إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

«فضيحة وثائق باندورا» تطال محسن مرزوق..

 

تونس- الصباح

كما فتحت باندورا، أول امرأة على الأرض طبق العقيدة اليونانية القديمة، صندوقها، وأخرجت شرور وخطايا البشر من جشع وغرور وافتراء وكذب، الى النور، وفق الميثولوجيا الاغريقية..

كشف الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين في»وثائق باندورا «التي استعار اسمها من الأسطورة القديمة، عن تحقيق دولي ضخم اشترك فيه 600 صحافي من 117 دولة، عن فضيحة مالية جديدة وأسرار هزت عروش سياسية عبر العالم، حيث نجح التحقيق في إماطة اللثام عن ثروات مشبوهة لعدد كبير من القادة حول العالم يستخدمون حسابات وصناديق ائتمانية – تشبه صندوق باندورا-  لشراء عقارات بمئات الملايين من الدولارات في الجنات الضريبية وفي دول أجنبية بهدف تضخيم ثرواتهم على حساب استحقاقات شعوبهم ومواطنيهم.

وكما فتحت باندورا صندوق الآلهة وأطلقت الشر في العالم، فتح التحقيق، الصناديق الائتمانية وكشف عن أسرار وفضائح بالجملة تعلقت بتهرب ضريبي وشركات الاوف شور والثورات المخفية في ملاذات آمنة لقادة دول وسياسيين عبر العالم.  

ويأتي هذا التحقيق كتكملة لتحقيق»وثائق بنما «الذي نُشر في أفريل 2016 بعد تسريب 11.5 مليون وثيقة رقمية من مكتب المحاماة البنمي موساك فونيسكا وصدم العالم وانتهى الى فتح 150 تحقيقا في 79 دولة في قضايا تهرب ضريبي وتبييض أموال كما أجبر عدد من القادة في العالم على الاستقالة مثل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وأنهى مسيرة عدد كبيرة من السياسيين.. كما أعلن مكتب المحاماة البنمي، موساك فونسيكا، في عام 2018 وقف كل نشاطاته بعد تلك الفضيحة.

كما في التحقيق الأول لوثائق بنما شارك صحافيون تونسيون من موقع انكيفادا في انجاز هذا التحقيق الدولي الذي أكد التهم التي تعلقت برئيس حزب مشروع تونس ومدير الحملة الانتخابية للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، محسن مرزوق، رغم تفنيده لكل ما ورد في تحقيق وثائق بنما..

ووجود محسن مرزوق ضمن هذه الفضيحة العابرة للقارات، يعيد الأضواء لملف مسكوت عنه في تونس، حول ثروات السياسيين في تونس، التي تبقى لغزا وسرا مثيرا للتخمينات وأيضا للشبهات!

 

فضائح مالية تهز عروش سياسية

 

أظهر تحقيق وثائق باندورا أسماء حوالي 35 شخصية قيادية حالية او سابقة حول العالم وأكثر من 300 مسؤول حكومي تورطوا في ملفات الشركات التي تتخذ من الملاذات الضريبية مقرا لها وكشف عن ثروات مجهولة ومعاملات سرية في أكبر تسريب لوثائق مالية خطيرة.

ومن بين هؤلاء القادة الذين كشف التحقيق عن معاملاتهم السرية نجد ملك الأردن الذي اتضح أنه يملك عقارات في بريطانيا والولايات المتحدة بقيمة 100 مليون دولار ويكشف التحقيق شبكة من الشركات التي تتخذ من جزر العذراء البريطانية وغيرها من الملاذات الضريبية، مقرا لها والتي استخدمها الملك عبد الله لشراء 15 عقارا منذ أن تولى السلطة في عام 1999. كما كشفت الوثائق كيف تمكن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وزوجته من التهرب من دفع 312 ألف جنيه إسترليني، كرسوم مستوجبة لتسجيل عقار.

كما كشف التحقيق عن ثروات وممتلكات أخرى مشبوهة لقادة وزعماء آخرين من مختلف دول العالم كالرئيس الكيني والقبرصي والأوكراني ومقربين من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بمن فيهم وزراء وعائلاتهم، يمتلكون سراً شركات وصناديق ائتمانية بملايين الدولارات.

محسن مرزوق.. مرة أخرى!

 

في تحقيق وثائق بنما كشف موقع انكيفادا المشارك في اعداد ذلك التحقيق الدولي الضخم، أن رئيس حزب مشروع تونس محسن مرزوق سعى لتكوين شركة أوفشور. وانه كان يتبادل الكترونيا الرسائل مع مكتب المحاماة البنمي المشبوه موساك فونسيكا في الفترة الممتدة بين الدورتين الانتخابيتين لرئاسية 2014 وكان يستفسر حينها عن آليات تكوين شركة أوفشور في الجزر العذراء البريطانية أو في جزيرة أنغويلا.

وقد أكد التحقيق الجديد، وثائق باندورا، أنه وبالتوازي مع مراسلاته الالكترونية مع مكتب المحاماة موساك فونسيكا، شرع محسن مرزوق في القيام بإجراءات مع شركة إس إف إم لخدمات الشركات ومقرها الامارات العربية المتحدة، من أجل إدراج شركة في الجزر العذراء البريطانية. وكانت شركة  إس إف إم قد طلبت مبلغ 1791 جنيها استرلينيا (قرابة 6800 دينار) في حين أن موساك فونسيكا قدرت أتعابها بـ2613 دولارا (قرابة 7400 دينار) مقابل نفس الخدمات، وفق ما نشره موقع انكيفادا في اطار تحقيق وثائق باندورا والذي أكد أنه يوم 16 ديسمبر 2014، أُدرجت شركة Eagle One Investments Holding .. علما وأن التحقيق كشف ان موساك فونسيكا واس اف ام يمتهنان تكوين الشركات الوهمية وخدمات الاوفشور ويمثل هذا المكتب الإماراتي واحدا من 14 مقدم خدمات شملتهم أوراق باندورا التي كشفت عن 190.000 وثيقة تابعة له.

من بين كم طائل من الوثائق المسربة من إس إف إم ، تظهر وثيقة مسربة من شركة اس اف ام الإماراتية  تصريح مستفيد معمّر وممضى بخط يد محسن مرزوق نفسه يفسر فيه أنه يريد فتح شركة قصد "القيام باستثمارات، تسيير ثروة العائلة، لتوفير دخل للتقاعد"، فضلا عن "خلق صندوق هبات من أجل تعليم أطفاله.. وعندما واجه موقع انكيفادا محسن مرزوق بالسؤال أكد أن شركة إس إف إم قد اهتمت بكل شيء و"أنا لم أكتب شيئا ولم أطالب بشيء"، وفق تأكيده.

 ويكشف موقع انكيفادا أن شركة إس إف إم لخدمات الشركات أصدرت فاتورة ثالثة لـ "تصفية كيان قانوني"، ليلجأ مرزوق إذن إلى غلق Eagle One  لأنه "قرر البقاء في تونس". ويقول الموقع أن حلّ الشركة كلّفه 2200 يورو، ولكن مرزوق لا يتذكر جيّدا إن كانت هذه الفاتورة قد "تم تسديدها" أم لا، لكنه متيقّن أن الشركة قد تم حلّها بالفعل. ويشير الموقع إلى أن هذا الغلق أتى بعد شهر ونصف فقط من كشف انكيفادا لوثائق بنما.

ثروات ومعاملات السياسيين تطرح نقاط استفهام

 

إذا كان تحقيق وثائق باندورا الدولي، ذكر فقط اسم محسن مرزوق من بين السياسيين التونسيين، فذلك لأنه ببساطة تعامل مع شركات الخدمات التي تسربت منها تلك الوثائق الخطيرة ولا يعني ذلك أن بقية السياسيين التونسيين فوق مستوى الشبهات..

ففي السنوات الأخيرة أثيرت الكثير من الشبهات عن ثروة رجل الأعمال والسياسي سليم الرياحي والذي أدين في تهمة تبييض أموال، نفس الشيء بالنسبة لرجل الأعمال ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي الذي لاحقته اتهامات بالتهرب الضريبي..، كما كشف تقرير محكمة المحاسبات المتعلق بانتخابات 2019 عن معاملات مالية مشبوهة لعدد كبير من الأحزاب والنواب ومنها حركة النهضة التي ما زالت مسألة تلقيها لتمويل أجنبي وإبرامها لعقود لوبينغ تنتظر الحسم فيها أمام القضاء..

ومن غير الخفي أن مظاهر الثراء والبذخ تبدو جلية على أغلب السياسيين من الذين كان بعضهم لا يكاد يسد حاجياته وحاجيات عائلته ولكن بعد دخوله البرلمان او نشاطه ضمن أحزاب قوية بدت عليه علامات اثراء غير مفهومة، كما وان بعض الزعامات والقيادية التاريخية مثل راشد الغنوشي تبقى ثروته سرّا من الأسرار التي تثير حولها التخمينات والتوقعات وحتى الشبهات! واليوم فان التدقيق في ثروات السياسيين هو أحد أبرز الركائز التي يجب أن تنبني عليها الحرب على الفساد وخاصة الفساد السياسي.

 

منية العرفاوي  

 

«فضيحة وثائق باندورا» تطال محسن مرزوق..

 

تونس- الصباح

كما فتحت باندورا، أول امرأة على الأرض طبق العقيدة اليونانية القديمة، صندوقها، وأخرجت شرور وخطايا البشر من جشع وغرور وافتراء وكذب، الى النور، وفق الميثولوجيا الاغريقية..

كشف الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين في»وثائق باندورا «التي استعار اسمها من الأسطورة القديمة، عن تحقيق دولي ضخم اشترك فيه 600 صحافي من 117 دولة، عن فضيحة مالية جديدة وأسرار هزت عروش سياسية عبر العالم، حيث نجح التحقيق في إماطة اللثام عن ثروات مشبوهة لعدد كبير من القادة حول العالم يستخدمون حسابات وصناديق ائتمانية – تشبه صندوق باندورا-  لشراء عقارات بمئات الملايين من الدولارات في الجنات الضريبية وفي دول أجنبية بهدف تضخيم ثرواتهم على حساب استحقاقات شعوبهم ومواطنيهم.

وكما فتحت باندورا صندوق الآلهة وأطلقت الشر في العالم، فتح التحقيق، الصناديق الائتمانية وكشف عن أسرار وفضائح بالجملة تعلقت بتهرب ضريبي وشركات الاوف شور والثورات المخفية في ملاذات آمنة لقادة دول وسياسيين عبر العالم.  

ويأتي هذا التحقيق كتكملة لتحقيق»وثائق بنما «الذي نُشر في أفريل 2016 بعد تسريب 11.5 مليون وثيقة رقمية من مكتب المحاماة البنمي موساك فونيسكا وصدم العالم وانتهى الى فتح 150 تحقيقا في 79 دولة في قضايا تهرب ضريبي وتبييض أموال كما أجبر عدد من القادة في العالم على الاستقالة مثل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وأنهى مسيرة عدد كبيرة من السياسيين.. كما أعلن مكتب المحاماة البنمي، موساك فونسيكا، في عام 2018 وقف كل نشاطاته بعد تلك الفضيحة.

كما في التحقيق الأول لوثائق بنما شارك صحافيون تونسيون من موقع انكيفادا في انجاز هذا التحقيق الدولي الذي أكد التهم التي تعلقت برئيس حزب مشروع تونس ومدير الحملة الانتخابية للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، محسن مرزوق، رغم تفنيده لكل ما ورد في تحقيق وثائق بنما..

ووجود محسن مرزوق ضمن هذه الفضيحة العابرة للقارات، يعيد الأضواء لملف مسكوت عنه في تونس، حول ثروات السياسيين في تونس، التي تبقى لغزا وسرا مثيرا للتخمينات وأيضا للشبهات!

 

فضائح مالية تهز عروش سياسية

 

أظهر تحقيق وثائق باندورا أسماء حوالي 35 شخصية قيادية حالية او سابقة حول العالم وأكثر من 300 مسؤول حكومي تورطوا في ملفات الشركات التي تتخذ من الملاذات الضريبية مقرا لها وكشف عن ثروات مجهولة ومعاملات سرية في أكبر تسريب لوثائق مالية خطيرة.

ومن بين هؤلاء القادة الذين كشف التحقيق عن معاملاتهم السرية نجد ملك الأردن الذي اتضح أنه يملك عقارات في بريطانيا والولايات المتحدة بقيمة 100 مليون دولار ويكشف التحقيق شبكة من الشركات التي تتخذ من جزر العذراء البريطانية وغيرها من الملاذات الضريبية، مقرا لها والتي استخدمها الملك عبد الله لشراء 15 عقارا منذ أن تولى السلطة في عام 1999. كما كشفت الوثائق كيف تمكن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وزوجته من التهرب من دفع 312 ألف جنيه إسترليني، كرسوم مستوجبة لتسجيل عقار.

كما كشف التحقيق عن ثروات وممتلكات أخرى مشبوهة لقادة وزعماء آخرين من مختلف دول العالم كالرئيس الكيني والقبرصي والأوكراني ومقربين من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بمن فيهم وزراء وعائلاتهم، يمتلكون سراً شركات وصناديق ائتمانية بملايين الدولارات.

محسن مرزوق.. مرة أخرى!

 

في تحقيق وثائق بنما كشف موقع انكيفادا المشارك في اعداد ذلك التحقيق الدولي الضخم، أن رئيس حزب مشروع تونس محسن مرزوق سعى لتكوين شركة أوفشور. وانه كان يتبادل الكترونيا الرسائل مع مكتب المحاماة البنمي المشبوه موساك فونسيكا في الفترة الممتدة بين الدورتين الانتخابيتين لرئاسية 2014 وكان يستفسر حينها عن آليات تكوين شركة أوفشور في الجزر العذراء البريطانية أو في جزيرة أنغويلا.

وقد أكد التحقيق الجديد، وثائق باندورا، أنه وبالتوازي مع مراسلاته الالكترونية مع مكتب المحاماة موساك فونسيكا، شرع محسن مرزوق في القيام بإجراءات مع شركة إس إف إم لخدمات الشركات ومقرها الامارات العربية المتحدة، من أجل إدراج شركة في الجزر العذراء البريطانية. وكانت شركة  إس إف إم قد طلبت مبلغ 1791 جنيها استرلينيا (قرابة 6800 دينار) في حين أن موساك فونسيكا قدرت أتعابها بـ2613 دولارا (قرابة 7400 دينار) مقابل نفس الخدمات، وفق ما نشره موقع انكيفادا في اطار تحقيق وثائق باندورا والذي أكد أنه يوم 16 ديسمبر 2014، أُدرجت شركة Eagle One Investments Holding .. علما وأن التحقيق كشف ان موساك فونسيكا واس اف ام يمتهنان تكوين الشركات الوهمية وخدمات الاوفشور ويمثل هذا المكتب الإماراتي واحدا من 14 مقدم خدمات شملتهم أوراق باندورا التي كشفت عن 190.000 وثيقة تابعة له.

من بين كم طائل من الوثائق المسربة من إس إف إم ، تظهر وثيقة مسربة من شركة اس اف ام الإماراتية  تصريح مستفيد معمّر وممضى بخط يد محسن مرزوق نفسه يفسر فيه أنه يريد فتح شركة قصد "القيام باستثمارات، تسيير ثروة العائلة، لتوفير دخل للتقاعد"، فضلا عن "خلق صندوق هبات من أجل تعليم أطفاله.. وعندما واجه موقع انكيفادا محسن مرزوق بالسؤال أكد أن شركة إس إف إم قد اهتمت بكل شيء و"أنا لم أكتب شيئا ولم أطالب بشيء"، وفق تأكيده.

 ويكشف موقع انكيفادا أن شركة إس إف إم لخدمات الشركات أصدرت فاتورة ثالثة لـ "تصفية كيان قانوني"، ليلجأ مرزوق إذن إلى غلق Eagle One  لأنه "قرر البقاء في تونس". ويقول الموقع أن حلّ الشركة كلّفه 2200 يورو، ولكن مرزوق لا يتذكر جيّدا إن كانت هذه الفاتورة قد "تم تسديدها" أم لا، لكنه متيقّن أن الشركة قد تم حلّها بالفعل. ويشير الموقع إلى أن هذا الغلق أتى بعد شهر ونصف فقط من كشف انكيفادا لوثائق بنما.

ثروات ومعاملات السياسيين تطرح نقاط استفهام

 

إذا كان تحقيق وثائق باندورا الدولي، ذكر فقط اسم محسن مرزوق من بين السياسيين التونسيين، فذلك لأنه ببساطة تعامل مع شركات الخدمات التي تسربت منها تلك الوثائق الخطيرة ولا يعني ذلك أن بقية السياسيين التونسيين فوق مستوى الشبهات..

ففي السنوات الأخيرة أثيرت الكثير من الشبهات عن ثروة رجل الأعمال والسياسي سليم الرياحي والذي أدين في تهمة تبييض أموال، نفس الشيء بالنسبة لرجل الأعمال ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي الذي لاحقته اتهامات بالتهرب الضريبي..، كما كشف تقرير محكمة المحاسبات المتعلق بانتخابات 2019 عن معاملات مالية مشبوهة لعدد كبير من الأحزاب والنواب ومنها حركة النهضة التي ما زالت مسألة تلقيها لتمويل أجنبي وإبرامها لعقود لوبينغ تنتظر الحسم فيها أمام القضاء..

ومن غير الخفي أن مظاهر الثراء والبذخ تبدو جلية على أغلب السياسيين من الذين كان بعضهم لا يكاد يسد حاجياته وحاجيات عائلته ولكن بعد دخوله البرلمان او نشاطه ضمن أحزاب قوية بدت عليه علامات اثراء غير مفهومة، كما وان بعض الزعامات والقيادية التاريخية مثل راشد الغنوشي تبقى ثروته سرّا من الأسرار التي تثير حولها التخمينات والتوقعات وحتى الشبهات! واليوم فان التدقيق في ثروات السياسيين هو أحد أبرز الركائز التي يجب أن تنبني عليها الحرب على الفساد وخاصة الفساد السياسي.

 

منية العرفاوي  

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews