح التعليم متحملا كل المسؤولية في الصراع مع الزواتنة،وان المرحوم محمد الشرفي كان صاحب رؤية لنا أن نتفق معها وان نختلف ،جمع من حوله خبراء اجتهدوا اصابوا في نواح واخفقوا في اخرى .لكن بعد2011تحول إصلاح التعليم إلى إعلان إشهاري سياسي يرى الناس لافتاته على قارعة الطريق تشير إليه لكن لا يرونه مجسدا على أرض الواقع. ..وما على الوزير المعين إلا أن يكون صاحب مشروع ورؤية وان يحسن اختيار فريق العمل مدركا صعوبة الإنجاز في دولة صغيرة المساحة كبيرة المشاكل قضى ابناؤها سنة يتناقشون حول فصل في الدستور "تونس دولة دينها الإسلام ولغتها العربية"ام" تونس دولة مسلمة لغتها العربية "..