إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

صالح جغام في ذكرى رحيله.. صوت إذاعي ساكن في الوجدان في كل برامجه احتفاء بكل جديد مفيد ممتع في الثقافة العربية

** ألغى التسجيل مع فاتن حمامة بعد إصرارها على خطإ ارتكبته في حق الشابي

محسن بن احمد 

قال عنه جعفر ماجد «ثقة كنت والثقاة قليل... وكريما حييت لم تتكسب» وقال عنه الراحل المنجي الشملي "إنه يفرط في السرعة ولكنه يتقن سياقة برامجه"
هو صالح جغام الذي مرت يوم الخميس  22 فيفري الذكرى الثالثة والثلاثون  لرحيله الى دار الخلد ... صالح جغام فارس الميكروفون الاذاعي ...الصوت المتفرّد... المنتصر للإبداع الخالد والطرب الأصيل في كل برامجه التي احتفى بها بكل جديد مفيد ممتع في الثقافة العربية.
ثلاث وثلاثون سنة تمرّ غدا الخميس 22 فيفري 2024 على رحيل الصوت الاذاعي الذي كان يعيش ما يقدمه من برامج بأحاسيسه، في كل برامجه مذاق خاص ولون بطعم النقاء والبهاء والصفاء.
هو صالح جغام البلبل المتفرّد بأناشيده في الاذاعة... أناشيد الحياة والارتقاء بالذائقة نحو الأرقى والأجمل..
صالح جغام أحببنا فيه توتّره، غضبه، زمجرته... هي سمة بارزة ينفرد بها، وخاصية متفردة في سلوكه وعلاقته بمحيطه... سمة بارزة أحببناها في هذا الصوت المثقف الذي اختار عن حبّ وإيمان التغريد خارج القوالب الجاهزة والكلاسيكية فأعطى روحا جديدة للإذاعة.
صالح جغام عاشق التحدّي والانتصار على العقبات بطول نفس ومثابرة... رجل يعيش متعة العمل حتى الثمالة... ما أن ينتهي من احدى حلقات برنامج له حتى يشرع في الاعداد للقادم بحماس كبير. ديدنه الوحيد التفرّد والبحث عن غير المعقول وغير المتداول سواء تعلق الأمر بلقاء مع مبدع، أو أغنية جديدة... مبدع مغامر وهب الميكروفون حياته وجهده، وهو الذي كتب أحلى صفحات العطاء الاذاعي دون منّ ولا مواربة... فكان "يوم سعيد" و"حقيبة المفاجآت" و"لقاءات عربية" و" ليال عربية " ... وغيرها من البرامج عنوان المثابرة والجدية والاخلاص في مسيرة هذا الصوت الاذاعي الخالد

**حوار وثيقة  مع ارملة الشابي 
حفلت مسيرة الإذاعي الخالد صالح جغام بعديد المواقف والإنجازات الاذاعية الرائدة والتي تعد اليوم من اهم وأبرز الوثائق التي تحتفظ بها خزينة الإذاعة وهي مرجع الدارسين والباحثين في المجال السمعي البصري اعتبارا لتفردها وعمقها وثراء مضمونها 
لن ننسى في مسيرة هذا الاذاعي الخالد، اللقاء الوثيقة مع أرملة الشاعر التونسي الكبير «شهلة الشابي» حيث اجتهد صالح جغام في الحصول على حوار خاص معها، فكان أن أرسل لها احدى المستمعات الوفيات ل «حقيبة المفاجآت» "ذكرى المانسي" وهي تلميذة في المرحلة الثانوية في تلك الفترة مع جهاز تسجيل إذاعي «Nagra»... لينفرد في إحدى حلقات هذا البرنامج بالحديث الذي يعدّ وثيقة صوتية نادرة خالدة على مدى العصور والأزمنة 
**" من غير ليه " 
وصراع خفي مع نجيب الخطاب 

ولن ننسى احتفاءه الصاخب والمتوهج برائعة المطرب العربي الكبير محمد عبد الوهاب «من غير ليه» التي عمل كل ما في وسعه على أن يكون أوّل من يبثها... دخل في سباق محموم مع الراحل نجيب الخطاب في إطار تنافس شريف... وكسب صالح جغام الرهان...
كان تعامله مع «من غير ليه» تعاملا ابداعيا خالصا كأنها ملك خاص له... ولا غرابة في ذلك على اعتبار أنه كان تواقا للجمال الخالص، حاضنا وتواقا للإبداع الذي ينتصر للحياة الكريمة رافضا كل أشكال الاستخفاف

**مع فاتن حمامة.. "بطلنا التسجيل"

التقى الراحل صالح جغام الممثلة المصرية فاتن حمامة واتفق معها على ان تكون ضيفته في برنامجه الإذاعي "لقاءات عربية» وقبل بداية التسجيل دار حديث بينهما حديث حول الشعر والشعراء والسينما ونسبت فاتن حمامة للشاعر الكبير احمد شوقي البيت الشهير:
إذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلابد أن يستجيب القدر
حاول صالح جغام اقناع فاتن حمامة بأن البيت المذكور لشاعر تونس الفذّ «أبو القاسم الشابي، إلا أنها تمسّكت بقولها وبمعلوماتها الخاطئة، مما أثار غضبه ودفعه الى إلغاء تسجيل الحصة وقال لها بالحرف الواحد "بطّلنا التسجيل"

** مع عادل امام ..والصرامة في مواجهته 

ومن المعروف عن الاعلامي الراحل صالح جغام أنه كان سريع التشنّج في عمله، يرفض التهاون والاستخفاف في طريقة في التعامل، من ذلك أنه اتّصل بالممثل الكوميدي المصري «عادل إمام» عند وجوده بتونس في احدى دورات أيام قرطاج السينمائية في ثمانينات القرن الماضي واتفق معه على اجراء لقاء إذاعي معه، لكن عادل إمام أقفل الخط في وجهه. فذهب الاعلامي الراحل الى النزل الذي كان يقيم فيه الممثل المصري وواجهه قائلا " اذا انت عادل امام في مصر فانا صالح جغام في تونس" .... وتدخلت عديد الأطراف لتطويق الخلاف بعد اعلام عادل امام ان من اقفل الخط في وجهه هو أحد أعلام الاذاعة في تونس، وبعد المصالحة، تم تسجيل لقاء تلفزيوني متفرد مع عادل امام يعد وثيقة نادرة في خزينة التلفزة التونسية.

**مع احدى المستمعات "برا يرحم والديك"

ويذكر أن احدى المستمعات تدخلت مرّة وكانت لا تعرف السؤال الذي طرحه منشط «فجر حتى مطلع الفجر» فقال لها المذيع الراحل بصريح العبارة "برّا يرحم والديك" وقطع الاتصال.
هكذا كان صالح جغام الخالد على الدوام في الذاكرة... رجل صادق الميكروفون ومكن الإذاعة التونسية ودروسا بليغة ودقيقة وصادقة في الع من تراث ثقافي واعلامي من شأنه ان يكون هدايا للأجيال القادمة  ودروسا بليغة ودقيقة وصادقة وعميقة وثرية في مضامينها في هذا الزمن الذي غلبت عليه السطحية والتطاول وهتك الاعراض وتبادل الشتائم والتهم  في اغلب البرامج التي يمًجها المستمع الهادئ الرصين ,,, وتلك حكاية أخرى..

 صالح جغام في ذكرى رحيله..  صوت إذاعي ساكن في الوجدان في كل برامجه احتفاء بكل جديد مفيد ممتع في الثقافة العربية

** ألغى التسجيل مع فاتن حمامة بعد إصرارها على خطإ ارتكبته في حق الشابي

محسن بن احمد 

قال عنه جعفر ماجد «ثقة كنت والثقاة قليل... وكريما حييت لم تتكسب» وقال عنه الراحل المنجي الشملي "إنه يفرط في السرعة ولكنه يتقن سياقة برامجه"
هو صالح جغام الذي مرت يوم الخميس  22 فيفري الذكرى الثالثة والثلاثون  لرحيله الى دار الخلد ... صالح جغام فارس الميكروفون الاذاعي ...الصوت المتفرّد... المنتصر للإبداع الخالد والطرب الأصيل في كل برامجه التي احتفى بها بكل جديد مفيد ممتع في الثقافة العربية.
ثلاث وثلاثون سنة تمرّ غدا الخميس 22 فيفري 2024 على رحيل الصوت الاذاعي الذي كان يعيش ما يقدمه من برامج بأحاسيسه، في كل برامجه مذاق خاص ولون بطعم النقاء والبهاء والصفاء.
هو صالح جغام البلبل المتفرّد بأناشيده في الاذاعة... أناشيد الحياة والارتقاء بالذائقة نحو الأرقى والأجمل..
صالح جغام أحببنا فيه توتّره، غضبه، زمجرته... هي سمة بارزة ينفرد بها، وخاصية متفردة في سلوكه وعلاقته بمحيطه... سمة بارزة أحببناها في هذا الصوت المثقف الذي اختار عن حبّ وإيمان التغريد خارج القوالب الجاهزة والكلاسيكية فأعطى روحا جديدة للإذاعة.
صالح جغام عاشق التحدّي والانتصار على العقبات بطول نفس ومثابرة... رجل يعيش متعة العمل حتى الثمالة... ما أن ينتهي من احدى حلقات برنامج له حتى يشرع في الاعداد للقادم بحماس كبير. ديدنه الوحيد التفرّد والبحث عن غير المعقول وغير المتداول سواء تعلق الأمر بلقاء مع مبدع، أو أغنية جديدة... مبدع مغامر وهب الميكروفون حياته وجهده، وهو الذي كتب أحلى صفحات العطاء الاذاعي دون منّ ولا مواربة... فكان "يوم سعيد" و"حقيبة المفاجآت" و"لقاءات عربية" و" ليال عربية " ... وغيرها من البرامج عنوان المثابرة والجدية والاخلاص في مسيرة هذا الصوت الاذاعي الخالد

**حوار وثيقة  مع ارملة الشابي 
حفلت مسيرة الإذاعي الخالد صالح جغام بعديد المواقف والإنجازات الاذاعية الرائدة والتي تعد اليوم من اهم وأبرز الوثائق التي تحتفظ بها خزينة الإذاعة وهي مرجع الدارسين والباحثين في المجال السمعي البصري اعتبارا لتفردها وعمقها وثراء مضمونها 
لن ننسى في مسيرة هذا الاذاعي الخالد، اللقاء الوثيقة مع أرملة الشاعر التونسي الكبير «شهلة الشابي» حيث اجتهد صالح جغام في الحصول على حوار خاص معها، فكان أن أرسل لها احدى المستمعات الوفيات ل «حقيبة المفاجآت» "ذكرى المانسي" وهي تلميذة في المرحلة الثانوية في تلك الفترة مع جهاز تسجيل إذاعي «Nagra»... لينفرد في إحدى حلقات هذا البرنامج بالحديث الذي يعدّ وثيقة صوتية نادرة خالدة على مدى العصور والأزمنة 
**" من غير ليه " 
وصراع خفي مع نجيب الخطاب 

ولن ننسى احتفاءه الصاخب والمتوهج برائعة المطرب العربي الكبير محمد عبد الوهاب «من غير ليه» التي عمل كل ما في وسعه على أن يكون أوّل من يبثها... دخل في سباق محموم مع الراحل نجيب الخطاب في إطار تنافس شريف... وكسب صالح جغام الرهان...
كان تعامله مع «من غير ليه» تعاملا ابداعيا خالصا كأنها ملك خاص له... ولا غرابة في ذلك على اعتبار أنه كان تواقا للجمال الخالص، حاضنا وتواقا للإبداع الذي ينتصر للحياة الكريمة رافضا كل أشكال الاستخفاف

**مع فاتن حمامة.. "بطلنا التسجيل"

التقى الراحل صالح جغام الممثلة المصرية فاتن حمامة واتفق معها على ان تكون ضيفته في برنامجه الإذاعي "لقاءات عربية» وقبل بداية التسجيل دار حديث بينهما حديث حول الشعر والشعراء والسينما ونسبت فاتن حمامة للشاعر الكبير احمد شوقي البيت الشهير:
إذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلابد أن يستجيب القدر
حاول صالح جغام اقناع فاتن حمامة بأن البيت المذكور لشاعر تونس الفذّ «أبو القاسم الشابي، إلا أنها تمسّكت بقولها وبمعلوماتها الخاطئة، مما أثار غضبه ودفعه الى إلغاء تسجيل الحصة وقال لها بالحرف الواحد "بطّلنا التسجيل"

** مع عادل امام ..والصرامة في مواجهته 

ومن المعروف عن الاعلامي الراحل صالح جغام أنه كان سريع التشنّج في عمله، يرفض التهاون والاستخفاف في طريقة في التعامل، من ذلك أنه اتّصل بالممثل الكوميدي المصري «عادل إمام» عند وجوده بتونس في احدى دورات أيام قرطاج السينمائية في ثمانينات القرن الماضي واتفق معه على اجراء لقاء إذاعي معه، لكن عادل إمام أقفل الخط في وجهه. فذهب الاعلامي الراحل الى النزل الذي كان يقيم فيه الممثل المصري وواجهه قائلا " اذا انت عادل امام في مصر فانا صالح جغام في تونس" .... وتدخلت عديد الأطراف لتطويق الخلاف بعد اعلام عادل امام ان من اقفل الخط في وجهه هو أحد أعلام الاذاعة في تونس، وبعد المصالحة، تم تسجيل لقاء تلفزيوني متفرد مع عادل امام يعد وثيقة نادرة في خزينة التلفزة التونسية.

**مع احدى المستمعات "برا يرحم والديك"

ويذكر أن احدى المستمعات تدخلت مرّة وكانت لا تعرف السؤال الذي طرحه منشط «فجر حتى مطلع الفجر» فقال لها المذيع الراحل بصريح العبارة "برّا يرحم والديك" وقطع الاتصال.
هكذا كان صالح جغام الخالد على الدوام في الذاكرة... رجل صادق الميكروفون ومكن الإذاعة التونسية ودروسا بليغة ودقيقة وصادقة في الع من تراث ثقافي واعلامي من شأنه ان يكون هدايا للأجيال القادمة  ودروسا بليغة ودقيقة وصادقة وعميقة وثرية في مضامينها في هذا الزمن الذي غلبت عليه السطحية والتطاول وهتك الاعراض وتبادل الشتائم والتهم  في اغلب البرامج التي يمًجها المستمع الهادئ الرصين ,,, وتلك حكاية أخرى..

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews