قدم هشام بن يحي، نائب رئيس الجمعية التونسية لعلوم الفلك ل"الصباح نيوز" جملة من التوضيحات حول "نيشيمورا" وهو المذنب الأخضر الذي ظهر في السماء.
وفي ما يلي التوضيح:
نيشيمورا، اسم لمذنب اعتبره المتابعون لظاهرة المذنبات، مفاجأة فصل الصيف 2023، حيث تمّ اكتشفاه يوم 12 أوت 2023 وهو حاليا يقترب من الأرض و متجه نحو الشمس، كي يكون في أقرب نقطة من الأرض له يوم 12 سبتمبر 2023 بمسافة قياسية قدرها 125 مليون كم.
اكتشف مذنب نيشيمورا من طرف الفلكي الهاوي الياباني هيديو نيشيمورا و منه جاءت التسمية لهذا المذنب.
المذنب C\2023 P1 هو من المذنبات طويلة الدّور حيث تبلغ مدّة دورانه حول الشّمس حوالي 437 سنة و مدّة تخوّل له على الأقلّ مرورا واحدا موثّقا قرب الأرض و لكن لا أثر في تاريخنا لظهوره سابقا في السجلات الفلكية.
المذنبات، هي كرات من الجليد تأتي من أغوار النظام الشمسي البارد لتتبخّر في إطار ظاهرة التّسامي تحت مفعول الرياح الشمسية و حينها ينطلق ذنب أو أكثر من الغبار و الغازات في الاتجاه المعاكس للشمس.
هذا و سيمر نيشيمورا بالقرب من الشمس يوم 17 سبتمبر 2023 على مسافة قدرها 33 مليون كم.
كان من المفروض أن يكون هذا المذنب شديد السطوع لكنه تعرض لعاصفة شمسية يوم 1 سبتمبر 2023 مزقت ذيله. ما قد يؤدي إلى انخفاض في قدر لمعانه في قادم الايام ويبدد أمل رصده بالعين المجردة.
وتشير التقديرات أن لمعان نيشيمورا سيرتفع يوم 11 سبتمبر 2023 فجرا، و سيكون قريبا من كوكب الزهرة و الهلال المتناقص في اتجاه كوكبة الأسد.
أما لونه الأخضر فهو بسبب كون نواته تطلق الكربون ثنائي الذرة وهي مادة غازية شائعة في نواة المذنبات والتي تضيء الفضاء القريب منه تحت تأثير أشعة الشمس، ومن الممكن أن سيصبح اللون الأخضر أكثر سطوعا في الأيام المقبلة مع اقتراب المذنب من الشّمس.
هذا، وينكب الفلكيون في العالم على دراسة هذا الأحفور الذي يأتينا من بعيد و تصويره حتّى يتسنّى للمجتمع العلمي التعرّف على أسرار تكوّن نظامنا الشمسي.
نرجو أن لا يكون هذا المرور لنيشيمورا قرب الشمس هو الأخير، إذ أنّ اقترابه منها بعد أقل من أسبوع على مسافة 33,7 مليون كم من مركزها، ما يجعله أقرب للشّمس من كوكب عطارد، يمكن أن ينذر بنهايته.
الصورة إنتاج مشترك لثنائي التصوير الفلكي: مكرم الأرنأوط و حافظ إدريس.
اميرة