إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد حادث فجر اليوم ..تدقيق في معطيات "الأسود" للقطار ..ومخاطر تتهدد ديمومة "الشيمينو" ..

-نقاط سوداء" على مستوى الأسطول والشبكة وقطع الغيار هي المعضلة

لم يكن حادث القطارفجر اليوم على مستوى مدينة مساكن الاخير خلال هذه السنة، لكنه على خلاف من سبقه فقد خلف ضحايا اذ شهد مقتل شخصين وأصابة 34 آخرين ذلك ما دونته تونس في حادث القطار الذي وقع فجر الثلاثاء اثر انقلاب قاطرة وجنوح 3 عربات للقطار الليلي المتجه من تونس نحو قابس، بمدخل محطة مساكن.

ولا تزال التحقيقات جارية حاليا لمعرفة اسباب ما حدث، حيث علمت"الصباح نيوز" ان الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية قد فتحت تحقيقا في الغرض للوقوف على ملابسات الحادث وتحميل المسؤوليات من خلال البت في حالة السكة ومدى احترام السرعة المحددة سلفا، والنظر في جاهزية القطار والمعدات وغيرها والمسائل وذلك من خلال المعطيات المسجلة في ما يعرف بالصندوق الأسود .

ولعل سلسلة الحوادث المسجلة سنويا والتي أكدت مصادر رسمية حصول العشرات منها على مستوى السكة بين جنوح عربات نقل فسفاط وسلع ونقل مسافرين وغيرها مخلفة عددا كبيرا من القتلى والجرحى، تؤكد ضرورة العمل على تجديد الاسطول الذي بلغ من العمر عتيا وإجراء عمليات صيانة شاملة للسكة خاصة على مستوى بعض النقاط السوداء التي تم ضبطها.

وتجدر الاشارة في هذا السياق، ووفق عدد من المصادر فقد علمنا ان الحكومة التونسية منوط بعهدتها سنويا تخصيص ملايين الدينارات لتعهد وصيانة السكك الحديدية وهو ما يتم فعليا.

"هذه مشاكلنا"..

وفي تعليقه على الحوادث المسجلة اكد نجيب الجلاصي كاتب عام النقابة الخصوصية للسكك الحديدية في تصريح لـ"الصباح نيوز" على ان اشكاليات عديدة وراء ذلك من بينها غياب المعدات وقطع الغيار، تآكل السكة، تهرم الاسطول من قاطرات وعربات حتى ان بعضها قد ناهز 40 سنة وغيرها من الاسباب المباشرة، وفق تعبيره.

وقال محدثنا في هذا الصدد:"نبهنا الى الوضع الدقيق للسكة ولغياب قطع الغيار والمعدات وأشرنا الى ذلك من خلال جلساتنا مع الادارة العامة أو وزارة النقل او عبر بياناتنا التي دعونا فيها الى توفير كل وسائل العمل الضرورية خاصة قطع الغيار التي اصبحت مفقودة بمخازن الشركة".

وتابع الجلاصي حديثه قائلا:"في المقابل قيل لنا من قبل سلطة الاشراف والادارة ان الاشكال مالي بالاساس وهو ما جعلنا نؤكد على خطورة الوضع والتحرك من اجل الحفاظ على سلامة المسافرين وعلى اعواننا من السواق".

نقاط سوداء..وأسطول متهرم

واشار كاتب عام النقابة الخصوصية للسكك الحديدية الى ضبط عدد مما وصفها بـ"النقاط السوداء" التي تتطلب تدخلا سريعا على مستوى السكة لتعهدها وصيانتها في اسرع وقت مؤكدا تقديم رؤية النقابة للجهات الرسمية للتحرك لكن دون مجيب مع التشديد على وعي ومعرفة الطرف التقابي بغياب السيولة الكافية لتعهد كامل السكة، وفق تعبيره.

وفي علاقة بتهرم الاسطول وغياب الصيانة الكافية على مستوى السكة فقد أكد الجلاصي بوجود مؤشر مهم يفضي الى معرفة الوضعية الصعبة للشركة يتمثل في التخفيض في عدد السفرات اليومية للخطوط البعيدة من 13 سفرة الى 7 سفرات.

وحذر محدثنا من غياب التعاطي الجدي مع وضعية الشركة خاصة على مستوى توفير قطع الغيار مشيرا الى امكانية توقف اغلب قطاراتها في أي لحظة ما لم يكن هناك تحركا  في هذا المسار وذلك في انتظار وصول الاقتناءات الجديدة في 2026، وفق تعبيره.

سلسلة من الحوادث..

والعودة الى اهم الحوادث التي سجلتها في السنوات الاخيرة فقد كانت ابرزها في جوان 2015، حيث خلف حادث بين قطار وشاحنة ثقيلة قرب مدينة الفحص 19 قتيلا إضافة إلى عشرات الإصابات.

وفي 2016، فقد لقي 5 أشخاص مصرعهم وأصيب 52 آخرون في مدينة جبل جلود جراء حادث تصادم بين حافلة تابعة لشركة التقلب بنابل وقطار تابع لـ"الشيمينو"، بسبب خلل في إشارات تقاطع.

وشهدت تونس في ماي 2018 حادث تصادم قطارين في الضاحية الجنوبية بجهة مقرين، أسفر عن وفاة شخص وإصابة نحو 70 بجروح.

ولعل وضعية الشركة الابرز في قطاع النقل الحديدي ببلادنا تتطلب وقفة من جميع الاطراف لتوفير الاهم في انتظار المهم لانقاذ مؤسسة بتاريخ الشركة التونسية للسكك الحديدة التونسية.

جمال الفرشيشي

 بعد حادث فجر اليوم ..تدقيق في معطيات "الأسود" للقطار ..ومخاطر  تتهدد ديمومة "الشيمينو" ..

-نقاط سوداء" على مستوى الأسطول والشبكة وقطع الغيار هي المعضلة

لم يكن حادث القطارفجر اليوم على مستوى مدينة مساكن الاخير خلال هذه السنة، لكنه على خلاف من سبقه فقد خلف ضحايا اذ شهد مقتل شخصين وأصابة 34 آخرين ذلك ما دونته تونس في حادث القطار الذي وقع فجر الثلاثاء اثر انقلاب قاطرة وجنوح 3 عربات للقطار الليلي المتجه من تونس نحو قابس، بمدخل محطة مساكن.

ولا تزال التحقيقات جارية حاليا لمعرفة اسباب ما حدث، حيث علمت"الصباح نيوز" ان الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية قد فتحت تحقيقا في الغرض للوقوف على ملابسات الحادث وتحميل المسؤوليات من خلال البت في حالة السكة ومدى احترام السرعة المحددة سلفا، والنظر في جاهزية القطار والمعدات وغيرها والمسائل وذلك من خلال المعطيات المسجلة في ما يعرف بالصندوق الأسود .

ولعل سلسلة الحوادث المسجلة سنويا والتي أكدت مصادر رسمية حصول العشرات منها على مستوى السكة بين جنوح عربات نقل فسفاط وسلع ونقل مسافرين وغيرها مخلفة عددا كبيرا من القتلى والجرحى، تؤكد ضرورة العمل على تجديد الاسطول الذي بلغ من العمر عتيا وإجراء عمليات صيانة شاملة للسكة خاصة على مستوى بعض النقاط السوداء التي تم ضبطها.

وتجدر الاشارة في هذا السياق، ووفق عدد من المصادر فقد علمنا ان الحكومة التونسية منوط بعهدتها سنويا تخصيص ملايين الدينارات لتعهد وصيانة السكك الحديدية وهو ما يتم فعليا.

"هذه مشاكلنا"..

وفي تعليقه على الحوادث المسجلة اكد نجيب الجلاصي كاتب عام النقابة الخصوصية للسكك الحديدية في تصريح لـ"الصباح نيوز" على ان اشكاليات عديدة وراء ذلك من بينها غياب المعدات وقطع الغيار، تآكل السكة، تهرم الاسطول من قاطرات وعربات حتى ان بعضها قد ناهز 40 سنة وغيرها من الاسباب المباشرة، وفق تعبيره.

وقال محدثنا في هذا الصدد:"نبهنا الى الوضع الدقيق للسكة ولغياب قطع الغيار والمعدات وأشرنا الى ذلك من خلال جلساتنا مع الادارة العامة أو وزارة النقل او عبر بياناتنا التي دعونا فيها الى توفير كل وسائل العمل الضرورية خاصة قطع الغيار التي اصبحت مفقودة بمخازن الشركة".

وتابع الجلاصي حديثه قائلا:"في المقابل قيل لنا من قبل سلطة الاشراف والادارة ان الاشكال مالي بالاساس وهو ما جعلنا نؤكد على خطورة الوضع والتحرك من اجل الحفاظ على سلامة المسافرين وعلى اعواننا من السواق".

نقاط سوداء..وأسطول متهرم

واشار كاتب عام النقابة الخصوصية للسكك الحديدية الى ضبط عدد مما وصفها بـ"النقاط السوداء" التي تتطلب تدخلا سريعا على مستوى السكة لتعهدها وصيانتها في اسرع وقت مؤكدا تقديم رؤية النقابة للجهات الرسمية للتحرك لكن دون مجيب مع التشديد على وعي ومعرفة الطرف التقابي بغياب السيولة الكافية لتعهد كامل السكة، وفق تعبيره.

وفي علاقة بتهرم الاسطول وغياب الصيانة الكافية على مستوى السكة فقد أكد الجلاصي بوجود مؤشر مهم يفضي الى معرفة الوضعية الصعبة للشركة يتمثل في التخفيض في عدد السفرات اليومية للخطوط البعيدة من 13 سفرة الى 7 سفرات.

وحذر محدثنا من غياب التعاطي الجدي مع وضعية الشركة خاصة على مستوى توفير قطع الغيار مشيرا الى امكانية توقف اغلب قطاراتها في أي لحظة ما لم يكن هناك تحركا  في هذا المسار وذلك في انتظار وصول الاقتناءات الجديدة في 2026، وفق تعبيره.

سلسلة من الحوادث..

والعودة الى اهم الحوادث التي سجلتها في السنوات الاخيرة فقد كانت ابرزها في جوان 2015، حيث خلف حادث بين قطار وشاحنة ثقيلة قرب مدينة الفحص 19 قتيلا إضافة إلى عشرات الإصابات.

وفي 2016، فقد لقي 5 أشخاص مصرعهم وأصيب 52 آخرون في مدينة جبل جلود جراء حادث تصادم بين حافلة تابعة لشركة التقلب بنابل وقطار تابع لـ"الشيمينو"، بسبب خلل في إشارات تقاطع.

وشهدت تونس في ماي 2018 حادث تصادم قطارين في الضاحية الجنوبية بجهة مقرين، أسفر عن وفاة شخص وإصابة نحو 70 بجروح.

ولعل وضعية الشركة الابرز في قطاع النقل الحديدي ببلادنا تتطلب وقفة من جميع الاطراف لتوفير الاهم في انتظار المهم لانقاذ مؤسسة بتاريخ الشركة التونسية للسكك الحديدة التونسية.

جمال الفرشيشي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews