إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

من يسعى لمغالطة الرئيس قيس سعيد؟

 

تونس-الصباح

اخطأ الرئيس قيس سعيد بإقراره علنا وأمام الرأي العام الوطني والدولي عن مشاركة نحو مليون 800 الف تونسي في تحرك الاحد الماضي.

وقد خلق هذا الرقم المصرح به من طرف رئيس الجمهورية حالة من التندر في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي، تندر محله انه لا احد قادر على استقطاب هذا العدد من التونسيين، ثانيا انه لا مكان في تونس قادر على استيعاب هذا العدد الهائل، أما ثالثا إنها أرقام مغلوطة تندرج في إطار البروبغندا لتأكيد أسبقية الرئيس عن بقية خصومه ولإثبات مشروعية الإجرائية منذ 25جويلية.

اولى تعليقات الرفض تلك التي اثثتها مجموعة من المناصرين لإجراءات 25جويلية، وفي هذا السياق وصف القيادي بالتيار الديمقراطي والنائب المجمدة عضويته سفيان مخلوفي تصريح سعيد "انه اخطأ عندما قال رقم 1,8 مليون متظاهر"، مضيفا أن "الاهم من كل هذا لماذا يستعمل الرئيس رقما خياليا لا يسنده اي منطق؟

وخلص المخلوفي قائلا "يبدو أن الرئيس يبحث عن "مشروعية" كما يسميها من خارج الشرعية الدستورية ومستعد لأي تبرير، كما أن تركيزه على مظاهرة 3 اكتوبر يوحي بأنها أعدت بتنسيق مع مؤسسة الرئاسة لغاية تأكيد تلك "المشروعية" وتجاوز "الشرعية".

ولم يكن سعيد وحده محل نقد من قبل التيار الديمقراطي حيث توجه هشام العجبوني لمحيط الرئيس باللوم عن الترويج لهكذا رقم وقال "لو كنت مكان رئيس الجمهورية لطردت كل من ورّطني في التصريح بأرقام ومعطيات مغلوطة، ولطردت كل الفريق المكلّف بالإعلام الذي سمح بتمريرها في المونتاج".

واعتبر العجبوني في تدوينة إن "تكرّر هذه الأخطاء يمسّ من مصداقية السيد رئيس الجمهورية".

ولم يكن زخم التعليقات السياسية بعيدا عن خصوم قيس سعيد الذين تداولوا على اعتبار ان ما نقله الرئيس هو مس من صورته الاعتبارية عند شق واسع من التونسيين وفي هذا السياق تساءل السياسي والحقوقي عبد الوهاب الهاني بالقول 'من الذي قام بمغالطة رئيس الدولة وورطه في نقل رواية خيالية ورقم خرافي لعدد المتظاهرين الفلكي بـ 1.8 مليون متظاهر يوم 3 أكتوبر لدعم قراراته".

واعتبر الهاني ان الرقم المصرح به رئاسيا "يفوق نصف الناخبين في الاقتراع الأخير، لتصبح الخرافة تفويضا شعبيا يعوض صندوق الاقتراع، فالشخص أو الجهة التي ارتكبت حماقة الفبركة والتضليل أساءت لرئيس الجمهورية وللدولة التونسية وللشعب التونسي."

وفي حديثه عن المليون و800الف مساند وصف المحلل السياسي والباحث القانوني عبد اللطيف دربالة هذا الرقم "بالنكتة" معتبرا أن الرئيس غالط الراي العام في موضعين مختلفين .

وقال دربالة في هذا الخصوص "ان رئيس الجمهوريّة اكد لدى استقباله القاضي يوسف بوزاخر رئيس المجلس الأعلى للقضاء.. أنّ آخر الاحصائيّات بيّنت أن عدد المشاركين في تظاهرات يوم الأحد 03 أكتوبر (المساندة له ولإجراءاته) كان في حدود (1.8 مليون) في نفس اليوم قال نفس الرئيس وفي لقائه بوزيرته الأولى نجلاء بودن.. أنّ أكثر من مليون ونصف تونسي (1.5 مليون) خرجوا إلى الشوارع يوم الأحد 03 أكتوبر.

واضاف " أنّ رقم 1.8 مليون متظاهر هو رقم خيالي ومزوّر أصدرته بعض الصفحات المساندة لقيس سعيّد عبر صورة فوتوشوب حرّفت خبرا صدر على موقع "TV5 MONDE" وتضمّن عنوانا يقول: "تونس: استعراض للقوّة لـ 5000 من أنصار قيس سعيّد".. وجعلت تلك الصفحات الخبر الزائف يعرض رقم 1.8 مليون..!!

وقد كشفت وفضحت عديد صفحات الفايسبوك الأخرى زيف وكذب ذلك الخبر وقدّمت الصورة الحقيقية للخبر."

وخلص دربالة إلى أن ذلك يعكس "بأنّ الرئيس قيس سعيّد أمّا أنّه يعيش في الأوهام وفي عالم خيالي أو أنّه يعتمد في معلوماته على صفحات الفايسبوك الشعبويّة المسوّقة له والتي تبثّ الأخبار الزائفة والمبالغ فيها بغرض البروبغندا.

وفي تعليقه عن رقم المليون و800الف قال الامين العام لحزب العمال حمة الهمامي في تدوينة له "لا تأخذوا هذا الكلام حتى لو كان زائفا مأخذ الهزل. ولا تعتبروا الرجل "يهز وينفض" كما يعتقد البعض. وإنما خذوا كلامه مأخذ الجد. قيس سعيد يريد وضع القضاء "تحت يده". والتعلة هي أنّ "الشعب يريد...". الشعب يريد "تطهير" القضاء."

واضاف الهمامي ان "التطهير" عند سعيد " لا يكون بإصلاح جذري، حقيقي، لوضع حد لما يعانيه القضاء من تعطل وفساد مزمنين، وإنما بإخضاعه بالكامل لسلطة قيس سعيد الفردية، في انتظار المرور إلى "الشعب يريد تطهير الإعلام الفاسد... و"الشعب يريد" تطهير البلاد من الأحزاب والجمعيات والمنظمات الفاسدة..." ليبقى الرئيس وحده "المؤسسة الصالحة" في هذه البلاد...".

فهل سيتحول رقم المليون و800الف مساند الى معطى يستعمله قيس سعيد في خطاباته القادمة ام انه خطا سيتجاوزه الرئيس ويثبت للجميع انه مجرد مغالطة؟

 

خليل الحناشي

من يسعى لمغالطة الرئيس قيس سعيد؟

 

تونس-الصباح

اخطأ الرئيس قيس سعيد بإقراره علنا وأمام الرأي العام الوطني والدولي عن مشاركة نحو مليون 800 الف تونسي في تحرك الاحد الماضي.

وقد خلق هذا الرقم المصرح به من طرف رئيس الجمهورية حالة من التندر في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي، تندر محله انه لا احد قادر على استقطاب هذا العدد من التونسيين، ثانيا انه لا مكان في تونس قادر على استيعاب هذا العدد الهائل، أما ثالثا إنها أرقام مغلوطة تندرج في إطار البروبغندا لتأكيد أسبقية الرئيس عن بقية خصومه ولإثبات مشروعية الإجرائية منذ 25جويلية.

اولى تعليقات الرفض تلك التي اثثتها مجموعة من المناصرين لإجراءات 25جويلية، وفي هذا السياق وصف القيادي بالتيار الديمقراطي والنائب المجمدة عضويته سفيان مخلوفي تصريح سعيد "انه اخطأ عندما قال رقم 1,8 مليون متظاهر"، مضيفا أن "الاهم من كل هذا لماذا يستعمل الرئيس رقما خياليا لا يسنده اي منطق؟

وخلص المخلوفي قائلا "يبدو أن الرئيس يبحث عن "مشروعية" كما يسميها من خارج الشرعية الدستورية ومستعد لأي تبرير، كما أن تركيزه على مظاهرة 3 اكتوبر يوحي بأنها أعدت بتنسيق مع مؤسسة الرئاسة لغاية تأكيد تلك "المشروعية" وتجاوز "الشرعية".

ولم يكن سعيد وحده محل نقد من قبل التيار الديمقراطي حيث توجه هشام العجبوني لمحيط الرئيس باللوم عن الترويج لهكذا رقم وقال "لو كنت مكان رئيس الجمهورية لطردت كل من ورّطني في التصريح بأرقام ومعطيات مغلوطة، ولطردت كل الفريق المكلّف بالإعلام الذي سمح بتمريرها في المونتاج".

واعتبر العجبوني في تدوينة إن "تكرّر هذه الأخطاء يمسّ من مصداقية السيد رئيس الجمهورية".

ولم يكن زخم التعليقات السياسية بعيدا عن خصوم قيس سعيد الذين تداولوا على اعتبار ان ما نقله الرئيس هو مس من صورته الاعتبارية عند شق واسع من التونسيين وفي هذا السياق تساءل السياسي والحقوقي عبد الوهاب الهاني بالقول 'من الذي قام بمغالطة رئيس الدولة وورطه في نقل رواية خيالية ورقم خرافي لعدد المتظاهرين الفلكي بـ 1.8 مليون متظاهر يوم 3 أكتوبر لدعم قراراته".

واعتبر الهاني ان الرقم المصرح به رئاسيا "يفوق نصف الناخبين في الاقتراع الأخير، لتصبح الخرافة تفويضا شعبيا يعوض صندوق الاقتراع، فالشخص أو الجهة التي ارتكبت حماقة الفبركة والتضليل أساءت لرئيس الجمهورية وللدولة التونسية وللشعب التونسي."

وفي حديثه عن المليون و800الف مساند وصف المحلل السياسي والباحث القانوني عبد اللطيف دربالة هذا الرقم "بالنكتة" معتبرا أن الرئيس غالط الراي العام في موضعين مختلفين .

وقال دربالة في هذا الخصوص "ان رئيس الجمهوريّة اكد لدى استقباله القاضي يوسف بوزاخر رئيس المجلس الأعلى للقضاء.. أنّ آخر الاحصائيّات بيّنت أن عدد المشاركين في تظاهرات يوم الأحد 03 أكتوبر (المساندة له ولإجراءاته) كان في حدود (1.8 مليون) في نفس اليوم قال نفس الرئيس وفي لقائه بوزيرته الأولى نجلاء بودن.. أنّ أكثر من مليون ونصف تونسي (1.5 مليون) خرجوا إلى الشوارع يوم الأحد 03 أكتوبر.

واضاف " أنّ رقم 1.8 مليون متظاهر هو رقم خيالي ومزوّر أصدرته بعض الصفحات المساندة لقيس سعيّد عبر صورة فوتوشوب حرّفت خبرا صدر على موقع "TV5 MONDE" وتضمّن عنوانا يقول: "تونس: استعراض للقوّة لـ 5000 من أنصار قيس سعيّد".. وجعلت تلك الصفحات الخبر الزائف يعرض رقم 1.8 مليون..!!

وقد كشفت وفضحت عديد صفحات الفايسبوك الأخرى زيف وكذب ذلك الخبر وقدّمت الصورة الحقيقية للخبر."

وخلص دربالة إلى أن ذلك يعكس "بأنّ الرئيس قيس سعيّد أمّا أنّه يعيش في الأوهام وفي عالم خيالي أو أنّه يعتمد في معلوماته على صفحات الفايسبوك الشعبويّة المسوّقة له والتي تبثّ الأخبار الزائفة والمبالغ فيها بغرض البروبغندا.

وفي تعليقه عن رقم المليون و800الف قال الامين العام لحزب العمال حمة الهمامي في تدوينة له "لا تأخذوا هذا الكلام حتى لو كان زائفا مأخذ الهزل. ولا تعتبروا الرجل "يهز وينفض" كما يعتقد البعض. وإنما خذوا كلامه مأخذ الجد. قيس سعيد يريد وضع القضاء "تحت يده". والتعلة هي أنّ "الشعب يريد...". الشعب يريد "تطهير" القضاء."

واضاف الهمامي ان "التطهير" عند سعيد " لا يكون بإصلاح جذري، حقيقي، لوضع حد لما يعانيه القضاء من تعطل وفساد مزمنين، وإنما بإخضاعه بالكامل لسلطة قيس سعيد الفردية، في انتظار المرور إلى "الشعب يريد تطهير الإعلام الفاسد... و"الشعب يريد" تطهير البلاد من الأحزاب والجمعيات والمنظمات الفاسدة..." ليبقى الرئيس وحده "المؤسسة الصالحة" في هذه البلاد...".

فهل سيتحول رقم المليون و800الف مساند الى معطى يستعمله قيس سعيد في خطاباته القادمة ام انه خطا سيتجاوزه الرئيس ويثبت للجميع انه مجرد مغالطة؟

 

خليل الحناشي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews