ألقى وزير الشؤون الخارجية نبيل عمّار ، وزير الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج، بمناسبة انعقاد القمة الثانية الروسية الإفريقية بسان بطرسبورغ قال فيها لن "طموحنا سيظل دائمًا جعل فضائنا الروسي الأفريقي نموذجًا للاستقرار والتكامل والتضامن:
وفي ما يلي فحوى الكلمة:
فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، أصحاب المعالي السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات حضرة الضيوف الكرام،
يطيب لي في مستهل هذه الجلسة أن أتوجه لكم باحر التحية بمناسبة انعقاد الدورة الثانية لقمة روسيا إفريقيا وأن ارفع لكم سامي تحيات سيادة رئيس الجمهورية، قيس سعيد، وتمنياته الخالصة بنجاح أشغال هذه القمة.
إن انعقاد القمة الروسية الإفريقية في هذا الظرف الدولي الدقيق والمليء بالتحديات، يعد بحق انتصارا لروح التعاون والتضامن بين البلدان الإفريقية والفيدرالية الروسية، التي تجمعنا بها علاقات تاريخية وتضامنية وطيدة.
وإننا نتوجه بالشكر الجزيل لروسيا وقيادتها على حسن تنظيمها للمنتدى الاقتصادي والإنساني وكذلك لهذه القمّة وعلى كرم الضيافة وحسن الوفادة.
وإن تونس الفخورة بعمق انتمائها الإفريقي ومساهمتها الفعّالة عبر التاريخ في رفع التحديات التي تواجهها القارة في جميع المجالات، لتصبو أن تعزز هذه القمة أواصر التضامن والتآزر بين إفريقيا وروسيا، لما فيه خير شعبينا.
وتوفر لنا هذه القمة الإطار المناسب ليس فقط للتفكير في التقدم المحرز منذ القمة الأولى بسوتشي في أكتوبر 2019، ولكن أيضا لتعزيز نموذج شراكتنا الاستراتيجية وتحديد اتجاهات هيكلته للسنوات القادمة بما يتماشى مع أولوياتنا وحاجياتنا.
إنّ التّحدّيات غير المسبوقة التي يطرحها الوضع العالمي الراهن تقتضي منّا آليات جديدة تستخلص كل العبر من نقائص التجارب السابقة خاصة على مستوى النظام الدولي المالي والتجاري والاقتصادي.
وتعتبر خطة العمل المعتمدة خلال هذه القمة لبنة جديدة في إطار تعزيز التعاون والشراكة بين الفدرالية الروسية والقارة الإفريقية. وتنصهر هذه الخطة في تقديرنا في صميم الأجندة التنموية الإفريقية لسنة 2063. فهي خارطة طريق عملية وشاملة تهدف إلى تكثيف علاقاتنا.
لا يخفى على أحد أن إفريقيا، الغنية بمواردها البشرية والطبيعية والتي أصبحت منذ عقود محط أنظار كل القوى العالمية والإقليمية في العالم، تتطلع لبناء شراكات من شأنها المساعدة على دعم مقوّمات التنمية الشاملة في بلدانها وتحقيق مقدرات العيش الكريم لأبنائها.
وانه لمن أوكد الأولويات في نظرنا، تشجيع بناء القدرات وتكوين الكفاءات والتعليم ونقل التكنولوجيا وتفعيل التعاون في مجالات الصحة والرعاية الصحية، هذا فضلا عن تامين الحاجيات الغذائية للقارة، خاصة في ضل الأزمة الروسية الاكرانية وتداعياتها.
وباختصار، تعتمد استدامة شراكتنا ووسعها على الصمود بشكل كبير على ملكيتها من قبل الجميع، وعلى قدرتها على تحديد الاستجابات الملائمة لتحديات مشتركة. ونذكر هنا ان تونس عولت على نفسها في مقاومة الاستعمار قبل أن تمد يد المساعدة إلى العديد من حركات التحرير في قارتنا الإفريقية. لقد كان طموحنا وسيظل دائمًا جعل فضائنا الروسي الأفريقي نموذجًا للاستقرار والتكامل والتضامن.
وإذ نحيي مختلف المشاريع والمبادرات الواردة في خطة العمل الروسية الإفريقية، فإننا نقترح التفكير في وضع آليات تمويل مناسبة لتجسيمها على أرض الواقع وذلك من خلال مساهمات مختلف الأطراف الراغبة والقادرة على ذلك.
كما ندعو من هذا المنبر الجانب الروسي من اجل مزيد ايلاء العناية اللازمة لدفع نسق المبادلات التجارية والاستثمارات الروسية في إفريقيا في مجالات الزراعة والصناعة والطاقات المتجددة وغيرها من المجالات، ونقترح ايضا النظر في إيجاد اطر دائمة ومؤسساتية للحوار والتعاون بين المجموعة الإفريقية والتكتلات الإقليمية الأخرى التي تلعب فيها روسيا دورا محوريا مثل المجموعة الأوراسية ومنظمة شنغهاي للتعاون وكذلك مجموعة بريكس.
وان الجمهورية التونسية تساند المبادرة الافريقية لحل الخلاف الروسي الاكراني وتدعو مجدّدا إلى توخي الحوار والى انتهاج فض النزاعات بالطرق السلمية كمخرج للأزمات.
وفي الختام، أود التأكيد بأن روسيا وأفريقيا يشكلان لوحدهما قطبين اقتصاديين هامين في عالمنا اليوم يزخران بإمكانيات وموارد ضخمة لم يتم إلى الآن استغلالها بالطريقة المثلى. ونتمنى أن يشكل هذا اللقاء فرصة متجدّدة تمكن من تحقيق شراكة شاملة وفاعلة تضمن لشعوبنا مزيدا من النمو والازدهار.
ألقى وزير الشؤون الخارجية نبيل عمّار ، وزير الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج، بمناسبة انعقاد القمة الثانية الروسية الإفريقية بسان بطرسبورغ قال فيها لن "طموحنا سيظل دائمًا جعل فضائنا الروسي الأفريقي نموذجًا للاستقرار والتكامل والتضامن:
وفي ما يلي فحوى الكلمة:
فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، أصحاب المعالي السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات حضرة الضيوف الكرام،
يطيب لي في مستهل هذه الجلسة أن أتوجه لكم باحر التحية بمناسبة انعقاد الدورة الثانية لقمة روسيا إفريقيا وأن ارفع لكم سامي تحيات سيادة رئيس الجمهورية، قيس سعيد، وتمنياته الخالصة بنجاح أشغال هذه القمة.
إن انعقاد القمة الروسية الإفريقية في هذا الظرف الدولي الدقيق والمليء بالتحديات، يعد بحق انتصارا لروح التعاون والتضامن بين البلدان الإفريقية والفيدرالية الروسية، التي تجمعنا بها علاقات تاريخية وتضامنية وطيدة.
وإننا نتوجه بالشكر الجزيل لروسيا وقيادتها على حسن تنظيمها للمنتدى الاقتصادي والإنساني وكذلك لهذه القمّة وعلى كرم الضيافة وحسن الوفادة.
وإن تونس الفخورة بعمق انتمائها الإفريقي ومساهمتها الفعّالة عبر التاريخ في رفع التحديات التي تواجهها القارة في جميع المجالات، لتصبو أن تعزز هذه القمة أواصر التضامن والتآزر بين إفريقيا وروسيا، لما فيه خير شعبينا.
وتوفر لنا هذه القمة الإطار المناسب ليس فقط للتفكير في التقدم المحرز منذ القمة الأولى بسوتشي في أكتوبر 2019، ولكن أيضا لتعزيز نموذج شراكتنا الاستراتيجية وتحديد اتجاهات هيكلته للسنوات القادمة بما يتماشى مع أولوياتنا وحاجياتنا.
إنّ التّحدّيات غير المسبوقة التي يطرحها الوضع العالمي الراهن تقتضي منّا آليات جديدة تستخلص كل العبر من نقائص التجارب السابقة خاصة على مستوى النظام الدولي المالي والتجاري والاقتصادي.
وتعتبر خطة العمل المعتمدة خلال هذه القمة لبنة جديدة في إطار تعزيز التعاون والشراكة بين الفدرالية الروسية والقارة الإفريقية. وتنصهر هذه الخطة في تقديرنا في صميم الأجندة التنموية الإفريقية لسنة 2063. فهي خارطة طريق عملية وشاملة تهدف إلى تكثيف علاقاتنا.
لا يخفى على أحد أن إفريقيا، الغنية بمواردها البشرية والطبيعية والتي أصبحت منذ عقود محط أنظار كل القوى العالمية والإقليمية في العالم، تتطلع لبناء شراكات من شأنها المساعدة على دعم مقوّمات التنمية الشاملة في بلدانها وتحقيق مقدرات العيش الكريم لأبنائها.
وانه لمن أوكد الأولويات في نظرنا، تشجيع بناء القدرات وتكوين الكفاءات والتعليم ونقل التكنولوجيا وتفعيل التعاون في مجالات الصحة والرعاية الصحية، هذا فضلا عن تامين الحاجيات الغذائية للقارة، خاصة في ضل الأزمة الروسية الاكرانية وتداعياتها.
وباختصار، تعتمد استدامة شراكتنا ووسعها على الصمود بشكل كبير على ملكيتها من قبل الجميع، وعلى قدرتها على تحديد الاستجابات الملائمة لتحديات مشتركة. ونذكر هنا ان تونس عولت على نفسها في مقاومة الاستعمار قبل أن تمد يد المساعدة إلى العديد من حركات التحرير في قارتنا الإفريقية. لقد كان طموحنا وسيظل دائمًا جعل فضائنا الروسي الأفريقي نموذجًا للاستقرار والتكامل والتضامن.
وإذ نحيي مختلف المشاريع والمبادرات الواردة في خطة العمل الروسية الإفريقية، فإننا نقترح التفكير في وضع آليات تمويل مناسبة لتجسيمها على أرض الواقع وذلك من خلال مساهمات مختلف الأطراف الراغبة والقادرة على ذلك.
كما ندعو من هذا المنبر الجانب الروسي من اجل مزيد ايلاء العناية اللازمة لدفع نسق المبادلات التجارية والاستثمارات الروسية في إفريقيا في مجالات الزراعة والصناعة والطاقات المتجددة وغيرها من المجالات، ونقترح ايضا النظر في إيجاد اطر دائمة ومؤسساتية للحوار والتعاون بين المجموعة الإفريقية والتكتلات الإقليمية الأخرى التي تلعب فيها روسيا دورا محوريا مثل المجموعة الأوراسية ومنظمة شنغهاي للتعاون وكذلك مجموعة بريكس.
وان الجمهورية التونسية تساند المبادرة الافريقية لحل الخلاف الروسي الاكراني وتدعو مجدّدا إلى توخي الحوار والى انتهاج فض النزاعات بالطرق السلمية كمخرج للأزمات.
وفي الختام، أود التأكيد بأن روسيا وأفريقيا يشكلان لوحدهما قطبين اقتصاديين هامين في عالمنا اليوم يزخران بإمكانيات وموارد ضخمة لم يتم إلى الآن استغلالها بالطريقة المثلى. ونتمنى أن يشكل هذا اللقاء فرصة متجدّدة تمكن من تحقيق شراكة شاملة وفاعلة تضمن لشعوبنا مزيدا من النمو والازدهار.