* العالم استفاق من كذبة كبيرة
** ليس من السهل ادانة الكيان الصهيوني لانه يتمتع بحماية دولية
** نعلم حتى لو لم يتم البت في الشكاية الا انها تبقى ذات جدوى
** القضية الفلسطينية قضية انسانية وقضية تحرر وطني
أكد الاستاذ والناشط الحقوقي الهادي الحمدوني في حديث مع "الصباح نيوز" بخصوص تصاعد وتيرة الاعتداءات على الشعب الفلسطيني وامكانية ان يفلت الجناة من العقاب، أن المهم في الامر هو ان هذا الكيان الصهيوني الغاصب ومنذ سنوات عديدة يمارس جرائمه ويرتكبها بشكل يومي والحديث ليس على ما يسمى "طوفان الاقصى" بل عن جرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة جماعية تسجل منذ ما يقارب 75 سنة تحديدا منذ دخول هذا الكيان على الاراضي الفلسطينية.
واعتبر الحمدوني ان هذا المحتل بصدد ارتكاب افظع الجرائم من بينها التهجير والقتل وكذلك جرائم الابادة الجماعية والتعذيب والاختطاف القسري اذ بتنا اليوم نتحدث عن الاف من الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية ونتحدث عن الاف الهكتارات التي تم انتزاعها من اهلها واخراجهم منها كذلك لا يخلو يوم الا وتسجل عمليات استشهاد بالعشرات ليتجاوز بذلك الكيان الصهيوني، منذ أكتوبر الفارط، كل الخطوط الحمراء.
تشكيل لجنة قانونية؟
وفي سؤال حول اعلان هيئة المحامين تشكيل لجنة قانونية بالتنسيق مع نظرائها في فلسطين من أجل جمع الادلة والاثباتات وتوثيقها لمقاضاة إسرائيل لدى المحكمة الجنائية الدولية وكيف يرى محدثنا هاته الخطوة؟ وهل ستكون ذات جدوى ام مجرد موقف؟، أوضح الاستاذ الحمدوني أن هذا الموقف تبنته عمادة المحامين بالإضافة الى مجموعة من المنظمات الوطنية المعنية بدعم الشعب الفلسطيني وبدعم حقه في تقرير مصيره واسترجاع أراضيه، مشيرا الى أن هاته الدعوى ستكون موجهة الى محكمة الجنايات الدولية وستسبقها مرحلة توثيق الانتهاكات من قبل اللجنة التي وقع تشكيلها والتي تضم رجال قانون وتاريخ وعلم اجتماع... وستكون متكونة من مجموعة هامة من الكفاءات التونسية. واكد أن عملية التوثيق ستكون من خلال مراجعة الموجود من الانتهاكات من خلال الرجوع الى القائمات التي تعدها المنظمات الدولية على غرار منظمة هلال الاحمر والصليب الاحمر ومن خلال ايضا التقارير الاممية التي وجدت والتقارير الاخبارية والفيديوهات التي تم توثيقها بالتنسيق مع نظرائهم في فلسطين كما سيقع ايضا تبادل المعطيات لتكون شكاية تحمل أدلة قوية لأنه ليس من السهل ادانة الكيان الصهيوني وهو ما يعلمه الجميع على اعتبار وأنه يتمتع بحماية دولية من الدول الكبرى والعظمى أهمها الولايات المتحدة الامريكية التي تمتلك حق الفيتو كلما تم محاولة استصدار قرار يدين الكيان الصهيوني.
وفي تعليقه على قرار نقابات المحامين الاتراك رفع جرائم إسرائيل الى الجنائية الدولية خلال الايام القليلة القادمة وهل يعد ذلك خطوة إيجابية، أجاب محدثنا أن ذلك يعتبر فعلا خطوة ايجابية ويتمنى أن يقع تعميم هاته الفكرة على جميع المنظمات وليس المحامين فقط من ذلك المنظمات الانسانية ونظيرتها التي تعنى بالحقوق وجميع المنظمات النقابية لانهم يمتلكون الشخصية القانونية والاهلية لمقاضاة هذا الكيان الغاصب مقرا في ذات السياق بأنه تمت مراسلة رئاسة الجمهورية واعلامها بهاته الخطوة وكذلك حشد المجموعات والدول للبحث عن مقعد دائم في جمعية الامم المتحدة.
الشكاية وازعاج الكيان الصهيوني
وتعليقا على ما سبق ذكره بخصوص الدعم وكيفية اكتسابه وامكانية التواصل مع نظرائهم من المحامين في اوروبا لمزيد اكتساب الدعم لفلسطين، قال محدثنا أنه فعلا بدأت الخطوات في مراسلة الامم المتحدة ومراسلة السفارات التي تدعم الكيان الصهيوني وهو ما ورد في بيان عمادة المحامين وهو ما يعتبره خطوة ايجابية وايجابية جدا لأنه لا توجد محاسبة دون رصد الانتهاكات ودون التقدم بإجراءات قضائية، مشيرا بالقول: "نعلم حتى لو لم يتم البت في الشكاية الآن الا انها تبقى ذات جدوى لأنها ستزعج كثيرا النظام الصهيوني العنصري الذي يرتكب جرائم ابادة جماعية وضد الانسانية وتهجير قسري وجرائم ذات طابع عنصري ضد اهالي الارض الفلسطينية وعدم التصدي له بالشكايات والتحركات الاحتجاجات واظهار الصورة الحقيقية امام ماكينة كبيرة والة هامة للكيان الصهيوني لردم الحقيقة والنيل من رصد هاته الانتهاكات والعمل على التشويش عليها لمنعها.. فلنزعجهم قليلا حتى يتوقفوا عن قتل اهلنا وابنائنا واخوتنا المشاهد صادمة في فلسطين ".
وعن مدى أن ينتج عن التحرك الدولي والوصول الى ادانة اسرائيل وتسليط عقوبات عليها، قال محدثنا إن الاكثر من الادانة هو تنفيذ القرارات وهو السيء في الامر لانه سبق وان صدرت قرارات في ادانة الكيان الصهيوني ولكن للاسف الشديد لم يتم تنفيذها رغبة من عدد من الدول في عدم تنفيذ هاته القرارات.
العالم استفاق من الكذبة الكبيرة
كما اضاف: "العالم الان استفاق من الكذبة الكبيرة التي يروجها الكيان الغاصب بكونه الدولة التي تحمي الجميع والدولة المسامحة والتي تبحث عن السلام.. هاته الاكذوبة صارت واضحة امام العالم ونرى ان هناك تغيرا كبيرا في مواقف بعض الشعوب التي كانت معادية لفلسطين التي كانت تصلها الحقيقة مختلفة تعتمد فيها اسرائيل صحوة الان نتمنى ان تتواصل الصحوة وتترجم بخطوات لمنع تواصل هاته الجرائم ضد الانسانية لان القضية الفلسطينية ليست قضية عربية وليست قضية مسلمين فقط بل هي قضية انسانية وقضية تحرر وطني وقضية شعب وامة تسعى لاسترجاع حقوقها المسلوبة".
انشاء محكمة دولية خاصة؟
وعن دعوة رابطة حقوق الانسان الى انشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية في حق الشعب الفلسطيني، علق محدثنا بالقول: "نستبشر بهاته الدعوى وندعمها.. نتمنى ذلك لان البيان الصادر عن جمعية الامم المتحدة لا يبشر باي خير.. وقد قامت بلادنا بالاحتراز عليه ورفضت التصويت لأنه يساوي بين الجلاد والضحية ويعتبر ان هناك حق للكيان الصهيوني وفيه قلب للوقائع.. ونتمنى ان يراجع العالم ضميره ويعيد الحقوق لاصحابها لان الامر مرتبط بالمصالح اكثر من الضمير الانساني".
سعيدة الميساوي