إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي/ تونس _ امريكا_ افريكوم: خطوة جديدة في "الشراكة العسكرية والامنية"..التوازن القادم في العلاقة بين "الحلفاء" والأصدقاء" ؟

بقلم كمال بن يونس 
 
كشفت زيارات مسؤولين عسكريين وامنيين كبار هذا الشهر إلى تونس والمغرب وبعض الدول الافريقية تطورات جديدة في" التنسيق العسكري والامني "بين تونس والولايات المتحدة عموما ومع افريكوم( القيادة العسكرية في افريقيا) بصفة خاصة... 
واكدت البلاغات و التصريحات بعد محادثات جرت في تونس بين وزير الدفاع واعضاده مع مسؤولة من البنتاغون وفريقها والسفير الامريكي بتونس جوي هود ان "التنسيق العسكري والامني بين تونس والولايات المتحدة" يتواصل في أحسن صوره... وبنسق اكبر... 
وتقرر ان تشارك تونس للعام الثاني على التوالي في تدريبات  "أسد افريقيا".. 
ومن المقرر أن تشارك في هذه التدريبات 20دولة و 1100 مشاركا... من بينهم عسكريون من تونس والمغرب والسنغال وغينيا و الولايات المتحدة الأمريكية ودول اطلسية وافريقية أخرى... 
وكانت ضجة اعلامية وقعت العام الماضي وفي 2021 بمناسبة تدريبات مشتركة اطلسية افريقية نظم جانب منها في تونس... 
هل يعتبر الاعلان عن ترفيع التنسيق الامني والعسكري مع واشنطن "مفاجأة"؟ 
طبعا لا... رغم الانتقادات الرسمية وشبه الرسمية في تونس و دول المنطقة لاداء "الإدارة الامريكية" في الصراع العربي الإسرائيلي والفلسطيني الإسرائيلي...فضلا عن الانتقادات ل "الفيتو الامريكي" ضد مشاريع قرارات وقف الحرب  في غزة رغم سقوط أكثر من مائة الف قتيل وجريح وتشريد نحو مليونين و 300 الف مدني فلسطيني في قطاع غزة المحتل والمحاصر.. واستمرار اضطهاد قطاع كبير من لشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس العربية  من قبل المستوطنين المسلحين وقوات الاحتلال... 
اذن فان التناقض في المواقف من مستقبل حركة التحرر الوطني الفلسطيني و " محور المقاومة" في المنطقة العربية الإسلامية لم يتسبب في "تعطيل" التنسيق العسكري والامني.. 
لماذا ؟ 
الأسباب عديدة من بينها "تقاطع السياسات الأمنية والعسكرية" منذ عقود بين تونس وواشنطن وابرزالعواصم الاورببة و الاطلسية... 
بل ان الامر لا يتعلق فقط ب"تنسيق ظرفي " ولكن ب" شراكة استراتيجية" قديمة جديدة... رغم اعتراض الدولة التونسية ودول عربية أخرى منذ عقود على استضافة المقر الرسمي القيادات قوات" افريكوم "... او لقواعد عسكرية امريكية واطلسية.. 
وهل يتناقض هذا التمشي مع مواقف قوى المجتمع المدني والاطراف السياسية التي ضاعفت انتقاداتها السياسية الخارجية والامنية الامريكية في المشرق العربي والإسلامي عموما وفي فلسطين خاصة ؟ 
بكل تاكيد... 
لكن أولويات الدول والحكومات والمؤسسات الصلبة تحكمها "المصالح " وتختلف غالبا عن  اجندات أصحاب" المواقف المبدئية" والقوى التي تعبر عن "ضمير الأمة"... 
اين الأشكال اذن؟ 
التحدي الأكبر هو ضمان قدر من التوازن بين المواقف المبدئية والاعتبارات الأخرى... ومن بينها الحاجات الأمنية والعسكرية والمالية للدولة... 
الجميع   يدرك انه لا يمكن لأي دولة صغيرة ( او مجموعة دول صغرى) ان تتحدى "النظام الدولي "لوحدها... 
لكن يحق لتونس ولكل الدول الصغرى ان تنوع شراكاتها الاقتصادية والعسكرية والامنية والسياسية.. 
وان تعتمد "توازنات" جديدة في علاقاتها الدولية بين "الحلفاء" و"الأصدقاء "... 
وفي ظل موازين القوى الحالية سوف تبقى الدول الاوربية والولايات المتحدة واليابان وحلفائها "دولا حليفة"... والبقية "دولا صديقة"... 
 
 
رأي/ تونس _ امريكا_ افريكوم: خطوة جديدة في "الشراكة العسكرية والامنية"..التوازن القادم في العلاقة بين "الحلفاء" والأصدقاء" ؟
بقلم كمال بن يونس 
 
كشفت زيارات مسؤولين عسكريين وامنيين كبار هذا الشهر إلى تونس والمغرب وبعض الدول الافريقية تطورات جديدة في" التنسيق العسكري والامني "بين تونس والولايات المتحدة عموما ومع افريكوم( القيادة العسكرية في افريقيا) بصفة خاصة... 
واكدت البلاغات و التصريحات بعد محادثات جرت في تونس بين وزير الدفاع واعضاده مع مسؤولة من البنتاغون وفريقها والسفير الامريكي بتونس جوي هود ان "التنسيق العسكري والامني بين تونس والولايات المتحدة" يتواصل في أحسن صوره... وبنسق اكبر... 
وتقرر ان تشارك تونس للعام الثاني على التوالي في تدريبات  "أسد افريقيا".. 
ومن المقرر أن تشارك في هذه التدريبات 20دولة و 1100 مشاركا... من بينهم عسكريون من تونس والمغرب والسنغال وغينيا و الولايات المتحدة الأمريكية ودول اطلسية وافريقية أخرى... 
وكانت ضجة اعلامية وقعت العام الماضي وفي 2021 بمناسبة تدريبات مشتركة اطلسية افريقية نظم جانب منها في تونس... 
هل يعتبر الاعلان عن ترفيع التنسيق الامني والعسكري مع واشنطن "مفاجأة"؟ 
طبعا لا... رغم الانتقادات الرسمية وشبه الرسمية في تونس و دول المنطقة لاداء "الإدارة الامريكية" في الصراع العربي الإسرائيلي والفلسطيني الإسرائيلي...فضلا عن الانتقادات ل "الفيتو الامريكي" ضد مشاريع قرارات وقف الحرب  في غزة رغم سقوط أكثر من مائة الف قتيل وجريح وتشريد نحو مليونين و 300 الف مدني فلسطيني في قطاع غزة المحتل والمحاصر.. واستمرار اضطهاد قطاع كبير من لشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس العربية  من قبل المستوطنين المسلحين وقوات الاحتلال... 
اذن فان التناقض في المواقف من مستقبل حركة التحرر الوطني الفلسطيني و " محور المقاومة" في المنطقة العربية الإسلامية لم يتسبب في "تعطيل" التنسيق العسكري والامني.. 
لماذا ؟ 
الأسباب عديدة من بينها "تقاطع السياسات الأمنية والعسكرية" منذ عقود بين تونس وواشنطن وابرزالعواصم الاورببة و الاطلسية... 
بل ان الامر لا يتعلق فقط ب"تنسيق ظرفي " ولكن ب" شراكة استراتيجية" قديمة جديدة... رغم اعتراض الدولة التونسية ودول عربية أخرى منذ عقود على استضافة المقر الرسمي القيادات قوات" افريكوم "... او لقواعد عسكرية امريكية واطلسية.. 
وهل يتناقض هذا التمشي مع مواقف قوى المجتمع المدني والاطراف السياسية التي ضاعفت انتقاداتها السياسية الخارجية والامنية الامريكية في المشرق العربي والإسلامي عموما وفي فلسطين خاصة ؟ 
بكل تاكيد... 
لكن أولويات الدول والحكومات والمؤسسات الصلبة تحكمها "المصالح " وتختلف غالبا عن  اجندات أصحاب" المواقف المبدئية" والقوى التي تعبر عن "ضمير الأمة"... 
اين الأشكال اذن؟ 
التحدي الأكبر هو ضمان قدر من التوازن بين المواقف المبدئية والاعتبارات الأخرى... ومن بينها الحاجات الأمنية والعسكرية والمالية للدولة... 
الجميع   يدرك انه لا يمكن لأي دولة صغيرة ( او مجموعة دول صغرى) ان تتحدى "النظام الدولي "لوحدها... 
لكن يحق لتونس ولكل الدول الصغرى ان تنوع شراكاتها الاقتصادية والعسكرية والامنية والسياسية.. 
وان تعتمد "توازنات" جديدة في علاقاتها الدولية بين "الحلفاء" و"الأصدقاء "... 
وفي ظل موازين القوى الحالية سوف تبقى الدول الاوربية والولايات المتحدة واليابان وحلفائها "دولا حليفة"... والبقية "دولا صديقة"... 
 
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews