اثار موقف القيادي الناصري بحركة الشعب خالد الكريشي تاويلات عدة وذلك بعد تدوينة له على صفحته الرسمية التي اشار فيها الى عودة مجددة للحزب الى سدة الحكم بعد مشاركة قصيرة استمرت ل6اشهر في حكومة الياس الفخفاخ. وتاتي تدوينة الكريشي بعد سويعات قليلة من انتهاء اشغال الندوة الوطنية للحزب بتونس العاصمة والتي فشلت في انتزاع تحديد موعد للمؤتمر القادم لحركة الشعب في ظل ضعف الموارد المالية للحركة والاختلاف الحاد بين قيادات الصف الاول والجيل الصاعد من الشباب القومي بالحزب.
ولئن خلقت التدوينة عدة نقاط استفهام في علاقتها بالعودة المحتملة للحكم ،فانها كانت محل تندر سياسي ايضا بعد ان تساءل متابعون هل كانت حركة الشعب في مربع المعارضة اصلا حتى تغادره الى الحكم سيما وان قياداته استماتوا في الدفاع عن الاجراءات الرئاسية الصادرة منذ 25جويلية الماضي وما مواقفهم المناهضة للرئيس منذ نحو شهر ،الا محاولة لتذكير قيس سعيد بوجود حزب تحت مسمى"حركة الشعب" رغم معارضة مجموعة سالم الابيض لمثل هذا التمشي. ولعل الغامض في تدوينة الكريشي انه لم يوضح طريقة عودة الحركة الى الحكم هل سيكون من خلال تحوير وزاري من داخل حكومة نجلاء بودن او من خلال حكومة اخرى محتملة؟
وحتى لما اتصلنا بالكريشي لنتبين موقفه وحقيقة ما دونه فانه رفض التعليق على الموضوع وتعلل بوجوده في اجتاع مهم. ولم يكن خالد الكريشي وحده المعني بالمسار "الجديد'' للحركة حيث اعتبر القيادي بالحركة وعضو المكتب السياسي رضا بلاغة " …ستنزاح غفلة السذّج وشعار المرحلة القادمة : التحكّم والتوجيه او حركة الشعب من المعارضة إلى الحكم."
يذكر ان حركة الشعب بدات هي الاخرى تستعد لمعارضة مسار 25 في صيغته الحالية،وقد زادت الحركة في سرعتها بعد ان رفض رئيس الجمهورية لقانون 38والذي يتيح فرصة تشغيلية لمن فاقت بطالتهم العشر سنوات.
وشكل هذا الرفض مدخلا لقلب موازين القوى داخل حركة الشعب نفسها،فبعد ان قاد النائب هيكل المكي الحزب اعلاميا وسياسيا وتاكيده على سلامة التمشي الرئاسي لمرحلة ما بعد 25, شهدت الحركة في الاونة الاخيرة تراجعا واضحا لتدخلات المكي مقابل صعود سالم الابيض الذي فرض على الحزب خطابا عقلانيا يقطع مع التودد الغير مبرر وخطاب التزلف. غير ان ذلك لم يدم طويلا بعد ان عاد المكي للواجهة الحزبية للحركة وتاكيده مجددا على اذاعة اكسبريس اف ام امس على تمسك الحركة بمسار 25.
وقد كان امس الاثنين يوما اعلاميا مميزا لحركة الشعب من خلال حضور العديد من القيادات بعدد من وسائل الاعلام الوطنية والاجنبية ورفعهم مشتركين لشعار "نتمسك بخيار 25 جويلية". ورغم الاحراج السياسي الذي تعرضت له الحركة يوم 13 ديسمبر الجاري حين وصفهم سعيد "بالانتهازيين والكذابين" فان الحركة تواصل مسعاها لاقناع الرئيس بكونها الخادم الامين لسياساته وتدرك حركة الشعب انه لا يمكن لها كحزب ان تتواصل سياسيا ما لم تكن مرتبطة بشخصيات مهمة وهو ما حصل مثلا مع المترشح السابق لرئاسة الجمهورية صافي سعيد وما تلاه من تهم بان الحركة لم تكن لتتحصل على مقاعدها لولا ارتباطها به.
وقد تاكدت تلك المقولة بالالتصاق الظاهر للحركة بشخص الرئيس حتى انهم باتوا يتحدثون باسمه في اكثر من موقع وتصريح غير ان ذلك لم يتواصل بعد ان سعى سعيد لنفضهم من حِجره واتهامهم بالانتهازية والادعاء.
وقال رئيس الدولة يوم خطابه بتاريخ 13 ديسمبر " …فلا ثبات عندهم على اي قيمة من القيم كانوا يعتقدون أنني ساوزع المناصب والحقائب ولكن حين يئسوا انقلبوا على أعقابهم خاسئين وأكثر من ذلك كانوا في بعض المناسبات يقولون ما كنت أقول لهم في بعض الجلسات، وينسبوها إلى أنفسهم ثم يختمون كلامهم بأفضع الكلام مثل ما قاله بعضهم هم الذين ساهموا في اتخاذ التدابير الإستثنائية فشكرا لهم على مساهمتهم وشكرا لهم على إدعائهم وكذبهم لأنهم لو كانوا صادقين لماذا تغيرت مواقفهم فقدوا أملهم في المناصب".
وياتي موقف سعيد للرد على التصريح الاخير للامين العام للحركة زهير المغزاوي على امواج اذاعة ifm حيث قال "انه لا يجب على الرئيس ان يتوهم بامتلاكه لاستحقاق 25جويلية على اعتبار انه مسار شعبي كامل وهو طرف فيه فقط". ولم يكن تصريح المغراوي هذا اول التصريحات المتقلبة حيث اكد يوم 12ديسمبر الجاري وخلال لقاء بعدد من مناضلي الحركة بجهة بنزرت"لايجب أن يكون الرئيس وحده المعني بهذا الأمر لأن 25 جويلية لم يصنعه بمفرده بل صنعه أيضا الشعب وعديد القوى السياسية والاجتماعية والمدنية ومن حق هؤلاء أن يشاركوه في المسار الاصلاحي". فكيف ستحكم حركة الشعب؟ومن اين سياتيها الحكم اصلا؟
خليل الحناشي
تونس-الصباح
اثار موقف القيادي الناصري بحركة الشعب خالد الكريشي تاويلات عدة وذلك بعد تدوينة له على صفحته الرسمية التي اشار فيها الى عودة مجددة للحزب الى سدة الحكم بعد مشاركة قصيرة استمرت ل6اشهر في حكومة الياس الفخفاخ. وتاتي تدوينة الكريشي بعد سويعات قليلة من انتهاء اشغال الندوة الوطنية للحزب بتونس العاصمة والتي فشلت في انتزاع تحديد موعد للمؤتمر القادم لحركة الشعب في ظل ضعف الموارد المالية للحركة والاختلاف الحاد بين قيادات الصف الاول والجيل الصاعد من الشباب القومي بالحزب.
ولئن خلقت التدوينة عدة نقاط استفهام في علاقتها بالعودة المحتملة للحكم ،فانها كانت محل تندر سياسي ايضا بعد ان تساءل متابعون هل كانت حركة الشعب في مربع المعارضة اصلا حتى تغادره الى الحكم سيما وان قياداته استماتوا في الدفاع عن الاجراءات الرئاسية الصادرة منذ 25جويلية الماضي وما مواقفهم المناهضة للرئيس منذ نحو شهر ،الا محاولة لتذكير قيس سعيد بوجود حزب تحت مسمى"حركة الشعب" رغم معارضة مجموعة سالم الابيض لمثل هذا التمشي. ولعل الغامض في تدوينة الكريشي انه لم يوضح طريقة عودة الحركة الى الحكم هل سيكون من خلال تحوير وزاري من داخل حكومة نجلاء بودن او من خلال حكومة اخرى محتملة؟
وحتى لما اتصلنا بالكريشي لنتبين موقفه وحقيقة ما دونه فانه رفض التعليق على الموضوع وتعلل بوجوده في اجتاع مهم. ولم يكن خالد الكريشي وحده المعني بالمسار "الجديد'' للحركة حيث اعتبر القيادي بالحركة وعضو المكتب السياسي رضا بلاغة " …ستنزاح غفلة السذّج وشعار المرحلة القادمة : التحكّم والتوجيه او حركة الشعب من المعارضة إلى الحكم."
يذكر ان حركة الشعب بدات هي الاخرى تستعد لمعارضة مسار 25 في صيغته الحالية،وقد زادت الحركة في سرعتها بعد ان رفض رئيس الجمهورية لقانون 38والذي يتيح فرصة تشغيلية لمن فاقت بطالتهم العشر سنوات.
وشكل هذا الرفض مدخلا لقلب موازين القوى داخل حركة الشعب نفسها،فبعد ان قاد النائب هيكل المكي الحزب اعلاميا وسياسيا وتاكيده على سلامة التمشي الرئاسي لمرحلة ما بعد 25, شهدت الحركة في الاونة الاخيرة تراجعا واضحا لتدخلات المكي مقابل صعود سالم الابيض الذي فرض على الحزب خطابا عقلانيا يقطع مع التودد الغير مبرر وخطاب التزلف. غير ان ذلك لم يدم طويلا بعد ان عاد المكي للواجهة الحزبية للحركة وتاكيده مجددا على اذاعة اكسبريس اف ام امس على تمسك الحركة بمسار 25.
وقد كان امس الاثنين يوما اعلاميا مميزا لحركة الشعب من خلال حضور العديد من القيادات بعدد من وسائل الاعلام الوطنية والاجنبية ورفعهم مشتركين لشعار "نتمسك بخيار 25 جويلية". ورغم الاحراج السياسي الذي تعرضت له الحركة يوم 13 ديسمبر الجاري حين وصفهم سعيد "بالانتهازيين والكذابين" فان الحركة تواصل مسعاها لاقناع الرئيس بكونها الخادم الامين لسياساته وتدرك حركة الشعب انه لا يمكن لها كحزب ان تتواصل سياسيا ما لم تكن مرتبطة بشخصيات مهمة وهو ما حصل مثلا مع المترشح السابق لرئاسة الجمهورية صافي سعيد وما تلاه من تهم بان الحركة لم تكن لتتحصل على مقاعدها لولا ارتباطها به.
وقد تاكدت تلك المقولة بالالتصاق الظاهر للحركة بشخص الرئيس حتى انهم باتوا يتحدثون باسمه في اكثر من موقع وتصريح غير ان ذلك لم يتواصل بعد ان سعى سعيد لنفضهم من حِجره واتهامهم بالانتهازية والادعاء.
وقال رئيس الدولة يوم خطابه بتاريخ 13 ديسمبر " …فلا ثبات عندهم على اي قيمة من القيم كانوا يعتقدون أنني ساوزع المناصب والحقائب ولكن حين يئسوا انقلبوا على أعقابهم خاسئين وأكثر من ذلك كانوا في بعض المناسبات يقولون ما كنت أقول لهم في بعض الجلسات، وينسبوها إلى أنفسهم ثم يختمون كلامهم بأفضع الكلام مثل ما قاله بعضهم هم الذين ساهموا في اتخاذ التدابير الإستثنائية فشكرا لهم على مساهمتهم وشكرا لهم على إدعائهم وكذبهم لأنهم لو كانوا صادقين لماذا تغيرت مواقفهم فقدوا أملهم في المناصب".
وياتي موقف سعيد للرد على التصريح الاخير للامين العام للحركة زهير المغزاوي على امواج اذاعة ifm حيث قال "انه لا يجب على الرئيس ان يتوهم بامتلاكه لاستحقاق 25جويلية على اعتبار انه مسار شعبي كامل وهو طرف فيه فقط". ولم يكن تصريح المغراوي هذا اول التصريحات المتقلبة حيث اكد يوم 12ديسمبر الجاري وخلال لقاء بعدد من مناضلي الحركة بجهة بنزرت"لايجب أن يكون الرئيس وحده المعني بهذا الأمر لأن 25 جويلية لم يصنعه بمفرده بل صنعه أيضا الشعب وعديد القوى السياسية والاجتماعية والمدنية ومن حق هؤلاء أن يشاركوه في المسار الاصلاحي". فكيف ستحكم حركة الشعب؟ومن اين سياتيها الحكم اصلا؟