إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الثروة الرملية في تونس.. بين الاستغلال والتنمية المستدامة

تونس بلد غني بثرواته الطبيعية، ومن أهم هذه الثروات الرمال، التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد، وتتنوع أنواعها وخصائصها. وتلعب الرمال دورًا مهمًا في الاقتصاد التونسي، حيث يتم تصديرها إلى العديد من الدول، كما تستخدم في العديد من الأنشطة الصناعية والعمرانية

أنواع الرمال في تونس

تمتلك تونس مخزونًا كبيرًا من الرمل  موجود في منطقة الوسلاتية في  القيروان ، وفي بوعرادة  سليانة، وأيضاً في جبل عرباطة في  قفصة  و في ولاية تطاوين وتقدر الاحتياطيات الرملية في تونس بحوالي 200 مليار طن، منها 100 مليار طن من الرمال الصالحة للاستخدام الصناعي. وتتنوع الرمال التونسية من حيث النوع والجودة، حيث يوجد الرمل الأبيض والرمل الأسود والرمل البني والرمل الكوارتزي

رمل الكوارتز وهو النوع الأكثر انتشارًا في تونس، ويتميز بجودته العالية، ويتم استخدامه في صناعة الزجاج والخزف ومواد البناء و رمل السيليكا وهو نوع آخر من الرمال ذات الجودة العالية، ويتم استخدامه في صناعة السيراميك والبلاستيك ومواد البناء ،رمل الزجاج وهو نوع من الرمل يستخدم في صناعة الزجاج و رمل البحر وهو نوع من الرمل يستخدم في صناعة الخرسانة ومواد البناء

ويقول الباحث في المواد المفيدة عادل منيف أن رمال السيليكا أو رمال الكوارتز هي صخور رملية بيضاء نقية تحتوي على نسبة عالية من السيليكا وهو ثاني أوكسيد السيليكون إضافة إلى كمية قليلة من الشوائب والمعادن الثقيلة. وتزداد قيمة هذا الرمل كلما انخفضت نسبة الشوائب التي يحتوي عليها.

أهمية الثروة الرملية في تونس و التنمية المستدامة

تساهم الثروة الرملية في تونس في الناتج المحلي الإجمالي للدولة بنسبة 1.5%، كما توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. وتعد الرمال التونسية مصدرًا مهمًا للدخل القومي حيث تم تصدير ما قيمته 35 مليون دولار من الرمال التونسية في عام 2022 حسب وزارة الصناعة تستخدم الرمال التونسية في العديد من الصناعات، حيث يتم استخدامها في صناعة الزجاج بنسبة 40% وصناعة السيراميك بنسبة 30%، وصناعة الأسمنت بنسبة 20%، وصناعة الورق بنسبة 10%. كما تستخدم الرمال التونسية في بناء الطرق والمطارات والسدود.

يرى أستاذ التنمية المستدامة في الجامعة التونسية عادل الهنتاتي أن استغلال الرمال في تونس يواجه العديد من التحديات، من أهمها الاستغلال العشوائي حيث يتم استغلال الرمال من قبل بعض الأفراد والشركات بشكل عشوائي، مما يتسبب في أضرار بيئية كذلك النقص في التنظيم حيث لا توجد قوانين وأنظمة واضحة لتنظيم استغلال الرمال، مما يفتح الباب أمام الاستغلال العشوائي.

من أجل تحقيق التنمية المستدامة للرمال في تونس، يرى الهنتاتي أنه يجب العمل على التغلب على التحديات التي تواجه استغلال الرمال، وذلك من خلال وضع قوانين وأنظمة واضحة لتنظيم استغلال الرمال وتعزيز الرقابة على استغلالها كذلك تشجيع الاستثمار في استغلال الرمال بشكل مستدام خاصة وان تونس تمتلك  ثروة رملية هائلة، يمكن أن تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. ولكن لتحقيق ذلك، يجب العمل على التغلب على هذه التحديات ووضع استراتيجية واضحة لتحقيق التنمية المستدامة للرمال تراعي البعد البيئي والاقتصادي من خلال  تعزيز الرقابة على استغلال الرمال، لمنع الاستغلال العشوائي كذلك تشجيع الاستثمار في استغلال الرمال بشكل مستدام، من خلال تقديم التسهيلات والحوافز اللازمة و الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في استغلال الرمال، لتحسين الكفاءة وترشيد الاستهلاك

كما يجب العمل على التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، لضمان استغلال الرمال بشكل مستدام، يحقق النفع للجميع.

 

انجز هذا المقال في إطار برنامج المساءلة و آليات حماية حقوق الانسان

منال حرزي 

الثروة الرملية في تونس.. بين الاستغلال والتنمية المستدامة

تونس بلد غني بثرواته الطبيعية، ومن أهم هذه الثروات الرمال، التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد، وتتنوع أنواعها وخصائصها. وتلعب الرمال دورًا مهمًا في الاقتصاد التونسي، حيث يتم تصديرها إلى العديد من الدول، كما تستخدم في العديد من الأنشطة الصناعية والعمرانية

أنواع الرمال في تونس

تمتلك تونس مخزونًا كبيرًا من الرمل  موجود في منطقة الوسلاتية في  القيروان ، وفي بوعرادة  سليانة، وأيضاً في جبل عرباطة في  قفصة  و في ولاية تطاوين وتقدر الاحتياطيات الرملية في تونس بحوالي 200 مليار طن، منها 100 مليار طن من الرمال الصالحة للاستخدام الصناعي. وتتنوع الرمال التونسية من حيث النوع والجودة، حيث يوجد الرمل الأبيض والرمل الأسود والرمل البني والرمل الكوارتزي

رمل الكوارتز وهو النوع الأكثر انتشارًا في تونس، ويتميز بجودته العالية، ويتم استخدامه في صناعة الزجاج والخزف ومواد البناء و رمل السيليكا وهو نوع آخر من الرمال ذات الجودة العالية، ويتم استخدامه في صناعة السيراميك والبلاستيك ومواد البناء ،رمل الزجاج وهو نوع من الرمل يستخدم في صناعة الزجاج و رمل البحر وهو نوع من الرمل يستخدم في صناعة الخرسانة ومواد البناء

ويقول الباحث في المواد المفيدة عادل منيف أن رمال السيليكا أو رمال الكوارتز هي صخور رملية بيضاء نقية تحتوي على نسبة عالية من السيليكا وهو ثاني أوكسيد السيليكون إضافة إلى كمية قليلة من الشوائب والمعادن الثقيلة. وتزداد قيمة هذا الرمل كلما انخفضت نسبة الشوائب التي يحتوي عليها.

أهمية الثروة الرملية في تونس و التنمية المستدامة

تساهم الثروة الرملية في تونس في الناتج المحلي الإجمالي للدولة بنسبة 1.5%، كما توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. وتعد الرمال التونسية مصدرًا مهمًا للدخل القومي حيث تم تصدير ما قيمته 35 مليون دولار من الرمال التونسية في عام 2022 حسب وزارة الصناعة تستخدم الرمال التونسية في العديد من الصناعات، حيث يتم استخدامها في صناعة الزجاج بنسبة 40% وصناعة السيراميك بنسبة 30%، وصناعة الأسمنت بنسبة 20%، وصناعة الورق بنسبة 10%. كما تستخدم الرمال التونسية في بناء الطرق والمطارات والسدود.

يرى أستاذ التنمية المستدامة في الجامعة التونسية عادل الهنتاتي أن استغلال الرمال في تونس يواجه العديد من التحديات، من أهمها الاستغلال العشوائي حيث يتم استغلال الرمال من قبل بعض الأفراد والشركات بشكل عشوائي، مما يتسبب في أضرار بيئية كذلك النقص في التنظيم حيث لا توجد قوانين وأنظمة واضحة لتنظيم استغلال الرمال، مما يفتح الباب أمام الاستغلال العشوائي.

من أجل تحقيق التنمية المستدامة للرمال في تونس، يرى الهنتاتي أنه يجب العمل على التغلب على التحديات التي تواجه استغلال الرمال، وذلك من خلال وضع قوانين وأنظمة واضحة لتنظيم استغلال الرمال وتعزيز الرقابة على استغلالها كذلك تشجيع الاستثمار في استغلال الرمال بشكل مستدام خاصة وان تونس تمتلك  ثروة رملية هائلة، يمكن أن تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. ولكن لتحقيق ذلك، يجب العمل على التغلب على هذه التحديات ووضع استراتيجية واضحة لتحقيق التنمية المستدامة للرمال تراعي البعد البيئي والاقتصادي من خلال  تعزيز الرقابة على استغلال الرمال، لمنع الاستغلال العشوائي كذلك تشجيع الاستثمار في استغلال الرمال بشكل مستدام، من خلال تقديم التسهيلات والحوافز اللازمة و الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في استغلال الرمال، لتحسين الكفاءة وترشيد الاستهلاك

كما يجب العمل على التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، لضمان استغلال الرمال بشكل مستدام، يحقق النفع للجميع.

 

انجز هذا المقال في إطار برنامج المساءلة و آليات حماية حقوق الانسان

منال حرزي